شددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على تمسك الشعب الفلسطيني بمقاومته الباسلة التي تقف في وجه العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، مؤكدة على أن معركة غزة هي معركة “الكل الفلسطيني” التي جاءت لتؤكد من جديد أن هذا الشعب لن يرفع الراية البيضاء.
وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وممثلها بالجزائر، محمد الحمامي، في تصريح ل/واج، ان عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية جاءت ردا على الاعتداءات الصهيونية المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية المحتلة والقدس والمسجد الأقصى والحصار الجائر المفروض على قطاع غزة منذ 16 عاما.
وأبرز الحمامي أن الكيان الصهيوني أبان عن وجهه الحقيقي, فهو “يمارس تطهيرا عرقيا وحرب ابادة بحق شعب أعزل, بدعم من حلفائه من الدول العظمى, التي هرولت لتقديم له كافة أشكال المساعدات العسكرية والمالية”, مستنكرا ما أسماه ب”ازدواجية المعايير و سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها القوى العظمى, وذلك بالاصطفاف الى جانب المحتل الغاصب, والتنكر لصاحب الحق”.
وبخصوص الوضع الانساني في القطاع المحاصر, فوصفه المسؤول السياسي الفلسطيني ب”الكارثي” نتيجة لتدمير المخابز ونفاد الادوية و انعدام الكهرباء والوقود والماء, حيث يضطر سكان غزة الى شرب مياه البحر لصد عطشهم, علاوة على تدمير المستشفيات و المراكز الصحية بالقصف, و أخرى تم حرمانها من الوقود, ما أدى بعدد كبير منها ومن اقسامها الى الخروج عن الخدمة.
ولدى تطرقه للمجريات الميدانية, أوضح الحمامي أن جيش الاحتلال, “الذي يحاول كسب المعركة البرية داخل غزة بانتهاجه لسياسة الارض المحروقة, يواجه مقاومة شرسة أوقعت خلال المواجهات الميدانية العنيفة, خسائر قدرت بعشرات القتلى في صفوفه الى جانب تدمير لآلياته”, لافتا الى أن المعارك على الأرض لن تكون سهلة بالنسبة للجيش الصهيوني “الذي يحاول اخفاء ارتباكه بضرب القطاع وسكانه بآلاف الأطنان من القنابل”, تعادل ثلاث قنابل ونصف من القنبلة التي ألقيت على هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي, دعا المتحدث, القادة العرب المشاركين في القمة العاجلة التي ستعقد غدا السبت بالرياض, الى اتباع “استراتيجية واحدة وموحدة” لوقف “حرب الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني, وتسهيل فتح الممرات والمعابر لإدخال المساعدات والوقود الى شعب أعزل يواجه عدوانا غير أخلاقي ومنافي لكل الاعراف الدولية ولاتفاقية جنيف”.
وفي الختام, ثمن ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر, مواقف الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الداعمة للقضية الفلسطينية, معربا عن امتنانه لما تقوم به الدبلوماسية الجزائرية على مستوى الامم المتحدة دفاعا عن الشعب الفلسطيني وحقه في اقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
كما رحب بالتحركات الشعبية “الطوفانية” المستنكرة للعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة, والداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني عبر دول العالم.
و في سياق متصل, يرى القيادي في الجبهة الديمقراطية بنابلس, محمد الدويكات, بأن ما يحدث في غزة هو معركة “الكل الفلسطيني” و “رسالة الشعب الفلسطيني الموحدة” التي جاءت ل”تؤكد من جديد أن هذا الشعب ما زال مستمرا في نضاله وصموده ولن يرفع الراية البيضاء أمام المخططات (الصهيونية) الرامية الى تصفية قضيته و اعادة انتاج نكبة جديدة”.
كما هي رسالة – يضيف – الى “كل الشعوب العربية الحرة التي انتفضت ضد هذا العدوان الاعمى, نصرة للدم الفلسطيني النازف في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة”.
وشدد على أن هذا العدوان لن يثني الشعب الفلسطيني عن “مواصلة تمسكه بمقاومته الباسلة التي تقف بالمرصاد لجيش الاحتلال, محققة نتائج ايجابية على الارض في تكبيدها خسائر مادية وبشرية في صفوفه”.
وبخصوص الوضع في الضفة الغربية الذي يعرف تصعيدا خطيرا, أكد الدويكات أن جيش الاحتلال ومستوطنيه يرتكبون مجازر متواصلة بحق المدنيين الذين يتعرضون بشكل مباشر لعمليات اطلاق النار على أوسع نطاق, ناهيك عن الاقتحامات اليومية للمخيمات و المدن والاعتداءات بكل أشكالها.
وقال المسؤول الفلسطيني : “آن الأوان لكي يقف المجتمع الدولي أمام مسؤولياته”, داعيا اياه الى اتخاذ مواقف “جادة وملموسة” لوقف هذا العدوان عن الشعب الفلسطيني ومواصلة الضغط لفتح ممرات انسانية من أجل ادخال المزيد من المساعدات التموينية ورفع القيود أمام اخراج الجرحى للعلاج, مع استئناف العملية السياسية على أسس قرارات الشرعية الدولية بإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في اقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس, وهذا -يشدد المتحدث- “خيار يجمع عليه الكل الفلسطيني”.