لا مناص عن الاعتراف بالدّور الرائد الذي تتولى العناية به وزارة المجاهدين، وتقوم عليه خير قيام، من أجل الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وتخليد مآثر الجزائريين الذين خاضوا معركة التحرير ضد المحتل الغاشم، فهي تقيم الندوات والملتقيات، وتنجز الأفلام والأشرطة الوثائقية، وتجمع الشهادات الحيّة، بل إنها ذهبت أبعد من ذلك وهي توفّر المادة التاريخية للطفولة، في أشكال سردية ممتعة، من أجل حفظ مقوّمات الهوية الوطنية..
ولقد أبدى الرئيس تبون – منذ تولى سدّة الحكم – اهتماما خاصا بمسألة الذاكرة، وخصص لها حيّزا واسعا من مبادراته الشخصية، وبرنامجه المؤسس لجزائر جديدة تسير على نهج الشهداء وتصون وديعتهم، وهو ما منح الاشتغال على التاريخ الوطني دفعا قويا، واستعاد له مكانته التي ينبغي أن يحظى بها في أوساط الباحثين والكتّاب، فجاءت «قناة الذاكرة» بالتلفزيون الوطني لتكون منصّة سامية لكل ما يتعلق بثورتنا المجيدة، وتلتها منجزات عديدة، بينها طبع أعمال روائية ومعرفيّة، بمناسبة ستينية الاستقلال، وأعمال أخرى كثيرة، ستكون لها ثمراتها اليانعة بالواقع المعيش..
ولا شكّ أن التاريخ المشرق يسهم إسهاما مباشرا في بناء مستقبل أكثر إشراقا، لهذا وجّه الرئيس – غير مرّة – إلى أن الاهتمام بـ»الذاكرة»، إنما هو «واجب وطني مقدّس» وأنه «سيظل في مقدمة انشغالات الدّولة»؛ ذلك أن تاريخ الأمة هو نبراسها إلى المعالي، وهو الحافظ للقيم والمبادئ العليا، والحصن الحصين للشخصية، يمنحها الاعتزاز والفخر بالانتماء، ويمنحها الثقة والقدرة على صناعة الأمجاد..
هذا اعتراف نرفعه إلى جميع من يعملون من أجل بناء مستقبل يتأسس على صفحات تاريخنا الناصع..
والمجد والخلود لشهدائنا الذين صنعوا ملحمة المجد الجزائري بدمائهم الطاهرة..