تشهد رياضة الجيدو بوهران ديناميكية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، لدرجة أن هذا الاختصاص أصبح ثاني أكثر الرياضات شعبية في المنطقة بعد كرة القدم وعرف نشأة العديد من الأندية المتخصصة في هذه الرياضة التي اتخذت بعدا مثيرا للاهتمام لدى الشباب الوهراني.
هذه الديناميكية الكبيرة المسجلة في الميدان دفعت الرابطة الولائية للتحول إلى رابطة جهوية بعد تسجيل انخراط حوالي أربعين جمعية إضافية، حسب ما صرح به لوأج رئيس هذه الرابطة خالد براهمي.
وقال هذا المسؤول : ”انتقلنا من 15 إلى 70 ناديًا للجيدو بوهران في غضون سنوات قليلة، كما يلاحظ وجود إقبال كبير على هذا التخصص الذي بدأ يستعيد عافيته بالمنطقة بعد سنوات طويلة من الركود”.
ويبذل هذا المصارع الدولي السابق مجهودات كبيرة من أجل تطوير هذه الرياضة أكثر بالناحية الغربية للبلاد التي أضحت منبعا هاما لتكوين الشبان، وأيضا الوحيدة التي باتت تهدي عاصمة الغرب الجزائري ألقابا وطنية ودولية.
ويعود الفضل على وجه الخصوص إلى نادي ”اولاد الباهية”، حامل الطبعتين السابقتين للبطولة الجزائرية للأكابر، والذي يزود أيضا مختلف المنتخبات الوطنية بأفضل المصارعين الذين ما انفكوا يتألقون على الصعيد الدولي، على غرار دريس مسعود، صاحب ذهبية الجيدو الجزائرية الوحيدة خلال الألعاب المتوسطية السابقة التي أقيمت في صائفة 2022 بوهران.
وأضاف خالد براهمي بخصوص هذا النادي : ”نادي أولاد الباهية يتألق بطريقة جيدة للغاية، حيث أصبح نموذجا للأندية الأخرى في المنطقة إلى درجة أننا نلاحظ بارتياح كبير بداية صعود العديد منها إلى الواجهة في صورة النادي الناشئ ”العزم”، الذي يدربه الدولي الجزائري السابق فتحي نورين”.
وعبر هذا المسؤول عن تفاؤله بشأن فرص دريس مسعود في التأهل لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة التي ستقام الصيف القادم بباريس (فرنسا)، معتقدا أنه قطع شوطا مهما في سباق التأهل إلى أكبر تظاهرة رياضية عالمية.
وتابع براهيمي:” أصبح تألق لاعب الجيدو البالغ من العمر 22 عاما على المستوى مصدرا لتحفيز جميع رياضيي الجودو الجزائريين، خاصة الناشطين بالأندية الوهرانية، حيث أضحت قبلة المواهب من مناطق أخرى، على وجه الخصوص أولاد الباهية.”
هذا الأخير تمكن مؤخرا من التعاقد مع المصارع الدولي مصطفى ياسر بوعمار، بعد أن نجح أيضا في وقت سابق في استقدام عدة مصارعين دوليين آخرين على غرار عماد بن عزوق القادم من نادي الحراش.
وكان العكس هو الذي يحدث خلال السنوات السابقة، حيث كان أفضل لاعبي الجيدو بوهران يختارون الانتقال إلى أندية أخرى، خاصة العاصمية، “بسبب نقص الإمكانيات داخل أنديتهم”، حسبما أوضحه رئيس الرابطة الجهوية الوهرانية.
ولا يزال ذات العائق يواجه الأندية الوهرانية، وبدرجة أقل فريق ”أولاد الباهية” الذي تنفس مؤخرا الصعداء من خلال توقيع عقد شراكة مع مجمع ”توسيالي”.
ولا تخص العراقيل المالية أندية الجيدو بوهران وحدهم، حيث أن الرابطة الجهوية تواجه نفس الإشكال منذ عدة سنوات “بسبب الدعم المحدود للغاية الذي نتلقاه”، مثلما تأسف له مسؤولها الأول.
و يمنع هذا الوضع الرابطة الجهوية الوهرانية من تنفيذ كل مشاريعها، مثل تنظيم بطولة عربية للأندية، وفق نفس المتحدث، علما وأن النسخة السابقة لهذه المنافسة نظمت قبل بضعة أسابيع بالجزائر العاصمة وعرفت فوز “أولاد الباهية” بالمركز الثاني حسب الفرق.