يُنوّه رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مصطفى زبدي، بحملة الحد من التبذير التي أطلقتها وزارة التجارة وترقية الصادرات، الإثنين.
يقول زبدي، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، إن “الحملة تستهدف توعية المستهلك الجزائري بأضرار التبذير، خاصة في شهر رمضان، الذي يعارض مثل هذه التصرفات التي لا تتماشى مع مبادئ الإسلام”.
ويشدد المتحدث على أن نتائج حملة وزارة التجارة ستكون إيجابية، لأنها تجمع بين التنظيمات الناشطة في مجال حماية المستهلك، إضافة إلى مديريات التجارة.
ويرى رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، أن “التوعية بخطورة التبذير ليست وليدة اليوم، لأن الحملات السابقة ساهمت ولو بشكل طفيف في تراجع فاتورة التبذير، لاسيما الخبز الذي يتصدر قائمة المواد التي يبذرها المستهلك الجزائري”.
غياب ثقافة الاستهلاك
يضع زبدي غياب الثقافة الاستهلاكية لدى عائلات جزائرية في خانة أهم الأسباب التي تجعل ظاهرة التبذير تتوسع، حتى وإن سجلت تراجعا طفيفا في السنوات المنصرمة.
ويتابع قائلا : ” بالمختصر، الجزائري يتشهى في رمضان كثيرا من المستهلكات، وفي بعض العائلات لا يوجد بها تسيير اقتناء المنتجات، خاصة الخبز والحلويات التقليدية ما يؤدي إلى وجود مشتريات أكثر من الاستهلاك، إضافة إلى أن المنتجات الأكثر دعما هي لأكثر تبذيرا مثل الخبز”.
ويلفت الناشط الجمعوي إلى أن الابتعاد عن تعاليم الإسلام في مجال الاستهلاك له ٱثر سلبي على الحياة العامة، نظرا لصرامة مبادئه حول ظاهرة التبذير المحرمة في الدين.
رقم وزير التجارة حقيقي..
وفي تعليق على رقم 100 مليون خبزة تُبذّر في رمضان، يؤكد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، واقعية الرقم المقدم من قبل وزير التجارة، الطيب زيتوني.
ويوضّح زبدي أن مظمته أشارت في إحصائيات سابقة إلى أن المستهلكين الجزائريين يبذرون مليونين ونصف إلى 3 ملايين خبزة، أو أكثر بقليل في اليوم طيلة رمضان، ما يعني تبذير معدل 100 مليون خبزة في الشهر.
ومن الأسباب التي تجعل الخبز يتصدر قائمة المواد التي يبذرها الجزائري دون حسيب ولا رقيب، بحسب زبدي، نجد دعم الدولة للخبز، ما يجعله منتجا في متناول الجميع، إضافة إلى وجود أصناف عديدة من الخبز في المخابز في شهر رمضان.
مقترحات للحد من التبذير
ويرى زبدي أن الحملة الوطنية للحد من التبذير غير كافية، حتى وإن كانت من قبل وزارة التجارة، ما يتطلب تجند الجميع للتغلب على هذه الظاهرة والقضاء عليها تدريجيا.
ويبرز المتحدث دور المدرسة، الجامع والجامعة في الحد من ظاهرة التبذير، خاصة أن التبذير ظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري وظاهرة محرمة في الإسلام.
حملة وطنية خاصة
أطلقت وزارة التجارة وترقية الصادرات، حملة وطنية للحد من التبذير عن طريق اطلاق ومضة اشهارية تحت عنوان “لنتجند جميعا من أجل محاربة التبذير والاقتصاد في الاستهلاك”.
وتصبو الحملة، التي أطلقها وزير التجارة، الطيب زيتوني، إلى التحسيس بأهمية مكافحة كل أنواع التبذير والاستهلاك العقلاني خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم.
وقال زيتوني إن التبذير في رمضان يتزايد ليبلغ، في الخبز على سبيل المثال، أزيد من 100 مليون خبزة، مذكرا أن التبذير في مادة الخبز يكلف ما قيمته 320 مليون دولار سنويا، حوالي 900 مليون خبزة.
وتابع يقول أنه تقرر هذه السنة الانطلاق في عمل تضامني بمشاركة المجتمع المدني وقطاعات وزارية أخرى، وجميع الفاعلين لمحاربة ظاهرة التبذير، والعمل سويا على تغيير ثقافة الاستهلاك وترشيده.