تعمل الجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال عهدتها في مجلس الأمن الأممي، التي انطلقت جانفي الجاري، بمعية جميع الدول الأعضاء، على ترقية وتكريس أهداف السلم والأمن العالميين، وإعلاء صوت إفريقيا والعرب في هذه الهيئة الأممية. كما ستساهم في تعزيز العلاقة بين مختلف الجهات وهذا بالنظر للعلاقة المتوازنة بينها وبين أعضاء مجلس الأمن، متحملة بذلك قسطا من الجهود الرامية إلى مواجهة التحديات والأعباء التي يفرضها راهن منظومة العلاقات الدولية.
بدأت الجزائر عهدتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الأممي، بمرافعة قوية لتعزيز قيم السلم وفضائل الحوار من أجل تجاوز الخلافات وتعزيز التعاون الدولي، وتنسيق على أعلى مستوى بين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظيره السيراليوني جوليوس مادا بيو، باعتبار بلده يتقاسم مع الجزائر مهمة الدفاع عن القارة الإفريقية في الهيئة الأممية، حيث شكلت زيارته الأخيرة للجزائر فرصة للتوافق والتقارب حول المسائل الرئيسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واتفقا على تعزيز الحوار والتنسيق بين البلدين، لاسيما بمجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، في إطار بلدان (A3) الجزائر، سيراليون والموزمبيق، من أجل الدفاع عن مصالح إفريقيا ومواقفها المشتركة.
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد أكد في القمة الخامسة لمجموعة العشر التابعة للاتحاد الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن الأممي، تمسك الجزائر الدائم والثابت بالموقف الإفريقي المشترك على النحو المنصوص عليه في «توافق إزولويني» و»إعلان سيرت». كما جدد دعم الجزائر للجهود المبذولة تحت قيادة منسق المجموعة رئيس جمهورية سيراليون، التي تكللت بتزايد دعم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للموقف الإفريقي المشترك الذي يعترف له بالحكمة والواقعية والشرعية والمشروعية.
كما أكد أن الجزائر ستعمل خلال عضويتها بمجلس الأمن، بالتنسيق مع الأشقاء الأفارقة من جمهورية سيراليون وجمهورية الموزمبيق، على تعزيز صوت القارة الإفريقية داخل هذه الهيئة الأممية المركزية، وتصحيح الظلم التاريخي الذي تعرضت له القارة السمراء، كونها الغائب والمغيب الوحيد في فئة الأعضاء الدائمين والأقل تمثيلا ضمن فئة الأعضاء غير الدائمين، بالرغم من أنها تظل معنية بأكثر من 70٪ من المواضيع والقضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن.
على هذا الأساس، وضعت الجزائر ضمن أولوياتها خلال عهدتها بمجلس الأمن، الدفاع عن انشغالات وتطلعات واهتمامات الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد الإفريقي، والدفاع عن القضايا العادلة والمصالح الجامعة، وإقناع جميع الشركاء بحق وشرعية مطالب شعوب المنطقة، بما فيه رفع التمثيل الإفريقي بمجلس الأمن بعد إصلاحه وفق نظام صحي متعدد الأطراف يقوم على القواعد والمبادئ والمثل العليا المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
إلى جانب ذلك، ستعمل الجزائر على إعادة تفعيل وتعزيز دور العمل الدولي متعدد الأطراف، لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات التي تتجاوز حدود الأوطان والدول، سواء تعلق الأمر بالحروب وما يترتب عنها من مآسي، أو بآفتي الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها، أو بمخاطر التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، وستقدم من أجل إيجاد حلول لهذه المعضلات مقاربات شاملة وتشاركية، تساهم في معالجة الأسباب الجذرية لهذه التحديات، مع التكفل بآثارها وأضرارها، لاسيما في الدول النامية.
وتفضل الجزائر خيار الحلول السلمية المستدامة للأزمات التي تحرم الشعوب نعمة الأمن والاستقرار. وعلى هذا الأساس ستعمل في مجلس الأمن على تشجيع هذه الحلول السلمية لاسيما في ليبيا، مالي، السودان، الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى والصومال واليمن وسوريا.
وكما كانت على الدوام، ستواصل الجزائر داخل مجلس الأمن نصرة القضايا التحررية العادلة، من خلال دعمها الثابت لقضيتي فلسطين والصحراء الغربية، والدفاع عن حقوق الشعبين الفلسطيني والصحراوي في إنهاء احتلال أرضيهما المحتلتين وفق ما تنص عليه لوائح وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لأن الجزائر وفيّة لقناعتها الراسخة بحتمية تكريس حق الشعوب في الحرية وتقرير المصير، وحق جميع الأمم في الأمن والأمان، وحق جميع الدول في السيادة وصنع قراراتها بذاتها وتحديد سياستها بأيديها.