أصبح الطب التجميلي من أهم التخصصات في الرعاية الطبية ليس في الجزائر فقط، بل في العالم، نظرا لنتائجه الإيجابية في تصحيح بعض عيوب الجسم، التي تسبب هواجس لكثير من الناس.
يلاقى تخصص الطبي التجميلي، رواجا، لأنه يهتم بتحسين الشكل الخارجي لأشخاص مرضى أو تعرضوا لحوادث خطيرة، كجروح عميقة أو كسور، أو حروق، يحسن هذا التخصص ويصحح بعض العيوب والندبات في الوجه خاصة لدى النساء، بعمليات تجميلية أو ترميمية وبإستخدام أحدث التقنيات في هذا المجال.
تقربت “الشعب أونلاين”، من مختصين وممثلي عيادات مختصة في الجراحة التجميلية والترميمية في الجزائر ودول عربية، على هامش المعرض الدولي للعيادات الطبية الجراحية والتجميلية بالجزائر (كلينيكا2024)، الذي نظم شهر فيفري المنصرم.
إلتقينا الطبيب الجراح ومدير عيادة “جيهان هناء” للجراحة الطبية بالرغاية منذ 1985، وهي من المراكز الطبية الخاصة الرائدة في الجراحة التجميلية والترميمية، جراحة التشوهات الخلقية والتجميلية، جراحة الوجه والفكين، وجراحة الأعصاب والعظام، وتنظير المفاصل، علاج المصابون بالسمنة المفرطة المسببة لمشاكل صحية، وعلاج صدمات حديثي الولادة مثل الكسور، وهي العيادة الوحيدة لعلاج مثل هذه الصدمات، بحسب ما أكده الطبيب طواهري.
إضافة الى العمليات التجميلية لتحسين المظهر الخارجي، تقدم العيادة خدمات طبية أخرى في طب الأطفال، التوليد والجراحة العامة، باستخدام التقنيات الحديثة والعلاج بتقنية الليزر، بفضل فريق طبي محترف وجد متخصص في العمليات الجراحية الدقيقة، وفي اعادة التأهيل الوظيفي.
يقدم الدكتور كمال طواهري، شروحا عن نوعية الخدمات التي تقدمها عيادة “جيهان هناء” لمواطني الرغاية والبلديات المحيطة بها، والمواطنين القادمين من ولايات مختلفة، وتستقبل عيادة “جيهان هناء” أطفالا حديثي الولادة من كل الولايات وتقدم لهم الرعاية الطبية الشاملة.
وأشار محدثنا إلى أن العيادة، التي يشرف عليها تتوفر على مخبر تحاليل بيولوجية بكل المعدات، ومصلحة أشعة تشتغل طيلة الأسبوع مع قسم الموجات فوق الصوتية، ماسح ضوئي سكانير، وماموغرافي، وتشتغل العيادة 24/24 ساعة دون انقطاع، بفضل فريق طبي حاضر حتى أيام العطل الرسمية، والمناسبات الوطنية والدينية.
الطب التجميلي يحسن حياة المرضى
ويبرز الطبيب المختص، دور الطب التجميلي في تحسين جودة حياة المرضى، الذين يعانون تشوهات خلقية أو نتيجة حوادث خطيرة، ما يعرضهم للتنمر، حيث تستخدم تقنيات حديثة لإعادة بناء الأنسجة وتصحيح التشوهات.
ويوضح أن الجراحة التجميلية تصحيح للعيوب والتشوهات وعلاجية وليست فقط من أجل التجميل، ويؤكد أن الطب التجميلي والترميمي في الجزائر عرف تطورا كبيرا، خاصة مع أحدث التقنيات والمعدات الطبية.
بالنسبة للمادة الاولية المستعملة في الجراحة أو الأدوية، يؤكد الطبيب الجراح، أنها متوفرة ولا توجد ندرة، وتتزود العيادة من الصيدلية المركزية والمستشفيات وموزعين خواص.
ويشير محدثنا إلى أن الكثير من الجزائريين يجهلون وجود عيادات طبية مختصة في الجراحة التجميلية والترميمية بالجزائر، ويسافرون للعلاج في تركيا أو تونس لإجراء عمليات جراحية وتجميلية.
ويكشف في هذا السياق، توقيع اتفاقيات مؤخرا بين عيادة “جيهان هناء” ومستشفيات من مالي وموريطانيا والتشاد، تفاجأت بنوعية الخدمات التي تقدمها عيادة الرغاية، حيث سيرسلون مرضاهم للعلاج في الجزائر بعدما كانوا يوجهونهم الى دول أخرى.
ويقول: ” الصحة في الجزائر قادرة على هذا النوع من العمليات الجراحية، نقوم بالعمل نفسه الذي بقوم به جيراننا في تونس أو بتركيا وربما أحسن منهم، الثقة هي في الوقت ونتائج العلاج”.
تقنيات حديثة للعناية بالجمال
وتحدثنا الدكتوره سمية بوحيرد، خبيرة دولية في التجميل، عن أحدث التقنيات للعناية بالجمال في مركز العناية بالجمال والليزر “سلونج Célange “، الذي يوفر التكنولوجيات المتطورة للعلاج منها الليزر، البوتوكوس للتخلص من التجاعيد، وحقن حمض الهيالورونيك لزيادة حجم الشفاه والخدود، والتقشير لتقليل البقع وندبات حب الشباب، يمارسها أطباء مختصون في الطب التجميلي والبيولوجية الطبية.
وتؤكد الأخصائية، أن الطب التجميلي بدون جراحة لاقى رواجا في السنوات الأخيرة، خاصة لدى النساء، اللائي يبحثن عن تحسين مظهرهن الخارجي، وبالأخص العناية بجمال الوجه بإعتباره مرآة الشخص.
وتكشف الدكتورة فوزية لعزيب، طبيبة مختصة في التجميل بمركز العناية الجسدية “سلونج”، عن توفير علاج مشكلة سلس البول وترهل المهبل باستعمال «تقنية هايفو» حيث تستخدم موجات صوتية عالية التردد تركز على أنسجة المهبل، وهو اجراء تجميلي يهدف لتجديد وشد المهبل، ليساعد السيدات لإستعادة صحتهن الانثوية.
وتؤكد محدثتنا أن جهاز “هايفو” تقنية آمنة، لا يسبب أي مضاعفات خطيرة، إذا أجريت العملية لدى طبيب مختص.
مخبر مختص في علم الجنين والأمراض الوراثية
في المعرض، صادفنا مخبر زروالا للتحاليل الطبية المختصة في علم الجنين والأمراض الوراثية والتحاليل البيولوجية الإنجابية بالتقنيات الحديثة، وتحاليل الحيوانات المنوية دراسة الكروموزومات وتحاليل الخلايا السرطانية، الذي لأول مرة نسمع عن وجوده في الجزائر.
تقربنا من مسؤولة المخبر السيدة زياطا زروالا، للحصول عن معلومات حول هذا المخبر، الذي يجري مجموعة كاملة من التحاليل الوراثية المتقدمة لكشف وتوصيف الأمراض الجينية، التي عادة ما تكون معقدة ونادرة، وهو ينشط منذ 1997، يجري تحاليل على المستوى الوطني بفضل طاقم طبي متكون من بيولوجيين.
في هذا الصدد، تؤكد الدكتورة زياطا، أن المخبر مختص في تحليل الجينات وكل ما هو خلايا، ويتوفر على امكانيات دراسة التأثيرات الوراثية، ويجري الفحص الوراثي للكشف عن اختلالات الكروموسومات، وهو فحص لإختيار الأجنة من أجل نقلها بواسطة التلقيح الإصطناعي لتحديد الأجنة قبل زرعها ويساهم هذا النوع من الفحص في نجاح الحمل.
وتوضح الاخصائية ان تحليل الكروموسومات على الخلايا يعتبر من أهم التحاليل لمعرفة إذا كان هناك انحرافات غير طبيعية بالنسبة للأشخاص، الذين تظهر عليهم بعض الاعراض.
وتقول: ” الكروموسوم العادي عند الاناث هو 46xx، وعند الذكور xy 46، واي انحرافات تعد غير طبيعية، يبحث الفريق الطبي والبيولوجي عن الأسباب وإخبار المريض بذلك”.
وتشيرت زروالا، إلى الدراسة الوراثية تعتبر بمثابة بطاقة تعريف للإنسان، تساعد على تحديد نوعية الجنين ذكر أو أنثى، ولا يسمح بالخطأ.
وتضيفت محدثتنا الى أن هذه الطرق تسمح باستكشاف عميق للجينوم لتحديد التحولات الجينية المسؤولة عن الأمراض، ما يساعد الأطباء في تشخيص دقيق واقتراح علاجات مناسبة وفعالة.
تبادل الخبرات بين الجزائر والأردن
يعرض مستشفى الرشيد الأردني خدماته لتنشيط السياحة العلاجية الأردنية والجزائرية.
يقول مسؤول الاتصال والتسويق بالمستشفى ماهر الخرابشة، إن مستشفى الرشيد يسعى الى تبادل الخبرات مع الجزائر في المجال الطبي التجميلي، ويشير إلى أن المستشفى يستقبل مرضى جزائريين، ويقدم لهم الرعاية الصحية اللازمة.
ويوضح ماهر الخرابشة، أن المريض الجزائري يتواصل مع المستشفى عبر مندوب الأردن في الجزائر، حيث يستقبل المريض في المطار الأردني ويرسل مباشرة إلى مستشفى الرشيد بعد الإطلاع على تقريره الطبي ومعرفة صحته للحصول على العلاج الملائم.
ويضيف: “نفكر في توسيع خدماتنا الطبية والتعريف بها للجزائريين لكي نفتح لهم المجال والحصول على أفضل علاج”.
ويشير محدثنا إلى أن مستشفى الرشيد الأردني، الذي تأسس في 1996، كان في البداية مختصا في الطب النفسي وعلاج الإدمان وتطور ليختص في الجراحة العامة، جراحة الدماغ والأعصاب، جراحة القلب، قسطرة القلب والشرايين، جراحة العظام والكسور، الجراحة التجميلية، وعلاج السمنة الجراحي، أمراض وزراعة االكلي، زراعة الكبد وقوقعة الأذن، والأنف والحنجرة والباطنية، والعناية المركزة والنسائية، والتوليد، والعقم، وهو الأن بصدد انشاء مركز للإخصاب.
ويؤكد خرابشة أن المستشفى يتوفر على أحدث الأجهزة المواكبة للتطور، أملا في أن يكون لديهم سوقا رائجا في الجزائر، وتبادل الخبرات في مجال الطب التجميلي والجراحة.
ومن اكثر العمليات الجراحية التي يجريها الجزائريون بالمستشفى الأردني، يقول الخرابشة، زراعة الكلى وتركيب مفاصل، جراحات القلب، وقسطرة الدماغ.
ويشير يوسف الصوريفي، رئيس عمليات خبرة 34 سنة في المستشفيات الاردنية، وحاليا بمستشفى الرشيد، إلى اتفاقية بين الأردن والجزائر لزراعة القلب والكلى أبرمت منذ عشر سنوات، حيث أرسل فريق من الأطباء الجزائريين إلى الأردن للتدريب في المستشفيات الأردنية، وبسبب جائحة كورونا توقفت الإتفاقية.
ويضيف: ” مؤخرا زارنا وفد طبي جزائري ومن المفروض مجئ وفد أردني لتوقيع اتفاقية مع الضمان الإجتماعي الجزائري لتجديد التعاون ، إذا وجدنا توأمة مع مستشفى في الجزائر، مستعدون لتبادل الخبرات والمرضى والأطباء”.
ويؤكد الصوريفي، أن الوطن العربي يعتبر الأردن مركز العمليات الجراحية، لتوفرها على أطباء وممرضبن محترفين وخبرات طبية وأحدث الأجهزة الطبية.