المتأمل في تجليات المشهد السياسي وطنيا يدرك تماما ان تعزيز وحدة “الداخل ” وبناء تيار للتوافق الوطني اضحى اولوية قصوى يجب الاشتغال عليها ان على مستوى الاحزاب السياسية او منابر التمثيل الاخرى من فواعل جمعوية ونقابات وطاقات فاعلة في العمل العام , فما يحبط بالجزائر اقليميا من مخاطر وتحديات امنية وسياسية يتطلب توحيد الجبهة الداخلية والتكتل على مصالح الدولة الجزائرية ومن مصلحة كل وطني غيور على امن واستقرار الوطن ان تكون الجزائر قوية في محيطها الاقليمي الافريقي والمغاربي تؤثر في السياسات والتوجهات الراهنة ولا تساوم كما فعلت انظمة عربية على قضية ” فلسطين ” وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره .
ان مخطط ” التطبيع ” مع الكيان الصهيوني ” المتواصل لا يراد منه الا استهداف دولة محورية في المنطقة الافريقية والمغاربية فالكيان الصهيوي ومن ورائه الاطراف الاجنبية المعروفة بعدائها للجزائر همه الوحيد فرض نفوذه على بلدان المغرب العربي بعد ان افتك شيكا على بياض من انظمة عربية في الخليج باعت القضية الفلسطينية وسجلت موقفا مخزيا سيبقى وصمة عار في جبين الحكام المطبعين .
ان المراد من وراء التطبيع المغربي الاخير مع الكيان الصهيوني حصار الجزائر ومواقفها الثابتة ازاء القضية الفلسطينية ثم التوجه الثابث للدولة الجزائرية ومقاربتها في الحل السياسي السلمي للازمة الليبية وقد ازعجت هذه المقاربة الجزائرية في الحل السياسي للازمة والتي تركز على التوافق بين مكونات الشعب الليبي انظمة عربية عديدة حاولت ان تفرض سياسة ” التفرقة ” بين الشعب الليبي وتتموقع على الارض لجني مكاسب ومصالح على حساب القضية والجزائر كانت ولازالت متفطنة لهذا المخطط الخبيث الذي تشارك فيه للأسف انظمة عربية .
يجب ان ندرك ان المواقف والتوجهات التي حددت معالمها القيادة السياسية للبلاد وراء كل هذا المخطط الخبيث للتطبيع والتضييق على الدول المرابطة من اجل الحق الفلسطيني في اقامته دولته المستقلة وعاصمتها ” القدس الشريف ” كما ان مواقف الجزائر في العديد من القضايا الاقليمية القريبة جغرافيا من البلد وأمنه الاستراتجي وراء أي مخططات اخرى للتشويش على الجزائر وسياستها الخارجية الثابتة وكما يقال اذا عرف السبب بطل ” العجب “
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.