تشارك مؤسسة «الشعب» العريقة بفعاليات الطبعة 26 لمعرض الكتاب الدولي، حيث تسجل حضورها في هذه التظاهرة الثقافية إلى جانب نظيراتها من المؤسسات الحكومية والخاصة ودور النشر بهدف التشجيع على الثقافة والحمل على ارتياد المطالعة والمقروئية.
ارتأت عميدة الصحف عرض أرشيفها بجناحها الخاص حتى يتسنى للقراء وزوار المعرض الاطلاع عليه، وهو ما وجد ترحيبا لدى الزائرين الذين تهافتوا على الجناح، بعضهم دفعه حب الاكتشاف والفضول، وآخرون كانوا من قراء الجريدة ومن المثقفين الذين واكبوا مختلف المراحل التاريخية للجريدة في حقب زمنية مختلفة، والمواضيع التي تطرقت إليها خلال السنوات والعقود الماضية، والبعض الآخر عملوا بجريدة «الشعب» وتركوا بصمتهم المميزة فيها.
وقد تجاوز عدد الوافدين إلى الجناح ما يقارب 4000 وافد، وقفوا مستذكرين شبابهم وصباهم يسردون قصصهم مع الأبيض والأسود، حيث قال نجل الميلي، «استحقت لقب أم الجرائد، مشيرا إلى أنها كانت ولا تزال منبرا إعلاميا مهما واكب التحولات التي عرفها المجتمع الجزائري».
وتذكر عزوني، «كانت حينها مصدر المعرفة وقناة واحدة للعلم والثقافة. كنا صغارا حينها، اشتريناها لآبائنا، ونلنا شرف التثقف، على الجريدة الرمز «جريدة الشعب». طفنا بين صفحاتها فتعلمنا اللغة العربية المشرقة، من حيث الأسلوب والمضمون؛ ذلك لأن صحفييها امتازوا بالكفاءة والأمانة في نقل الخبر والمعرفة». وقال ربيعي مخالدي وهو أحد المثقفين: (61) واحد وستون تحية إلى جريدة الشعب- المدرسة، القائمة منذ أن كان للكلمة وعي وتوثيق، وإلى اليوم لا يوجد داعم للغة والثقافة بمفهومها المعاصر والحديث أطهر من جريدة «الشعب»، لذا سأختم أيضا ب(69) تسع وستين تضحية في سبيل الله والوطن».
وتساءل العديد منهم عن رقمنة أرشيف الجريدة، فقال عبد الرحمان دويب وهو باحث في التراث الجزائري: «منذ سنوات وأنا في اتصال دائم مع ممثلي جريدتكم في المعرض وفي كل زيارة يمنّونني بتصوير رصيدكم الثري، وأنا في انتظار تحقيق هذه الأمنية»، مشيرا إلى أن هذا الأرشيف يمكن اتخاذه كمرجع للكثير من البحوث. وميز جناح الشعب أيضا، معرض لصور فوتوغرافية حول الثورة التحريرية التي رصدتها الجريدة وحاولت أن تربط الماضي بالحاضر وتقرب تلك الحقبة من الواقع المعيش، باعتبار المناسبة متزامنة مع الذكرى 69 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، التي عبرت عنها الصحف وعن قضيتها بمختلف مواقفها المنددة باستعمار فرنسا للجزائر، كما تم عرض لائحة تضم صفحات الجريدة التي تواكب أحداث غزة الجريحة.
وتميزت مشاركة الجريدة بحضور صحفيين قاموا بتغطية فعاليات الصالون ومصورين نقلوا صورا للمعرض وسجلوا أهم المراصد الهامة للجريدة ومواضيعها المختلفة.