سقط عشرات الشهداء والجرحى جراء قصف جديد للاحتلال الصهيوني منازل في مدينة غزة، في مشاهد مرعبة لمن بقلوبهم ذرة إنسانية، في وقت يستمر الصهاينة في الاعتداء على كل ما هو فلسطيني بكل اشكال العنف والاغتصاب، وسط دعوات دولية متتالية عن ضرورة وقف إطلاق النار، وفتح المجال للمساعدات الإنسانية في العبور الى المقهورين والمفقّرين والمعتدى عليهم منذ 1948..
شهداء وجرحى..
استشهد 15 مواطنا فلسطينيا على الأقل وأصيب العشرات بجروح مختلفة، بينهم أطفال ونساء، جراء غارة لطائرات الاحتلال الصهيوني على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
أفادت مصادر محلية، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية، بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلا مكونا من ثلاثة طوابق في حي الزيتون، وسوته بالأرض فوق رؤوس ساكنيه، ما أدى إلى هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى.
وأضافت أن مركبات الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى جميع الشهداء والجرحى، نتيجة القصف المدفعي الصهيوني المتواصل على المنطقة، إضافة إلى إطلاق النار من قبل المسيرات التابعة للاحتلال صوب كل مواطن يتحرك في المنطقة.
وقصفت طائرات الاحتلال عددا من المنازل في الحي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين، تعذر على طواقم ومركبات الإسعاف الوصول إليهم أو حتى نقلهم من قبل المواطنين.
وكان عشرات الفلسطينيين قد استشهدوا وأصيبوا بجروح جراء قصف الاحتلال عددا من المنازل في أحياء مدينة غزة في وقت سابق، في وقت يواصل فيه الاحتلال عدوانه المكثف والشامل على قطاع غزة لليوم الثاني والأربعين بعد المئة على التوالي، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف برا وبحرا، مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين الفلسطينيين، وتنفيذ جرائم إبادة في مناطق التوغل، ما خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال هناك آلاف الشهداء والجرحى تحت الأنقاض.
واستشهد ثلاثة فلسطينيين، ليلة الأحد إلى الإثنين، في قصف صهيوني استهدف منزلا بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية نقلا عن مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال استهدفت منزلا في شمال رفح، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين بينهم سيدة وطفل، وإصابة آخرين.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 29 ألفا و692 مواطنا فلسطينيا، وإصابة 69 ألفا و879 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض .
نادي الأسير الفلسطيني: تسعة آلاف أسير فلسطيني يقبعون داخل معتقلات الاحتلال
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، أن نحو تسعة آلاف أسير فلسطيني يقبعون حاليا داخل معتقلات الاحتلال الصهيوني.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني في بيان: أن عشرة أسرى استشهدوا داخل معتقلات الاحتلال الصهيوني، بسبب الإهمال الطبي والتعذيب منذ السابع من أكتوبر الماضي، من بينهم أسرى اعتقلوا خلال العدوان المستمر على قطاع غزة.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين باستشهاد أسير من غزة في معتقل الرملة الاحتلالي قبل عدة أيام بسبب الإهمال الطبي، لافتة إلى تصاعد أعداد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر الماضي، جراء عمليات التعذيب والإجراءات الانتقامية الممنهجة والجرائم الطبية.
وأكدت هيئة الأسرى أن عمليات التعذيب والإجراءات الانتقامية تشكل قرارا واضحا بقتل الأسرى والمعتقلين، في إطار الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والعدوان الشامل، إلى جانب جريمة الإخفاء القسري التي تشكل أبرز الجرائم الممنهجة والخطيرة التي يصر الاحتلال على تنفيذها بحق معتقلي غزة.
وأشارت لنداء المؤسسات الحقوقية المختصة الذي وجهته للمؤسسات الدولية بجميع مستوياتها، لوقف جريمة الإخفاء القسري الممنهجة، الذي يهدف الاحتلال من خلالها لتنفيذ المزيد من الجرائم بحق معتقلي غزة، والمطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل بشأن الجرائم التي نفذها الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وذلك مع تصاعد الشهادات المروعة حول عمليات التعذيب وغيرها من الجرائم.
وكانت السلطات الفلسطينية أفادت في وقت سابق من نهار اليوم، بأن الكيان الصهيوني ارتكب 19 نوعا من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية المخالفة للقانون الدولي ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع، وذلك منذ ما يقارب خمسة أشهر، مؤكدة أن الاحتلال تعمد قتل 30.000 مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء، والذين يشكلون 72% من مجموع الشهداء في قطاع غزة، واعتقل 2.600 فلسطيني حتى الآن بشكل تعسفي والرقم مرشح للزيادة.
ولفتت إلى أن الاحتلال أجبر 2 مليون فلسطيني على النزوح القسري والإجباري من منازله ومناطق سكناهم، واتخذ من مئات المواطنين رهائن كدروع بشرية خلال العدوان وخاصة في أحياء الزيتون والشيخ رضوان والنصر ومخيم المغازي ومنطقة غرب غزة.
اليونيسف تطلب وقفا فوريا لإطلاق النار في غزة
وطالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الأحد، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا، “فورا وبشكل مستدام”.
وأوضح الناطق باسم “اليونيسف” في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، سليم عويس، في بيان، أن قطاع غزة “في مرحلة ما بعد الكارثة”، محذرا من الوضع المأساوي الذي يعيشه أطفال القطاع عموما وفي الشمال خصوصا.
وأضاف: “المساعدات لم تدخل شمال القطاع منذ أشهر، ما عرض الأطفال لمشاكل سوء التغذية، وعدم توافر الرعاية الصحية والمياه وكل مقومات الحياة”.
وتابع: “وضع الأطفال يزداد سوء ومأساوية، والآلاف منهم يعانون من إصابات أدت لفقدان أحد أطرافهم، ومنهم من يعاني إصابات ستلازمهم لفترات طويلة”.
وأشار الى أن نسب سوء التغذية ازدادت بشكل كبير بسبب العدوان الصهيوني. فقبل العدوان كانت النسبة 0.8 في المائة في قطاع غزة، والآن في الشمال وصلت إلى 15.6 في المائة، وفي الجنوب وصلت إلى 5 في المائة، “ما يؤكد على مدى خطورة الوضع الإنساني على الأطفال”.
وأكد على ضرورة وقف إطلاق النار “فورا وبشكل مستدام، ليتم إدخال المساعدات بشكل مستمر ودون قيود بكميات كافية، وبشكل آمن للطواقم التي تعمل على إدخالها”.
وأضاف: “بحسب تقديراتنا، هناك 17 ألف طفل منفصلون عن عائلاتهم، والعديد منهم فقدوا ذويهم أو أحدهم أو انفصلوا عنهم (بسبب العدوان)، أي أن واحدا في المائة من النازحين أطفال منفصلون عن ذويهم، وهذا أمر خطير وحساس، خاصة للذين لا يملكون أي جهة تعمل على رعايتهم، وفي ظل الخطر على الأرض من الصعب الاهتمام بهم من قبل الجهات المعنية”.