عرفت سنة 2023، زخما غير مسبوق تاريخيا من حيث الانجازات والقرارات الشجاعة التي اتخذها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ويعتز الطاقم الإعلامي لجريدة “الشعب” بتسليط الضوء عليها ومرافقة أطوار تجسيدها، من القرار إلى الانجاز، أين كانت الآجال القياسية أهم ما ميز المشاريع المعلنة، فلا مجال للتقاعس ولا عزاء للمتقاعسين. بوتيرة متسارعة مضت الجزائر الجديدة في مسارها الإصلاحي، وصنعت محاوره التي شملت جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد صفحات “أم الجرائد” التي عوّدت قُراءها على المتابعة الميدانية للحدث.
انقضت 61 سنة على ميلاد أم الجرائد، يومية “الشعب”، وتوشك سنة 2023 على الانتهاء، بكل ما ميزها من أحداث وانجازات إطمئن لها المواطنون وثمنتها النخبة، واعتز بمرافقتها الطاقم الإعلامي لجريدة “الشعب”.
ولعلّ أهم ما تطرّقت إليه “الشعب” كان تلك القرارات التاريخية التي صنعت الحدث بالخصوص، قانون الاستثمار 18 / 22 والنصوص التطبيقية المرافقة له، كنقطة تحول في تاريخ الاقتصاد الوطني، تبعه قانون الصفقات العمومية الذي يتناسق وقانون الاستثمار من حيث مبدأ الأمان التشريعي والتسهيلات التحفيزية، ويكتمل المشهد القانوني للاستثمار.. قانونان محوريان، تبعتهما خطوة جريئة أقدم عليها رئيس الجمهورية من خلال إعلانه عن تغييرات جذرية في المنظومة المالية تتماشى والطموحات الاقتصادية للدولة الجزائرية، تمثلت في الإفراج عن القانون النقدي والمصرفي 09 / 23. تناولت “الشعب” أهم تفاصيله وانعكاساته على المنظومة المالية الوطنية، من خلال حوارات حصرية مع العديد من المسؤولين، وتحاليل قدمها خبراء جزائريون. حيث كان من بين ما جاء به القانون الجديد، أنه أطر الصيرفة الإسلامية، كنشاط بنكي بصيغتين مختلفتين، تتمثل الأولى في إنشاء بنوك إسلامية قائمة بذاتها، أما الثانية فتتمثل في إنشاء شبابيك إسلامية كما هي الحال على مستوى البنوك العمومية والخاصة الناشطة بالسوق المالية. إضافة إلى الخطوة التي أقدم عليها البنك المركزي من خلال مصادقته على النص التنظيمي المتعلق باعتماد وإنشاء مكاتب صرف، ما سيسمح بصرف العملات وفق أطر قانونية كضرورة تفرض نفسها، لتنظيم حركة العملة الصعبة خاصة بعد ارتفاع أسعارها بالسوق الموازية التي لا تزال المتحكم الرئيسي في قيمة تداول العملات.
وعلى ذكر العملات وقيمتها المتأرجحة بين الانخفاض والارتفاع، أين صنع الدينار الجزائري الحدث التاريخي، فحسب المؤشرات التي تؤكد ارتفاع الدينار الجزائري أمام الدولار الأمريكي بقيمة 10.36 دج خلال الأشهر العشر الماضية، ما يدل على تعافي المؤشرات الاقتصادية الوطنية حسب تقارير المؤسسات والهيئات المالية الدولية على غرار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكذا تقارير البنك المركزي. تجدر الإشارة إلى إقدام الحكومة على إنشاء فروع بنكية بالخارج خاصة بدول إفريقيا وفتح رؤوس أموال البنوك العمومية، حيث ستكون البداية بفتح رأس مال بنكين عموميين بنسبة لا تقل عن 30%، وإدراجها ببورصة الجزائر.
طاقم إعلامي متخصص للمرافقة..
ومن المواضيع التي صنعت العناوين الرئيسية لـ«الشعب”، الأمن الغذائي الذي حاز على أكبر حصة من محاور اجتماعات مجالس الوزراء والحصة الأكبر من المخصصات المالية التي تضمنها قانون المالية 2024، في مقاربته الاجتماعية – الاستثمارية المدمجة أين تمّ تخصيص ملياري دينار لدعم قطاع الفلاحة
و2900 مليار دج للتحويلات الاجتماعية. كما كانت “الشعب” في الموعد، لمتابعة القرارات الرشيدة التي اتخذها رئيس الجمهورية لمرافقة وحماية الاقتصاد الوطني الذي يشكّل التصدير والاستيراد أهم مؤشراته، من خلال استحداث هيئات سيادية، على غرار المجلس الاستشاري للتصدير وبعده المجلس الأعلى لضبط الواردات بحماية البيئة الاقتصادية وتنظيم حركة التجارة الخارجية وتطهيرها من العشوائية. كما واكب طاقم “الشعب” بكثير من الاعتزاز المنحنى التصاعدي للصادرات خارج المحروقات التي قفزت من 1.7 مليار دولار ثم 7 مليار دولار لتبلغ 13 مليار دولار متوقّعة نهاية 2023.
وقد كان للسياحة نصيب من الفضاء الإعلامي للجريدة، كون التوجّه إلى الاستثمار في القطاع السياحي، سيساهم بشكل قوي في الناتج المحلي الخام واستقطاب العملة الصعبة، إضافة إلى تحريك عجلة الاقتصاد، باعتبار السياحة قطاع أفقي ذي صلة تكاملية بباقي القطاعات، وبالتالي بات الاستثمار به بديلا استراتيجيا للتحرّر من الاقتصاد الريعي، وباتت المرافقة الإعلامية لنشاطه واجبا إعلاميا، خاصة وأن الجزائر أهل لذلك من خلال مقوماتها الطبيعية التي صنّفت من طرف المنظمات المختصة ضمن أفضل 60 وجهة عالمية أين احتلت الصحراء الجزائرية المرتبة 52 عالميا، ضمن السوق السياحية العالمية. وبالنسبة للورشة الكبرى التي فتحتها الجزائر، نذكر المشاريع التي تمّ إطلاقها في مجال البنى التحتية والمنشآت القاعدية، كدليل على مدى الأهمية التي توليها السلطات العمومية لهذه الأخيرة، لربط مختلف مناطق الوطن بشبكة طرقات كثيفة، خاصة على مستوى الولايات الصحراوية لما لها من دور في بعث المبادلات التجارية البينية الإفريقية مع دول الجوار، خاصة بعد تفعيل اتفاقيات المناطق الحرة، التي لا يمكن لها أن تؤتي نتائجها في غياب بنية تحتية تربط مختلف المناطق الحدودية ببعضها.
استشراف..
التحوّل الطاقوي والاستثمار في الطاقات المتجدّدة والنظيفة شغل هو الآخر فضاءً إعلاميا مهما، حيث تعمل الجزائر على تحقيق الانتقال الطاقوي تماشيا والتحولات الاقتصادية التي غيرت من مواردها من حيث مصادر الطاقة. حيث يتصدّر اليوم محور الانتقال الطاقوي في الجزائر، خارطة الطريق التي سطّرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، فيما يتعلق بالسياسة الطاقوية للبلاد، لتحمل ضمن توجهها برنامجا واعدا من أجل تثمين مصادر الطاقة والعمل على الاستغلال الأمثل لها، ليكون الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، حلا مستقبليا.
ولا يمكن أن تمرّ مقاربة الشركات الناشئة والمشاريع المبتكرة، مرور الكرام دون أن يزين الحديث عن الشباب والأمل في غد من صنع الشباب، مقالات بعبق الأمل، نالت الموقع الرئيسي على صفحاتها. باعتبارها تجربة رائدة في الجزائر ونموذج جديد تمّ تكريسه بموجب قرار من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يقوم على الاهتمام بالحلول الإبداعية والابتكارية وتحرير الطاقات من أجل خلق قيمة مضافة، والمساهمة إلى جانب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، في تقديم حلول ذكية للرفع من أداء ومردودية هذه الأخيرة من خلال مشاركتها ضمن سلاسل الإمداد للدورة الإنتاجية. فمن الفكرة إلى التجسيد يبقى الشباب الجزائري صانع التغيير وضمان المستقبل.