تعزز قطاع الصحة بالجزائر خلال سنة 2023 بالعديد من الإنجازات التي تؤكد إرادة الدولة وحرصها على ضمان رعاية صحية نوعية للمواطن.
ولبلوغ هذا المسعى، تم اتخاذ جملة من القرارات كرست مبدأ مواصلة تعزيز ما تم انجازه وتدارك النقائص المسجلة، استجابة لتطلعات المواطن في الحصول على خدمة صحية ترقى إلى المستوى المأمول وتخفف من معاناة المرضى.
وفي هذا الصدد، اتخذ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قرارا يقضي باستحداث هيئة وطنية لمكافحة السرطان تتكفل بضبط عناصر المبادرة الرئاسية للوقاية ومكافحة السرطان المندرجة في سياق تجسيد التزاماته بحماية صحة المواطن وترقيتها.
وقد تم تكليف هذه الهيئة بتقديم تقارير دقيقة ومفصلة ودورية حول النتائج الميدانية المحققة وأثرها على عصرنة المنظومة الصحية الوطنية وتحسين التكفل بمرضى السرطان على المستوى الوطني، ليتم بناء على تلك المعطيات، اتخاذ كل التدابير اللازمة لتقويم أي خلل مستعجل.
وتم لهذا الغرض تخصيص مبلغ 70 مليار دج للصندوق الوطني لمكافحة السرطان مع الحرص على دعم موارده المالية سنويا بداية من 2024 بمبلغ 30 مليار دج، زيادة على المخصصات الأخرى بعنوان ميزانية الدولة.
كما أقر الرئيس تبون بوضع مخطط واسع يسمح في البداية باستفادة ما يزيد عن 2،2 مليون امرأة ما بين 40 و 45 سنة من الكشف عن سرطان الثدي على أن تتوصل الجهود خلال السنوات القادمة لتشمل باقي الفئات العمرية.
وتواصلت خلال سنة 2023 عملية اقتناء وسائل تشخيص متطورة سمحت بإحراز تقدم في الفحص والتشخيص المبكر، ما سيجعل انخفاض عدد الوفيات بمرض السرطان ممكنا.
وضمن نفس التوجه، ولدعم الهياكل الصحية المخصصة لمكافحة السرطان، تم وضع حجر الأساس لبناء مصلحتين للعلاج بالأشعة بكل من الرويبة وبني مسوس بالجزائر العاصمة، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية الرامية الى ضمان التكفل الأحسن بمرضى السرطان من خلال تقريب العلاج من المريض وتجنيبه معاناة التنقل، على أن يتم تعميم هذه المصالح المتخصصة على معظم ولايات الوطن.
وفي إطار الاستراتيجية الوطنية المعتمدة لمكافحة هذا الداء وبهدف تعزيز وتدعيم وترقية الصحة بالجنوب والهضاب العليا، تم وضع المصالح الطبية المتواجدة بمركز مكافحة السرطان بأدرار حيز الخدمة، تلبية لتطلعات وآمال الساكنة بالمنطقة لاسيما تجنبيهم عناء التنقل نحو الولايات الأخرى، خاصة الشمالية.
ومن منطلق برنامج عمل صارم لتحسين مستوى الخدمات الصحية في كافة مناطق الوطن، وبهدف تحقيق التوزيع العادل والمتوازن للموارد المتوفرة، شهدت سنة 2023 دخول حيز الخدمة مركز مكافحة السرطان بالجلفة المجهز بكافة الوسائل العصرية وبطواقم طبية مختصة في المجال.
وجاء تدشين رئيس الجمهورية لهذا المركز، تجسيدا لمقاربة التكفل الأمثل بقطاع الصحة ودعم هياكله وتوزيعها بشكل منتظم وعادل عبر جميع ولايات الوطن.
وتم تكريس هذه المقاربة بولاية تندوف التي تدعمت بأقطاب طبية ستعزز جهود الدولة الرامية الى ترقية الأنشطة الطبية وتطويرها بهذه الولاية الحدودية.
وتعد مسألة مكافحة السرطان أولوية وطنية، وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية الذي أمر بتوجيه الاستثمار في مجال الطاقة النووية بغرض الاستخدام الطبي والتركيز عليه، خاصة العلاج الإشعاعي للمرضى المصابين بالسرطان أو غيره من الأمراض التي تتطلب هذه التكنولوجيا.
كما شهدت سنة 2023 تعزيز المنظومة الصحية الوطنية بمستشفى “الأم والطفل” للجيش ببني مسوس بالناحية العسكرية الأولى ودخول مستشفى الحروق الكبرى بزرالدة (غرب العاصمة) حيز الخدمة، موازاة مع مواصلة العمل لإنجاز مشروع المستشفى الجزائري-القطري-الألماني الذي سيدخل حيز الخدمة سنة 2025 في إطار مسعى الدولة لتطوير القطاع الصحي في الجزائر.