في الوقت الذي يواصل فيه الكيان الصهيوني قنبلة مناطق متفرقة من قطاع غزة، يهجم في غارات متلاحقة على قرى جنوب لبنان، تتعالي أصوات محذرة من تداعيات الجرائم الصهيونية في حق الفلسطينيين، وينبه مسؤول أممي من مآلات تدفق الفلسطينيين من مدينة رفح إلى سيناء..
أكد فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة، أن تدفق الفلسطينيين، جراء العدوان الصهيوني الهمجي، من مدينة رفح داخل قطاع غزة إلى سيناء في مصر سيكون بمثابة “كارثة”.
أوضح غراندي – في تصريحات صحفية على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن – أن تدفق اللاجئين سيكون “كارثة على الفلسطينيين وكارثة على مصر وكارثة على مستقبل السلام”.
وكانت قوى إقليمية ودولية قد حذرت من كارثة إنسانية واشتعال للوضع الإقليمي جراء ما أعلن عنه قادة الاحتلال الصهيوني بشأن عزمهم اجتياح مدينة رفح التي لجأ إليها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني كملجأ آمن من القصف العشوائي الصهيوني لباقي أراضي قطاع غزة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من وقوع “كارثة إنسانية تفوق التصور” إذا ما نفذ جيش الاحتلال الصهيوني توغلا واسع النطاق في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مشيرة إلى أن سكان غزة “مكتظون الآن في خيام مؤقتة وملاجئ تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا في كل مكان في رفح”.
ويتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال133 على التوالي برا وبحرا وجوا، مخلفا 28775 شهيدا و68552 مصابا، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلا عن وزارة الصحة.
وأفادت ذات المصادر بأن الاحتلال الصهيوني ارتكب 10 مجازر بحق العائلات في قطاع غزة، خلال 24 ساعة الماضية، راح ضحيتها 112 شهيدا و157 جريحا، مشيرة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وخلف العدوان الصهيوني المتواصل على غزة منذ قرابة الأربعة أشهر، كارثة إنسانية غير مسبوقة وتسبب بنزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص، وفق بيانات صادرة عن السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
وزيرة الصحة الفلسطينية: وضع مجمع ناصر الطبي بغزة خطير وكارثي
أكدت مي الكيلة وزيرة الصحة الفلسطينية، أن الوضع في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس في قطاع غزة “خطير وكارثي”، مشيرة إلى أن تعرض من فيه، سواء طاقم طبي ومرضى ونازحين، لجريمة إبادة من جيش الاحتلال الصهيوني.
وأوضحت الكيلة في بيان “إن الاحتلال الصهيوني يسعى لتدمير المجمع وتصفية من فيه بالقصف والتهجير واعتقال الطاقم الطبي، ووقف الخدمات الطبية، وقطع التيار الكهربائي، وتوقف الأوكسجين وموت المرضى”، لافتة إلى أن مستشفى ناصر الطبي هو العمود الفقري الآن لتقديم الخدمات الطبية في قطاع غزة، وأن توقف عمله كارثة بكل معنى الكلمة.
وشددت الوزيرة على أن الوضع في مجمع ناصر الطبي خطير وكارثي، حيث قامت قوات الاحتلال بإخلاء قسم الولادة والجراحة ونقل المرضى إلى مبنى ناصر القديم تحت القصف وتهديد السلاح المباشر، في انتهاك وخرق لكافة الأعراف والقيم الإنسانية والقانونية والدولية، منوهة إلى أن مرضى المستشفى من أطفال ونساء وشيوخ، هم عرضة للموت في أي لحظة نتيجة الحصار المطبق على المجمع، حيث استشهد 4 من المرضى داخله بالأمس نتيجة توقف الأوكسجين جراء قطع الاحتلال الكهرباء عن كامل المبنى.
واعتبرت الكيلة عدوان وهمجية وحرب الإبادة التي يمارسها جيش الاحتلال بحق المدنيين والمرضى والمؤسسات والمراكز الطبية والمستشفيات في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي ولكافة الأعراف والمواثيق الإنسانية.
وكانت مصادر طبية فلسطينية قد أكدت بالأمس أن قوات الاحتلال تواصل حصارها لمجمع ناصر الطبي، وتستهدف قناصتها كل من يتحرك في المكان ومحيطه، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على القطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 28775 شهيدا، و68552 مصابا.
منظمة الصحة العالمية قلقة من استهداف مستشفى ناصر في غزة
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها العميق إزاء عدوان جيش الاحتلال الصهيوني على مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة .
وقال طارق ياساريفيتش المتحدث باسم المنظمة، في مؤتمر صحفي، “إن المنظمة تخشى على سلامة المرضى والعاملين الصحيين والمدنيين الذين يحتمون بالمستشفى، وتدعو إلى حماية الرعاية الصحية والالتزام بالقانون الدولي الإنساني”، مشددا على حاجة المرضى والعاملين الصحيين والمدنيين الباحثين لملجأ آمن وليس التعرض للخطر في أماكن العلاج.
وأوضح أن التقارير التي تتحدث عن النقل القسري للعديد من المرضى إلى مبنى مختلف داخل مجمع المستشفى “تثير القلق البالغ”، منوها إلى وجود مصابين بجروح خطيرة ومرضى في مستشفى ناصر، ما يتطلب توصيل الوقود إلى المستشفى لضمان استمرار خدماته المنقذة للحياة.
وأشار المسؤول الأممي إلى التحذير المتكرر للمنظمة من إمكانية أن يؤدي حرمان المرضى من الرعاية المنقذة للحياة، أو أن يتسبب إجبار المرضى والجرحى على الحركة في تدهور حالتهم أو حتى وفاتهم، مشددا على ضرورة إعطاء الأولوية لصحة المرضى، وضمان الرعاية المستمرة لهم في بيئة آمنة.
ودعا ياساريفيتش إلى ضرورة تأمين استمرار عمل مستشفى ناصر لأنه يشكل العمود الفقري للنظام الصحي في جنوب غزة، مشيرا إلى عدم قدرة المرافق الصحية في الجنوب على استقبال مزيد من المرضى، حيث تعمل فوق طاقتها القصوى بنسبة 349 بالمئة، بينما بلغت طاقة الإيواء بوحدة العناية المركزة فيها نسبة 242 بالمئة.
وكانت مصادر طبية فلسطينية قد أكدت بالأمس مواصلة قوات الاحتلال الصهيوني حصارها لمجمع ناصر الطبي، واستهداف قناصتها كل من يتحرك في المجمع ومحيطه، في وقت ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان على قطاع غزة إلى 28775 شهيدا، و68552 جريحا.
الكيان الصهيوني يكثف اعتداءاته على جنوب لبنان
كثف الكيان الصهيوني، الجمعة، من اعتداءاته على قرى وبلدات جنوب لبنان.
وذكرت مصادر صحفية، أن مدفعية الكيان الصهيوني استهدفت أطراف بلدات: راشيا الفخار، والفرديس والهبارية، كما استهدف قصف مدفعي تابع للكيان الصهيوني أحراج اللبونة جنوبي بلدة الناقورة.
من ناحة أخرى شن طيران الكيان الصهيوني غارة بالصواريخ استهدفت منطقة وادي التنور بين بلدتي رامية، وبيت ليف.
يذكر أن الكيان الصهيوني كان قد صعد من حدة القصف الجوي والمدفعي على بلدات وقرى جنوبي لبنان، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وأجبر مئات العائلات على النزوح من ديارها، وذلك بالتزامن مع عدوانه الغاشم والمتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.