قوات الاحتلال الصهيوني تقتيل الفلسطينيين في قطاع غزة وخارجه، ويمتد القصف العدواني الى بلدات وقرى جنوبي لبنان، في وقت تتعالي اصوات دولية للتنديد باستمرا العدوان وعدم مراعاة القوانين الدولية بشان المعونات واحترام حقوق الانسان وغيره.
اقتحام قرى ومدن الفلسطينية في الضفة الغربية
اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم السبت، عديد القرى والبلدات والمدن الفلسطينية بالضفة الغربية، ما أسفر عن إصابة أحد المدنيين، واندلاع مواجهات مع الشبان، حسب ما افادت وكالة الانباء الفلسطينية (وافا).
أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال خلال اقتحامه قرية “المزرعة الغربية” شمال غربي رام الله، حيث أفادت مصادر محلية بأن مواجهات اندلعت بين الشبان والقوات الصهيونية عقب مداهمتها عديد المنازل.
بدورها، تعرضت قرية “دير أبومشعل” شمال غربي مدينة رام الله لعملية مماثلة، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وشهدت بلدة “قبلان” جنوبي مدينة نابلس عملية اقتحام صهيونية، حيث عمدت قوات الاحتلال إلى تسيير آلياتها في الشوارع، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
من جهتها، تعرضت قرية “حبلة” جنوبي مدينة قلقيلية لاقتحامات صهيونية ومداهمات للمنازل، تماما كقرية “مراج رباح” جنوبي مدينة بيت لحم التي اجتاحتها قوة كبيرة راجلة من جيش الاحتلال، واستولت على عدد من المركبات، وحطمت بشكل متعمد زجاج عدد من المركبات المركونة أمام منازل المواطنين.
واقتحمت القوات الصهيونية أيضا بلدة “كفر قدوم” شرقي قلقيلية، وبلدة “كفر راعي” وقرية “فحمة” جنوبي جنين ومدينة أريحا و”مخيم عقبة جبر”، دون التبليغ عن وجود اعتقالات.
تسعة شهداء في قصف جديد لخان يونس ورفح
واستشهد تسعة مدنيين على الأقل في سلسلة غارات شنها طيران الاحتلال وقصف بري نفذته المدفعية الصهيونية، فجر اليوم، على عدد من مناطق خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة.
فقد نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر محلية قولها إن قوات الاحتلال استهدف منزلا لإحدى العائلات جنوبي خان يونس ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين على الأقل، ومنزلا آخر في مدينة رفح، ما أسفر عن ارتقاء ستة شهداء وإصابة عدد من المواطنين.
في غضون ذلك، استمرت طائرات الاحتلال في استهداف عدة مناطق في شمال ووسط وجنوب القطاع، ما تسبب في ارتقاء شهداء وجرحى، لم يعرف عددهم حتى الآن.
وتعمد قوات الاحتلال إلى مواصلة جرائمها بحق الفلسطينيين في غزة في ظل غياب التغطية الإعلامية في شمال القطاع (محافظتي غزة وشمال غزة)، وتقتل المدنيين العزل في مراكز الإيواء وفي الشوارع، وتعتقل كل من يصادفها دون رقيب أو حسيب من المجتمع الدولي.
محاصرة 12 مركز إيواء شمال غزة
وواصلت قوات الاحتلال الصهيوني قصف شمال قطاع غزة، ومحاصرة 12 مركز إيواء معظمها تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا حسب ما ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية امس الجمعة.
وأفاد المصدر، أن قوات الاحتلال تقصف مراكز الإيواء في جباليا وبيت لاهيا، والتي نزح إليها عشرات آلاف الفلسطينيين للاحتماء من القصف الصهيوني بالقذائف والصواريخ، فيما ذكرت مصادر طبية فلسطينية، أن عشرات الشهداء والجرحى يتواجدون داخل أحد مراكز الإيواء في شمال قطاع غزة، بعد تعرض المركز لقصف عنيف من الدبابات الصهيونية، والتي تتوغل في عدة محاور شمال قطاع غزة.
في السياق ذاته حذّرت مراكز حقوقية، من خطورة الأوضاع الإنسانية في غزة وشمالها، في ظل عدم وصول امدادات الغذاء والدواء والمياه لها، منذ عدة أسابيع، مما فاقم من معاناة نحو نصف مليون فلسطيني محاصرين من القصف الصهيوني ، ويعانون من الجوع والعطش والمرض.
ارتفاع عدد الشهداء إلى 17500 شهيد
وثّقت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، إلى 17500 شهيد منذ بدء العدوان الذي دخل شهره الثالث على التوالي.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية، أن أكثر من 314 فلسطينياً معظمهم من الأطفال والنساء استشهدوا خلال الساعات 24 الماضية، لافتةً النظر إلى أن الوضع الصحي في القطاع كارثي في ظل النقص الحاد في المستلزمات الطبية والوقود، بالتزامن مع اشتداد القصف الصهيوني، وسقوط مئات الجرحى يومياً، داعيةً لتدخل عاجل لإنقاذ الجرحى والمرضى من خلال إدخال الأدوية والوقود.
قصف بلدات وقرى جنوبي لبنان
وجدد الكيان الصهيوني قصفه المدفعي والجوي المتواصل باتجاه بلدات وقرى متفرقة في جنوب لبنان وسط أنباء عن وقوع إصابات وأضرار مادية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن طائرات الكيان الصهيوني شنت اليوم السبت غارة جوية عنيفة استهدفت بلدة عيتا الشعب، وأوقعت إصابات وأضرار جسيمة في الممتلكات، كما استهدفت بصاروخ بلدة مارون الراس جنوبا.
ولم يحدد المصدر الاعلامي عدد المصابين أو طبيعة هذه الإصابات في هذه الغارة لكنه أشار إلى أن القصف الصهيوني استهدف ليل السبت بلدة عيتا الشعب نفسها بغارتين جويتين.
وبالتوازي مع ذلك، قصفت المدفعية الصهيونية مجددا بلدات طير حرفا، ومحيبيب، والوزاني، وكفرشوبا، وبليدا، والخيام، والضهيرة، وبلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان.
وحلق طيران الاحتلال الصهيوني طيلة الليل وحتى صباح اليوم فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط.
وكان نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، قد اعلن الخميس، أن حكومته “ستتخذ كافة الإجراءات لتقديم شكاية ضد الكيان الصهيوني أمام مجلس الأمن الدولي لاستهدافه صحفيين جنوبي البلاد. وأوضح ميقاتي – في تصريحات-، أن الاجرام الصهيوني “لا حدود له،وهذا ما يجري في غزة وجنوب لبنان”، معتبرا أن استهدافه المؤسسات الإعلامية هو”محاولة لإسكات كل صوت يفضح عدوانه وممارساته الإجرامية”.
ومنذ اندلاع العدوان الصهيوني على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، تشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان قصفا صهيونيا مستمرا.
دعوة “يونسكو” لإنقاذ معالم القطاع التاريخية
ودعت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، الجمعة، منظمة “اليونسكو” للحفاظ على الكنوز الأثرية المتبقية في القطاع، بعدما تسبب القصف الصهيوني في تدميرها أو إلحاق الضرر بها، سواء بالمساجد التاريخية، أو الحمامات الأثرية.
ونددت الوزارة، في بيان، بتدمير الاحتلال مواقع تاريخية وأثرية، مشددة على أن هذه الجرائم تتطلب تحركا من العالم ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة اليونسكو لإنقاذ هذا الموروث التاريخي الحضاري الأثري.
وأكدت أن الاحتلال يتعمد ارتكاب مجازر بحق الأماكن التاريخية والأثرية في البلدة القديمة وسط غزة، ليغتال التاريخ وآثار الحضارات التي مرت على القطاع منذ آلاف السنين، لافتة إلى أن القصف الجوي دمر أماكن أثرية كليا كمسجد عثمان قشقار التاريخي، وجزئيا مثل المسجد العمري الكبير الذي يعود تاريخه إلى ألفين وخمسمائة عام، فضلا عن تدمير دار القرآن الكريم التي تضم منزل ومحراب الامام الشافعي، وحمام السمرا التاريخي الذي أسس قبل 1300 سنة.
كما أشارت الوزارة، في بيانها، إلى تدمير ثلاث كنائس، أبرزها كنيسة القديس بورفيريوس التي تعد أقدم كنيسة في القطاع وتقع بجانب مسجد في البلدة القديمة بغزة، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي.
تجدر الإشارة إلى أن القصف الجوي لطيران الاحتلال أحدث دمارا هائلا بغزة، ولم يستثن أي مكان، سواء دور عبادة أو منازل سكنية أو مستشفيات، حيث وصفت وكالة أونروا القطاع بـ”المقبرة الجماعية”.
ألمانيا تدعو الاحتلال الصهيوني إلى الامتثال للقانون الإنساني الدولي
دعت الحكومة الألمانية، الجمعة، الاحتلال الصهيوني، إلى الامتثال للقانون الإنساني الدولي وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشار متحدث الحكومة الألمانية، سبيستيان فيشر، في مؤتمر صحفي بالعاصمة برلين، أن الفلسطينيين في قطاع غزة بحاجة للحصول على المواد الإنسانية بشكل عاجل، مؤكدا على ضرورة إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف المسؤول الألماني، “رأينا أيضا، أن الفلسطينيين يعيشون مآسي كبيرة وأوضحت مرات عديدة أننا نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الإنساني والأمني لسكان غزة”.