عتب بعض الأصدقاء على رواية البوكر الأخيرة، وقدّروا أنها لم تنل الجائزة إلا بسبب (المجاملات) التي (كالتها) للكيان الصهيوني، فقد لمح بعض القراء بين سطور الرواية، ما أوهمهم أن بها شيء من (اللين) في المعاملة، وهالهم أن يستعين الروائي بـ(مراجع) توراتية يستغلها بنو صهيون في التأصيل لجرائمهم التّاريخية..
والحق أننا لا نحتاج إلى كثير عناء، كي نقيم البرهان على أن “العتاب” يتأسس على شيء من (سخونة الدّم)، وهذه أصيلة في الروح الجزائري، تطلع درجتها مع أدنى شكّ يتسلّل، خاصة وأن القراء تعارفوا – منذ سنوات – على أن الجوائز لا تنال ببركاتها إلا (البُو-وَجْه اصْحيح) الذي يقدر على (التّمحلس) للصهاينة، في إطار سياسة تطبيعية هيمنت، وحققت غاياتها، حتى إنها أقنعت آلاف الجنود (المطبّعين) بالقتال إلى جانب حلفائهم.. (عفوا).. نقصد إلى جانب أشقائهم الصهاينة..
المهمّ.. لن يستعصي “العتاب” عن التراجع، حين يعلم (الغاضبون) أن الروائي بسام خندقجي لا يمكن أن يجامل الصهاينة، ولا أن (يتقرّب) منهم؛ لأنه – أصلا – كتب رواية “قناع بلون السماء” في غيابات السّجن، ولا يزال صابرا على ما يفرض عليه الصهاينة من ألوان العذاب، بعد أن حُكم عليه بـ«ثلاثة مؤبدات” كاملة، فوق هذا، يطالب الكيان الصهيوني الروائي خندقجي بدفع أكثر من أحد عشر مليون دولار، بسبب تهمة المشاركة في عملية فدائية اشتهرت باسم “سوق الكرمل”..
ليس خندقجي من يجامل أو يداهن.. والجزائريون يذكرون لقطة رائعة في فيلم “معركة الجزائر”.. ثلاث جميلات يتلقين أمرا بلبس أزياء فرنسية.. أحسسنا – وقتها – بقلوبهن تتمزق أسى أثناء الكشف عن رؤوسهن، لكننا افتخرنا بهن حين رأينا ما حقّقن لثورة التحرير..
ماذا لو يأخذ الصهاينة الرواية، ويسلّموا لخندقجي طائرة؟!
الحديث قياس..