يسدل الستار اليوم على فعاليات الصالون الوطني للسيارات ولواحقها “Bahia auto” المنظم بقصر المعارض المدينة الجديدة بوهران تحت شعار:«آفاق وتحدّيات” والذي شكل فرصة للعديد من الشركات الجزائرية المتخصصة في المناولة وإنتاج قطع غيار السيارات للتقرب من الشركات والماركات السبعة المعتمدة بالجزائر، ومن المستهلك للتعريف بجودة المنتوج الوطني.
ثمّن كثير من العارضين في الطبعة الأولى من الصالون الوطني للسيارات “ أوتو الباهية “ في تصريحات لـ«الشعب”، التعليمات والتسهيلات الجبائية والإدارية والقانونية التي أقرها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من أجل إنشاء صناعة وطنية للسيارات وكذا تشجيع تطوير المناولة وإنتاج وطني 100% لقطع غيار السيارات.
في هذا الشأن، قال هواري سليم مسير شركة “باتري برينيزم” المختصة في تصميم وتصنيع البطاريات لكل أنواع المركبات إن “استفادة شركتنا من تعليمات رئيس الجمهورية بتقديم كل التراخيص للإنتاج الصناعي مكنتنا اليوم من التصنيع والإنتاج في ظل الشفافية والقانون، حيث أصبحنا ننتج قرابة مليوني بطارية سنويا، بتقنيات متطورة جدا وبصنع جزائري بنسبة يبلغ 90 بالمائة”، وأضاف: “شاركنا في المعرض للتعريف بمنتوجنا للجمهور العريض ولقاء مصنعي السيارات لعقد شراكات مناولة في المستقبل القريب بهدف إدخال منتجاتنا في مركباتهم”.
وكشف هواري سليم عن إمضاء عقد شراكة مع مؤسسة ألمانية للاستفادة من الخبرات والتقنيات والتكنولوجيا المتطورة، كون السوق أصبحت تتطلب جودة عالية”، مضيفا أن “الشركة التي يسيرها ستقوم في المستقبل القريب بتصدير منتجاتها إلى الخارج”.
ومن جهة أخرى، أكد سمير كورش، مسؤول الإنتاج والأمور التقنية بشركة “اتفاق” المختصة في صناعة المصافي بكل أنواعها (الزيت والمازوت والهواء) المتواجدة في السوق منذ سنة 2002 أن “الإجراءات التي أقرها رئيس الجمهورية للنهوض بقطاع الصناعة الوطنية ومنع استيراد كل منتج يمكن تصنيعه محليا، قد ساعدت المؤسسة على رفع إنتاجها إلى ثلاثة أضعاف في ثلاث سنوات”. وقال: “لقد كنا قبلها نعاني كثيرا من السلع المستوردة التي لا تخضع للأسف للمراقبة التقنية والصحة والسلامة والتي كانت تنافسنا كثيرا من ناحية الثمن والجودة”.
وقال كروش إنه “بالرغم من دخول الشركة حيز الخدمة في 2002 وتصنيعها لجميع أنواع المصافي التي تتماشى مع جميع أنواع السيارات المتواجدة بالجزائر إلا أنها لا تغطي سوى نسبة قليلة من السوق”، ولكنه عن “ارتياحه للإستراتيجية الجديدة المنتهجة من قبل الدولة الجزائرية للنهوض بقطاع صناعة السيارات وتنظيم مثل هاته المعارض والصالونات التي تشكل فرصة للتعريف بالمنتوج المحلي وتطوير مجال المناولة وإنتاج قطع الغيار”.
وشاطرته الرأي كريمة بدنيتي، مسؤولة التسويق بـ«مجمع تكنوكاست” الذي تأسس سنة 2023 وهو الأول من نوعه في صناعة قطع الغيار ومكونات التوجيه والتعليق للمركبات الخفيفة والثقيلة والآلات الصناعية، فأضافت تقول “ تواجدنا بالسوق لم يكن سهلا، لأن المستهلك الجزائري مازال يعاني من نقص الثقة في المنتوج الوطني، لكننا نؤمن اليوم أن الأمور سوف تتغير قريبا مع دخول المصانع الوطنية حيز الإنتاج”.
وفي سياق متصل، اعتبر خالدي يعقوب مسؤول النشاطات والاعلام بشركة “اجي ابي جي” المتخصصة مند 2023 في زجاج السيارات والشاحنات والآليات، إن تطور السياسة الاقتصادية للوطن واعتماد التسهيلات الجديدة مكنت المؤسسة من”توفير منتوجات محلية بجودة عالمية وبسعر مدروس، وشجعت أيضا على تغطية السوق المحلية والتقليص من فاتورة الاستيراد بصناعة محلية بأياد جزائرية”.
وكشف خالدي يعقوبي عن “عقد اتفاق مناولة بين شركة “اجي ابي جي” ومؤسسات “ Fiat” ، إلى جانب السعي إلى شراكات مع الماركات الأخرى والوصول إلى تصدير المنتوج إلى الدول المجاورة مثل تونس وليبيا ودول إفريقيا، وعلى الأمد البعيد إلى تصدير المنتوج إلى أوروبا عن طريق تطوير تقنيات التسويق.”
من جهته، أشاد منير بطراوي ممثل صالون “الباهية اوتو” “بالسياسة الرشيدة المنتهجة من قبل الحكومة الجزائرية التي قدمت الاعتمادات وعديد التسهيلات الجبائية للمستثمرين المحليين والأجانب وعلى رأسهم الصين”.
ونوّه بإستراتيجية الدولة الجزائرية الرامية إلى النهوض بقطاع صناعة السيارات مؤكدا أن تشجيع المناولة وصناعة قطاع الغيار محليا سيساهم حتما في القضاء على السلع المقلدة من جهة ويقطع الطريق أمام الوسطاء والسماسرة الذين هم وراء ارتفاع الأسعار وتعاسة المواطن”.للإشارة عرف صالون “باهية أوتو” في طبعته الأولى وعلى مدار ستة أيام مشاركة سبع ماركات للسيارات المعتمدة في الجزائر ومشاركة البنوك الجزائرية العمومية والخاصة وشركات التأمين وشركات مختصة في صناعة قطع غيار السيارات وكذا الجمارك وهيئات وإدارات مالية وتجارية ذات العلاقة بملف صناعة وتسويق السيارات، كما شهد إقبالا كبيرا للزوار.