استشهد أكثر من 100 فلسطيني وأُصيب مئات آخرون بجروح، بينهم أطفال ونساء، إثر قصف صهيوني كثيف استهدف عدة مناطق في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة فجر اليوم الاثنين.
نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر صحية تأكيدها “استشهاد أكثر من 100 مواطن بينهم أطفال ونساء، وإصابة مئات آخرين، وصلوا إلى مستشفيات رفح إثر غارات صهيونية كثيفة على المدينة جنوبي القطاع”.
وذكرت وكالة ((وفا)) أن “طائرات حربية صهيونية شنت سلسلة غارات عنيفة قدرت بنحو40 غارة استهدفت على وجه الخصوص، العديد من المنازل ومساجد تأوي نازحين، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف ومن قبل بوارج حربية صهيونية على مدينة رفح”، لافتة إلى أن “مركبات مدنية تقل شهداء ومصابين وصلت إلى المستشفى الكويتي في رفح، وسط نزوح المئات للمستشفى هربا من القصف على المدينة”.
وفي وقت سابق من فجر اليوم الاثنين، ذكر المركز الفلسطيني للإعلام أن “طيران الاحتلال الصهيوني ينفذ أحزمة نارية عنيفة في رفح ويقصف محيط المستشفى الكويتي”، مشيرا إلى “قصف عنيف وسط سماع دوي أصوات اشتباكات ضارية في رفح”.
الهلال الأحمر الفلسطيني يجدد نداءاته للمجتمع الدولي لضمان حماية كوادره ومنشآته
وجددت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نداءاتها إلى المجتمع الدولي لضمان حماية كوادرها ومنشآتها وتوفير مساحة إنسانية آمنة.
وقالت الجمعية، في بيان، إنها فجعت باستشهاد اثنين من طواقمها الإسعافية هما أحمد المدهون، ويوسف زينو، كانا في مهمة لإنقاذ الطفلة هند منذ 12 يوما في منطقة تل الهوى بمدينة غزة، إذ عثر على جثمانيهما متحللين بين بقايا مركبة الإسعاف المحترقة والمحطمة، نتيجة استهداف قوات الاحتلال الصهيوني لها على بعد أمتار قليلة من مركبة عائلة الطفلة هند.
وبينت أن عدد أفراد طواقم الهلال الأحمر الذين استشهدوا على يد قوات الاحتلال منذ بدء العدوان على قطاع غزة ارتفع إلى 14 شهيدا، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وأعربت الجمعية عن صدمتها من اعتقال قوات الاحتلال الصهيوني غير القانوني لتسعة من كوادرها وعدد من المرضى من مستشفى الأمل في التاسع من الشهر الجاري، خلال اقتحامها للمستشفى والعبث بمحتوياته ونهبها وتحطيم عدد من الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى اعتقال متطوعين اثنين في الثامن من الشهر ذاته، أثناء إجلاء النازحين من مستشفى الأمل، المحاصر لليوم الحادي والعشرين على التوالي، خلال ممر إنساني تم تنسيقه عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ليرتفع عدد المعتقلين من عاملي ومتطوعي الجمعية إلى 14 كادرا.
وكانت قوات الاحتلال قد شنت خلال الفترة الماضية قصفا عنيفا وإطلاق نار متواصلا على مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما هدد سلامة المرضى والطواقم الطبية داخله، وأدى لأضرار مادية في المبنى، بينما أطلقت الجمعية تحذيرا قبل أيام، مؤكدة أن حياة الجرحى بالمستشفى في خطر وذلك جراء نفاد الأوكسجين بشكل كامل منذ أيام، وعدم قدرة الطواقم الطبية على إجراء عمليات جراحية، حيث توقف العمل تماما في قسم الجراحة.
يونيسف: أطفال غزة يعيشون حاليا أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم
أكد المدير الإقليمي للإعلام لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عمار عمار، اليوم الاحد، إن أطفال قطاع غزة يعيشون حاليا “أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم وكابوسا لا ينتهي”، جراء تواصل العدوان الصهيوني.
وأوضح عمار إن “أكثر من 1.3 مليون شخص يعيشون في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة نصفهم أطفال، حيث يعيش قرابة 300 ألف طفل في ظروف غير إنسانية، فلا يوجد غذاء كاف ولا مياه صالحة للشرب”، مضيفا أن القطاع الصحي “على وشك الانهيار”.
وحذر من “بيئة غير صالحة للعيش وانتشار الأمراض وخاصة المنقولة عبر المياه بسبب عدم وجود المياه الصالحة للشرب، واختلاطها بمياه الصرف الصحي والاكتظاظ في مراكز الإيواء (…)”.
وبين أن هناك 20 ألف شخص تقريبا يعيشون في كل كيلومتر مربع في رفح، معتبرا أن كل العوامل المجتمعة تشكل “كارثة إنسانية لا مثيل لها”.
وأضاف أنه في حال أي عدوان صهيوني على رفح، “ستكون التبعات الإنسانية الناتجة عنه كارثية وتفوق بكثير ما حصل سابقا”.
وأكد عمار أن هناك “ضرورة قصوى” في زيادة دخول المساعدات الإنسانية ورفع القيود المفروضة على المنظمات الدولية داخل قطاع غزة بالوصول إلى جميع المناطق وعدم إجبار المدنيين على النزوح مرة أخرى إلى مناطق جديدة لا تتوفر فيها أدنى الخدمات الإنسانية، مشددا على أنه “لا بديل عن وقف إطلاق النار الإنساني الفوري”.