قدم أعضاء من هيئة التدريس والأطر الإدارية بجامعة تطوان، شمال المغرب، عريضة إلى رئيسها للمطالبة بإلغاء اتفاقية شراكة مع جامعة صهيونية ووقف كل أشكال التطبيع مع الكيان المحتل وكافة المؤسسات الجامعية التابعة له، وذلك في خطوة غير مسبوقة منذ بدء التطبيع الاكاديمي في فيفري 2021 بين الجانبين.
ووقع العريضة أزيد من 600 أستاذ وموظف يعملون في 12 مؤسسة تابعة للجامعة المذكورة، في حين ينتظر إدراج مطلب إلغاء اتفاقية الشراكة مع الجامعة الصهيونية في جدول أعمال مجلس الجامعة المقبل.
وحسب مضامين العريضة، فإن المبادرة تأتي “كخطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها منذ ثمانية أشهر، والتي صدمت بفظاعتها كل الضمائر الحية عبر العالم، واستدعت استصدار قرارات قضائية وسياسية قوية” ضد الكيان الصهيوني.
واعتبر الموقعون على العريضة أن “جرائم قوات الاحتلال استهدفت بشكل متعمد وممنهج كل مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة وخلفت استشهاد رؤساء جامعات وعمداء وأساتذة جامعيين وطلبة”.
وكانت جامعة تطوان والجامعة الصهيونية قد وقعتا في 12 سبتمبر 2022 اتفاقية إطار عمل للتعاون الأكاديمي، تشمل تبادل الباحثين والطلبة وتنظيم ملتقيات علمية مشتركة، وتطوير مشاريع بحث مشتركة في علوم الصحة والبيئة والماء وعلوم البحار، وعلوم الزراعة.
وحينها، أثار التوقيع غضب كل من النقابة الوطنية للتعليم العالي والنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي اللتين طالبتا رئاسة الجامعة بإلغاء اتفاقية التطبيع، معلنتين رفضهما لجميع أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
وفي الإطار، قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان إن توقيع الاتفاق هو “مهرب منذ البداية” و “غير قانوني أصلا” ، موضحا أن “الجهة التي وقعت على الاتفاقية كانت رئاسة الجامعة، في غياب مجلس الجامعة المخول قانونيا باتخاذ القرار بعد المناقشة والتداول فيه”.
و أبرز أن ما حصل في جامعة تطوان هو ما جرى في بعض الجامعات المطبعة وكذا في عدد من البلديات وما كان من توقيع توأمات بينها وبين بلديات كيان الاحتلال، “في سياق تسونامي الفجور التطبيعي المرفوض شعبيا، والمفروض استبداديا على الشعب المغربي وضد القوانين المنظمة لهذه المؤسسات”.
و اعتبر أحمد ويحمان أن العريضة المقدمة لإلغاء الاتفاقية، “حظيت بمساندة كبيرة من الأساتذة، ما وضع رئاسة الجامعة في حرج كبير”، مشيرا الى أن “الدماء الزكية لعشرات الأطفال الممزقة أشلاؤهم في غزة العزة وعموم فلسطين، قد فعلت فعلها بإحراج المطبعين ودفعتهم إلى بدء التفكير في القطع مع مسخ وخزي التطبيع. ليعلم الجميع أن التاريخ لا يرحم أحدا”.
وكانت النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي قد دعت الشهر الماضي إلى قطع الشراكة التي تجمع جامعة تطوان بنظيرتها الصهيونية، في سياق الاحتجاجات الطلابية المتواصلة عبر أكبر الجامعات العالمية نصرة للفلسطينيين الذي يواجهون أسوأ ابادة جماعية في التاريخ البشري، محذرة من أن الكيان الصهيوني مع استمرار عدوانه “أصبح يمثل رمزا للشر المطلق عبر ربوع المعمورة”.
وطالبت ذات الهيئة النقابية كافة الأساتذة في مختلف الجامعات المغربية ب”التصدي لكل الفعاليات والمبادرات التطبيعية التي تستهدف اختراق مؤسسات التعليم العالي وتدنيس حرمتها، وتلويث سمعتها بهدف النيل من صمودها وكسر مناعتها التاريخية”.
وتأتي الدعوات الى إلغاء التطبيع الأكاديمي في المغرب، في ظل حراك طلابي غير مسبوق عبر جامعات العالم للتنديد باستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال240 على التوالي.