يعدُ المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي استراتيجية طويلة المدى لإدماج الجالية الجزائرية بالخارج بـ “فعالية” في ديناميكيات التنمية الوطنية والتجديد الوطني، حسبما أكدته اليوم الأربعاء بولاية البليدة رئيسة المجلس، ربيعة خرفي.
أوضحت خرفي لدى اشرافها على افتتاح أشغال ندوة وطنية حول “اندماج ومشاركة الجالية الجزائرية بالخارج في التجديد الوطني” بجامعة علي لونيسي بالعفرون، أنه “تجسيدا لرؤية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي لطالما شدد على الإمكانيات الهائلة للجالية الجزائرية بالخارج و شجع إدماجها الفعلي في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية، أطلق المجلس مبادرة ترمي إلى اعداد استراتيجية فعالة لتسهيل ادماجها في ديناميكيات التنمية الوطنية”.
وقالت المتحدثة أن المجلس يعمل على المساهمة في تجسيد مساعي الاستفادة من مهارات و خبرات أبناء الجالية عن طريق تسهيل إدماجها في ديناميكيات التنمية الوطنية وتحديد العوائق التي تحول دون ذلك مع اقتراح حلول لرفعها.
ويرمي هذا اللقاء الوطني حسبها، إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها تقييم الدور الحالي للجالية في الاقتصاد الوطني وتحديد العوائق أمام اندماجها، بالإضافة إلى إعداد استراتيجيات طويلة المدى لتعزيز شبكات التعاون بينها وبين المؤسسات الوطنية قصد ترقية نقل المعارف والمهارات.
من جهتها، أكدت رئيسة لجنة الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج بهذا المجلس، إيمان وهيب، في تصريح لـ “وأج”تثمين وترحيب الجالية الجزائرية بمساعي الدولة في إشراكها في التجديد الوطني باعتبارها جزء هام من مكونات المجتمع الجزائري الذي لا يمكن الاستغناء عنه، بالنظر لمؤهلاتها العلمية والفكرية في مختلف المجالات.
كما نوهت بأهمية الاستثمار في الجالية التي “تشكل ثروة بشرية هامة يمكن لها المساهمة بشكل فعال في تنمية وطننا” بالنظر إلى التجارب والخبرات التي اكتسبتها طيلة سنوات عملها بالخارج في مختلف المجالات العلمية و التكنولوجية.
وقالت أن المجلس “يراهن” على الجالية الجزائرية لنقل أحدث ما توصلت إليه العلوم و التكنولوجيا لتعزيز مستوى الابتكار والتطور وكذا الترويج للاستثمار من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية لترقية الاقتصاد الوطني بالاضافة إلى “الدور الفعال” الذي يمكن أن تلعبه في مجال التواصل الثقافي للحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية و تعريف المجتمعات الأجنبية بها.
بدوره، أكد أحد أعضاء لجنة الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، مقيم بألمانيا منذ نحو 50 سنة، الدكتور عبد المالك نصراوي، استعداد الجالية الجزائرية بألمانيا الإسهام في تطوير بلادها، لافتا إلى أن هناك اطباء جزائريين يعملون بهذه الدولة هم “على أتم الاستعداد” للمساهمة في نقل خبراتهم إلى بلادهم “بدافع حبهم و حنينهم إلى وطنهم الأم و الرغبة في أن يكون في مصاف الدول المتطورة”.
يذكر أن أشغال هذه الندوة الوطنية تضمنت عدة مداخلات ألقاها ممثلون عن الجالية الجزائرية خارج الوطن وكذا عن قطاعات عمومية، إلى جانب خبراء ومختصين وباحثين، تطرقت في مجملها الى دور وأهمية الجالية في الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي الوطني.