يستمر العدوان الصهيوني في تدمير كل ما هو فلسطيني من تقتيل “على المباشر” الى اقتحام لبلدات كثيرة كل يوم في محاولة لكسر المقاومة التي فضحت حقيقة الصهاينة أمام العالم.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن نحو ثمانية آلاف مفقودا لازالوا تحت ركام المنازل المدمرة، التي تعرضت للقصف الصهيوني المستمر على قطاع غزة، لليوم 68 على التوالي.
أشارت وزارة الصحة الفلسطينية، أن عدم توفر الامكانيات من أدوات واليات الانتشال حالت دون انتشال آلاف الفلسطينيين من تحت ركام المنازل المدمرة، خاصة البنايات السكنية العالية، والتي دمرها القصف الصهيوني.
من جانبه أكد الدفاع المدني الفلسطيني، أن مئات الشهداء والجرحى لازالوا تحت ركام المنازل المدمرة، وأن ما فاقم عمليات الانقاذ مواصلة الاحتلال منع فرق الإسعاف والدفاع المدني من انتشال الشهداء والجرحى من تحت ركام المنازل، مؤكدا أن فرص العثور على ناجين تحت الانقاض تبدو مستحيلة، خاصة وأن المئات منهم فقدوا منذ عدة أسابيع، بينهم مئات الأطفال.
استمرار العدوان الصهيوني على “جنين”
واستشهد مواطنان فلسطينيان وأصيب 10 اخرون، مساء الاربعاء في قصف بطائرة صهيونية مسيّرة على الحي الشرقي في جنين، مع تواصل العدوان على المدينة ومخيمها منذ فجر الثلاثاء.
وأفادت مصادر أمنية وطبية باستشهاد المواطنين أحمد جمال أبوزينة (27 عاما) والطفل بشار هيثم أبوزيد، وإصابة 10 اخرين، منهم اثنان بجروح خطيرة، في قصف من طائرة مسيّرة استهدف مجموعة من المواطنين في الحي الشرقي من المدينة، ليرتفع عدد شهداء العدوان إلى 10.
وقالت مصادر طبية في مستشفى ابن سينا إن شهيدين و5 مصابين وصلوا إلى المستشفى بينهم مصاب بجروح خطيرة، بينما قالت مصادر في مستشفى الرازي إن 5 إصابات بينها اثنتان وصفت بالخطيرة، وصلت إلى المستشفى.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها عملت على نقل الشهداء والمصابين إلى المستشفيات. كما أطلقت قوات الاحتلال عدة قذائف “أنيرجا” تجاه عدد من المنازل في الحي.
وداهمت قوات الاحتلال عدة منازل في الحي وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين ومنازلهم.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة لمدينة جنين ومخيمها، وفجرت منزلا في حارة الدمج بالمخيم، ما أدى إلى اشتعال النيران في المكان.
اقتحام مواقع بالضفة الغربية
واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني عدة مدن وبلدات ومخيمات في محافظات الضفة الغربية. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدتي جماعين وعزموط في محافظة نابلس، ومدينة بيت لحم، وبلدة بيت فجار بالمحافظة، وأطراف مخيم قلنديا شمال القـدس المحتلة، وبلدة الجيب شمال غربها. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت عدة منازل وعاثت في محتوياتها خرابا، واحتجزت ساكنيها.
وفي حنين، أصيب شاب من بلدة اليامون شمال غرب مدينة جنين برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة، فجر اليوم الخميس.
وأفادت مصادر أمنية ومحلية بأن مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال التي اقتحمت بلدة اليامون وداهمت منزل المواطن هاني حسن أبوالهيجا وحطمت محتوياته. واندلعت مواجهات في البلدة، أصيب خلالها شاب برصاصة في القدم، ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من نقله للمستشفى.
كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية رمانة شمال غرب جنين وشنت حملة تفتيش واسعة في مركز القرية، وداهمت منزلي المواطنين أحمد فريد محاجنة بحجة البحث عن نجله محمد، واحتجزت هويات أفراد العائلة، ومنزل المواطن سائد عمور.
مفوض “أونروا”: الفلسطينيون يواجهون أحلك فصل منذ 1948
وأكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أن الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوان صهيوني متواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، “يواجهون أحلك فصل في تاريخهم منذ عام 1948”.
وقال خلال المنتدى العالمي للاجئين المنعقد في مدينة جنيف السويسرية، “في مواجهة القصف والحرمان والأمراض، في مساحة ضيقة بشكل متزايد، يواجه الفلسطينيون أحلك فصل في تاريخهم منذ العام 1948، مع أنه تاريخ مؤلم”.
وأوضح لازاريني أنّ “سكّان غزّة يتجمّعون الان في أقل من ثلث الأراضي الأصلية، بالقرب من الحدود المصرية”، مضيفا: “من غير الواقعي التفكير بأنّ الناس سيظلّون صامدين في مواجهة مثل هذه الظروف المعيشية”.
وأشار لازاريني إلى أن مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية، وحيث يوجد المعبر الوحيد المفتوح أمام المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة، قد ارتفع عدد سكانها من 280 ألف نسمة إلى “أكثر من مليون شخص”.
وشدّد على أنّ الاستجابة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية تعتمد إلى حدّ كبير على قدرات الأونروا التي هي على وشك الانهيار.
وقال لازريني “نحن بحاجة إلى وقف فوري للعدوان للأغراض الإنسانية في غزة وإنهاء الحصار للسماح بدخول المساعدات الكافية وهنا أرحب بالدعم الساحق من 153 دولة عضوفي الأمم المتحدة اعتمادها قراراً في الجمعية العامة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.
وأضاف “يجب أن نكون قادرين على توفير وتقديم المساعدات الإنسانية بالشكل الذي يجعلها جديرة باسمها فيجب أن يكون الدعم مجديا” مشيرا إلى أن “اليوم التالي للعدوان على غزة سوف يتشكل من خلال كيفية استجابتنا للأزمة الحالية”.
المالكي: معاناة اللاجئين الفلسطينيين مستمرة منذ النكبة
وقال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي أن معاناة اللاجئين الفلسطينيين مستمرة منذ النكبة، أي قبل 75 عاما، وهي تتكرر الآن في قطاع غزة، في ظل العدوان وجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني، حسب ما ذكرته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) الاربعاء.
وأكد المالكي في كلمة دولة فلسطين، التي ألقاها في المنتدى العالمي للاجئين، المنعقد في مدينة جنيف السويسرية بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية ووفود رفيعة المستوى من الدول والمنظمات المختلفة أن حق العودة يبقى الأسمى وأن اللاجئين ما زالوا يتطلعون إلى تمكينهم من حقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها.
وشدد على أهمية التعاطف والتكاتف الدوليين من أجل حل قضية اللاجئين ومعالجة أسباب جريمة اللجوء والتهديد العام للأمن الإنساني للاجئين في العالم، وأن الأمن والسلام وحفظ الحقوق هي الأساس للحفاظ على حقوق اللاجئين وعلى رأسها الحق في العودة والتعويض واستعادة الأملاك وهذا ينطبق على اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون منذ النكبة.
وتطرق المالكي في كلمته إلى العدوان الصهيوني المستمر منذ 68 يوما على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي خلف أكثر من 18ألف شهيد أغلبيتهم من الأطفال والنساء ،مؤكدا أن 70 بالمائة من الشعب في القطاع هم من اللاجئين.
وقال أن أكثر من 1.9 مليون مواطن نزحوا من منازلهم والكثير منهم تعرضوا للتهجير مرتين أوثلاث مرات ، مؤكدا أن استمرار هذه المذبحة بحق الأطفال والمدنيين الأبرياء وفشل العالم في تحقيق وقف إطلاق النار يعتبران فشلا للإنسانية ولحقوق الإنسان.
ودعا المجتمع الدولي إلى التعاون لوقف حرب الإبادة والعدوان الصهيوني والعمل على وقف إطلاق النار وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووقف التهجير القسري وتأمين الدعم المستدام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وحث المالكي المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته القانونية والسياسية والإنسانية والعمل على إيجاد حل عادل وشامل ومستدام لقضية فلسطين.
الاحتلال الصهيوني ينفذ جرائم بشعة بحق المعتقلين “هي الأخطر منذ عقود”
قالت مؤسسات الأسرى وعائلة المعتقل الشهيد عبد الرحمن مرعي، اليوم الأربعاء، إن الاحتلال الصهيوني ينفذ جرائم بشعة بحق المعتقلين وعائلاتهم “هي الأخطر منذ عقود”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أعقب لقاء مغلقا مع مجموعة من القناصل والدبلوماسيين في مقر منظمة التحرير الفلسطينية بمدينة رام الله حول قضية استشهاد المعتقل عبد الرحمن مرعي في معتقلات الاحتلال الصهيوني والحديث عن آخر التطورات حول واقع المعتقلين في ظل تصاعد عمليات التعذيب بحقهم.
وتحدثت مؤسسات الأسرى عما يقوم به جيش الاحتلال خلال عمليات الاعتقال من إطلاق النار على المعتقلين وإصابتهم واستخدامهم دروعا بشرية والاعتداء عليهم، مطالبة بالضغط على الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف لتضغط بدورها على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه بحق المعتقلين.
كما شدد المتحدثون على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة ومستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة بحق المعتقلين الفلسطينيين.
وفي كلمته، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس، إن 6 أسرى استشهدوا داخل معتقلات الاحتلال منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي على غزة والضفة الغربية، آخرهم الشهيد ثائر أبوعصب.
وأضاف أنه تم وضع القناصل والدبلوماسيين في صورة الجرائم الكبرى التي ترتكب بحق المعتقلين في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال في كل مكان، ومحورها ومركزها قطاع غزة.
وأوضح أن إدارة معتقلات الاحتلال ما زالت إلى الآن تخفي اسم أحد المعتقلين الشهداء إذ اكتفت بنشر أنه من قطاع غزة، و”ربما هناك آخرون قد استشهدوا نتيجة التعذيب”.
بدوره، قال رئيس نادي الأسير، عبد الله الزغاري، إن الاحتلال “ينفذ انتهاكات تطال مختلف أبناء الشعب الفلسطيني ويمارس بحقهم سلوكا عدوانيا”.
من جهته، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، إنه “يتضح من خلال الشهادات الحية من المعتقلين القاصرين ومن شقيق الشهيد عبد الرحمن مرعي، أن المعتقلين يتعرضون لاعتداءات وجرائم غير مسبوقة”.
وأكد بيان أصدرته مؤسسات الأسرى أن قوات الاحتلال نفذت حملات اعتقال واسعة النطاق في الضفة الغربية منذ بدء العدوان، إذ تم تسجيل أكثر من 4000 حالة اعتقال، مست جميع فئات المجتمع الفلسطيني، بينها 150 امرأة وفتاة من غزة والضفة الغربية والقدس وأراضي عام 1948، إضافة إلى 255 طفلا.