ضربة قاصمة تلقاها الكيان الصّهيوني مع قبول دعوى جنوب إفريقيا بمحكمة العدل الدّولية، برهنت على أن العالم كلّه يرفض الإجرام الصهيوني بفلسطين، بل إن دول القارة العجوز نفسها، (تنحنحت) و(سعلت)، وعادت بـ(استحياء) إلى الحديث عن مزايا «حلّ الدّولتين» و(قدّه الممشوق) و(عينيه الجميلتين).
ولم يتبقّ مع الصهاينة سوى فلول من إدارة الشّيخ بايدن، تصرّ على أن الادعاء بـ»الإبادة الجماعية» غير مؤسّس، مع أن الصّهاينة أنفسهم لم يكفّوا عن التّصريح – في جهرة النهار – بارتكاب مجازر مروّعة، وهم أنفسهم يصوّرون الفظاعات التي يرتكبونها في حقّ العزّل، كي يتباهوا بها على منصّات التواصل الاجتماعي..
والحقّ أن المناوئين للدولة الفلسطينية، لم يكونوا في حاجة إلى أدلّة وبراهين على ما تقوم به آلة القتل الصهيونية، فهم يعلمون، علم اليقين، أن الكيان لا يرعوي عن منكر، ولا يتخلّف عن فساد؛ لهذا كان ينبغي أن تنطق «العدالة» بالحقيقة، كي يحسّوا بشيء من الحرج أمام شعوبهم التي ظلّوا يتغنّون في حضرتها بـ»القيم الإنسانية العليا» التي يذوبون حبّا فيها، ويشكّلون صورهم أنيقة في رحابها، بل إنهم بالغوا في (صناعة) مفاهيم «الإنسانية» و(حياكتها) حتى بلغوا بها مستويات مضادة للطبيعة الإنسانية نفسها..
الحاصل إذن، هو أن مجرّد قبول الدعوى ضد الكيان الصهيوني بـ»لاهاي»، يعتبر انتصارا كبيرا للإنسانية وقيمها العليا على «الكولونياليات» المقيتة المترسبة في (أمخاخ) الحالمين باستعباد الشعوب، وهي (ضربة معلّم) حرّكتها الجزائر، واعتنت بها جنوب إفريقيا، وتسابق إلى مناصرتها الأحرار في أمريكا الجنوبية، واحتضنها الصالحون في آسيا، لتكون كلمة «الحق» هي العليا..
ولا نامت أعين الجبناء..