خالف أنتوني بلينكن جميع قراءات المحللين الذين توقعوا أن تكون جولته الرابعة بالشرق الأوسط مخصّصة لـ(لملمة) ما يمكن أن (يطيش) من نيران الحرب إلى مناطق أخرى، وها هي الحرب الضّروس على الفلسطينيين، تستجمع نيرانها بعد نهاية الجولة، وتتوسع لتصيب اليمن، وتحرك عدّادا جديدا لحساب الضحايا..
ولا يختلف السيناريو.. أمريكا تضرب، روسيا تطلب اجتماعا عاجلا لمجلس الأمن.. يجتمع المجلس.. يعترف المشاركون بالاجتماع على أنّ الحرب مضادة للقيم الإنسانية، وأنها لا تخدم مصلحة «السلام»، بل إن الأمريكان أنفسهم يرافعون لصالح «السلام»، وقد يعترفون أن «اليمن» المغبون لا يحتمل دمارا جديدا، ثم تتكرر الأنماط الكلامية المعهودة، ليأتي «الفيتو» في الأخير، ويمسح كل ما قيل (برفعة يد واحدة).. ويترافق الفلسطينيون مع اليمنيين إلى ركن ضيّق مظلم ليمضغوا «الصبر»، في انتظار حلّ ممكن..
وقد يكون واضحا أن الضرب الأمريكي– البريطاني لـ»اليمن»، يمثل رسالة واضحة (تتكرّر على الدّوام) إلى جميع البشر في العالم، مفادها أن حكايا «القيم الإنسانية» و»السلام» و»الحقوق» وما شابه، ليست سوى (أضغاث أحلام)؛ لأن الواقع المعيش لا يعترف إلا بحقوق (السوبرمان) صاحب التفوق العسكري الذي يلقي بنيرانه حيث يشاء، وقتما يشاء، دون ضمير حسيب، ولا وازع رقيب..
السؤال الآن.. ماذا تبقى من اليمن كي «يتعاون» الأمريكان والبريطانيون معا، على ضربه؟! وماذا تبقى من فلسطين كي يضربه الصهاينة؟!
المأساة تتكرّر وتتوسّع هي الأخرى، وتقول بصوت جهوري.. العالم ليس بخير يا بشر..
فلا نامت أعين الجبناء..