يبدو أن العالم سيجد نفسه مضطرا إلى مراجعة «قوانين المرور»، مع اختراع سيارة كهربائية جديدة، تتميّز عن جميع السيارات التي سبقتها في التاريخ، بحكم أنها سيارة.. تطير.. نعم.. هكذا.. تطير، وتحقق خيالا علميا طالما احتكرته الروايات، والأفلام الكوميدية..
ولقد كشف واحد من المقاولين الأمريكان في جويلية الماضي، عن نموذج «سيارة طائرة»، وقال إنها تتمتع بقدرة تخزين للكهرباء تتيح لها قطع ثلاثمائة كيلومتر على الأرض، أو مائتي كيلومتر في السماء، ثم استعار تلك الكلمة (الفضائية) الشهيرة ليقول: «إنها خطوة صغيرة بالنسبة للطيران، ولكنها عظيمة بالنسبة للسيارة»..
وما دامت «الدنيا تؤخذ غلابا» (كما يقول عمّنا أحمد شوقي)، فإن الصّينيين الأشاوس سارعوا إلى عوالم الخيال، وعادوا إلى الواقع بطبعة جديدة ومنقحة من «السيارة الطائرة»، ليعلنوا عن انطلاقة جديدة للتنافس في (بناء) السيارات، وتغييرات جذرية تنسحب (قريبا) على الحياة اليومية لمواطني الكرة الأرضية..
ولا نجامل صنّاع الأدب إن قلنا إنهم (كمنوا) وراء معظم المخترعات الحديثة، فـ»الغواصة» – على سبيل المثال – تجد أصولها في أعمال (جول فيرن)، و»السماعات» من رواية «فهرنهايت» لـ(راي برادبوري)، والهواتف النقالة من (ستار تريك)، والدرونات لم تكن شيئا مذكورا قبل أن يشتغل خيال (جيمس كامرون)، ناهيك عن «أنترنيت» (بشخصها) التي كاد مارك توين أن يطلق عليها اسمها في قصة نشرها عام 1904، ومثلها مخترعات أخرى كثيرة لا مجال لذكرها..
خلاصة القول.. «الأدب» ليس مجرد حقل (بور)، و»الرواية» ليست (مروحة الكسالى)، فهي تضيف إلى الحياة، وتقوّمها، وتسدد خطاها، ولا تشترط سوى عناية الأديب الأريب، والناقد الرائد، والمفكر البصير، كي تؤدي وظائفها وتؤتي ثمراتها..