استعرض المدير العام للتشغيل جابر عبد القادر في لـ“الشعب” واقع التشغيل على خلفية المشاريع الكبرى التي تمّ إطلاقها مؤخرا، والإجراءات المرتبطة بسوق العمل الرامية إلى تنشيط سياسة التشغيل في الجزائر، وفق مقاربة اقتصادية تتناغم والسياسة التنموية المنتهجة لتعزيز المسعى التنموي الشامل المنشود، يأخذ بعين الاعتبار واقع السياق الاقتصادي والاجتماعي، في ظلّ مشروع الطريق العابر للصحراء، أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية الضخمة التي تعول عليه الجزائر لتحقيق أهدافها التنموية ومشروع إنشاء أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية، ومشروع الربط بالألياف البصرية العابرة للصحراء الذي من شأنه أن يساهم في تقليص الفوارق التنموية وربط المناطق المعزولة بخدمة الانترنت، وأهميته البالغة في تعزيز الاتصالات والتكنولوجيا وتطوير الاقتصاد الرقمي.
أكثر من 2 مليون مستفيد من جهاز منحة البطالة أزيد من 28 مليون زائر لخدمات الرقمنـة لوكـالة التشغيل
أوضح المدير العام للتشغيل “جابر عبد القادر”، خلال عرضه لأهم مؤشرات سوق الشغل بالجزائر، إلى حرص الوكالة الوطنية للتشغيل على مواكبة التطورات الهامة والمشاريع الكبرى ذات البعد التنموي، من خلال مرافقة المؤسسات المكلفة بإنجاز هذه المشاريع وفقا لأحكام المنشور الوزاري المشترك رقم 0001 المؤرخ في 12 سبتمبر 2022، الذي يتعلق بالإجراءات الخاصة لانتقاء وتوظيف اليد العاملة وتعزيز التكوين عن طريق التمهين في الولايات الجنوبية، والذي يهدف بحسبه إلى تحسين إجراءات التوظيف وتعزيز التكوين المهني في الجزائر، ويعكس التزام الحكومة بتطوير قطاع العمل وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تحسين عمليات انتقاء وتوظيف العمال في الولايات الجنوبية وتعزيز فرص التوظيف، بالإضافة إلى تطوير برامج التكوين المهني لتحسين مهاراتهم وزيادة قابليتهم للتشغيل، حيث تمّ تشكيل لجان ولائية لمتابعة وتقييم فحوصات الانتقاء لطالبي العمل الموجهين في عروض العمل المودعة من قبل الشركات الناشطة على مستوى الجنوب.
واستشهد المتحدث بمخطط العمل الوكالة الاستراتيجية، الذي ترمي من خلالها، إلى مسايرة المشاريع الكبرى للدولة بعنوان توفير اليد العاملة للشركات المنجزة وفقا لآليات وترتيبات تتماشى وهدفها العام، يراعى فيها مستوى الخدمات المقدمة للمرتفقين، حيث مّ تنظيم نشاطات تنسيقية فيما بين الفروع الولائية للاطلاع على مختلف بطاقات المهن والوظائف الخاصة بالمؤسسات صاحبة المشروع وكذا شركات الإنجاز المتعاقدة بُغية إثراء المدونة الجزائرية للمهن والوظائف كأداة أساسية ومرجع رسمي في معالجة عروض العمل، وكذا رصد المهن المتوفرة على مستوى البطاقة المحلية لطالبي العمل ذات الصلة بمدونة المناصب للشركات المنجزة، وكخطوة استباقية تمّ رصد المهن التي تعرف عجزا في سوق الشغل باعتبارها محل طلب من طرف شركات الإنجاز المتعاقدة، بُغية استغلالها في توجيه طالبي العمل بعنوان التكوين.
تنصيب أزيد من 373.655 طالب عمل في 2023
وكشف المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل، عن الانتهاء من تنصيب أزيد من 373.655 طالب عمل خلال العام الماضي 2023 على المستوى الوطني، منها 338.095 منصب عن طريق الوساطة، ما يشكل بحسبه 91% من مجمل عدد التنصيبات المسجلة لدى الوكالات في حين وصل عدد التنصيبات المسجلة لدى ذات الهيئة عن طريق عقود العمل المدعمة حوالي الـ5.121 تنصيب، أي ما يعادل الـ01%، فيما حيث بلغت عدد التنصيبات المسجلة عن طريق الهيئات المعتمدة للتنصيب على المستوى الوطني 30.439 تنصيب أي بنسبة 07% من مجمل التنصيبات المسجلة إلى غاية نهاية شهر ديسمبر من عام 2023.
الأرقام والإحصائيات المتعلقة بسوق الشغل في الجنوب
وأعطى، جابر عبد القادر، أرقاما تفصيلية بخصوص أهل الجنوب الكبير تتعلق بسوق الشغل والمؤشرات العامة لسوق العمل والذي يحضى باهتمام خاص، من حيث صرامة البرامج التكوينية ومرافقتهم من لجان تسهر على إعداد البرامج، وقد أحصت الوكالة الوطنية للتشغيل في هذا الإطار، وفق تصريحاته أزيد من 486.827 طلب عمل مسجل لدى مختلف الوكالات المحلية بالجنوب البلاد، أي ما يعادل الـ16% من إجمالي التسجيلات الوطنية، منها 79.198 عرض عمل مودعة لدى وكالات التشغيل، ما يعادل الـ19% من إجمالي التوجيهات الوطنية في حين بلغ عدد التنصيبات المحققة إلى غاية نهاية شهر ديسمبر من عام 2023، بما يزيد عن 39.656 تنصيب، أي ما يعادل 12% من إجمالي التنصيبات الوطنية بحسب ذات المتحدث.
مضيفا في ذات السياق، أن الوكالة الوطنية للتشغيل، تحرص دائما على إعداد برامج مهمة تساير واقع التطلعات التنموية المنشودة من طرف السلطات العليا وتستقطب الشباب بالمناطق الجنوبية، من خلال ضمان التكوين ومرافقة طالبي العمل تشمل ورشات عمل خاصة بتقنيات البحث عن عمل وكيف تجسيدها، وقد تجاوزت عدد الورشات المدرجة في هذا السياق، أزيد من 16.984 ورشة، حضرها وسجل بها أزيد من 142.936 مشارك منها الـ51 % من فئة المستفيدين من منحة البطالة، و14% من فئة المحبوسين بحسب الأرقام والإحصاءات التي قدمها المدير العام.
تنصيب أزيد من 473 من ذوي الاحتياجات الخاصة بالجنوب
كما أعطى المدير العام، للوكالة رقما يتعلق بعدد طالبي العمل من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب عدد التنصيبات الخاصة بطالبي العمل من ذوي هذه الفئة إلى غاية نهاية عام 2023، والذي تجاوز بحسبه 473 تنصيب، أي بمعدل الـ9% من أصل عدد الطلبات المسجلة لدى وكالة التشغيل الخاصة بهذه الفئة، والمقدر بـ5.510 بحسب إحصاءات المديرية العامة للوكالة الوطنية للتشغيل.
أكثر من 2 مليون مستفيد من جهاز منحة البطالة
وفيما يتعلق بجهاز منحة البطالة على المستوى الوطني، كشف المدير العام خلال استعراضه المؤشرات العامة لجهاز تسيير منحة البطالة منذ انطلاقه، عن استفادة أزيد من 1 994 348 مستفيد من منحة البطالة، مستدلا في ذات السياق بعدد المواعيد المحجوزة التي تجاوزت 3 192 273 ملف، فيما بلغ عدد الملفات المتعلقة بالتسجيلات الأولية 3 487 816 بنسبة تقدر بـ92% من حيث نسبة المواعيد المحجوزة، في حين تجاوزت عدد الملفات المعالجة أكثر من 2 737 360 ملف.
كما تحرص الوكالة بحسب المدير العام على توجيه المستفيدين من منحة البطالة في عروض العمل، مسّت إلى غاية الآن أزيد من 33.821 مستفيد من جهاز منحة البطالة، تمّ تنصيبهم في مناصب عمل تتوافق مع مؤهلاتهم.
بالمقابل، كشف المدير العام عن برامج ومناصب عمل هامة، تتلاءم مع مؤهلات كل فرد مسجل مستفيد من منحة جهاز البطالة، تهدف إلى تحسين قابلية التشغيل عن طريق الاستفادة من تكوين تأهيلي قصير المدة من ثلاثة (03) إلى ستة (06) أشهر، يسمح لهم باكتساب مهارات جديدة، وتوفير تخصصات جديدة تستجيب لمتطلبات سوق الشغل وخصوصيات ميحيط الشغل لكل فرع ولائي مع تمكين فئة المستفيدين بدون تأهيل من الحصول على شهادة تكوين لولوج عالم الشغل وتعزيز بطاقية طالبي العمل باليد العاملة المؤهلة في قاعدة المعطيات الخاصة بالوكالة الوطنية للتشغيل.
دخول أزيد من 28 مليون مواطن لخدمات الرقمنة لوكالة التشغيل
في ذات السياق، أكد المدير العام لوكالة التشغيل على حرص الوكالة على تكريس مبدأ الشفافية في معالجة عروض العمل وتبسيط الإجراءات الإدارية تكريسا لمبدأ رقمنة الخدمات التي قطعت أشواطا معتبرة، لاسيما من خلال الاعتماد على نظام وسيط، ووسيط الويب الذي سمح بتمكين أزيد من 28 مليون مرتفق وأصحاب المؤسسات من الولوج إلى هذه المنصة الرقمية والاستفادة من خدمات متعلقة بعروض وطلبات العمل واستدعاء وتوجيه طالبي العمل، وخدمات متعلقة بأخطار طالبي العمل من خلال الرسائل النصية القصيرة وتسيير عمليات التنقيب عن العمل مشيرا في ذات السياق إلى أن الوكالة بصدد الانتهاء من تطوير نسخة جديدة ومميزة تتعلق بالنظام المعلوماتي وسيط تسمح بحسبه بالتكفل الأمثل بطالبي العمل والمؤسسات.
إلى جانب الخدمات الأخرى المتعلقة بنسخة الويب (version web) للنظام المعلوماتي وسيط والذي يقدم خدمة عن بعد بالنسبة لطالبي العمل والمستخدمين، تتعلق بإنشاء وتحيين حساب عن بعد، وإنشاء وتحيين معلومات طالب العمل وخدمة الاطلاع على عروض العمل حسب المعايير المتعددة، وإيداع عروض عمل بالنسبة للمستخدم ومتابعة الاخطارات.
موقع خاص بالمدونة الوطنية للمهن والوظائف
واعتبر المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل، في إطار الرقمنة وتسيير الإجراءات المتعلقة بمواكبة التكنولوجيا الحديثة إلى اعتماد موقع خاص بالمدونة الوطنية للمهن والوظائف، يرجع إليها طالبي الشغل لمعرفة المرجع المعتمد من طرف الوكالة الخاصة بالمهن والوظائف، تتضمن مرجعا دقيقا لكل الوظائف والمهن الموجودة في الجزائر، إضافة أنه يساعد المستخدم في تحديد المنصب المطلوب للعمل، كما أنه يساعد المستخدم ومسؤولي هيكلة عرض العمل في تحديد ومعرفة منصب العمل المطلوب بكل دقة، تتلاءم مع تكوينه وكفاءاته ومهارته المهنية.
اتفاقيات إطار مع مؤسسات ذات الحسابات الكبرى
وكشف المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل، لـ«الشعب” عن استحداث آلية جديدة متعلقة بالخدمة بالمؤسسات ذات الحسابات الكبرى في الجزائر، تهدف إلى تعزيز مبدأ الشفافية ومراقبة مدى احترام الإجراءات وضمان مبدأ التوزيع العادل لمناصب العمل وفق آليات تتيح إمكانية الحفظ والتوثيق الآلي للعملية وتقليص مدة معالجة العروض، مع إمكانية العودة للمعلومة في أي وقت بالنسبة لمجريات ووقائع عملية التنصيب لمعرفة ومتابعة مجريات الاختبارات المهنية والخروج بإجراء موحّد لجميع الهياكل المذكورة.
ويتعلق الأمر بحسبه، بمؤسسات كبرى ذات حسابات كبيرة، سيتم إبرام اتفاقيات معها في قادم الأيام منها مؤسسة توزيع الغاز والكهرباء الجزائرية “سونلغاز”، ومؤسسة خطوط السكك الحديدية “SNTF” ومجمع “كوسيدار Cosider Groupe Spa، ومؤسسة نفال ومتعامل الهاتف “جازي” وشركتا كل من DIVINDUS وANEP هي مؤسسات في طور إبرام الاتفاقية بحسبه.
خدمة خاصة بطالبي العمل المستقلين – فرصتي
كما كشف المدير العام إلى تخصيص خدمة، موجهة حصريا للطلبة الذين يتقنون استعمال الوسائل الرقمية لاسيما حاملي الشهادات والتي تسمح لهم ـ بحسبه ـ من التسجيل عن بعد، والاطلاع على عروض العمل، إلى جانب إمكانية الترشح لفرص للعمل عن بعد، انتهاء بمتابعة العملية وتسيير الاخطارات عن بعد دائما، وقد مكّنت العملية بحسب إحصاءات متعلقة بهذه الرقمية، من إحصاء أزيد من 2 ألف طالب عمل قاموا بعملية الترشح، مع تسجيل أزيد من 9 مليون مرة ولوج إلى هذه الخدمة من طرف المرتفقين وفق احصائيات محرك البحث قوقل.
تطبيقات ذكية لفائدة طالبي العمل
كما عمدت الوكالة في إطار تكريس الرقمنة، لدى طالبي الشغل بالجزائر إلى اعتماد نمط معين من التطبيقات الرقمية، تتيح لطالب الشغل أو العمل أو المرتفق، بحسب المدير العام، من معرفة آخر المستجدات والمزايا المتعلقة بوكالات التشغيل، التي تتيحها هذه التطبيقات ممثلة في تطبيق المدونة NAME” وتطبيق عرضي “Mon Offre” اللذان يوفران امتيازات مهمة لدى طالبي الشغل منها إمكانية التعريف بكل المهن والوظائف الموجودة، والمساهمة لمعرفة الكفاءات والمهارات المتعلقة بطالب الشغل، وتطبيق وكالتي “MON AGENCE” الذي يساعد هو الآخر في كيفية التعرف ومعرفة الموقع الجغرافي لكل الملاحق المحلية للتشغيل، حيث تعد هذه التطبيقات بمثابة جسر يتيح لدى متصفح التطبيق رؤية وطنية آنية لعروض العمل المتاحة ويوفر بحثا شاملا ومتعدّد المعايير.
نظام تنسيقي متكامل لتتبّع بيانات منحة البطالة
وأعطى مسؤول الوكالة الوطنية للتشغيل، أرقاما مهمة عن عدد المتصفحين لنظام تسيير منحة البطالة تجاوزت بحسبه الـ57 مليون على المستوى الوطني، مشيرا في ذات السياق إلى أن هذه المنصة الرقمية المهمة، من بين أبرز إنجازات الوكالة الوطنية للتشغيل، تمّ تطويرها من طرف مهندسي الوكالة لنظام خاص يسمح بتسيير منحة البطالة، من خلال الميزة التي توفرها في تقاطع البيانات والمعلومات بصفة آنية مع قاعدة البيانات المدمجة لدى الصناديق التأمين المتمثلة في صندوق التأمين عن البطالة للعمال الأجراء وغير الأجراء، وصندوق التقاعد، وقاعدة البيانات التابعة لجهاز MICLAT ومنصة PROGRSS، إلى جانب أن هذه المنصة، تتيح لدى مسيرها من إمكانية التسيير المالي عبر صبّ المنح في أوقاتها المحددة في كل من 26، 27 و28 في كل شهر.
منصة “تأهيل وتكوين”
بالمقابل كشف المدير العام، إلى اعتماد الوكالة الوطنية للتشغيل على منصتين هامتين لضمان وتتبع مختلف أطوار التكوين لدى مستفيدي منحة البطالة، من أجل تكوينهم وإدماجهم في سوق العمل، وتوفر منصب عمل قار يتوافق وقدراتهم التكوينية، ويكون بذلك عبر خطوات رئيسة تشمل تحديد فئة المعنيين بعملية التكوين وتوجيه المستفيدين من جهاز منحة البطالة المعنيين بالتكوين التأهيلي للالتحاق بمراكز التكوين وذلك حسب: عدد المناصب البيداغوجية المتاحة على مستوى كل مركز وشروط الالتحاق بالتكوين التأهيلي، مع مراعاة المستوى الدراسي وبعد المركز عن مكان الإقامة، كما تسمح هذه المنصة بإخطار المستفيدين من جهاز منحة البطالة المعنيين بالتكوين التأهيلي قصد الالتحاق بمراكز التكوين عن طريق رسائل نصية قصيرة باعتماد خدمة الرسائل القصيرة “مرسال”. كما توفر الوكالة أيضا بحسب المدير العام، منصة أخرى تدعى “منصة تكوين” تغطي بحسب المدير العام، أكثر من 851 مركز تكوين وهي المنصة التي تتولى متابعة غيابات المعنيين من عملية التكوين على مستوى مراكز التكوين المذكور عبر هذه المنصة الرقمية.. منصة رقمية لتلقي ولمعالجة العرائض -إنصات – وينحصر دور هذه المنصة بحسب المدير العام للوكالة، في تسجيل ومتابعة مختلف العرائض الواردة لدى مصالح الوكالة الوطنية للتشغيل، من خلال تتبع مضامين العرائض بشكل دقيق وتصنيفها حسب الموضوع وتحويلها إلى المصلحة محل الاختصاص وذلك لتقليص مدة المعالجة.