ما يحدث في رفح، وما حدث ويحدث في قطاع غزة يؤكد أن ما قاله المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عدنان أبوحسنة: “لا مكان آمن في غزة”..
أعلن المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عدنان أبوحسنة، أن هناك عددا من موظفي “الأونروا” مفقودين، عقب الاعتداء الصهيوني على مدينة رفح الفلسطينية، مشيرا إلى أنه خلال الساعات المقبلة، سيكون هناك صورة أوضح لأعداد القتلى والمفقودين من الوكالة.
قال أبوحسنة- خلال اتصال هاتفي مع قناة “دي إم سي” الفضائية مساء الإثنين لبرنامج “مساء دي إم سي”- إنه “لا يوجد مكان من في غزة والحرب الحالية بلا قيم ولا تحترم القانون الدولي”.
وأضاف أن القصف الصهيوني كان مقاربا لأكبر مقرات “الأونروا”، حيث يوجد بداخله عشرات الألاف من النازحين، والوقود، والمواد الغذائية، مشيرا إلى مقتل حوالي 192 من موظفي الوكالة حتى الأن.
وتابع أبوحسنة أن مجمل العمل الإنساني في قطاع غزة يقترب من الانهيار في حالة استمرار العمليات العسكرية الصهيونية على مدينة رفح الفلسطينية، منبها إلى أن رفح الفلسطينية ليست مدينة يقطن بها أكثر من نصف مليون مواطن فلسطيني فحسب، ولكنها أيضا مقر لكل الوكالات التابعة للأمم المتحدة، وبها أكبر مخازن وكالة “الأونروا”.
شهداء وجرحى في قصف صهيوني على القطاع
استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب عدد آخر في قصف لطيران الاحتلال الصهيوني، امس الاثنين على قطاع غزة، حسبما أعلنت عنه وكالة الانباء الفلسطينية (وفا).
وذكرت “وفا” أنه قد “استشهد 7 فلسطينيين وأصيب 6 آخرون في قصف طيران الاحتلال لمنزل شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة”.
وأعلن مستشفى الكويت التخصصي في رفح، استشهاد اثنين من طواقمه العاملة، جراء استهدافهما من طائرات الاستطلاع الصهيونية.
وفي سياق متصل، أعلنت إدارة المستشفى خروجه عن الخدمة بسبب توسيع عدوان الاحتلال في محافظة رفح، والاستهدافات المتكررة والمتعمدة لمحيط المستشفى، والتي كان آخرها استهداف بوابة المستشفى.
وتعرضت رفح خلال الساعات الأخيرة لسلسلة غارات عنيفة وقصف مدفعي مكثف وسط وشرق المحافظة، بالتزامن مع نسف قوات الاحتلال الصهيوني عددا من المنازل والمنشآت.
وشن طيران الاحتلال غارات على مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى، تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال شرق مخيم البريج.
وأعلن مستشفى شهداء الأقصى أن الاحتلال الصهيوني يواصل منع توريد الوقود للمستشفى، ما يهدد بوقف خدماته الصحية خلال الساعات القليلة المقبلة.
واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون، في غارة صهيونية استهدفت منزلا في شارع غزة القديم شمال القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
دعوة لإجراء تحقيق في قصف مخيم للنازحين برفح
وأدان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني بقصفها خيام النازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين.
وطالب وينسلاند في بيان بـ “إجراء تحقيق شامل وشفاف في هذا الحادثة، ومحاسبة المسؤولين (…)، واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين بشكل أفضل”.
وقال: “أشعر بقلق بالغ إزاء مقتل العديد من النساء والأطفال في منطقة لجأ إليها الناس”، مجددا الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
جدير بالذكر أن الاحتلال الصهيوني قصف مخيما للنازحين غربي رفح، ما أدى إلى استشهاد 45 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء.
مستشفى الكويت في رفح خارج الخدمة
وأعلنت إدارة مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الاثنين، عن خروج المستشفى عن العمل، مع اقتراب دبابات وآليات الاحتلال الصهيوني من بوابات المستشفى، وعدم قدرة الجرحى والمرضى من الوصول إليها بسبب كثافة القصف.
وبخروج المستشفى الكويتي عن الخدمة تنهار بذلك الخدمات الطبية في آخر مستشفى بقي يعمل في المدينة منذ بداية الاجتياح البري.
في سياق متصل، سمع ليلة الاثنين إلى الثلاثاء دوي انفجارات على مقربة من معبر رفح البري، تزامن ذلك مع مواصلة طائرات ومدفعية الاحتلال الصهيوني قصفها المكثف للمنطقة.
رئيس المجلس الأوروبي يطالب الاحتلال بوقف هجومه على رفح
وطالب شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، الاثنين، الاحتلال الصهيوني بـ”الاحترام الكامل لمحكمة العدل الدولية والوقف الفوري للهجوم على رفح” جنوب قطاع غزة، عقب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بقصفها خيام النازحين في المدينة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين.
وقال ميشيل، في منشور له على منصة /إكس/ حول مجزرة رفح: “إنه لأمر مروع أن نرى مدنيين فلسطينيين أبرياء يقتلون في الهجوم الأخير. لا توجد منطقة آمنة للنازحين في رفح”.
وأضاف ميشيل، أذكر الحكومة الصهيونية “بأن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي كانت ويجب أن تظل قائمة على احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي بما يتماشى مع قيمنا”، مجددا الدعوة إلى “تطبيق وقف فوري لإطلاق النار”، مطالبا بـ”احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
يذكر أن مجزرة رفح جاءت بعد يومين فقط من إصدار محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، أوامر للاحتلال الصهيوني، بوقف فوري لعملياته العسكرية في محافظة رفح، وضرورة المحافظة على فتح معبر رفح، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ومنذ 6 ماي الجاري، يشن جيش الاحتلال الصهيوني هجوما بريا على رفح، واحتل في اليوم التالي الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري، ومنعت تدفق المساعدات الإنسانية وخروج المرضى والجرحى لتلقي العلاج.
ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 36050 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 81026 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.