أشاد الشاعر الفلسطيني علي العامري، في ديوانه الصادر مؤخرا بعنوان “فلسطينياذا” المعروض بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، بالشعب الفلسطيني المقاوم الذي يواجه العدوان الصهيوني بكل صبر وبكل اعتزاز بهويته التي عبر عنها الشاعر بأنفاس ملحمية ومشاهد شاعرية تعكس جسامة المعاناة الفلسطينية.
تم تقديم هذا الإصدار الجديد في المعرض, وهو عبارة عن قصيدة مطولة من 134 صفحة يتوقف فيها الشاعر عند لحظات وجدانية تملكته أمام جسامة المعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة حيث يتعرض السكان لبشاعة الهجومات الصهيونية في مشاهد مأساوية تدمي القلوب.
ويأتي تقديم هذا الديوان في عز العدوان على الفلسطينيين في غزة وفي عز صمودهم الذي يشاهده العالم بإعجاب وتقدير. وقد حظي الكتاب باحتفاء العديد من القراء والزوار، حيث قرر الشاعر أن يخصص ريع كتابه لأطفال غزة كتعبير عن موقفه الثابت مع حقوق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه.
وعلى الجرح المفتوح, كتب علي العامري قصيدته المطولة التي تشبه النص الملحمة الشعرية المعروفة “الإلياذة” وفي قصيدته المتعددة الأصوات والإيقاعات والأجواء “يظهر البطل فيها الإنسان الفلسطيني الفدائي المقاوم والذي يحرث أرضه وصامد على دياره”, يقول الشاعر.
ويؤكد الشاعر أنه عتبة ديوانه تحمل كلمة “فلسطينياذا” التي تعتبر ابتكارا لغويا منفرد تولد لديه بعد تفكير طويل وقراءات وتشبع بالإرث الفلسطيني الذي يحمله من أجداده الأولين إلى اليوم. وقد بدأ العمل على الكتاب منذ سنة ونصف من المخاض حتى صادف صدورها بدايات الأحداث المأساوية في غزة.
وتنقل القصيدة المطولة أنين الضحايا تحت الأنقاض في وتحاول أن ترفع عنهم الأثقال خاصة أطفال غزة الذين سلط عليهم الضوء ودق ناقوس الخطر على الانتهاك الصارخ لحقوقهم المهضومة. وتخفف من وجع الصور التي تعرض على مرأى من الإنسانية جمعاء. حتى أنه يخيل للقارئ أنه أمام مشاهد مستوحاة من السينما والخيال لشدة الأسى المتراكم على قلبه وذكرياته التي شكلت أيضا متكأ استند عليه ليكتب هذه الملحمة الشعرية.
ويقول العارفون بسيرة الشاعر الأدبية, أن ديوانه الأخير هو تتمة لمجموعاته الشعرية الثلاثة السابقة, التي اشتغل فيها على القصائد القصيرة والقصيرة جدا وغير القصيرة لكنه في “فلسطينياذا” ترك سيل الكلام ينهمر ليجرف معه شحنة مشاعر الغضب ممزوج بالحنين إلى الأرض والاعتزاز بسيرة الفلسطيني الذي يستشهد من أجل أرضه ويلملم شتاته متحديا تيارات الفرقة.
جاءت لغة القصيدة مندفعة, تعكس حالة الشاعر وهو بصدد إخراج أفكاره وهواجسه على الورق, وكأنه يسرد حكاية قديمة فيها من ملامح الحاضر الكثير وفيها من أشجار الزيتون والبحر والحقول والنجوم الساطعة في السماء وأجواء حياتية عالقة في ذهن الفلسطيني الذي لم ينقطع رغم القصف عن التمسك بقضيته.
وتختتم فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب غدا الأحد.