افتتح بقصر الثقافة مفدي زكرياء، مساء الأربعاء، معرض جماعي للفنون التشكيلية بمشاركة عدد من الفنانات الجزائريات اللائي قدمن لوحات فنية تحاكي موضوع المرأة بجماليات وفنيات مميزة، وهذا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
استقبل رواق “باية” بقصر الثقافة مجموعة فنية تجاوزت الثمانين لوحة فنية متعددة الأحجام والمواضيع رسمتها 21 فنانة تشكيلية مشاركة في هذا المعرض الجماعي المخصص لهن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المصادف لـ 8 مارس من كل سنة، حيث توحدت اللوحات المعروضة في تشكيل نظرة المرأة الجزائرية للحياة وأيضا مكانتها في النسيج الإبداعي والاجتماعي.
وتنوعت مستويات التجارب الفنية للمشاركات بين عصاميات ومتخرجات من مدرسة الفنون الجميلة ومبتدئات أيضا سمح لهن المعرض بالتعارف والتحاور والانفتاح على تجارب الآخرين من حيث الفنيات والتقنيات.
وتظهر التشكيلية بونقاب حفيظة شغفها بمدينة الجزائر بكونها مدينة متوسطية تتميز بإضاءة فريدة تركت لديها إنطباع خاص فترجمته على طريقة ما بعد الإنطباعية بزوبعة هادئة من الألوان تزين سماء الجزائر البيضاء لتزيدها جمالا ورونقا، وكذلك فعلت في لوحتها الثانية حيث تظهر امرأة جميلة تعزف على آلة العود وتتزين بلباس تقليدي جزائري أصيل وعلى جبينها الحلي الأصيل “خيط الروح”.
وأبدت التشكيلية زهية دهال، حبها للخيل والفروسية وجماله المرتبط بالتراث الجزائري في لوحات كبيرة الحجم في طابع تجريدي لتضع خيولها الملونة أو بالأسود باتجاه الأفق المنطلق، وكذلك مالت الفنانة آيت صالح هدى إلى التجريد لفهم معاني الضوء والجسد وقراءة تقاسيم الوجوه.
وتجلت في لوحة التشكيلية سلمة بارة حفصة تأثيرات الفن الساذج الذي أسست له الفنانة القديرة باية محي الدين بفضل أعمالها السريالية المميزة، بينما رسمت يوسفي حسينة عناصر الطبيعة بالأكرليك فرسمت أزهار اللوتس البيضاء والبنفسجية واستعادت التراث الجزائري الغني من خلال عناصر ثقافية بارزة على غرار لباس المرأة الجزائرية “الحايك” و”عقد الياسمين” و”القعدة العاصمية” و”الفخارجية” و أناقة “المرأة التارقية”.
من جهة أخرى، حضرت مواضيع ذات صلة بالثورة الجزائرية على غرار ما قدمته السيدة قاسي ندى في لوحة “الوداع” التي تذكرنا بمشهد سينمائي من فيلم “معركة الجزائر” لمجموعة من الجزائريين من نساء ورجال وأطفال لحظة تفجير مخبأ شهداء القصبة.
أما التشكيلية المتمرسة جهيدة هوادف فشاركت بلوحاتها الفنية التي تحتفي بالمرأة بألوان زاهية تترجم الحياة اليومية وتمنحها الفرحة والقدرة على التعبير عن وجودها سواء كانت داخل المدينة أو تحتفل بقدوم الربيع.
وفي الجهة المقابلة أطلقت طوالبي نورمان نسرين العنان لريشتها بلمسة معاصرة لتلون لوحات تطفح منها ألوان إفريقية فرسمت بورتريهات بملامح إثنية مختلفة وأزياء وأكسيسوارات.
وكان المعرض فرصة للعصامية الشابة مليكة هناء جيلالي لعرض بعض لوحاتها في فن المنمنمات، حيث أبرزت شغفها بتفاصيل العمارة الجزائرية القديمة واللباس التقليدي ورسم المناظر الطبيعية، وهي التي بدأت مشوارها الإبداعي من المونغا.