يعود صالون معدات السيارات، هذه السنة، بمشاركة مميزة لمؤسسات تصنيع محلي في قطاع الغيار، إلى جانب معاملين أجانب، في وقت انطلقت الجزائر في أولى مراحل تجسيد مقاربة مدروسة لتصنيع المركبات..
يجمع الحدث بين متعاملين ومهنيين كثر، محليون وأجانب، في تصنيع قطاع غيار المركبات، ويتزامن مع إعادة تنشيط سوق السيارات بالجزائر ودخول علامات مصنعة.
يُشارك في الصالون الدولي لقطع الغيار ومعدات السيارات Equip Auto في طبعته 17، المنظم من طرف Promosalons بقصر المعارض سافاكسفي الجزائر، أكثر من 400 عارض وعلامة تجارية من 15 دولة، بزيادة 100 بالمائة مقارنة مع طبعة 2023.
من هذه الدول المشاركة الصين، تركيا، كوريا الجنوبية، إيطاليا، بولندا تايوان تونس الهند، فرنسا، الإمارات العربية المتحدة، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية..
نسيج محلي
ويحضر العارضون الجزائريون هذا العام بنسبة 30 بالمئة من المشاركة العامة في الصالون، وهي مشاركة لم يتم تسجيلها منذ 2006.
وتسجل الصين في جناحها مشاركة قياسية بأكثر من 240 مشاركا، يعرضون منتجات متنوعة في تصنيع قطاع غيار السيارات، وهي مشاركة لها ما يفسرها وفق ما قاله محافظ الصالون باي نبيل بومرزاق.
ويشغل المعرض، الذي يدوم 4 أيام، مساحة إجمالية تقدر بـ12.000 م2، تستعرض فيها صناعة ما بعد البيع والتعاقد من الباطن في مجال السيارات جميع ابتكاراتها ومنتجاتها وخبراتها.
وعلى هامش فعاليات، يتحدث محافظ الصالون، المدير العام لشركة “برومو صالون الجزائر”، نبيل باي بومزراق، لـ”الشعب أونلاين” عن أهمية الصالون في تطوير سوق المناولة، وتصنيع قطاع غيار السيارات بالجزائر، ومرافقة سياسة التصنيع المحلي التي تنتهجها البلاد.
يقول نبيل باي بومزراق، إن الطبعة التي تستمر إلى غاية الخميس، تسجل مشاركة قياسية بـ 400 عارض، يمثلون 15 دولة، إلى جانب مشاركة 240 متعامل صيني، وهو رقم له ما يفسره، وفق المصدر الذي يقول: ” 80 بالمائة من المتعاملين الحاصلين على تراخيص نهائية استيراد وتركيب السيارات بالجزائر صينيون.”
ويضيف: ” هؤلاء يشاركون في الصالون بغرض التعرف أكثر عن سوق السيارات بالجزائر، تحسبا للاستثمار ومرافقة المصنعين، وهناك متعاملون آخرون يشاركون بهدف دراسة السوق المحلي.”
وفي حديث عن واقع المناولة المحلية في تصنيع قطاع الغيار، يُشير المتحدث إلى أن المشاركة الجزائرية متميزة أيضا في هذا الصالون وحاضرة بـ 30 بالمائة، وهو ما يفسر تطور نسيج محلي في هذا المجال.
وأوضح محافظ الصالون أن الحديث عن واقع تصنيع قطاع الغيار بالجزائر يمكن تشريحه من خلال أروقة الصالون، وما تعرضه مؤسسات جزائرية من منتجات تتطور سنة بعد أخرى.
يُعول على نشاط المناولة الصّناعية المحلية كثيرا في مرافقة شركات تصنيع سيارات جزائرية وبلوغ نسب الإدماج المنصوص عليها في دفتر الشروط.
يُمثل النسيج الصناعي لمؤسسات المناولة في صناعة السيارات، حلقة هامة وقاعدة يرتكز عليها المصنعون.
ونجاح مقاربة تصنيع المركبات بالجزائر، يعتمد بشكل أساسي، بحسب متابعين، على تطوير النسيج الصناعي وتوسيع الإنتاج لتغطية حاجة التصنيع المحلي.
ويحدد دفتر شروط تصنيع السيارات تحقيق نسبة إدماج 10 إلى 20٪ بعد 4 سنوات من النشاط، و30٪ بعد 5 سنوات من النشاط.
سوق واعدة..
صالون “ايكيب أوتو” فرصة مواتية للتعرف عن قرب عن مستثمرين جزائريين في نشاط المناولة، وما يعرضونه من منتجات محلية الصنع بسواعد جزائرية..
شركة “أف تي بي” مؤسسة محلية مختصة في تصنيع قطع غيار بلاستيكية ومعدنية، مثل قارورات المياه، أنابيب، ومروحات..
يقول المدير التجاري للشركة ضياء الدين شيحة، في حديث مع “الشعب أونلاين”، إن مقاربة التصنيع التي انتهجتها السلطات العليا بالبلاد، في آخر السنوات، تشجع المستثمرين المحلين على الاستثمار في قطاع الغيار وتوسيع منتجاتهم.
وهو حال شركة ” أف تي بي”، مثلما يقول شيحة، التي تمكنت في ظرف قصير من تطوير محفظة منتجاتها، من 6 منتجات في أول سنة تصنيع (2021)، و 26 منتجا سنة (2023)، والقفز إلى 100 منتج هذه السنة.
وتعمل الشركة التي توفر منتجات تتوافق مع شروط التصنيع والسلامة والحائزة على شهادةالـ “ايزو”، على تنويع منتجاتها في السوق المحلي والتخطيط لولوج الأسواق الأجنبية بفضل سلسلة واسعة من قطاع الغيار.
ويرتبط رهان توسيع منتجات الشركة، كما ونوعا، حسب ضياء الدين شيحة، بتجسيد مشروع انجاز وحدة جديدة لتصنيع قطاع غيار السيارات البلاستيكية والمعدنية.
ويقول في هذا السياق: ” مشروع نوعي مماثل بحاجة إلى عقار صناعي يُتيح للشركة التطور أكثر ومواكبة سياسة التصنيع المحلي انطلاقا من دراسة السوق وتلبية الطلب المحلي.”
من جهة أخرى، أبدى أجانب تحدثوا إلى “الشعب أونلاين”، رغبتهم في الاستثمار في السوق الجزائر، التي توفر آفاق واعدة في صناعة السيارات.
وفي هذا الشق، يوضح ليو ستي يونبيغ، أن مشاركته مؤسسته في هذا الصالون، بهدف التقرب أكثر من السوق الجزائرية التي تعول على تجسيد صناعة مركبات لعلامات مختلفة، منها صينية. ويضيف: ” نحن هنا من أجل فرص الاستثمار بالجزائر ومرافقة متعاملين صينيين في توفير حاجيات التصنيع.”