مقالات العدد 19504
رياضة
نفى عودته للرّابطة الأولى من بوّابة شباب بلوزداد
سليماني يقـرّر مواصلـــــة مغامرتــــه فــــــــــي الملاعــــــــب الأوروبيــــــــــــــــة
نفى إسلام سليماني الهداف التاريخي للمنتخب الوطني عودته مجددا للرابطة المحترفة الأولى، من بوابة شباب بلوزداد فريقه الأسبق بعد نهاية عقده يوم الفاتح من جويلية المقبل مع ناديه ميشيلين البلجيكي.
عزيز – ب
قال سليماني في تصريح مقتضب متحدثا لصحفي يومية «ليكيب» الفرنسية، نبيل جليط، على حسابه الرسمي على منصة «إكس»، رد فيه مدلل الخضر على الخبر المتداول، في الفترة الأخيرة، حول قرب عودته للعب في الرابطة المحترفة الأولى: «سمعت أنني أفاوض أندية في الجزائر، وهذا خبر لا أساس له تماما».
سليماني بصدد البحث عن النادي الرابع عشر في مسيرته الكروية، حيث سيواصل مغامرته في الملاعب الأوروبية بعد سبورتينغ البرتغالي، ليستر سيتي، نيوكاسل، فنربخشة قبل أن يلتحق بالليغ 1 الفرنسية مع كل من موناكو وكذا أولمبيك ليون، لكن مشاركته في البطولة الفرنسية لم تدم طويلا، والدليل على ذلك مغامرته الفاشلة في براست عام 2022.
وبعد عودته إلى أندرلخت عام 2023، فضل اللاعب السابق لشبيبة الشراقة خوض تجربة احترافية من نوع آخر، وهذه المرة في أمريكا الجنوبية بالضبط مع نادي كوريتيبا البرازيلي، قبل أن يعود بعد نصف موسم إلى أوروبا مجددا من بوابة فريق ميشلين البلجيكي.
ويبقى الآن أن نرى ما هو التحدي الجديد الذي يواجه هداف الخضر الذي لا يعرف الكلل، وبات قريبا من الرابطة الأولى الفرنسية من بوابة الصاعد الجديد فريق أوكسير.
ويتواجد سليماني، صاحب 36 عاماً، منذ عدة أيام بالجزائر لقضاء جزء من عطلته الصيفية وسط عائلته بعين البنيان غرب الجزائر العاصمة، وقد زعمت بعض التقارير الصحفية المحلية، أنّ مسؤولي فريق شباب بلوزداد قد استغلوا الفرصة للدخول في مفاوضات مباشرة مع اللاعب حول إمكانية التعاقد معه، وهو الذي حمل ألوانه من 2009 إلى 2013، قبل الاحتراف بأوروبا من بوابة سبورتينغ لشبونة البرتغالي أيام الرئيس الراحل محفوظ قرباج.
إتحــــــــــــــــاد الجزائــــــــــــــر
المــدرّب غاريــدو يغــادر للالتحــاق بنــــــــادي بيرسيبوليـــس الإيرانـي
التحق المدرب الإسباني لنادي اتحاد الجزائر (الرابطة الجزائرية الأولى لكرة القدم)، خوان كارلوس قاريدو، بفريق بيرسيبوليس (الدرجة الإيرانية الأولى) بعد ثمانية أشهر قضاها في الجزائر، حسبما أعلن عنه النادي الإيراني حامل اللقب.
كان غاريدو (55 سنة) قد التحق باتحاد الجزائر في شهر أكتوبر 2023، وأمضى عقدا لمدة عام واحد بعد استقالة المدرب عبد الحق بن شيخة من منصبه.
وتحت إشرافه، أنهى النادي العاصمي مشواره في البطولة الوطنية في المركز الرابع برصيد 49 نقطة، ضامنا بذلك مشاركة أخرى في كأس الكونفدرالية الإفريقية (كاف)، رفقة شباب قسنطينة.
وفي كأس الجزائر، أقصي اتحاد الجزائر في المربع الذهبي للمنافسة الشعبية على يد شباب بلوزداد (0-0: 3-4 بضربات الترجيح).ويستعد التقني الإسباني لخوض ثالث تجربة احترافية مع ناد آسيوي، حيث سبق له الإشراف على الاتفاق السعودي (2016-2017) والعين الإماراتي (2019).
كما كانت للمدرب السابق لاتحاد الجزائر عدة تجارب كمدرب في القارة السمراء، حيث درّب عدة أندية منها الأهلي المصري، النجم الساحلي التونسي وناديي الدار البيضاء.
قدّما عرضا رسميا قيمته 10 ملايين يورو
الســد والهــلال يتنافســـــــــــــــان على خدمات عوار
توحي كل المؤشرات أن اللاعب الدولي الجزائري حسام عوار يتجه لمغادرة روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية، في ظل عدم تمسك المدرب دي روسي بخدماته وحتى إدارة الفريق تطمح لبيعه من أجل الاستفادة ماليا من الصفقة، وفي ظل شح العروض تلقى نادي «الذئاب» عرضان مغريان من فريقين واحد قطري والآخر سعودي.
عمار حميسي
كشفت صحيفة «كورييري ديلي سبورت» الإيطالية، أن نادي روما تلقى عرضين رسميين للتعاقد مع اللاعب الدولي الجزائري حسام عوار، خلال فترة الانتقالات الصيفية بقيمة 10 ملايين يورو من فريقي السد القطري والهلال السعودي، وهما العرضان الوحيدان الرسميان المتواجدان على طاولة النادي الإيطالي.
نادي روما وضع عوار على قائمة اللاعبين المعروضين للبيع، وهذا بسبب عدم اقتناع المدرب دي روسي بإمكانياته وقدرته على تقديم الإضافة للفريق خلال الموسم المقبل، لهذا منح الضوء الأخضر للإدارة من أجل بيعه، واستغلال العائد المالي من الصفقة للتعاقد مع عناصر أخرى يرى أنها قادرة على تقديم الإضافة اللازمة.
السد القطري يصر على ضم اللاعب، وقدم عرضا بقيمة 10 ملايين يورو، وهو نفس العرض الذي قدمه الهلال السعودي، ويبدو أن الفريقين مستعدان للرفع من قيمة العرض المالي إلى 15 مليون يورو من أجل إغراء إدارة روما وإقناعها بالتخلي عن اللاعب خلال «الميركاتو».
صحيفة «كورييري ديلي سبورت» الإيطالية، أكدت أن نادي روما سيتريّث كثيرا قبل الفصل في مستقبل عوار، خاصة أن هذا الأخير غير متحمس للانتقال إلى أحد الأندية الخليجية، ويريد بعث مسيرته الكروية من جديد من بوابة أحد الأندية الأوروبية التي تريد التعاقد معه، وهو الأمر الذي يجعل فرصة انتقاله إلى الخليج ضئيلة.إدارة روما لا تريد الضغط على عوار ومنحته الفرصة للبحث عن فريق جديد، شريطة أن يقدم عرضا ماليا جيدا وهو الأمر الذي يعمل عليه وكيل أعمال اللاعب، الذي نجح في إقناع فريقين بإمكانية التعاقد مع موكله، ويتعلق الأمر بكل من نيس الفرنسي وليستر سيتي الإنجليزي.
لا يريد عوار تكرار أخطاء الماضي ولو كلفه الأمر العودة من جديد إلى «الليغ 1»، خاصة إذا كان العرض المالي لفريق نيس جيد ومقنع لإدارة روما، كما أنه يعلم جيدا أن الموسم المقبل سيكون بالنسبة له الفرصة الأخيرة لإثبات أحقيته بالبقاء في أوروبا، بعد أن كان واحدا من أفضل اللاعبين في منصبه منذ ثلاث سنوات.
كان قرار عوار بالانتقال إلى فريق روما خاطئا بكل المقاييس، واللاعب تأكد من ذلك بعد فترة قصيرة من تواجده في الفريق، ورغم رحيل المدرب مورينيو إلا أن الأمور لم تتغير نحو الأحسن بتواجد دي روسي، الذي واصل وضع عوار على الدكة ولم يمنحه الفرصة لعدم اقتناعه بإمكانياته، وهو الأمر الذي سيدفع عوار للتفكير أكثر من مرة قبل اتخاذ القرار النهائي.كسب عوار العديد من النقاط الإيجابية مع المنتخب خلال مواجهة أوغندا الأخيرة، بعدما منحه المدرب بيتكوفيتش الفرصة ونجح في منح الإضافة اللازمة وقيادة المنتخب لتحقيق ثلاث نقاط غالية، وهو ما يجعله يحافظ على مكانته الأساسية في المنتخب، الأمر الذي لن يكون إلا من خلال الانتقال إلى فريق تنافسي يمنحه الفرصة للمشاركة أساسيا.
المحضّر البدني لفريق مولودية الجزائر..أوليفيي مارتينيز لـ «الشعب»:
سنخوض النهائي ضد شباب بلوزداد للفوز ورفع الكــأس
^ مــا يقلقنــي قلــة مـــدّة الاسترجـــاع قبــل العــودة إلـــى التّحضـــير للموسـم الجديـــد
اقتربنا من رجل الظل بفريق مولودية الجزائر، المحضر البدني الفرنسي أوليفيي مارتينيز، الذي تحدث لنا عن سر القوة البدنية للاعبي العميد، وكذا تعرضهم نادرا للإصابات طول الموسم الكروي (2023 – 2024)، بالإضافة للحديث عن التربص التحضيري قبل انطلاق الموسم بقصر بواني بفرنسا، ونهائي الكأس الذي أكّد بأن الفريق يدخله للفوز به ورفع الكأس التي ينتظرها الجمهور، كما عرج للحديث عن القلق الذي يراوده بعد نهاية الموسم، المتعلق بفترة الاسترجاع الضيقة قبل العودة إلى أجواء التحضير للموسم الجديد تحسبا لخوض الدور التصفوي بمنافسة رابطة الأبطال الإفريقية، كما تحدث عن الكثير من النقاط المهمة لبطل الجزائر ي هذا الحوار.
حوار: محمد فوزي بقاص تصوير: عدلان سنواني
^ الشعب: هنيئا لكم التتويج بلقب الرابطة المحترفة بعد 14 عاما كاملا من الانتظار، قمتم بعمل كبير طوال الموسم وحتى المدرب بوميل أكدها في أكثر من تصريح؟
^^ المحضّر البدني أوليفيي مارتينيز: شكرا لك..14 عاما كاملا كما قلت كثيرة بالنسبة لفريق من حجم مولودية الجزائر، لا أريد أن أنال الثناء لوحدي لأننا كما قلت عملنا كثيرا كلنا نحن الطاقم الفني، تربص فرنسا الذي أعددنا به لبداية الموسم كان سلاحنا طوال الموسم، حيث قمنا وقتها بتقسيمه إلى ثلاثة مراحل، أين خصصنا المرحلة الأولى التي أطلقنا عليها تسمية الكتيبة، ولم تكن مخصصة للعمل البدني، بقدر ما كانت تلك الصور والفيديوهات التي شاهدتموها لخلق الانسجام بين اللاعبين، وتوحيد المجموعة التي كانت مشكلة من اللاعبين القدامى والوافدين الجدد والشباب الذين تمت ترقيتهم من الفريق الرديف، وهو ما خلق تلك اللحمة وجعلت الجميع يشاهدون إخوة يتصارعون فوق الميدان كل نهاية أسبوع، لمعانقة الانتصار تلوى الآخر إلى غاية التتويج باللقب، الذي انتظره عشاق اللونين الأحمر والأخضر طيلة 14 عاما كاملا، بعدها جاء التربص الخاص بالجانب البدني الذي قمنا به في قصر بواني بفرنسا، قبل الشروع في خوض المباريات الودية التحضيرية، وفي كل يوم كنا نرفع من حجم التدريبات ونسق العمل المنجز، وخلال تربص فرنسا نسجنا خيوط الانسجام وبنينا روح المجموعة التي صنعت من فريقنا الأقوى هذا الموسم في الرابطة المحترفة.
^ اعتمدتم خلال التربّص على العمل الجماعي والبدني الشاق، وهو ما جعلنا نشاهد فريقا منسجا ولا يتعرّض للإصابات؟
^^ سأقول لك شيء، الأمر الذي أفتخر به هو أن فريقنا قلما تعرض للإصابات، للأسف تعرض اللاعبان الإيفواريان يوسوف داو وروماريك واتارا لإصابة خطيرة، وهي قطع في الرباط الصليبي رفقة الشاب أناتوف كذلك، لكن لم تكن هناك إصابات كبيرة من الناحية العضلية وكسر في المفاصل، وهذا أمر جيد يؤكد بأننا قمنا بعمل مميز وأن الاسترجاع تم احترامه، لكن في قصر بواني كان هناك عمل جماعي كبير ويجب تهنئة اللاعبين الذين دخلوا التربص جاهزين، لأنني لم أشاهد أي لاعب دخل وعليه علامات زيادة الوزن، واحترافية لاعبينا سهلت مهمتي أنا المحضر البدني في كسب الوقت في التحضيرات، ومباشرة العمل الذي سطرته دون مفاجآت غير سارة، وأما اللاعبين الذين كانوا أقل جاهزية عملوا بجدية كبيرة من أجل اللحاق بزملائهم. صحيح أن الموسم (2022 – 2023) انتهى بتاريخ 15 جويلية المنصرم وباشروا العمل بتاريخ 18 أوت، ولم يكن لهم إلا ثلاثة أسابيع من أجل الراحة، ولم يكن لهم الكثير من الوقت من أجل التقليل من الضغط الذين كانوا فيه.
^ تنتظركم مواجهة مهمة في نهائي كأس الجزائر أمام شباب بلوزداد، عندما نفوز بالرابطة المحترفة ونحتفل باللقب، أليس أمرا معقدا أن تعيد اللاعبين للتركيز من أجل خوض نهائي كأس؟
^^ الأمر الصعب في كرة القدم هو التراخي بعد نيل لقب، والأمر الأصعب هو مواصلة اللعب بنفس الوتيرة والنسق، ولو خضنا النهائي بعد أسبوع أو عشرة أيام بعد مباراة الجولة الثلاثين والأخيرة من عمر الرابطة المحترفة لن يكون لدي أي مشكل، الأمر الذي يقلقني هو فترة الفراغ التي ستدوم 21 يوما كاملا، والتحضير لها مختلف تماما عن التحضير لخوض نهائي في فترة قصيرة من التوقف معنويا وبدنيا، لكن لدينا مجموعة من اللاعبين المحترفين وهم أقوياء، ويملكون من الإرادة ما يمكنهم من الظهور بوجه قوي لإنهاء الموسم الكروي (2023 – 2024) بقوة، وسنخوض النهائي ضد شباب بلوزداد للفوز به ورفع الكأس التي ينتظرها أنصارنا على أحر من الجمر.
^ بعد نهائي كأس الجزائر لن يكون لديكم الكثير من الوقت للاسترجاع قبل دخول مرحلة التحضيرات للموسم الكروي الجديد، الذي ينطلق بالمباريات التصفوية لمنافسة رابطة الأبطال الإفريقية؟
^^ هذا ما يقلقني أكثر لأنّنا نعلم بأن جسم الإنسان يلزمه بعض الوقت من أجل الراحة، والذهن يلزمه بعض الوقت لكي يرتاح قليلا، وإذا لدينا أسبوعين عطلة ونشرع بعدها في التحضير للموسم الجديد سيكون الأمر صعبا على اللاعبين، لأن بعدها لدينا الدور التصفوي الأول من 16 إلى 18 أوت 2024، وهي المنافسة التي ينتظرها اللاعبون والأنصار بفارغ الصبر، كما تنتظرنا بعد ذلك مباشرة الموسم الكروي المحلي لأن عكس ما يتوقعه الجميع البطولة الجزائرية صعبة للغاية بحجم المباريات والريتم والتنقلات الشاقة والملاعب الصعبة إلى جانب الميادين والأنصار، يجب أن نكون مستعدين لكل هذا، وأتمنى أن يكون للاعبين الوقت من أجل الاسترجاع، وقلقي الوحيد متعلق بالفترة الزمنية التي يجب أن يكون لنا فيها متسع من الوقت للاعبين من أجل شحن بطارياتهم لإعادة تقديم نفس الوجه الذين ظهروا به هذا الموسم.
ذهاب نهائي كرة السلة القسم الممتاز
طليعـــة دراريــة ترفــع التحــدي أمـام وداد بوفاريــك
سينشط فريقا وداد بوفاريك وطليعة درارية يوم الجمعة (00 : 18) بقاعة موسى شيراف ببوفاريك الجولة الأولى لبطولة الجزائر في كرة السلة للقسم الممتاز (رجال) للموسم 2023-2024، مع إعطاء أفضلية التكهنات للوداد الذي يتمتع بخبرة كبيرة وتعداد ثري.
إذا كان تأهل وداد بوفاريك متوقعا نظرا للسيطرة المطلقة التي فرضها على الساحة الوطنية طوال الموسم العادي ومرحلة “البلاي-أوف” التي أنهاها بدون هزيمة، فإن تأهل الطليعة فاجأ المتتبعين خاصة وأن نادي غرب العاصمة لم يحقق تأهله إلا في الجولة الأخيرة لمرحلة اللقب على حساب مولودية الجزائر ونادي سطاوالي اللذين سجلا نفس الرصيد.
وجاء تأهل نادي درارية للمباراة النهائية بفضل فوزه على منافسه المباشر مولودية الجزائر (61-59) بعد مباراة شديدة التنافس من بدايتها إلى نهايتها خلال الجولة ما قبل الأخيرة لدور اللقب.
وسيكون هذا النهائي غير مسبوق للطليعة التي عوضت الأندية المتعودة على الأدوار الأولى، على غرار، اتحاد الجزائر (حامل لقب) ومولودية الجزائر، المتربعة على عرش كرة السلة خلال العشرية الأخيرة.
ويضم برنامج النهائي مقابلتين وثالثة محتملة في حال التعادل، حيث ستجري مباراة الذهاب يوم الجمعة (سا 00 : 18) بقاعة “موسى شيراف” ببوفاريك، بينما برمجت مباراة الإياب يوم الثلاثاء 2 جويلية (سا 00 : 17) بقاعة سطاوالي. وفي حال التعادل تنظّم المباراة الفاصلة على ميدان محايد يوم السبت 6 جويلية بالرويبة.
وبالنسبة لوداد بوفاريك، الذي عاد للتألق بعد عدة مواسم متواضعة، فإن هذا النهائي يشكل فرصة سانحة للتتويج بلقب البطولة الوطنية الذي غاب عن خزائنه منذ موسم 2022.
ويبقى لاعبو المدرب سفيان بولاية مصممين على افتكاك الثنائية (الكأس والبطولة)، حيث سيواجهون اتحاد الجزائر في المباراة النهائية للكأس يوم 12 جويلية بقاعة جيجل.
^ برنامج نهائي القسم الممتاز:
مرحلة الذهاب: الجمعة 28 جوان:
في بوفاريك: وداد بوفاريك – طليعة درارية (00ر18)
مرحلة الإياب: الثلاثاء 2 جويلية:
في سطاوالي: طليعة درارية – وداد بوفاريك (00ر17)
مباراة فاصلة محتملة:
يوم السبت 6 جويلية بالرويبة.
نهائي كأس الجزائر لكرة الطائرة (سيدات)
الرّائـــــــــــد ومشعــــــــــــل..نهائــــــــي بجـــــــاوي واعــــــــــد
ستنشط سيدات فريقي رائد بجاية ومشعل بجاية يوم السبت (سا 00 : 16) بقاعة باكارو (تيشي) نهائي كأس الجزائر للكبريات لموسم 2023-2024 في مقابلة بجاوية خالصة.
سيعمل مشعل بجاية المتوج بكأس موسم 2022 بالحصول على كأسه الثانية بعد إقصائه لعملاق الطائرة النسوية، جمعية ولاية بجاية (3-1: 23-25، 25-17، 25-23 و26-24).
من جهته، يطمح الرائد إلى تحقيق أول لقب تاريخي للنادي حيث أزاح في المربع الذهبي، جاره البجاوي الآخر وداد بجاية بـ 3 أشواط لصفر (25-18، 25-22 و25-23).
وسيخلف المتوج بكأس هذا الموسم، أولمبي تيشي المتوج الموسم الماضي على حساب جمعية بجاية 3-0: 25-23، 25-23 و25-22).
اليوم الخامس لبطولة إفريقيا لألعاب القوى
ثلاثـــــــــة ميداليــــــــات فضيــــــة جديــــــــدة للعناصـــــــــر الوطنيــــــــــــة
أثرى المنتخب الوطني رصيده بثلاثة ميداليات فضية جديدة من إنجاز كل من مهدي عمار روانة في مسابقة القفز بالزانة بعد تحقيقه لقفزة بطول 10 ، 5 متر في المحاولة الأولى، وسعاد عزي في سباق 20 كلم مشي والعداء أمين بوعناني في سباق 110 متر.
أحرز العداء الجزائري أمين بوعناني الميدالية الفضية لسباق 110 متر حواجز، ضمن منافسات البطولة الإفريقية لألعاب القوى (إناث وذكور).
وخلال منافسات اليوم الخامس التي جرت بالمركب المتعددة الرياضات بجابوما، دخل العداء الجزائري في المركز الثاني بوقت قدره 13ث/ 59 ج، وراء السنغالي لويس فرانسوا ماندي (13ث/49ج) المتوج بالميدالية الذهبية، وقبل المصري يوسف بداوي سيد الذي حل ثالثا بزمن قدره 13ث/79 ج.
وبعد منافسات اليوم الخامس، يتواجد المنتخب الوطني الجزائري في المركز الثالث في الترتيب العام للبطولة بمجموع تسع ميداليات (3 ذهبيات، 4 فضيات، 2 برونزية).
وكانت الميداليات الثلاث من المعدن النفيس من إنجاز كل من زهرة طاطار في رمي المطرقة والعربي بورعدة (العشاري) وأسامة خنوسي في رمي القرص، فيما جاءت الفضية الأخرى بفضل شريف بودومي في مسابقة العشاري.
أما معدن البروز، فكان من نصيب زوينة بوزبرة في مسابقة رمي المطرقة والعداء عبد المليك لحولو في سباق 400 متر
تحضــــيرا لأولمبيــــاد باريـــس 2024
الثلاثـــــــــــــــــي آيـــــــــت بكــــــــــــة وخليـــــــــــــــــف وبوعـــــــــــــــلام يلتحقـــــــــــون بزملائهــــــــــــــــــم
التحق الملاكمون الجزائريّون يوغرطة آيت بكة (5 ، 63 كلغ)، رميساء بوعلام (50 كلغ) وحجيلة خليف (60 كلغ)، بزملائهم في المنتخب الوطني لخوض تربص تحضيري بإنجلترا وإيطاليا، تحسبا للألعاب الاولمبية بباريس-2024 (26 جويلية – 11 أوت)، حسبما أفادت به الاتحادية الجزائرية للفن النبيل.
أوضحت الهيئة الفيدرالية أنّ “الثلاثي آيت بكة وخليف وبوعلام أجروا حصتهم التدرييبة الأخيرة الثلاثاء بالجزائر العاصمة بحضور رئيس الاتحادية الجزائرية للملاكمة، يوسف خليف، قبل أن يلتحقوا بزملائهم الآخرين المتأهلين إلى أولمبياد باريس 2024، والمتواجدين حاليا في تربص تحضيري بإنجلترا وايطاليا”.
والتحق آيت بكة (5 ، 63 كلغ) بزميله مراد قاضي (+92كلغ) بإنجلترا، بقيادة المدرب الوطني احمد دين، بينما خليف (60 كلغ) وبوعلام (50 كلغ) تكملان تحضيراتهما بإيطاليا، حيث تتواجد البطلة إيمان خليف (66 كلغ).
الملاكمة الجزائرية التي تملك حظوظا للتتويج بميداليات في موعد باريس، اقتطعت خمس تأشيرات لأولمبياد باريس خلال الدورة الاولمبية بداكار في سبتمبر الماضي 2023، ويتعلق الأمر بـ: رميساء بوعلام (50 كلغ)، حجيلة خليف (60 كلغ)، إيمان خليف (66 كلغ)، يوغرطة آيت بكة (5 ، 63 كلغ) ومراد قاضي (92 كلغ).
وقبل شهر عن انطلاق مسابقات الألعاب الاولمبية بباريس 2024، نجحت الرياضة الجزائرية في تأهيل 41 رياضيا في 14 اختصاصا وهي: ألعاب القوى (4 رياضيين)، التجذيف (2)، كانوي كاياك (1)، الدراجات (2)، كرة الريشة (2)، الملاكمة (5)، الرماية الرياضية (3)، الجمباز (1)، المبارزة (5)، المصارعة المشتركة (8)، الشراع (2)، الجيدو (3)، تنس الطاولة (2) ورفع الأثقال (1).
استعــــدادا للألعــــاب الأولمبيـــة بباريــــس 2024
العناصــــــــــــر الوطنيــــــــــة للمصارعـــــــــة تواصـــــــــــــــل العمـــــــــــــــــــل بجديـــــــــــــــــــة
بدأ العد التنازلي للحدث الأولمبي باريس 2024، حيث بقي أقل من شهر على انطلاق المنافسات ضمن أكبر محفل رياضي يأتي كل أربعة سنوات، والذي يبقى حلم كل رياضي في مشواره، ومن أجل التألق وتشريف الراية الوطنية يواصل عناصر المصارعة تحضيراتهم المكثفة داخل وخارج الوطن لتحقيق أهدافهم المتمثلة في الصعود لمنصة التتويج والظفر بإحدى الميداليات الأولمبية.
نبيلة بوقرين
ستتواجد النخبة الوطنية للمصارعة المشتركة في الألعاب الأولمبية باريس 2024، بتعداد يتكون من 8 عناصر من بينهم 5 أسماء في المصارعة الاغريقو رومانية، واحد في المصارعة الحرة و2 لدى المصارعة النسوية التي سجلت تأهل تاريخي، ومن أجل تحقيق الأهداف المسطرة من طرف الاتحادية الجزائرية تمّ تسطير برنامج عمل مكثف وفي المستوى العالي داخل وخارج الوطن، حتى يكون الرياضيون جاهزين للدخول بقوة في المنافسة والسعي للصعود لمنصة التتويج الأولمبي.
العمل الخاص بالحدث الأولمبي انطلق مباشرة بعد كسب تأشيرات التأهل، حيث دخل التعداد في تربص تحضيري بالجزائر بمركز تيكجدة ثم فوكة بتييازة، وبعدها تنقّلت عناصر المصارعة الإغريقو رومانية إلى مدينة طاطابانيا المجرية منذ شهر أفريل الماضي، حيث يتوفّر المركز على كل الظروف التي تسمح لهم بالعمل في المستوى العالي، وكذا الاسترجاع والقيام بمنازلات ودية مع المنتخبات التي تتواجد في هذا المركز من أجل التحضير للأولمبياد، لأنّ الاحتكاك مع المنافسين مهما جدا لتقييم العمل المنجز.
أما المصارعة الحرة والنسائية بقيت في الجزائر في مدينة فوكة بتيبازة للعمل، وبعدها تنقل الثلاثي إلى اذربيجان أين دخلوا في معسكر تحضيري هناك لقرابة شهر سبق دورة التصنيف الدولي التي جرت مؤخرا ببولونيا، حيث تمكن التعداد الجزائري من تحقيق نتائج مقبولة جدا تعكس العمل الكبير الذي قام به كل الرياضيين في الاختصاصات الثلاثة، ونال بشير سيد عزارة الميدالية البرونزية رفقة بن فرج الله فاتح، فيما حققت دودو ابتسام الفضية، وهي نتائج مقبولة جدا قبل أسابيع فقط على انطلاق المنافسة الرسمية ضمن الألعاب الأولمبية.
للإشارة، فإن العناصر الوطنية للمصارعة المشتركة يتكون من 5 أسماء في الاغريقو رومانية، وهم بشير سيد عزارة في وزن 87 كلغ، عبد الكريم فرڨات 60 كغ، إسحاق غايو 67 كغ، عبد الكريم أوكالي 77 كغ، فادي روابح 97 كغ، وتأهل تاريخي للمصارعة النسوية الجزائرية عن طريق كل من شيماء عويسي وزن 57 كلغ، وابتسام دودو في وزن 53 كلغ، أما المصارعة الحرة ستكون ممثلة بفاتح بن فرج الله في وزن 86 كلغ، جاء ذلك بعد العمل الكبير الذي قامت به الاتحادية الجزائرية بقيادة حمزة دغدغ، الذي وفر كل الظروف والإمكانيات للرياضيين من أجل التركيز على المنافسات والتدريبات.
الدولي
الكيان الصهيوني يواصل حرب الإبادة على الفلسطينيين
هـذه تداعيـات استهـداف الأمن الصحـي..
يُعد الصراع في قطاع غزة علامة فارقة في دوامة العنف والمعاناة المتواصلة التي تجتاح المنطقة، حيث أدى الصراع المتجذر في عقود من التوترات الجيوسياسية والنزاعات الإقليمية العالقة إلى معاناة إنسانية لا مثيل لها من قبل، ونزوح وخسائر في الأرواح منذ 7 أكتوبر 2023. وفوق هذا، تهدد الوحشية المستمرة وجود الغزاويين ذاته.
عبد الكريم اقزيز
المركز العربي للأبحاث
ولطالما كان التقاطع بين الصحة والصراع متمثلاً في ذلك الواقع المنغص الذي شهده التاريخ البشري. وخلال الحروب، كانت الأزمات الصحية فتاكة مثل الصراع المسلّح المباشر. وفي هذا، تفيد تقديرات الجيش الأمريكي أن نحو ثلثي وفيات المقاتلين، البالغ عددها 37 مليونا في الحرب العالمية الأولى، لم يكن بسبب رصاص العدو، بل بسبب الأخماج الإنتانية وأمراض أخرى كحُمّى الخنادق. وقد أودت الإنفلونزا الإسبانية، بتفشيها الذائع الصيت، بحيوات تفوق عددًا تلك التي أودت بها ساحة القتال؛ الأمر الذي ساهم في وقف الحرب.
منذ القرن الماضي، تزايد قيام القوة العاملة الطبية بأدوار في التوسط بين الرعاية الصحية وحل الصراعات نظرًا إلى خبراتها المباشرة بعواقب الحروب. وفي هذا الصدد، يرى ريتشارد دول، في رسالته إلى مجلة ذي لانسيت في أثناء الحرب الكورية في عام 1951، أنه يجب أن يكون للأطباء دور في وقف التحضير للحرب، ما داموا مجبرين على التعامل مع عواقبها. وبناءً على ذلك، أنشئت الجمعية الطبية لمنع الحرب عن السلام، ونزع السلاح ومنع الصراع. وبهذا، يجب على العاملين في مجال الصحة أن يتخذوا موقفا في شأن العواقب الكارثية للصراع في قطاع غزة.
مفهوم الأمن الصحي
يدور مفهوم الأمن الصحي، في جوهره، حول حماية الأفراد والمجموعات السكانية من أخطار تهدّد صحتهم ورفاههم، وخاصة في حالات الطوارئ والأزمات الصحية الحادة. لكن عوامل متنوعة تصوغ دقائق هذا المفهوم وتفاصيله، بما فيها الاعتبارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
ويتعمق مفهوم الأمن الصحي من خلال المنظورات العابرة للتخصصات التي تستند إلى وجهات نظر من حقول مثل الصحة العامة والعلاقات العامة والدراسات الأمنية والمساعدة الإنسانية. فعلى سبيل المثال، قد يؤكد باحثو الدراسات الأمنية على الأثر الأمني للأخطار الصحية؛ ما يضعها في إطار المخاطر الوجودية التي تهدّد الأمن الوطني والعالمي، وتحتاج إلى مزيد من الاهتمام وتخصيص الموارد. في المقابل، قد يركز خبراء الصحة العامة على الأبعاد الوبائية للأمن الصحي، مؤكدين على أهمية الوقاية من المرض واحتوائه وتقديم الرعاية الطبية التي تخفف من المخاطر على الصحة العامة.
على المستوى الوطني، غالبًا ما يُفهم الأمن الصحي على أنه ضمان وصول المواطنين إلى خدمات الرعاية الصحية ومواردها. وفي هذا السياق، تعبر آنا أوغستينوفيتش وزميلاها عن هذا المنظور بتعريفهم الأمن الصحي بأنه شعور اليقين لدى البشر أن في مقدورهم الحصول على المساعدة الطبية لهم ولأقاربهم حينما يحتاجون إليها. أما على الساحة الدولية، فتعرف منظمة الصحة العالمية الأمن الصحي بأنه «الأنشطة، الفاعلة والمنفعلة على حد السواء، المطلوبة للحدّ من خطر الحوادث الصحية العامة الحادة وتأثيرها، تلك التي تهدّد صحة البشر في جميع المناطق الجغرافية وعبر الحدود الدولية».
الوصــــول إلى الخــــدمــــات الــــصحـــيـــة في غـــــــزة
يتعرض أمن الغزاويين الصحي لضغوط شديدة بسبب انهيار البنية التحتية للرعاية الصحية وخدماتها الأساسية. وفي هذا الإطار، أفاد البنك الدولي أن متوسط أسرة المشافي في قطاع غزة لكل ألف شخص قبل الصراع الأخير لم يتعد 1.4 سرير، وهو أقل كثيرًا من المتوسط العالمي البالغ 2.9. وقل عدد المشافي على نحو ملحوظ من 36 قبل الصراع إلى 14 فقط؛ ما فاقم الضغط على موارد الرعاية الصحية”. وعلاوة على ذلك، فثمة نقص خطر في متوسط مهنيي الرعاية الطبية لكل ألف شخص في القطاع؛ إذ كان 2.2 طبيب مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 3.5، وتمثل إحالة الحالات الطبية العاجلة تحديًا إضافيًا؛ فقد يصل وقت الانتظار أسابيع أو شهورًا. وحتى قبل بدء الإبادة الجماعية الجارية، كانت طلبات إحالات المرضى الذين يحتاجون إلى علاج طبي خارج القطاع، تواجهها مصاعب كبيرة، وقد سجلت منظمة الصحة العالمية أن 33 في المائة من هذه الطلبات إما أخرت أو رفضت.
زادت الهجمات المستمرة على المرافق الصحية، قبل 7 أكتوبر وبعده، من تعقيد هذه التحديات، ما جعل الحصول على الرعاية الطبية متعذرًا بالنسبة إلى كثير من الغزاويين. ووثقت منظمة الصحة العالمية 410 هجمات على خدمات الرعاية الصحية في غزة بين 7 أكتوبر 2023 و23 أبريل 2024، أسفرت عن مقتل 723 شخصًا والتأثير في 101 منشأة صحية؛ منها 84 منشأة توقفت عن الخدمة.
الأمراض غير السارية
تشكل الأمراض المزمنة، مثل السرطان والسكري واضطرابات الصحة العقلية، أعباء كبيرة؛ إذ تفاقم محدودية الموارد تحديات العلاج. ومع وجود ما يقرب من ألفي مريض بالسرطان، وألف مريض يحتاج إلى غسيل كلى، مع الإشارة إلى الإحصائية التي تفيد أن نصف إجمالي مرضى غسيل الكلى ماتوا خلال حرب 2008-2009، وأكثر من ألف مريض سكري من النمط الأول، فإن قطاع غزة يواجه تحديات كبيرة في إدارة الحالات المزمنة.
وإضافة إلى ذلك، تزيد قضايا الصحة العقلية الأزمة تعقيدًا؛ إذ يتفشى الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة بين الغزاويين. وتستوجب معالجة الأمراض غير السارية في القطاع اتباع طرائق مبتكرة لتقديم الرعاية الصحية، بما في ذلك ضمان الوصول إلى الأدوية الأساسية، وإعادة بناء البنية التحتية للرعاية الصحية، ودمج خدمات الصحة العقلية مع حالات الرعاية الأولية.
الأمراض السارية وحالات تفشيها
أدى إغلاق محطات معالجة مياه الصرف الصحي في قطاع غزة، إلى تفاقم المخاوف بشأن احتمال تفشي الأمراض المنقولة بالمياه؛ ما أدى إلى إجهاد نظام الرعاية الصحية المثقل أساسًا. ويؤدي التخلص غير الآمن من مياه الصرف الصحي إلى تلويث مصادر المياه؛ ما يسهل انتشار الأمراض التي تنقلها المياه، مثل الكوليرا.
وقد أفاد المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية أن حالات الإسهال لدى الأطفال في القطاع دون سن 5 سنوات تضاعفت 23 مرة، ويواجه القطاع، مع إبلاغ وزارة الصحة فيه عن أكثر من 700 ألف حالة إصابة بالعدوى في الفترة 23 أكتوبر 24 فبراير 2023، أزمة صحية عامة مروّعة تفاقمت بسبب انعدام الأمن الغذائي والمائي على نطاق واسع.
ويزيد الأخير من تعقيد التحديات التي يواجهها السكان، وتشير إحصائيات مثيرة للقلق إلى حجم الأزمة؛ إذ يضطر ما يقرب من 70 في المائة من السكان إلى شرب المياه الملوثة أو المالحة، في حين يعاني 50 في المائة انعدام الأمن الغذائي، ويواجه 25 في المائة المجاعة. ولا تؤدي هذه الظروف المروعة إلى تقويض الوارد الغذائي فحسب، بل تضرّ أيضًا بجهاز المناعة؛ ما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالأمراض السارية.
علاوة على كل ما سبق، تخلق ظروف العيش المكتظ ومحدودية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية أرضًا خصبة لانتقال أمراض معدية كالحصبة والتهابات الجهاز التنفسي.
تهديدات صحية أخرى
يواجه سكان القطاع تحديات صحية إضافية، بينها مقاومة مضادات الميكروبات، ومخلفات الحرب، والتعرّض للأسلحة المحظورة مثل الفوسفور الأبيض، والقنابل الخارقة للتحصينات والقنابل المدفوعة بالجاذبية.
تتفاقم مقاومة مضادات الميكروبات بسبب عدم توافر الأدوية الأساسية؛ ما يؤدي إلى استخدام اعتباطي للمضادات الحيوية. وتشير التقديرات إلى أنه بسبب الحصار المفروض على القطاع، فإن توافر الأدوية الأساسية لا يزيد على 45 في المائة؛ ما يؤدي إلى عدم فاعلية علاج الأخماج الجرثومية. أما مخلفات الحرب، بما في ذلك الذخائر غير المنفجرة والمواد الخطرة، فتفرض مخاطر مستمرة على الصحة والسلامة العامة، مفضية إلى إصابات عارضة وتلوث بيئي. ويُحدث استخدام الأسلحة المحظورة في القطاع، مثل الفوسفور الأبيض، حروقا شديدة لدى المدنيين ومضاعفات في الجهاز التنفسي، في حين تتسبب القنابل الخارقة للتحصينات والقنابل المدفوعة بالجاذبية في دمار واسع النطاق وأضرار جانبية.
الأمن الصحي.. إجراءات عاجلة
تكبد الحرب على قطاع غزة الأمن الصحي خسائر فادحة، تمسّ وجود الأفراد والجماعات على حدّ سواء. وتحتم الضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية احتياجات الرعاية الصحية الحادة لسكان القطاع، واستعادة الخدمات الأساسية، والتخفيف من تداعيات الصراع الصحية الطويلة المدى. وفي هذا الإطار، يعد التعاون الدولي وتضافر الجهود أمرين ضروريين لتخفيف المعاناة وإعادة بناء أنظمة رعاية صحية منيعة في القطاع؛ ما يؤكد على ضرورة إعطاء الأولوية للأمن الصحي في مناطق الصراع.
وبناء عليه، يجب أن تشتمل التدابير الفورية استعادة الوصول إلى المياه النظيفة والبنية التحتية للتدابير الصحية، وذلك بضمان توزيع المياه النظيفة وأقراص الكلور للوقاية من الأمراض المنقولة بالمياه، إضافة إلى إعادة بناء محطات معالجة مياه الصرف الصحي وصيانتها للتخفيف من انتشار الأمراض المعدية، وتعزيز البنية التحتية للإصحاح لتحسين النظافة العامة والحد من مخاطر الإصابة بالأمراض السارية.
وينبغي العمل على تعزيز ترصد الأمراض وقدرات مواجهتها، بتنفيذ أنظمة متينة لترصد الأمراض من أجل تحديد حالات تفشي الأمراض السارية والاستجابة لها بسرعة، ثم توزيع أملاح الإمهاء الفموية لمكافحة التجفاف الناجم عن أمراض الإسهال، لا سيما بين الأطفال دون سن الخامسة، كما يجب العمل بشكل عاجل على إتاحة اللقاحات من خلال ضمان توافر اللقاحات ضد الأمراض المعدية الرئيسة، مثل الحصبة والكوليرا للوقاية من تفشيات محتملة، وتنظيم حملات تطعيم وعيادات متنقلة للوصول إلى السكان النائين والمعرضين للأمراض المعدية.
ولا يفوتنا الحديث عن ضرورة معالجة الأمراض غير السارية، من خلال تطوير أساليب مبتكرة لتقديم الرعاية الصحية فيما يتعلق بالأمراض المزمنة، بما يضمن الوصول إلى الأدوية والعلاجات الأساسية لحالات مثل السرطان والسكري واضطرابات الصحة العقلية، كما يجب دمج خدمات الصحة العقلية مع حالات الرعاية الأولية لمعالجة الأثر النفسي للصراع، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة.
علاوة على ذلك، يجب التخفيف من تأثير مقاومة مضادات الميكروبات، بـتعزيز ترشيد استخدام المضادات الحيوية وتحسين الوصول إلى الأدوية الأساسية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وتنفيذ برامج تثقيفية في إدارة المضادات الحيوية للمختصين في الرعاية الصحية والمجتمع، كا يجب الحد من تأثير مخلفات الحرب بإزالة مخلفات الذخائر التي لم تنفجر والمواد الخطرة لمنع الإصابات العارضة والتلوث البيئي، إضافة إلى معالجة العواقب الصحية الناجمة عن التعرض للأسلحة المحظورة، مثل الفوسفور الأبيض، من خلال توفير الرعاية الطبية المتخصصة للحروق ومضاعفات الجهاز التنفسي.
من جهة أخرى، يجب التحشيد والمناصرة لطلب الدعم الدولي لاحتواء التهديدات الصحية قبل انتشارها خارج قطاع غزة. ويشتمل ذلك على جهود دبلوماسية لضمان وصول المساعدات الإنسانية ورفع الحصار الذي يعوق إيصال الإمدادات الطبية، كما يجب تعزيز الشراكات مع المنظمات الصحية الدولية لتقديم المساعدة التقنية والمالية لإعادة بناء البنية التحتية للرعاية الصحية في القطاع.
وخلاصة لما سبق، تذهب آثار الصراع في الأمن الصحي أبعد كثيرًا من تأثيره المباشر في سكان القطاع. فانهيار البنية التحتية للرعاية الصحية وتهجير المدنيين والأزمة الإنسانية الواسعة النطاق لا تتسبب في خسائر فادحة للسكان فحسب، بل لها تداعياتها الإقليمية والعالمية الأوسع أيضًا. وحين تتداخل الحدود وتتجاوز الأمراض الانقسامات الجيوسياسية، تغدو مواجهة تحديات الأمن الصحي في مناطق النزاع أمرًا ملكًا على نحو متزايد. وفي عالم ترتبط فيه صحة كل فرد ورفاهيته ارتباطاً وثيقاً، تتأكد حتمية العمل الجماعي لبناء عالم أكثر عدلاً وأمانا وصحة للجميع. ويتطلب ذلك إرادة سياسية مستدامة والتزاماً بضمان تلبية الاحتياجات الصحية لسكان القطاع على النحو الوافي، ووضع حدّ لدوامة الصراع والمعاناة.
حـــــــــداد وطنــــــــــي فـــــــي النيجــــــــــر
”تحالـــــف إرهـــابي” يحصــــد أرواح 21 شخصــــــــا
قُتل 20 عسكريا ومدنيا في غرب النيجر الذي يواجه هجمات مجموعات إرهابية، بحسب ما قالت وزارة الدفاع الثلاثاء، معلنة الحداد الوطني لثلاثة أيام.
وأوردت الوزارة في بيان على التلفزيون الوطني إن “ائتلاف مجموعات إرهابية مسلحة” هاجم قوات الأمن قرب بلدة تاسيا، ما أدى إلى مقتل 21 شخصا بينهم مدني” وإصابة تسعة بجروح.
وأفادت بمقتل عشرات المهاجمين مؤكدة نشر تعزيزات جوية وبرية لمطاردة الفارين منهم.
وأعلنت الوزارة الحداد الوطني لثلاثة أيام اعتبارا من أمس الأربعاء تنكس خلالها الأعلام. وأثنت على قوات الأمن وتصميمها الراسخ على مواصلة معركة الحفاظ على السيادة.
ومطلع الأسبوع الجاري، أعلن الجيش في النيجر “تحييد” شخص يدعى “عبدالله سليمان أدوال”، لافتا إلى أنه عضو نافذ في تنظيم داعش الإرهابي في غرب البلاد.
كذلك، أورد الجيش أنه حيّد الخميس الماضي، تسعة إرهابيين واعتقل 31 آخرين خلال عملية ضد الدمويين جنوب شرق تيرا.
ومطلع الشهر الجاري، أعلن جيش النيجر إنشاء “قوّة حماية” من الهجمات الإرهابيّة على مواقع استراتيجيّة، بما في ذلك مناجم اليورانيوم في الشمال وآبار النفط في أغاديم.
اعتبروه فعلاً مهينًا وتفريطًا في السيادة
المغاربــــــــــــة يطالبـــــــــــون بــــــــــــردّ رسمــــــــــي علـــــى استقبــــــال السفينــــــــة الصهيونيــــــــــة
دعت المجموعة النيابية للعدالة والتنمية “البيجيدي”، وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى الكشف عن حقيقة الأخبار المتداولة حول رسوّ سفينة تابعة للبحرية الصهيونية بميناء طنجة للتزود بالوقود والمؤونة، فيما لم يصدر عن المغرب أي تأكيد أو نفي رسمي.
وتوقفت المجموعة في سؤال كتابي وقّعه رئيسها، البرلماني عبد الله بووانو، على ما كشفت عنه منابر إعلامية، بخصوص توقف سفينة إنزال تابعة للبحرية الصهيونية، بميناء طنجة، للتزوّد بالإمدادات والمؤن والوقود، أثناء الإبحار بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الغاصب، في رحلتها إلى ميناء حيفا المحتلة.
وطالب البرلماني المغربي الوزير بوريطة بالرد على حقيقة تلك الأنباء، سائلا إياه: “ما هي حقيقة الأخبار المتداولة حول توقف سفينة تابعة للبحرية الصهيونية بميناء طنجة للتزوّد بالوقود والمؤونة؟”.
وكانت وسائل إعلام دولية تحدثت عن رسو السفينة “كوميميوت” العسكرية الصهيونية في ميناء طنجة يوم 6 جوان الجاري قصد التزود بالوقود والطعام لتواصل إبحارها نحو ميناء حيفا.
دعــــــــوات لفتــــــح تحقيـــــــــق
في السياق، ندّدت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” بقرار السلطات المغربية السماح للسفينة العسكرية الصهيونية بالرسو في ميناء طنجة، وطالبت بـ«فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات على من تثبت مسؤوليته عن هذا العمل المدان” الذي اعتبرته “تفريطا في السيادة الوطنية”، ووصفت هذا القرار بكونه “احتقارا وإهانة لمشاعر المغاربة وانتهاكا سافرا للدستور واعتداء صارخا على رصيدهم وميراثهم الحضاري والثقافي”.
وتتزامن هذه الخطوة، كما قالت الهيئة المغربية مع كفاح الشعب والجيش اليمني لمنع سفن القتل الصهيوني من المرور بباب المندب والبحر الأحمر للحدّ أو التقليل من ضحايا المجازر الصهيونية، كما تتزامن مع منع إسبانيا سفن الإبادة الجماعية من الرسو في موانئها التزاما بالمواثيق ومقررات المحاكم الدولية وتناقض ذلك مع الضمير الإنساني”.
المخــــزن فـــــي وجـــــــه العاصفـــــــة
كما تضمنت الوقفات والمسيرات التي شهدتها العديد من المدن المغربية الاثنين تضامنا مع غزة، شعارات مندّدة برسوّ السفينة الصهيونية في ميناء طنجة.
وأفادت وسائل إعلام إسبانية بأن سلطات مدريد رفضت الأسبوع الماضي، الإذن بالتوقف في أحد الموانئ الإسبانية لسفينة تجارية تحمل أسلحة إلى الكيان الصهيوني، ونقلت وكالة الأنباء “إي في” عن مصادر دبلوماسية، أن وزارة الخارجية سترفض الإذن بالتوقف في الأراضي الإسبانية لأي سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى الكيان الصهيوني.
صحافـــة الكيـــان كشفــــت المستـــور
وكتبت صحيفة إلكترونية صهيونية، أن سفينة الشحن التابعة للبحرية الصهيونية “كوميمويت” وصلت إلى الكيان الغاصب قادمة من الولايات المتحدة، وذلك بعد توقفها في المغرب للحصول على الإمدادات، وقالت إنها تأكدت من هذه المعلومات من مصادر مطلعة وكذا من خلال سجلات السفن. واعتبرت ذلك “تعميقا للتعاون الدفاعي بين الكيان والمغرب”.
وجاء في تدوينة للناشطة الحقوقية لطيفة البوحسيني: “بالأمس سمحنا لسفينة عسكرية صهيونية بالرسو في ميناء طنجة والتزود بالإمدادات، وهو ما رفضته جارتنا إسبانيا، اليوم تقرر إرسال طائرات محملة بمساعدات طبية لغزة. هل فهمتم شيئا؟”.
عائلات ضحايا مذبحة مليلية تطالب بالحقيقة والعدالة
”أمنيستي” تدعو المغرب للكشف عن مصير عشرات المهاجرين
قالت منظمة العفو الدولية “أمنيستي” إنه يجب على السلطات المغربية والإسبانية تكثيف جهودها للكشف عن مصير ما لا يقل عن 70 مهاجرا، ما زالوا في عداد المفقودين، بعد عامين على مذبحة مليلية.
وأصدرت المنظمة بيانا بمناسبة الذكرى الثانية لمأساة مليلية التي وقعت في 24 جوان 2022، تحدثت فيه عن مصرع وإصابة المئات من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عند محاولتهم العبور نحو مليلية الاسبانية.
ولفتت إلى أن السلطات المغربية أعلنت أنها فتحت تحقيقا في الحادث المأساوي بعد مرور عام ونصف فقط، أي في أوائل عام 2024 ولم تعلن أي نتائج أخرى، في حين تواصل السلطات الإسبانية إنكار أي مسؤولية رسمية.
مصـــير مجهـــول لــــ 70 مفقـــودًا
وأضافت “إنه لأمر مشين أنه بعد مرور عامين على حملة القمع الشرسة على حدود مليلية الاسبانية، لا تزال العائلات تتحدث عن مهاجرين مفقودين يصل عددهم إلى 70 شخصًا، تضطر عائلاتهم إلى النضال من أجل الحصول على إجابات حول ما حدث لأحبائهم على أيدي قوات الأمن المغربية والإسبانية”.
وتابعت: “حتى الآن فشلت السلطات في كل من المغرب وإسبانيا في ضمان إجراء تحقيق شفاف وفعال، لتمكين أسر الضحايا من الوصول إلى الحقيقة والعدالة والتعويضات”.
وقال أمجد يامين، نائب المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “يجب ألا يُسمح لهم بإخفاء هذه المأساة بعد الآن”.
وفي جوان 2023، سلطت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب الضوء على عدم وجود تحقيق فعال في الأحداث المميتة التي وقعت في جوان 2022 بمليلية، وحثت إسبانيا على التحقيق الفوري في مسؤولية قوات الأمن خلال الأحداث واتخاذ خطوات لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث.
دفـــن القتلـــى سرّا لطمـــس الحقيقــــــة
واعتبرت “أمنيستي” أنه حتى الآن نفت السلطات الإسبانية ارتكاب أي مخالفات، في حين سبق لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور أن أعلن أن السلطات أجرت عمليات دفن سرية لبعض القتلى، وقالت الجمعية إنها وثقت انتشال عدد من الجثث من مشرحة المستشفى الحسني ونقلها إلى مقبرة سيدي سالم بحضور قوات الأمن، وتم دفن ما لا يقل عن 13 جثة في الفترة من 6 إلى 12 جوان في مقابر دون أي أسماء، تحمل فقط تاريخ الدفن والرقم التسلسلي للمقبرة وجنس الفرد.
وقال رئيس المنظمة عمر ناجي لمنظمة العفو الدولية إنه زار مقبرة سيدي سالم للتحقيق وجمع المعلومات، مضيفا “نعتقد أن هذا بدأ في أوائل جوان، وبحسب معلوماتنا، فقد قاموا في 6 جوان بدفن ثمانية من الذين لقوا حتفهم في العملية التي قام بها حرس الحدود الإسباني والمغربي في عام 2022، وفي 12 جوان، تم دفن خمسة رجال آخرين”.
وأكدت “أمنيستي” أن التقارير التي تفيد بأن السلطات المغربية تقوم بعمليات دفن سرية لرفات مجهولة الهوية للمهاجرين واللاجئين الذين قتلوا خلال الأحداث المميتة التي وقعت في جوان 2022، تثير قلقًا عميقًا، وبدلاً من الاستمرار في إخفاء الحقيقة، يجب على السلطات ضمان الشفافية الكاملة، والكشف عن مصير ومكان وجود جميع المفقودين، بما في ذلك أسباب وفاتهم ومن تم دفنهم.
وأضاف أمجد يامين: “يجب عليهم السماح للعائلات بالوصول بشكل عاجل للتعرف على الجثث وتعيين خبراء مستقلين لإجراء تحليل الطب الشرعي”.
عائلات الضحايا تُطالب بالحقيقة والعدالة
وفي جوان 2024، تحدثت منظمة العفو الدولية إلى عائلات ثلاثة مهاجرين ولاجئين سودانيين مفقودين فقدوا الاتصال بأقاربهم في أوائل ومنتصف جوان 2022، وتأكدت وفاة شخص واحد على الأقل، ولا يزال الاثنان الآخران مفقودين حتى الآن. ووصف مهدي عبد الله محمد، من السودان، لمنظمة العفو الدولية كفاحه المستمر لمعرفة ما حدث لأخيه المفقود محمد عبد الله عبد الرحمن عبد الله، حيث كان آخر اتصال به في 14 جوان 2022.
وأضاف: “نحن نكافح وكل شخص يروي لنا قصة مختلفة، حتى الآن لا أعرف إذا كان أخي قد مات أو سُجن ولست الوحيد، هناك كثير من العائلات التي تعاني من هذا الوضع”.
وقالت مريم بابكر محمد إدريس إنها تحدثت آخر مرة مع شقيقها أحمد بابكر محمد إدريس البالغ من العمر 26 عامًا في 7 جوان 2022، وأخبرها أنه وآخرون يستعدون لعبور الحدود في غضون أيام قليلة، وبعد 24 جوان فقدت الاتصال به.
وفي 24 جوان، نشر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الناظور، على صفحته على الفيسبوك، أن المهاجر المذكور شوهد في مستشفى محلي وأنه أصيب في ساقه، ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخباره، ولم يتمكن الفرع من تحديد مكانه داخل المستشفيات أو السجون.وتضيف شقيقته: “بعد ذلك، بدأت بالبحث عنه بنفسي، لجمع المعلومات ومعرفة ما إذا كان ميتا، أو داخل أحد السجون في المغرب، وبعد فترة تأكدنا من وفاته، وأن جثته محفوظة داخل مشرحة مستشفى الناظور”، مؤكدة أن عائلته مرت بالكثير من الصعوبات في البحث عنه.
ودعت منظمة العفو الدولية السلطات المغربية إلى تسهيل قدرة الأسر التي تبحث عن أقارب لها على الوصول إلى المعلومات، والتعرف على الجثث، وإعادة رفات أي شخص لم يتم دفنه بعد.واعتبرت أن تقاعس السلطات المغربية عن اتخاذ أي إجراء للتحقيق في المخالفات التي ارتكبتها قوات الأمن في مليلية، يتناقض بشكل صارخ مع الطريقة التي تعاملت بها مع الأشخاص الذين حاولوا عبور الحدود في ذلك اليوم.
الناجــــــــون.. سجنــــــــــــوا..
ووفقاً للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تمت محاكمة 86 شخصاً على الأقل ممن حاولوا العبور إلى إسبانيا، وحكم عليهم بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، وقد أعربت منظمة العفو الدولية – في وقت سابق – عن قلقها من أن بعض الناجين واجهوا محاكمات غير عادلة.
وشدّدت أنه من غير المقبول على الإطلاق أنه بدلاً من الحقيقة والمساءلة، لم يتعرض الناجون وأحباء القتلى إلا للظلم فوق الظلم. وأضاف أمجد يامين: “يجب على السلطات المغربية والإسبانية أن تمتثل بشكل عاجل لالتزاماتها القانونية الدولية، بما في ذلك اتخاذ إجراءات لضمان عدم تكرار مثل هذه الخسائر المروعة في الأرواح والأذى مرة أخرى في المستقبل”.
طـــرد القنصـــل المغربـــي الــذي حــاول التشويــش علـــى الاجتمـــاع
مجلــــــس نقابــــــات نيــــــو ســـــاوث ويلز الاسترالية يجدّد دعمه للصحراويين
عقد مجلس نقابات نيو ساوث ويلز الأسترالية اجتماعًا هامًا حضره عدد كبير من المسؤولين يمثلون مختلف النقابات في الولاية أسفر عن توصية هامة تعبّر عن دعم المجلس القوّي للشعب الصحراوي في نضاله من أجل الحرّية والاستقلال.
واستنكر المجلس الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي يرتكبها المغرب في الصحراء الغربية المحتلة، مدينا استخدامه للمسيرات لاستهداف وقتل المدنيين في المناطق المحرّرة.
ودعا المجلس حكومة ألبانيزي إلى تقديم الدعم الكامل لشعب الصحراء الغربية، وتنفيذ سياسة حزب العمال الأسترالي التي تم تبنيها بشأن هذه القضية، مطالبا في ذات الصدد الشركات الأسترالية بالامتناع عن نهب موارد الصحراء الغربية، وحاثا الحكومة الأسترالية على عدم بيع الأسلحة أو المعدات العسكرية للنظام المغربي المتورط في حرب احتلال غير قانونية ووحشية في الصحراء الغربية.
وكان المجلس قد دعا الناشط الصحراوي ومنسق “إيكيب ميديا” محمد ميارة، إلى إلقاء كلمة في الاجتماع.
وفي بداية مداخلته، شكر ميارة مجلس النقابات على دعمه الراسخ والتاريخي للقضية الصحراوية، وعلى مساهمته في استضافة نشطاء من مخيمات اللاجئين والأراضي المحتلة، إلى جانب تحركات الدعم الثابتة التي تعتبر أساسية في نضال الصحراويين من أجل العدالة والحرية.
وكشف المتحدث عن عمل مجموعته التي أصبحت مجموعة حيوية ملتزمة بتوثيق وفضح واقع الحياة تحت الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية. وتعمل المجموعة بلا كلل على إبقاء كاميراتها عاملة، ومناصرة أعضائها المسجونين ظلماً، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وكشف نهب موارد الصحراء الغربية الطبيعية.
وأكد محمد ميارة أن المغرب مستمر في ممارساته القمعية والوحشية ضد المدنيين الصحراويين، مستشهداً بما يتعرض له نشطاء الخط الأمامي مثل أمينتو حيدار، وسلطانة خيا.
طـــــرد القنصــــل المغربـــي مــن القاعــــة
هذا، وقد حاول قنصل المغرب الشرفي في ولاية نيو ساوث ويلز التدخل بطرح أسئلة مستفزة في محاولة لإبعاد الأنظار عن موقف المجلس الجلّي والواضح في دعمه للشعب الصحراوي، بيد أن ممثل الجبهة بأستراليا محمد فاضل كمال، قدّم ردودا واضحة على الأسئلة التي تعكس الدعاية المغربية المغرضة.
وقد أدى تصرف القنصل المغربي إلى التعامل معه بموقف صارم من طرف الحاضرين حيث عبّر الجميع عن رفضه تشتيت الانتباه عن القضية الأساسية، وتم الطلب من القنصل مغادرة القاعة، مما يعكس التضامن الكبير والدعم الواضح الذي يقدّمه مجلس النقابات لنضال الشعب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي.
صوت فلسطين
الأسير المريض معتصم رداد..
شـــهـــيـــد مـــع وقــــف الــــتـــنـــفـــيـــذ
يتعرّض الأسرى المرضى في سجون الاحتلال لجريمة طبية ممنهجة هادفة إلى قتلهم ببطء، وازدادت حدّتها منذ السابع من أكتوبر الماضي، فعلاوة على معاناتهم الجسدية والنفسية من المرض، فهم محاصرون بالجوع والعطش والحرمان من العلاج، إلى جانب تعرّضهم للتنكيل والتعذيب بشكل متعمّد دون مراعاة لوضعهم الصحي وإصاباتهم، بل أصبحوا محطّ تركيز واستهداف بصورة خاصّة.
هذا ما أكّده محامي هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين، بعد زيارته الأخيرة لما يسمى مستشفى الرملة، وبالتحديد عندما لم يتمكّن من رؤية الأسير المريض معتصم رداد ( 42 عام) من مدينة طولكرم، حيث اعتذر رداد عن لقاء المحامي لعدم مقدرته على الحركة ومغادرة السرير نظرا لصعوبة وضعه الصحي.
ويقول المحامي: “آخر مرة قابلت فيها الأسير كانت بتاريخ 25/02/2024، في حين قامت إدارة السجون خلال هذه الفترة بنقل الأسير من سجن عوفر إلى مستشفى الرملة، ومن مستشفى الرملة إلى مستشفى مدني، ثم تم إعادته إلى مستشفى الرملة مرة أخرى، وبكلّ مرة يتم عرقلة الزيارة دون إبداء أسباب، وبناء على ذلك قمت بتقديم شكوى لمدير سجن الرملة، بعدها سمح لي بزيارة الأسير، لكن للأسف لم أتمكّن من رؤيته”.
وفيما يتعلّق بوضع الأسير الصحي، فهو من أصعب الحالات المرضية في سجون الاحتلال الصهيوني، إذ يعاني من التهابات خطيرة في الأمعاء، ونزيف دائم تسبب له في هبوط حادّ في الدم، ويتعرّض لحالات إغماء متواصلة، إلى جانب ارتفاع في ضغط الدم وضيق تنفس وعدم انتظام دقّات القلب، إضافة إلى آلام شديدة في الظهر والمفاصل. ونظرا لما سبق، فرداد يتلقى إبرة شهرية، تتطلّب نقله بشكل مستمر من سجن عوفر إلى مستشفى الرملة، لكن الأسير أصبح يفضّل التوقّف عن العلاج بسبب ما يعانيه من آلام مضاعفة أثناء نقله بالبوسطة، وما يتعرّض له من معاملة سيئة جدّا من قبل قوات ( الناحشون).
كما أنّ نقل الأسير بعد الحرب على قطاع غزّة، من مستشفى الرملة إلى سجن عوفر، أدّى إلى تدهور خطير على صحته، فقد تم احتجازه في زنزانة تفتقد إلى أدنى مقوّمات الحياة الآدمية، وتم إيقاف العديد من الأدوية التي كان يتلقاها في عيادة الرملة، إضافة إلى سوء الطعام وشحّ الملابس والأغطية، ممّا زاد من صعوبة الأمر، بالوقت ذاته، رفضت إدارة سجن عوفر إعادته مباشرة إلى عيادة الرملة، وانتظرت وصوله لمرحلة الخطر الشديد للقيام بذلك. علما أنّ معتصم معتقل منذ عام 2006 ومحكوم بالسجن 20 عاما، وقد تعرّض خلال اعتقاله لإصابات بعشرات الشظايا، وازداد وضعه الصحي سوءا أثناء تواجده بالسجن، حيث أمضى معظم فترة الاعتقال في عيادة سجن الرملة.
الاحــتــلال الــصــهــيــوني
يــواصــل الــتــعــســّف
في حــقّ الأســـرى
الأسير محمد خضيرات المصاب بالسرطان..
في الإعتقال الإداري
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطيني، إنّ مخابرات الإحتلال الصهيوني، حوّلت المعتقل المصاب بالسرطان محمد زايد خضيرات (21 عاماً) من بلدة الظاهرية/ الخليل، إلى الإعتقال الإداريّ لمدة تبدأ من تاريخ اليوم حتى 30/11/2024، وذلك بعد قرار سابق بالإفراج عنه بكفالة كان قد صدر عن المحكمة العسكرية للاحتلال في (عوفر).
وتوجّهت عائلة خضيرات من أجل استقباله، إلا أنّها تفاجأت بقرار أمر اعتقاله التعسّفي. وأوضحت الهيئة والنادي في بيان مشترك، أنّ أمر الاعتقال الإداريّ بحقّ المعتقل خضيرات، جريمة، تهدف إلى قتله بشكل بطيء وممنهج، كما جرى مع العديد من الأسرى المرضى ومنهم مرضى السرطان، الذين يواجهون جرائم طبيّة غير مسبوقة، بمستواها منذ بدء حرب الإبادة بحقّ شعبنا في غزّة.
وأضافت الهيئة والنادي أنّ جريمة اعتقال خضيرات الذي عانى منذ طفولته من ورم في الغدد اللمفاوية وخضع لعلاج طويل على إثره تمت السيطرة على الورم، إلا أنّ ظهور الورم تجدّد منذ نحو عام، وهو ما يزال يخضع للعلاج، وقد تقرّر قبل اعتقاله بفترة وجيزة أن يتم تزويده بجرعات علاج بيولوجي وفقاً لبروتوكول العلاج المُقرّر له من مستشفى النجاح الوطني، وقد خضع لجرعتين قبل اعتقاله من أصل 14 جرعة. وبيّنت الهيئة والنادي أنّ قوات الاحتلال اعتقلت خضيرات في الأول من جوان الجاري بعد اقتحام منزله والتّنكيل به وعائلته وذلك على خلفية ما يسمى (بالتحريض)، ومنذ اعتقاله لم يخضع لأيّ علاج ولم يسمح له بتناول أدويته المقرّرة له رغم أنّ العائلة كانت قد أصرّت على إعطاء الأدوية للقوّة التي قامت باعتقاله، حيث نقله الإحتلال بداية اعتقاله إلى معتقل (عتصيون) ثم إلى سجن (الرملة)، وفي جلسة المحكمة التي عقدت له الخميس الماضي، قال محمد لوالده الذي تواصل معه عبر تقنية الفيديو كونفرنس (أنا يابا بموت).
الاحــــــتــــــلال يمــــــدّد اعــــتــــقـــــــال
الإعـــلامـــيـــة رشـــا حـــرز الـــلــــه
مدّدت محكمة الاحتلال الصهيوني العسكرية في “سالم” للمرة الثالثة، اعتقال الزميلة الصحفية في وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) رشا حرز الله، حتى 11 أوت المقبل.
وذكر نادي الأسير أنّ جلسة جديدة عُقدت الإثنين، للزميلة حرز الله في محكمة الاحتلال في “سالم”، جرى خلالها تمديد اعتقالها حتى تاريخ 11-8-2024. وقال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين رائد محاميد، إنّ المحكمة قررت التمديد حتى 11 أوت بدعوى الإنتهاء من “الإجراءات القضائية”.
يشار إلى أنّ جلسة محكمة عقدت للزميلة رشا في العاشر من جوان الجاري، والتي قرّرت بدورها تمديد اعتقالها لأسبوعين. وكانت مخابرات الاحتلال قد استدعت الزميلة حرز الله في الثاني من شهر جوان الجاري، للتحقيق في معتقل “حوارة” على ما يدّعيه بالتحريض، وجرى تمديد اعتقالها في حينه لمدّة 72 ساعة، ومن ثمّ لخمسة أيام، وقد نُقلت إلى سجن “الدامون” حيث تقبع أغلب الأسيرات.
في حــضــرة ذكــرى حــســين الـــبرغـــوثــــي..
مـــــن المــــعــــرفــــة إلى الــــعـــرفــــانــــيّـــــــة
حسين البرغوثي! ذلك الوجه الأشقر الطيّب العميق! الذي كان عائداً من جامعة بودابست، أواخر السبعينيات، ولم يتخرّج، فجاء إلى جامعة بيرزيت. كان حسين مِمَن هزّ قناعاتنا ورجّ المُسلّمات فينا، وأشاع في وعينا تلك الحرائق الصعبة.. كان موسوعيّاً، نمضي معه الليالي بطولها استماعاً وأسئلةً، فكان المعلّم الأحقّ بهذا الإسم. كان يعرف جهلنا فيمزّقه، ويأخذنا إلى الأسئلة اللامتناهية. لم يكن لديه سقف أو مُقدّس ولا يؤمن بالتابوات والمحظورات، فكان يسوح ويشكّك ويفاجئ ويجيب ويسأل..
كتب: المتوكل طه
نَستذكرُ الصَّديقَ حسين مثقّفاً خاصَّاً أرادَ لمعرفتهِ أنْ تصلَ بهِ إلى الحِكمة ؛ الحكمةِ التي تستوعبُ الكونَ، باللُّغةِ واللَّونِ والحَركةِ وقانونِ الفيزياء، الحكمةِ التي لا تَتوقَّفُ عندَ ذاتِها، حتَّى لا تتحوَّلَ إلى قَالبٍ جاهز.
كان حسين يرغبُ بحكمةٍ مُتحوِّلةٍ لا تتوقف، حكمةٍ نقيضَ نَفْسِها وذاتِها، وكأنَّها معنى الخَلْق. كان يريدُ أن يقبضَ بأصابعهِ على تلك القوانينِ التي تحكمُ الزَّمنَ والحركةَ والمكان، ليسَ من خلالِ أدواتٍ معرفيّةٍ صارمةٍ فحسب، وإنَّما بوساطةِ الكشفِ والإلهام، وربَّما كان هذا يختصرُ سيرةَ هذا المبدعِ الفلسطينيِّ الذي أضاءَ ومضى. فمن ماركسيّةٍ شموليَّةٍ تدَّعي تفسيرَ العالم وتدَّعي تغييرَه، إلى هيجلَّيةٍ تبحثُ عن “الكلِّي” و«الشَّامل”، ومنها إلى نيتشويَّةٍ تطمحُ إلى ذاتٍ عُليا قويَّةٍ لا تعترفُ بالضَّعفِ أو الجموع، إلى إلهاميَّةٍ صوفيَّةٍ كشفيَّةٍ تعتمدُ اللُّغة وسيلةً وهدفاً في آن واحد.
كم كان حسين مشغولاً بالكُليِّ والشُّموليِّ والعرفانيّ! وكأنَّي بهِ في أيامهِ الأخيرةِ قد أدارَ ظهرَهُ للعِلمِ الموضوعي، واستقبلَ عِلماً آخرَ يُقْذَفُ إلى الصَّدرِ قذفاً.. هذا المبدعُ الذي صاغَ هذه المقولاتِ الكُبرى، في بحثِها عن المعاني، وفي ادِّعائها بامتلاكها، دفعتهُ إلى دراساتٍ وابتكاراتٍ جديدةٍ ومغامِرة، فيها أصالةٌ حقيقيةٌ، لأنَّها انبثقتْ عن معاناةٍ حقيقيَّة. ففي كُتبهِ النقديَّةِ الأُولى كـ«سُقوطِ الجدارِ السَّابع” و«أزمةِ الشِّعرِ المحلِّي”، اكتشفَ وكشفَ خواءَ النصّ الشِّعري المحلِّي لغيابِ المكان فيه، ولغيابِ التَّفاصيل، ولغيابِ اللَّونِ والحركةِ والصَّوت؛ لهذا لم يَرَ غير الأسدِ روحاً في أبي المحسَّد، لأنَّ صاحبَ السوبرمان كان حاضراً بإعجابهِ الطَّاغي بالقَويِّ الذي رآهُ في السَّيفِ الأمير، وادَّعى أنَّ الشَّاعرَ لم يَرَ النَّاسَ والضُّعفاءَ والمُرتمينَ على رصيفِ التَّاريخ.
ولم يَخلِطْ المرايا لتسيلَ بهدفِ بَحْثٍ عن شكل جديدٍ بقدرِ محاولتهِ هندسةَ رؤيةٍ عقليَّةٍ أو كشفيَّةٍ إلهاميَّةٍ تمنَّاها وآمنَ بها، مثل الجَبْرِ المُفَكَّكِ الصَّادرِ عن واحدٍ فقط. ولعلَّ التَّجريبَ الشَّكلانيَّ تجربةٌ خاصَّةٌ بحسين، ولم تكنْ تجربةً مجتمعيَّة. وفي روايتهِ “الضفةِ الثَّالثةِ لنهرِ الأردن” يمكنني أن أقولَ: إنَّه كان من أوائلِ الرُّوائييِّنَ الفلسطينيِّينَ الذين كتبوا بأُسلوبٍ سرديٍّ حداثيٍّ، تداخلتْ فيهِ الأصواتُ والأزمنةُ والأمكنة، وغامرَ بتقديمِ شخصيَّةٍ لا تدَّعي البطولةَ ولا الأخلاق، وإنَّما شخصاً عاديّاً يواجهُ الكونَ منفرداً..
كان ذلك أمراً غيرَ معهودٍ في الثَّمانينيات.. ولكن هذا هو حسين البرغوثي جديداً مفاجئاً ومُبتكراً. وحسين كان يرغبُ أن يكون شاعراً، كانت تُغريهِ هذه الصِّفةُ ويُحبُّ أن يتزيّا بها، لهذا كتبَ ديوانَهُ الرَّائعَ: “ليلي وتوبة”، وفيه أرادَ من اللُّغةِ ما تخبّئ ؛ أراد أن يُحاول إمكاناتِ اللُّغة، وأنْ يستخرجَ آخِرَ ما في النصّ.
كانت القصيدةُ في هذا الدِّيوانِ جزءاً من معاناةٍ روحيّةٍ طويلة، أرادَ منها أن تكونَ إحدى الاحتمالاتِ المُمكنة، ولكن الاحتمالَ الأجمل. هذه المعادلةُ الصَّعبةُ حاولَ أن يطبِّقَها في دواوينهِ كلِّها، حيثُ القصيدةُ تَحملُ معها موجوداتِ العالمِ البصريَّةِ والسَّمعيةِ والهندسيَّة، تحاولُ أنْ تثبتَ أنَّها القصيدة الأكثرَ قُرباً من الحقيقة، ولكن حسين، ذلكَ الموسوعيَّ، الذي قرأَ وتمثَّلَ لم يتوقَّفْ عندَ هذا المقدَّسِ البَهي؛ الشِّعر، فقد كتبَ الدِّراساتِ المُبْتَكَرةَ التي لم يَسبِقْهُ إليها أحد، ففي كتابهِ “السَّادن” أشارَ بطريقةٍ فَذّةٍ إلى الرُّموز والدَّلالاتِ الكُبرى الروحيّةِ والدِّينيةِ والأَنثروبولوجيَّةِ التي حَكمتْ الإنسانَ العربيَّ قبلَ الإسلام، وأثبتَ كيف كانت على وشكِ الانهيار، وأنَّها وصلتْ إلى المرحلةِ ما قبل التَّفكك. وفي دراستهِ عن “النَّاقة” في الشِّعرِ العربيِّ الجاهليِّ أثبتَ بطريقةٍ مُعجزةٍ كيفَ أنَّ فَراغَي البحرِ والصَّحراءِ كانا أساسَ الإيقاعِ والوزنِ في بيتِ الشِّعر العربي، وربَّما كان حسين من أكثرِ الباحثينَ أصالةً في إشارتهِ إلى النَّقصِ الإيقاعيِّ في أوزان الخليل بن أحمد، من خلالِ ما أشارَ إليهِ حسين من النَّقص في التَّفعيلاتِ الطَّويلة، وتتجلَّى عبقريةُ حسين في أنَّه لم يعتمدْ على ما اجترَحهُ كمال أبو ديب أو كمال خير بك وآخرون، والذين اقترحوا نظاماً إيقاعياً بديلاً يقومُ على العلاقةِ ما بين الحُروفِ الصَّامتةِ والصَّائتهِ وعلى الحركةِ الثَّقيلةِ والخَفيفة، كما في “الفونتكس” الغربي، على اعتبارِ أنَّهم تَرجموا ومن ثم طَبَّقوا المنهاجَ الغَربيَّ على الشعرِ العربي، أمّا حسين البرغوثي فإنَّه ابتدعَ منهجاً معرفياً يقومُ على دراسةِ الظَّاهرةِ بشروطِها وخصوصِيَّتها من خلالِ مُتابعةِ حركةِ النُّجومِ والطَّوافِ حولَ الكعبةِ المُشرّفةِ لتأسيسِ نظامٍ إيقاعيَّ يُقارِبُ الموسيقى في الشِّعر العربي.
وفي دراساته تلك نُفاجَأُ بأنَّ حسين – رحمه الله – لم يكن يكتفي بأدواتِ المعرفةِ العلميَّة، وإنَّما كان يعتمدُ على كشفهِ وإلهامه. في مسرحيته “لا لم يمت” كان يرغب في أنْ يملأَ العالمَ، وأنْ يملأَهُ العالم. وفي “الضوء الأزرق” رأينا تلك الرُّوحِ القلقةِ التي تبحث لها عن موقعٍ جديد، ليست بالمُرَاقِبَةِ فقط، أو المشاركةِ فحسب، بل في الخَلْقِ، أيضاً.
«الضوء الأزرق”.. سيرةٌ جوّانيةٌ مفاجئةٌ للذَّائقةِ السَّائدة، حيث رأينا فيها الينابيعَ الأُولى للقلقِ والفنِ والمعرفة، وقدّمتْ إنساناً مفتوحَ القلبِ والعينِ على الحياةِ التي رآها مُربكةً وتستحقُّ التَّبؤرَ والانشغال، وكلّ ذلك تمّ بعُري وصراحة، وربَّما فظاظة. أما في “حجر الورد” التي أرادَ فيها أن يصفَ إنسانَهُ الأعلى، يقول عنه، أو عن نفسه: وكأنّ التَّوترَ وطنهُ الأُم لكَ الله يا حسين هذا التَّوترَ العاليَّ الذي جعلَ منكَ هذا المبدعَ الذي نتفيّأه اليومَ أُنموذجاً للمثقفِ الأصيلِ والباحثِ على ضَوءٍ من شعاعٍ أزرقَ ؛ أكثر الأشعّةِ وأقصرِها وأنسبِها للرؤية. إنّنا نراكَ، فأنتَ كما هجستَ: لا لم تمت!
^^^^
ولم تكن ثقافة حسين صحراوية أو موسمية، بل كانت شاملة، منفتحة، لم يبهره منبع دون آخر، بقدر ما كان يأخذها بين يديه ثم يشرب أكثرها صفاء وعافية وجدّة. وكان حسين من المثقّفين القلائل الذين لم يستلبهم بُعد واحد، لهذا لم يكن من المثقفين الآليين أو المكرورين النمطيين، المعبّأين بمعلبات جاهزة ومقولات باهرة قادمة من البعيد.. كان مثقفاً يعجم ويسبر غور الكلام، ويدرك بوعي شديد أنّ ثمّة ثقافة محمولة على القوّة تدهم ثقافتنا وتحطّمها، وتحلّ مكانها.. لهذا كان يأخذها بحذر، وينتقي القمح من أكوام زوانها، وينبّه لما تسعى إليه من اقتلاع وعدمية. ولعلّ أهم ما يميّز حسين، فيما كتب، أنّه أكثرنا جرأة في حقول التجريب، واجتراح مضمون يأخذ من كل مكوِّن ثقافي أكثر عروقه قوّة وبريقاً، كأنّه كان يسعى لتقعيد رؤية نقدية تفتتح عهداً جديداً من تصالح كلّ الأشكال الإبداعية ومنجزات المعرفة البشرية. كان، على حبّه للجدل والمساجلة، متأمّلاً، يلتقط الإبرة من بين أكوام الحطب، ولا يمانع في إشعال الحريق في تلك الأكوام الباردة، ليطرّز بالإبرة ثوباً جمالياً ناصعاً مكتملاً، منسجم الهيئة طاهر الأذيال.
^^^^
النموذج الذي قدّمه لنا المرحوم الدكتور حسين البرغوثي، مثقّفاً ومبدعاً وإنساناً، كان نموذجاً مختلفاً حقّاً، ذلك أنّ هذا المثقّف والمبدع كان شجاعاً بما فيه الكفاية ليذهب إلى مناطق العتمة والجدل في ثقافتنا العربية ليمزجها مع مناطق الجدل والضجيج في الثقافة الغربية ليخرج من كلّ ذلك برؤية اعتمدت المنهج أكثر ممّا اعتمدت النتائج.
كان مثقّف الأسئلة أكثر من مثقّف الإجابات، كان مثقّف الاحتمال وليس مثقّف الاكتمال، كان مثقّف القلق وليس مثقّف السكون والركون، وكان مثقّف التوتّر وليس الاستكانة. لم يبهره الغرب عند رؤية كنوز ثقافته وأسئلتها وحمولاتها ولم يتعصّب لمقولاتها أيضاً، فرأى الصورة بإحداثياتها الزمانية والمكانية، ومال إلى الاستبصار والاستبطان بما يشبه العرفانية الكشفية. النموذج الذي قدّمه هذا الرجل، يظلّ في مشهدنا الثقافي الفلسطيني نموذجاً لا ينسى ولا يمحى، فهو النموذج الجريء الذي لم ينصع لشروط اللحظة السياسية أو الموضة العقائدية ولم ينصع ولم يخضع للموروث ولا لقداسته، ولم ينقل دون تمحيص ولم يقرأ بانبهار، بل كان حُرّاً كما ينبغي لمبدع، وسيداً كما ينبغي لمثقّف.. أراد للشعر أن يعبّر عن العالم ببراءة وحكمة النصّ المقدّس، وأراد للنثر أن ينثر بدائع الكون ثم يضمّها من جديد، وأراد للتنظير النقدي أن يجمع شتات العلوم كلّها لفهم الجمال العصيّ على الفهم.
النموذج الذي نتحدّث عنه، هو نموذج المبدع الذي أضاف إلى السرد ما أضاف، وأضاف إلى النثر ما أضاف، وأضاف إلى الشعر كذلك، إذ على يدي هذا المبدع تحوّل السرد في روايته “السادن” إلى دفيئة تزهر بكلّ شيء، المتعدّد والغائب والحاضر والمتواري والواضح والغامض، وعلى يديه صار النثر سبيكة ذهب وفضّة، وحمل عنه ومنه المعادلة الرياضية والمعادلة الروحية، أما الشِعر فقد صار معماراً من الإسمنت والزجاج والضوء والغيم والماء. النموذج الذي نتحدّث عنه، بدأ معرفياً ثم انتهى عرفانياً، قاطعاً المسافة الطويلة والمُنْهِكة ما بين البصر والبصيرة، وما بين الحسّ وبين الإحساس، وما بين الكشف وبين الانكشاف.
حسين البرغوثي، الذي نحتفل كلّ يوم بذكراه الحاضرة، لم يكن صديقاً فقط، ولم يكن معلّماً فحسب، وإنّما كان روحاً كبيرة، أرادت أن تستوعب العالم وأن تعلّمنا كيف نستوعبه أو نفهمه أو نكتشفه بحجر من الورد المقدود من الروح والقلب وأن نرى الجمال فيه كالسائل في الأواني المستطرقة.
تجربة الأسرى ضمن سياق إنتاج معرفة تحرّرية
أخذ الباحثون والأكاديميون يلتفتون منذ سنوات قريبة إلى أهمية إنتاج معرفة تحرّرية، بعد معاناة شهدها المجال البحثي نتجت عن عدّة عوامل يلخّصها مثقّفون وأكاديميون بتسليع التعليم، ضعف العلوم الاجتماعية وغياب الحرية والديمقراطية، ما أفرز غيابا لإنتاج معرفة تحرّرية تكون أساسا للتحرّر.
كتبت: سوار عبد ربه
وانطلاقا من كون الأسرى يشكّلون مكوّنا مركزيا في البنية الإجتماعية بوصفهم عناصر فاعلة وجزءا محوريا في قضية التحرّر، وكذلك مكوّنا ثقافيا أساسيا لما ينتجوه من أعمال أدبية، أخذ الباحثون والأكاديميون يصولون في هذا المجال، بالإرتكاز على أدبيات الأسرى وظروفهم الاعتقالية كمادة بحثية، في سياق إنتاج معرفة تحرّرية في ظلّ الاستعمار، تكون انعكاسا واقعيا للهوية الخاصة للباحث الفلسطيني، وتقدّم رؤية أكثر وضوحا لشكل المعرفة المراد إنتاجها، للوقوف عند تجربة الأسرى ضمن سياق إنتاج معرفة تحرّرية عن الواقع الفلسطيني في ظلّ الإستعمار، بما يشمله هذا الجانب من جهة الباحثين في قضايا الأسرى، والأسرى المنتجين.
مساهمة أدبيات الأسرى
في إنتاج معرفة تحرّرية
قدّم الأسير المحرّر والكاتب أمير مخول قراءة في هذا السياق قال فيها: “في مفهوم الإنتاج المعرفي؛ الأسرى يقدّمون الكثير من الإنتاجات، ويخرجون الكثير للنشر إلى خارج السجون ولديهم طرقا غير مألوفة في إخراج المواد وهي حالات تلامس المستحيل وتعطي المخيال الفلسطيني آفاق كتابة واسعة جدّا، وآفاق إنتاج معرفة جديدة، لا يستطيع أن يقوم بها إلاّ من هم داخل السجون، لأنّ السجن يستطيع أن يكون مقبرة وأن يكون مدرسة، ليس بفضل السجن نفسه إنّما بفضل الحركة الأسيرة وإدراكها لواقع الأسر”.
الأسرى لديهم طرق غير مألوفة في إخراج المواد التي ينتجونها، وهي حالات تلامس المستحيل وتعطي المخيال الفلسطيني آفاق كتابة واسعة جدّا، وآفاق إنتاج معرفة جديدة، ويرى مخول الذي قضى تسع سنوات في الأسر أنّ كلّ إنتاج معرفي حتى يكون تحرّريا يجب أن يستند إلى واقع الحركة الأسيرة كما هو دون مبالغة ومغالاة إنّما بالاستناد على فهم كيف تسير حياة الأسرى وبماذا يمكن أن تسهم.
الإضافة المعرفية وشروط تحقّقها
يقول مخول إنّ الدراسات والأبحاث حول الأسرى حتى تقدّم إضافة معرفية يجب أن تكون مبنية على توصيف حياة الأسرى كما هي، ليس من باب الخطاب والمبالغة والبطولة ولا الأسطورة، إنّما كيف يعيش الأسرى حياتهم فعليا، لأنّ في ذلك إثراء معرفي في مفهوم كيفية مقدرة الإنسان الفلسطيني على الصمود، وأن يبني عالمه الموازي في الفراغ الذي يوفرونه له في السجون، فإمّا يملؤه الفراغ وإما هو يملأ الفراغ.
هل تتأسّس المعرفة على التجربة؟
وفي ردّه على سؤال عمّا إذا اعتبرنا أنّ أدبيات الأسرى، هي انعكاس لمفهوم التجربة، فهل تتأسّس المعرفة على التجربة؟ يرى مخول أنّ المعرفة لا تتأسّس دائما على التجربة، لأنّ كثيرا من الكلام المنقول عن الأسرى حتى إعلاميا لا يصدر عن الأسرى، فالأسرى أكثر واقعية ممّا يكتب عنهم خارج السجون؛ إذ في الخارج يسعون إلى تعظيم وتكبير وتقديس حالة الأسرى، والأسرى لا ينظرون إلى أنفسهم كأسطورة ولا كمقدسين، وإنّما ينظرون إلى أنفسهم كجزء من مسيرة الشعب الفلسطيني، فهي ليست قضية يمكن حصرها بمفهوم التجربة في هذا الشكل، لكنّ التجربة لمن يريد أن يستفيد من ملحمة الأسر عليه أن يفهم كيف يعمل الاحتلال وكيف تبنى السياسات.
الأسرى أكثر واقعية ممّا يكتب عنهم خارج السجون؛ إذ في الخارج يسعون إلى تعظيم وتكبير وتقديس حالة الأسرى، والأسرى لا ينظرون إلى أنفسهم كأسطورة، ويضيف: السجون ليست خارج الشعب الفلسطيني ففيها الإيجابي والسلبي وهناك نقاط الضعف والترهّل في الحركة الأسيرة فهي ليست فوق الخطأ، لكنّ طبيعة كونها في ظلّ حصار يومي مباشر جدّا وقهر يومي مباشر جدّا، يعطيها أحيانا أدوات جديدة في كيفية خلق أدوات الإنتاج وأدوات تحرّرها، وهي تدرك تماما أنّها لا تستطيع أن تتحرّر. في حين تعتبر الباحثة مي هماش أنّ التجربة قادرة بشكل كبير على التأسيس لمعرفة جديدة، وما يميّز موضوع الأسرى أنّهم عندما يكتبون عن أسرى آخرين أو يكتبون عن أنفسهم كضمير غائب، مستشهدة بالمجموعة القصصية الأولى التي كتبها محمد عليان ونشرت كأدب روائي؛ إذ يوجد في هذه المجموعة فصل كامل عن الإضراب الكبير الذي خاضه الأسرى في السجون، وفيه يتحدّث عليان عن نفسه كضمير غائب ذلك لأنّه يريد تحويل هذه التجربة التي كان جزءا منها إلى معرفة من خلال توثيقها وتأريخها. وعليه، ترى الباحثة أنّ المعرفة تتأسّس على التجربة عندما تنتقل للحديث عن الجسد الواحد ضمن أجساد أخرى، لتصبح القصة ممثلة للكلّ، حتى لو اختلفت التجارب إلا أنّها في المجمل واحدة، وهذا يعتمد على الطريقة التي يتعامل بها الشخص مع التجربة وكيف يعيد إنتاجها بطريقة تحافظ على هويته الوطنية.
إنتاج بحثي ليس كافيا
ترى هماش أنّه في السنوات العشر الأخيرة، يوجد إنتاج بحثي حول هذا الموضوع لكنّه ليس بشكل كثيف، وليس كافيا بما ينتج عن الأسرى أو حتى مفهوم الحرية لدى الأسرى، أما الإنتاج الحقيقي فهو ما أنتج داخل السجون، أيّ كتابات الأسرى نفسها عن مفهوم الحرية وتجربتهم ومقاومتهم قبل وخلال وحتى بعد عملية التحرّر. وتعتبر الباحثة التي كانت قد قدّمت رسالة “ماجستير” بعنوان: “الوعي الجسدي تحت التحقيق: دراسة في تجارب الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية”، أنّ غالبية الدراسات التي تكون مميّزة حول الأسرى وتجربتهم هي الأدبيات التي تحاول أن تعبّر عن مفاهيم الصمود والقوة والمقاومة وقدرة الاحتمال والمواجهة. في حين يرى الأسير المحرّر أمير مخول أنّه معرفيا هناك إسهام متراكم وتسارع في هذا الإسهام، وهذا يأتي في سياق واقع جديد ينبغي استغلاله، وما أسهم في هذا هو تخصيص بعض الجامعات مساقات لدراسة الحركة الأسيرة بأشكال مختلفة، إضافة لوجود وسائل إعلام تتبنى هذه المواضيع، ما يعطي إمكانية ستكون مستحيلة دون هذه المنابر، إلى جانب دور المؤسّسات الحقوقية ومؤسّسات الأسرى المهمة على الصعيدين المحلي والعالمي.
أهمية البحث في موضوع الأسرى
تقول الباحثة مي هماش في هذا الجانب إنّ الباحث عندما ينطلق في البحث في موضوع الأسرى، لا بدّ أنّه يمسّه بشكل شخصي، ذلك لأنّ كلّ بيت فلسطيني يوجد فيه أسير أو على الأقلّ سبق وأن تعرّض لتجربة الاقتحام، كما أنّ تجربة الأسر هي شبيهة لمفهوم النكبة المستمرة، وعليه من المهم أن يكتب الباحثون عن الأسرى لتسليط الضوء عليهم، سيما في ظلّ غياب برنامج سياسي واضح يتابع ملف الأسرى المرضى وكبار السنّ والنساء والأطفال وغيرها من الحالات. إضافة إلى ما سبق، يتجه الباحث للخوض في هذا الموضوع لأنّه من الضروري أن نسمع صوت الأسرى، لأنّهم لا يكتبون لأنفسهم أو لبعضهم، والكتابات تأتي لتذكّرنا بوجودهم ورغبتهم في التواصل مع المكان الذي تم إقصاؤهم عنه، ومن خلالها يستعيد الأسير مكانه وزمانه.
وتختتم هماش هذا الجانب بقولها: “إذا أردنا أن ننتج معرفة تحرّرية، يجب تناول المواضيع الجوهرية الموجودة في فلسطين والتي تمثل عادة التجربة الحقيقية المعاشة يوميا”. أما بالنسبة للأسرى، ترى هماش أنّ كتاباتهم مهمة لما يقدّموه من وعي، ذلك لأنّهم قادرون على الكتابة عن السجن كمسرح، وقادرون على أن يعلّموننا عن السجن قبل أن ندخله، وأن يعلّموننا ما هي التجربة قبل أن نخوضها.
وفي هذا الجانب، قال الأسير المحرّر أمير مخول: “الأسرى بدأوا يتلمّسون أنّ ما يكتبونه في السجون لا يستطيع أن يكتبه أيّ أحد؛ ذلك لأن لا أحد يستطيع أن يرى كيف يعيش الأسير في زنزانة وكيف يتقاسم الضيق مع ثمانية آخرين في 22 مترا ولا كيف يملأ وقته بما هو مفيد ولا كيف يعبّر عن مشاعره، هذه وقائع لا يمكن أن يصل إلى خباياها أحد غير الأسرى، لذلك الأسرى ليسوا موضوعا بحدّ ذاته إنّما مشاركين في هذا السياق”. بدورها قالت الباحثة أشجان عجور والتي كانت قد أعدّت كتابا بعنوان: “استعادة الإنسانية في تجربة الإضراب عن الطعام في فلسطين: الذات الثورية وإنهاء استعمار الجسد”، المعرفة التي ننتجها عن الأسرى هي من عمق التجربة وهي ثمرة نضال الأسرى الفلسطينيين، وفي هذه الكتب نوثّق النضال الفلسطيني الذي هو فصل مهم في النضال الإنساني العالمي الذي طالما جرى تغييبه، وفي مقدّمة النضال الإنساني كفاح الأسرى ونضالاتهم في وجه عسف وسلب السجّان والذين سجّلوا بطولات إنسانية.
تجارب الأسرى كانعكاس لواقع المجتمع
من جانبها، قدّمت الباحثة اللبنانية ساندي درويش قراءة في هذا الجانب تطرّقت فيها إلى إنتاجات الأسرى الفلسطينيين والأسرى السياسيين بشكل عام، كانعكاس لواقع المجتمع، ذلك لأنّه مبني على أفراد، سلطة سياسية، واقع اجتماعي، فساد، وحقوق مهدورة، وعليه فإنّ أدب السجون قادر على تصوير حالة المجتمع، ومن خلاله يمكننا أن نعرف ما إذا كانت السلطة السياسية مستبدة أم لا، وإذا كان المواطنون يحصلون على حقوقهم أم لا، وغيرها من الأمور. وخلصت درويش إلى أنّ أدب السجون هو جسر عبور مهم يمكننا من خلاله معرفة طبيعة المجتمع وما يعانيه أفراده ويبيّن لنا كيفية تعامل السلطة مع الثائرين السّاعين للتغيير والتعبير عن الرأي. إذ يسعى الباحث في دراسته إلى الغوص في دوافع السلطة للإعتقال وإظهار ما تقترفه تجاه الأسير من تعذيب وإذلال، فضلا عن ذلك تصوير حال السجن وعوالمه الخفيّة وما يتعرّض له السجناء من إفتراءات وعذابات تحاول السلطة طمرها بشتى السبل للحفاظ على كيانها ووجودها.
ماذا يتوقّع الأسرى من الباحثين؟
في هذا الجانب، قالت الباحثة أشجان عجور إنّ الأسرى يتوقّعون من الباحثين أن تكون أبحاثهم شاهدا على ما يجري في فلسطين، وأن تنقل قصصهم ورواياتهم التي تم تشويهها وإسكاتها، مضيفة أنّ أحد الأسرى الذين قابلتهم قال: “ إنّ الدعاية الصهيونية جعلتنا إرهابيين وعنصريين وانتحاريين، ومن خلال شهاداتنا تلك نريد أن نظهر من هو الإرهابي الحقيقي”.
طــوفــان الأســرى.. تــاريــخٌ جــديـــد..
كتب: على شكشك
اليوم تاريخٌ جديد..
ننتظره جميعا..
عنوانٌ كبير لنداء الحرية، وإعلاءٌ لشأن الكرامة الإنسانية،
ننتظره جميعاً..
لكنّ أولئك الأسرى.. الذين هبّوا وناضلوا من أجل تمام الحرية، فكان أسْرُهم ضريبةً مضاعفةً لما انتفضوا من أجله، وكانت حرّيتُهم قرباناً لاستحقاقٍ قادمٍ من الحرّيّة،
أولئك الأسرى ينتظرون هذا اليوم موعداً ليصلَ صوتُهم، ويُدوّيَ نبضُهم، ويتنفّسَ صبحُهم،
لا أحد ينتظرُ هذا اليوم مثلهم،
فلا أجملَ من أن يسمعونا نتكلّم باسمهم، ولا أشفى لجرحهم من إحساسهم بإحساسنا بجرحهم..
لعلّهم يجدون عزاءً لتضحياتهم، أن يكون هناك من يألم لألمهم، ويقدّر معاناتهم، ويرفع عالياً علَمَهم، هم القابعون هناك في كبد الوطن، يحرسونه في زنازينهم، هم بمختلف فصائلهم وأطيافهم، فالعدوُّ لا يفرقُ بين فتحهم وحماسهم، ولا بين طفلِهم وشيخهم، ولا بين أسيرهم وأسيرتهم، ولا بين مسلمهم ومسيحيِّهم،
كلّهم هناك فلسطينيون.. متوحّدون في ظلام الزنزانة والقيد.. متوحّدون في الأمل..
اليوم تاريخٌ جديدٌ..
مشوبٌ بالأمل..
اليوم تُقرعُ أبوابُ الزنازين في فلسطين.. من أرضِ الجزائر
ذاكرة
تصــــــدّي للحملــــــــة العسكريــــــــة الفرنسـيــــــة علــــــــــى مدينـــــــــــة معسكـــــــــــر
الأمير عبد القادر الجزائري.. معركة النّصر.. (1)
في 24 نوفمبر 1832 عقد مؤتمر تحت شجرة الدردار، حضره رؤساء قبائل بني عامر، بني مجاهر والغرابة وبايعوا الأمير عبد القادر بالسلطنة ولقّبوه بناصر الدين عن عمر يناهز 24 سنة ، فبدأت مهمته السياسية والعسكرية طريقها نحو توحيد البلاد، وإقامة دولة جزائرية مستقلة ذات سيادة.
أ – فتحية بن حميمد
جامعة بن باديس – بمستغانم
اتّخذ الأمير مدينة معسكر عاصمة لدولته وبدأت حربه ضد فرنسا، حيث حقق عدة انتصارات عليها لاسيما في معركة المقطع في 28 حزيران 1835، وقد اهتزّت فرنسا لنكبة المقطع فطالبت بصوت واحد بتحقيق العقوبة والانتقام من الأمير، فتحركت الحكومة الفرنسية وأصدرت قرارا باحتلال مدينة معسكر القلب النابض في دولة الأمير، متأكدة من أنّ الاستيلاء على العاصمة سيجبر الأمير الطموح على الاستسلام.
معسكـــــــــــــــر..حاضنــــــــــــــــــة الكفـــــــــــــــاح
قبل الخوض في تفاصيل الحملة الفرنسية على مدينة معسكر، يجدر بنا التعريف بالمدينة وضواحيها وواقعها قبل سنة 1835م، وذلك بهدف ربط الأحداث واستنباط تفاصيلها..مدينة معسكر قديمة يعود تأسيسها إلى العهد الروماني إذ أقاموا بها حصونا (الليسات) وسموها كسترونوفا (المعسكر الجديد)، تقع عند سفح المنحدر الجنوبي للسلسة شارب الريح بالأطلس التلي.
ازدادت قيمة مدينة معسكر خلال العهد العثماني، فكانت عاصمة الإقليم الغربي كمدينة داخلية، كما اكتسبت سمعة كبيرة على عهد الباي محمد الكبير وقد اشتهرت بعدد من العلماء أمثال الرماص، القلعي، وعبد القادر المشرفي، وأبي راس، وعرفت بزاوية القيطنة والتي كان على رأسها الشيخ محي الدين، وكان سكانها في أزهى أيامها لا يتجاوز 30 ألف نسمة.
يحيط بالمدينة سور مربع الشكل يجمع المدينة وكل زاوية بها برج يحمل مدفع أو مدفعين، يتخلل سورها بابان رئيسيان خارجيان أحدهما في الغرب والآخر في الشرق، ويعد سوق الحبوب والجامع الأعظم والفندقان وقصر محمد الكبير أهم معالمها الحديثة.
أما أحوازها، فتجدر الإشارة إلى مرتفعات بني شقران على طريق معسكر وهران، وتنتسب إليها قبائل بني شقران بما فيها قبائل بني مستر، بني حاسي وبني عيس وأولاد سعيد، ثم منطقة سيق، وفي المنحدر الجنوبي، الأطلس التلي، يوجد سهل غريس.
مثلت مدينة معسكر القلب النابض في مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري، وفيها أقام دولته وبدأ مشواره الجهادي بتشجيع وإلحاح سكانها، وهو ما تفطنت إليه الإدارة الاستعمارية فبدأت في تنفيذ حملة نحو المدينة لتدميرهاو والاستيلاء عليها لإجبار الأمير على الاستسلام والرضوخ وإرغام سكانها على الطاعة والانصياع، فقررت تسيير حملتها.
الأوضــاع العامــــة بالمنطقــــة قبيــــــل الحملـــــة
أظهر انتصار الأمير عبد القادر على الجيش الفرنسي في معركة المقطع، قدرته على حماية حدوده ، الأمر الذي اعتبرته الوزارة الفرنسية تهديدا للشعور الوطني الفرنسي، إذ صرّح تتير بقوة في البرلمان عن النظام المطبق في الجزائر قائلا: “إنه ليس استعمارا إنه ليس احتلالا على مدى واسع، وليس احتلالا على مدى ضيق، إنه ليس سلاما وليس حربا، ولكنه حرب سيئة الإدارة”..فاتّجهت فرنسا نحو مضاعفة الجهود لحماية مواقعها العسكرية وثكناتها المهددة من قبل الأمير، وأخذت الصحف في تهيئة وتعبئة الشعب”.
ولحماية أطماعها في التوسع الخارجي، وأهمية الجزائر الإستراتيجية، قامت حكومة دوبروغلي باستدعاء درالون وتريزل، وتعيين كلوزيل في 10 أوت 1835 حاكما على الجزائر، إذ أن قدومه إلى الجزائر أعطى أملا للقوات المسلحة في إعادة الثقة في قياداتها العسكرية، لمعرفته بأوضاع الجزائر إذ قاد الجيش الفرنسي أواخر 1830، وهو صاحب معرفة جيدة بالخطط والأسس الناجحة لمواجهة الأمير.
جمع كلوزيل ضباطه وقادة القطاعات العسكرية في مركز قيادته، مؤكدا أن هدف وصوله إلى الجزائر رفع معنويات فئتين من المقيمين في الجزائر، تلك التي شهدت بعد معركة المقطع أن الجهود لم تثمر، وتلك التي يئست من الوضع المتردي.
تعهّد كلوزيل بالزحف بالجيوش الفرنسية نحو عاصمة الأمير (معسكر) والاستيلاء عليها، والثأر من الأمير لهزيمة المقطع، والتشفي في العرب، وعقد صلح طويل المدى مع الأمير وهزم تلمسان وجعلها نقطة انطلاق للتوسع في داخل وهران، والتمركز عند مصب نهر التافنا، لمنع وصول الإمدادات الآتية من جبل طارق ومالطا لقوات الأمير، وطرد باي مليانة واحتلال بايلك التيطري وتعيين بايات تابعين طائعين لفرنسا والسيطرة على المواقع الإستراتيجية في التل وقسنطينة كمرحلة أخيرة.
إعادة الثقة والهيبة للجيش الفرنسي ورفع معنوياته المحطمة في المعارك السابقة، إذ وصف أحد الكتاب الفرنسيين حالة الجيش بقوله: “صار الجنود الفرنسيون من هول الحرب هلاما لا نظام له يريد الفرار، ولا يستطيعون، يدورون حول أنفسهم كالدوامة مشدوهين لاهثين كأنما قد مسهم الشيطان..لقد فقد الجميع شعورهم بمواقعهم وبواجباتهم، بل فقدوا حتى غريزة البقاء..رجال ينتحرون..يتشاجرون فيما بينهم للظفر بأحشاء الحيوانات النافقة.
ولتحقيق هذه الأهداف، وجب إعداد قوة كافية وتجهيزها بالأسلحة والعدة، فالجيش الفرنسي في حاجة إلى إعادة تنظيم ليتمكّن من المحافظة على الأمن والنظام، والقضاء على الأمير عبد القادر وأوضاعه التي تختلف من مقاطعة إلى أخرى، لاعتبارات أهمها شخصية قائدها العسكري وتأييد زعماء القبائل للسلطات الفرنسية واحترامها للقانون.
وقد تهيّأ كلوزيل للقيام بمهمته، فأرسل العيون لجهات مختلفة لتطلع على أمور الأمير وأحواله وصلته بالقبائل، وقوته من خيل ورجال، ورجعت هذه الوفود لتؤكد أن الوضع خطير وأن العرب متمسكون ومتماسكون، وإشارة واحدة من الأمير تحضر إليه القبائل لتتقيد بأوامره.
لاحظ كلوزيل أنّ وحداته القتالية غير كافية لتنفيذ ما كان يصبو إليه، إذ خفضت فرنسا جيشها في الجزائر بإرسال الفرقة الأجنبية إلى ايزابيل ملكة إسبانيا لمقاتلة الدوق دون كارلوس المطالب بالعرش، إضافة إلى انتشار الكوليرا الذي فتك بقرابة 4 آلاف جندي، وأبعدهم عن القتال، فقلت القوات العسكرية الفرنسية في الجزائر، وأضحى عددها لا يتعدى 21 ألف، بعد أن كان 25 ألف، إضافة إلى نقص العتاد الحربي والتي كانت معظمها غير صالحة للاستعمال في المناطق الجبلية.
بناء على هذا الوضع، طلب كلوزيل من حكومة باريس إرسال إمدادات وتعزيزات، وبعد دراسة حكومة لويس فيليب الأمر، وبناء على اقتراح وزير الحربية ماسون، قرّر المسؤولون إرسال 4 فرق مشاة و4 سرايا هندسة، وعدد كبير من المدفعية والبغال كحل أولي، ثم يعزز بوحدات أخرى تباعا ووفقا لمقتضيات الوضع.
الأوضـــــــــــــــــــــاع الجزائريـــــــــــــــــــــة
مثلت معركة المقطع انتصارا ساحقا لصالح الأمير عبد القادر، أوجب تغيير القيادة العسكرية الفرنسية بقيادة جديدة، غير أن هذا الانتصار سيفتح على الأمير صعوبات بدأت بتعيين حاكم عام جديد، أكّدت للأمير وأقنعته أن فرنسا تستعد لمحاربته.
اقتنع الأمير بإصرار كلوزيل على استئناف القتال وعمل الحكومة الفرنسية على تنفيذ مخططاتها وأهدافها في الجزائر، فوجد مرغما على خوض معركة الدفاع، وبدأ في تجهيز نفسه للقتال، وانطلاقا من ذلك، بدأ الأمير للاستعداد للحرب ، فأخذ يهتم بتدريب وحداته الفتية لرفع معنوياتها عاملا على تعزيزها بشتى الوسائل والطرق ولهذا كثف نشاطاته وتحركاته بين القبائل داعيا زعماءها إلى الجهاد ومحاربة الفرنسيين.
كما ثار الأمير ضد تعيين القاضي إبراهيم مسؤولا عن قبيلتي الدوائر والزمالة، وذلك بعد عودة تريزل إلى وهران إثر معركة المقطع، فنجحت سياسته في الضغط على القائد الفرنسي في عزل إبراهيم باي وسمح له بقوة لحراسته تألفت من 50 تركيا، وفرض حصارا اقتصاديا على الجيش الفرنسي طالبا من خلفائه مراقبة تنقلاته والضغط على القبائل المنتشرة بعدم التعامل تجاريا مع وحداته، وحرص على إيجاد حلفاء جدد لتعزيز نظامه وتقوية مركزه فكاتب ملك إنجلترا، إلا أن الحكومة البريطانية لم تستجب ولم تلب حاجته، كما طلب العون من سلطان عربي (معروف) لمده بالعتاد والذخيرة، إلا أنه رفض تقديم يد العون له.
اقتنع الأمير عبد القادر بالمواقف المتخاذلة، فعزم على اسغلال ما يتوفر له من قوة وموارد دون اللجوء إلى قوى خارجية، وصمّم على تجنب الاشتباك مع الفرنسيين في مناطق مكشوفة لتفوق القوة الفرنسية عدة وعتادا، والتزم بنصب كمائن في ممرات إجبارية لمنع الجيش الفرنسي من احتلال المواقع المهمة، وأغلق مداخل معسكر، بإنشاء مراكز دفاعية حولها وحول مدينة تلمسان لمنع توغل الفرنسيين إليها، وتشديد الحصار التمويني على وهران وحصار قوات كلوزيل جميعها أينما وجدت لإضعاف قدرتها القتالية وإجبارها على الاستسلام، وطلب مساعدة باي مليانة بشل عمليات القبائل المتنصرة والموالية للفرنسيين، ونفس الشيء في التيطري، وإرسال عناصر إلى سهل متيجة لحرق المزروعات وقطع الطرقات، وبالفعل، فقد قطعت المواد الغذائية عن الجزائر لمدة 8 أيام، وأرسل باي مليانة، سيدي الحاج، قوة تمركزت في بوخر شوفة على بعد 4 كلم من العاصمة، وقطعت الطرق على كل سالك.
الحملــــــــــــة الفرنسيــــــــــــــة علـــــــــــى معسكــــــــــــــر
بناء على ذلك، بدأت الاستعدادات النشيطة في الجزائر وفي جنوب فرنسا للقيام بحملة على مدينة معسكر، وكان ولي العهد نفسه يرغب في المشاركة في هذه الحملة فالتحق بمدينة تولون في 10 نوفمبر، وركب الباخرة والتقى المارشال كلوزيل بالجزائر، وفي 21 نوفمبر، وصل وهران مع المارشال الذي كان تلقى من فرنسا إمدادات عسكرية قوامها 4 كتائب من المشاة ومدفعية معتبرة، وأرسلت بعض الفرق المقيمة في الجزائر إلى وهران.
أعدّ كلوزيل نفسه لدخول المعركة حيث التحق به الدوق دورليان للاشتراك في العمليات القتالية والإشراف على تنظيم صفوفها، إذ قسم الوالي العام جيشه البالغ 12 ألف مقاتل على الشكل التالي: أركان الدوق دورليان، تضم الجنرالان بودران وماربو والعقيد جيرار والنقباء دوشاتيل، لبلان والطبيب باسكيه ومونغيوب وبرتانو دالشجين وشابو لاتور، وأركان كلوزيل مكونة من العقيد مازون والنقباء دورانسه ودولا تو مدوبان.
حمل كل جندي وحدة نار مكونة من 90 طلقة ووجبات طعام كافية ليومين إضافة إلى البسكوت والأرز، واستعمل كلوزيل الجمال، إذ استأجر 774 جمل من القبائل المتنصرة وتكونت القافلة من العربات بـ 4 دواليب والتي يتعذر عليها التنقل في المناطق الوعرة مما يعيق التقدم السريع للقوات المسلحة.
قدّر الأمير عبد القادر التجهيزات والاستعداد التام لكلوزيل، فضاعف نشاطه واستعداداته لحماية عاصمته، ووقف الزحف الفرنسي والسعي الحثيث لاستمالة القبائل لمضاعفة جيشه وكلّلت مساعيه بالنجاح لاسيما بعد اقتناع زعمائها أن انتصار الفرنسيين خطر يهدّدهم.
قدّم حضرُ المدينة سرا مساعدات مالية، ورفضوا بجميع الطرق والوسائل سلطة الفرنسيين الذين كانوا يحملون لهم كراهية شديدة.
قرر الأمير مواجهة القوات الفرنسية لإجبارها على ترك عاصمته، ثم إرغامهم على الخروج النهائي والعودة إلى بلادهم، وقد تكون جيشه من 8 آلاف فارس بقيادة المزاري، بمساعدة بعض القبائل و4500 مقاتل من القبائل بإمرة البوحميدي ومحي الدين بوحلام، أما سلاحه الثقيل فيتألف من 4 آلاف مدفع میدان.
تمثّلت مهمة فرق الجيش الأولى في إنهاك الفرنسيين واستنزاف قواهم، وتجنّب الاشتباكات في معارك فاصلة أو مجابهة فردية، واختيار المكان والوقت المناسبين، واللجوء إلى الكمائن في ممرات إجبارية، وهي كثيرة على الطريق التي اتخذتها الفرق الفرنسية لاحتلال معسكر.
ولضمان السير المثالي للخطة في الميدان، أدرك الأمير استحالة تقسيم جيشه إلى وحدات قتالية صغيرة لصعوبة الاتصال والتنسيق فيما بينهما بالمناطق الجبلية الوعرة، ولقلة خبرتها بالفنون القتالية على الطريقة الحديثة المعتمدة على القتال بوحدات صغيرة منفصلة قائمة على التنسيق المثالي مع بعضها في المهمات، إضافة إلى تفضيل القبائل القتال تحت إمرة شيوخها.
————–
في الميدان
رئيس المنتدى الجزائري لخبراء الإقتصاد والطاقة.. حسين بن شنين لـ “الشعب”:
الــــربــــط بـــشـــبـــــكـــات الـــــكـــــهــربـــاء.. كلمة ســـر دعم مشاريع الأمن الغذائي
^ تعزيز إمدادات الطاقة وتحسين جودة واستمرارية الخدمة
أكد رئيس المنتدى الجزائري لخبراء الاقتصاد والطاقة والطاقات المتجدّدة بن شنين حسين، أنّ مشروع ربط شبكات الكهرباء بين الشمال والجنوب يأتي في وقت جدّ هام يتزامن والدور المحوري الاستراتيجي الذي تقوم به الجزائر في المنطقة خاصة إفريقيا، من خلال المشاريع الكبرى والهيكلية ذات الأبعاد الوطنية والإقليمية التي أطلقتها، مشيرا أنّها تندرج في إطار تعزيز أمنها الغذائي والتأسيس لانتقال طاقوي سلس.
سعاد بوعبوش
أوضح بن شنين في تصريح “لـ “الشعب” أنّ شبكة الكهرباء في الجزائر مفصولة إلى قسمين جزء يمتدّ من الشمال إلى الهضاب العليا، والجزء الآخر يتعلق بالجنوب الكبير، علما أنّ شبكة الضغط العالي بالجزائر تصل إلى 400 ألف كيلواط على طول 34 ألف كلم، في حين تصل شبكة الضغط المنخفض 384 ألف كلم، لهذا فإنّ الربط بين شبكتي الكهرباء للشمال بالجنوب يدخل في إطار التأهيل الاحترافي لهذه الشبكة من أجل استقبال الطاقة الكهربائية التي ستنتجها مختلف المشاريع المسطرة في إطار تأمين الأمن الطاقوي للجزائر بما فيها التي ستنتجها مشاريع الطاقة المتجدّدة.
وحسب المتحدّث يتعلّق الأمر بخط مزدوج لنقل الكهرباء للضغط العالي جدّا على طول 800 كلم من الضغط العالي، أيّ 400 كيلوفولط، لتضاف إلى 750 ألف كلم بالشمال والجنوب، مشيرا إلى أنّ هذا المشروع يشكل دعما حقيقيا للإقتصاد الوطني، لأنّه سيسمح بتعزيز إمدادات الطاقة الكهربائية وتحسين جودة واستمرارية الخدمة العمومية مع دمج كمية هائلة من الطاقات المتجدّدة التي ستنتجها المشاريع المسطّرة في هذا الخصوص وتحضير هذه الشبكة لاستيعاب الطاقة التي ستنتجها الـ 20 محطة كهربائية التي تم الإنطلاق في إنجازها من طرف 15 مؤسّسة من بينها مؤسّسة صينية وستكون جاهزة بعد سنتين، وذلك تنفيذا لبرنامج الإنتقال الطاقوي.
وأشار بن شنين إلى أنّ هذا مشروع الربط للشبكة الكهربائية بين الشمال والجنوب سيساهم في تلبية احتياجات الجنوب للطاقة خاصة بالنسبة لقطاعي الصناعة والفلاحة، بالنظر للمشاريع الكبرى التي سيحتضنها الجنوب الكبير في إطار تعزيز الأمن الغذائي، علما أنّ 50 ألف فلاح تم ربطه بالكهرباء، حيث تهدف السلطات بدخول مشروع 800 كلم إلى ضمان خدمة عمومية مستمرة دون انقطاعات.
واعتبر رئيس المنتدى الجزائري لخبراء الاقتصاد والطاقة والطاقات المتجدّدة أنّ المشاريع المسطّرة في المجال الطاقوي، متكاملة بما فيها إنجاز 20 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة إجمالية تبلغ 3 آلاف ميغاواط، وهو ما يترجم – حسبه – التقدّم البارز للجزائر في مسار الإنتقال الطاقوي وفقا لبرنامج رئيس الجمهورية، وتجسيد البرنامج الطموح لتطوير الطاقات المتجدّدة ببلادنا.
وحول دراسة إمكانية تقوية الشبكة الكهربائية بكلّ من ولاية بشار، ورقلة، عين صالح، أدرار، أكّد المتحدّث أنّ هذا الاختيار لم يأت عبثيا وإنّما له أبعاد إستراتيجية، إلى جانب الموقع الجغرافي لهذه الولايات، فإنّ ذلك يرتبط أيضا بالمشاريع التي ستنطلق نحو العمق الإفريقي أيّ دول الساحل، ومن ذلك مشروع ربط الشبكة الوطنية للكهرباء بالشبكة الإفريقية من خلال مدّ خطوط لنقل الكهرباء ذات التوتر العالي والعالي جدّا، حيث يعيش 700 مليون إفريقي دون كهرباء.
ويرى بن شنين أنّ تأكيد رئيس الجمهورية على ضرورة تموين خطوط السكك الحديدة بالكهرباء عبر مختلف المشاريع في الجنوب والاستثمارات الفلاحية يندرج أيضا في هذا الإطار، حيث إنشاء خطوط نقل الكهرباء بالموازاة مع خط السكة الحديدية التي ستصل إلى أدرار وتمنراست، إلى جانب تعزيز ربط المحيطات الفلاحية في الجنوب وتوسيع النشاط الاقتصادي الفلاحي والصناعي على حدّ سواء ودفع عجلة التنمية في البلاد من خلال المزاوجة بين الأمن الطاقوي والغذائي.
الباحث في الدراسات الاستراتيجية.. نبيل كحلوش للشعب:
الأمن الطاقوي.. الوجه الآخر للأمن الغذائي
أكّد الباحث في الدراسات الإستراتيجية، الدكتور نبيل كحلوش، أنّ تعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون تصبّ في صميم تعزيز الأمن الوطني عموما والأمن الغذائي تحديدا.
آسيا قبلي
وقال في تصريح لـ« الشعب” إنّه وفيما يخصّ شبكات كهربائية جديدة وعصرية فإنّ هذا الأمر يمكن تحليله من عدّة زوايا، أولها أنّ تطوير هذه الشبكة في المناطق الصحراوية والحدودية بالأخص سيؤدّي إلى تطوير التنمية المحلية، وثانيا سيعزّز النشاط الاقتصادي، سواء في الأحياء السكنية أو في المناطق الصناعية، وثالثا يضمن الأمن الطاقوي للبلاد عموما.
وأضاف أنّه وانطلاقا من النقطة الأخيرة فإنّ التعليمات يمكن ربطها في أحد أوجهها بالأمن الطاقوي للدولة الجزائرية، خاصة وأنّ التغيرات الجيوسياسية في العالم قد أظهرت بأنّ الأمن الطاقوي من أهم المتغيرات المؤثرة في الاستقرار الاجتماعي الاقتصادي لأيّة دولة على حدّ سواء، سيما وأنّ الكهرباء اليوم تدخل في مختلف مناحي الحياة الصناعية والفلاحية.
وأوضح الدكتور كحلوش أنّ شبكة الكهرباء ستعزّز التنمية خاصة في الجنوب وفي المناطق الحدودية، على وجه الخصوص، التي ستشهد انتعاشا، فوجود الكهرباء يعني وجود تموين طاقوي للمؤسّسات هناك، والصناعات والمرافق العمومية، وفي الأحياء السكنية، وبالتالي تسهيل ممارسة نشاطاتها اليومية، وتعزيز العمل الاقتصادي.
ومن زاوية ثالثة، أوضح الباحث في الدراسات الإستراتيجية، أنّ مدّ خطوط الكهرباء تحت الأرض يجعل الإمدادات في معزل عن التقلّبات الجوية والكوارث الطبيعية وأيضا من التخريب، الذي يكلّف مليارات الدينارات سنويا، كما أنّ تطوير شبكة الكهرباء ومدّها تحت الأرض في الجنوب سيمكّن من حماية المواطنين من الانقطاعات الكهربائية بسبب درجات الحرارة المرتفعة جدّا هناك.
رئيس منظمة الفلاحين المنتجين والمحوّلين.. مبارك بن جدي لـ«الشعب”:
سياسات وبرامج تحفيزية للنهوض بالقطاع الفلاحي
أكّد رئيس المنظمة الوطنية للفلاحين المنتجين والمحوّلين، مبارك بن جدي، أنّ الحكومة الجزائرية سعت من أجل تعزيز وتطوير قطاع الفلاحة، بغية مواجهة التحديات الاقتصادية والتجارية التي يشهدها العالم، ولضمان الاستقرار الغذائي في الجزائر بعيدا عن كلّ ما يحدث من متغيّرات في الساحة الدولية.
سفيان حشيفة
أوضح مبارك بن جدي، في قراءة لمخرجات اجتماع مجلس الوزراء في شقّها الفلاحي، أنّ هناك نية ورغبة حقيقية لدى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون، لتحريك عجلة التنمية الفلاحية في البلاد، لاسيما في مجال الزراعات الإستراتيجية كالحبوب والبذور الزيتية والبقوليات الجافة من أجل تحقيق الأمن الغذائي الوطني.
وأبرز بن جدي، في تصريح لـ«الشعب”، أنّ الإنتاج الوفير المُحقّق هذا الموسم من القمح الصلب، الذي تعدّت قيمته المليار دولار لفائدة الخزينة العمومية، كان سيكون أكبر لو لم يضرب الجفاف مناطق الغرب الجزائري خلال فصلي الشتاء والربيع الماضيين، ورغم ذلك يبقى الوضع الغذائي الوطني مريحا وعلى مقربة من تحقيق الإكتفاء الذاتي التام.
ووفقا للمصدر ذاته، تتبنّى الجزائر سياسات وبرامج تحفيزية وتشجيعية للمزارعين للنهوض بالقطاع الفلاحي، ترتكز أساسا على تحديث البنية التحتية الزراعية مثل الإسراع في معالجة طلبات رُخص حفر الآبار التي أصبحت لا تتعدى 15 يوما للردّ على أصحاب الملفات، وإطلاق مشاريع ضخمة للكهرباء الفلاحية والريفية المتسمة أيضا بوتيرة متسارعة، وكذا توفير الوعاء العقاري الفلاحي بولايات الجنوب لاستقطاب المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين كولايات تيميمون وأدرار وغرداية والمنيعة والنعامة وورقلة وبشار.
وبحسب مبارك، تعكس مجهودات تطوير الفلاحة في الجزائر وجود إرادة قوية لبناء مستقبل زاهر ومستدام للجيل الحالي والأجيال القادمة، وتُبرز روحا وطنية وسعيا حثيثا لتحقيق الإكتفاء الذاتي وتعزيز الاستقلال الاقتصادي للبلاد، منوّها أنّ ترقية قطاع الفلاحة ليس مجرد مسألة اقتصادية بل هو خطوة نحو بناء وطن سيّد يستند على موارده وقدراته الذاتية.
ووفقا له، فإنّ المنظمة الوطنية للفلاحين المنتجين والمحوّلين مستعدة للإسهام في إنجاح برنامج رئيس الجمهورية الخاص بالنهوض بالقطاع الفلاحي، من خلال دعم وتوجيه الشباب لخلق مؤسّسات صغيرة في النشاطات الزراعية والصناعات التحويلية، والمساهمة بحملات تحسيسية في أوساط المجتمع، وتنظيم ملتقيات وطنية ودولية لنشر التقنيات الفلاحية الحديثة والتعريف بوسائل رفع المردودية والإنتاجية عبر كافة أرجاء الوطن بالتنسيق مع أجهزة الدولة.
إلى ذلك، لفت بن جدي إلى أنّ المنظمة متهيّئة بكامل مكاتبها الولائية من أجل تكثيف توعية الفلاحين المنتجين بأهمية تحسين المردود وتخطّي حاجز 55 قنطار في الهكتار الواحد، مشيرا أنّهم يملكون نماذج جرى توجيهها وتعدّت مردود 75 قنطارا في الهكتار في بعض الولايات ومنها أدرار والمنيعة وورقلة وخنشلة ودائرة الشمرة بباتنة وأمثلة أخرى كثيرة.
الخبير في الفلاحة أحمد مالحة لـ “الشعب”:
رئـــيــــس الجـــمــــهوريــــة أولى أهـــمــــيـــــة كـــــــبرى لـــتـــطـــويـــر الــــفـــلاحــــــة
تعتبر الأرقام التي أوردها وزير الفلاحة في مجلس الوزراء الأخير مؤشرا إيجابيا، يؤكّد مستوى التطوّر الذي يعرفه إنتاج القمح الصلب بصفة خاصة، حسبما يراه الخبير في الفلاحة أحمد مالحة، مقترحا إنجاز أقطاب إنتاج الحبوب في مختلف جهات القطر الوطني.
حياة / ك
قال الخبير مالحة في تصريح لـ«الشعب”، إنّ تحقيق 80 بالمائة من الإكتفاء الذاتي للقمح الصلب يعطي أملا في مستقبل زراعة الحبوب في الجزائر، والتي تؤكّد من خلال الأرقام التي أوردتها وزارة الفلاحة أنّ هناك تطوّرا في مجال إنتاج الحبوب خاصة القمح الصلب، مشيرا إلى أنّ رئيس الجمهورية أعطى أهمية كبيرة لتطوير الفلاحة خاصة الفلاحة الصحراوية وهناك تفكير في كيفية دعم المنتجين.
يقترح مالحة أن يتم إنشاء أقطاب لإنتاج الحبوب تتوزّع في الشرق، في الوسط، في الجهة الغربية من الوطن، مشيرا إلى أنّ هناك مساحات كبيرة في سطيف وقسنطينة، في خنشلة وأم البواقي وتيارت التي لديها أكثر من 200 ألف هكتار مخصّصة لزراعة الحبوب غير مستغلة.
فيما يتعلّق بتوفير المياه في الجنوب، يعتقد مالحة أنّه يمكن مواجهتها من خلال إنجاز مشاريع سدود صغيرة لجمع الأمطار، وشبكات خاصة للتخزين لتستعمل في فصل الصيف، علاوة على إنجاز حواجز مائية لتجميع مياه الأمطار في فصل الشتاء.
الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة لـ ”الشعب”:
مشاريع هامة لتحقيق الاكتفاء وتقليص فاتورة الاستيراد
ثمّن الخبير الفلاحي، لعلى بوخالفة، قرارات مجلس الوزراء حول تطوير الزراعات الإستراتيجية لتقليص برنامج الاستيراد في هذه الزراعات ذات الاستهلاك الواسع “القمح النباتات الزيتية، الحليب واللحوم الحمراء” التي تكلّف الخزينة مبالغ كبيرة تقدر بـ 10 ملايير دولار، مشيرا إلى إمكانية إنتاج هذه المواد في حال اتخاذ بعض إجراءات التنمية الفلاحية.
خالدة بن تركي
قال بوخالفة إنّ ولايات الجنوب أحسن مكان لإنتاج هذه المواد الإستراتيجية وتطوير مجال زراعتها، كونه يحتوي على كلّ الظروف المناسبة على غرار التربة الخصبة المكوّنة من التربة الرملية والطينية ووفرة المياه بكميات كبيرة تسمح القيام بعمليات حصاد ضخمة في محيطات فلاحية واسعة بعديد الولايات أدرار المنيعة، تقرت وورقلة وحتى إليزي.
وأشار الخبير إلى ظروف أخرى تساعد على تطوير المجال الزراعي في المنطقة، المتعلقة بفتح المسالك لتسهيل تنقل المزارعين، وكذا إيصال الكهرباء الريفية التي تعدّ من العناصر الضرورية لاستخراج المياه الجوفية، وهوما قامت به شركة الكهرباء من خلال ربط أكثر من 700 مستثمرة فلاحية بالكهرباء.
عرّج في ذات الشأن إلى المشاريع الاستثمارية المسجّلة مؤخرا مع دولة قطر، المتعلقة باستغلال 117 ألف هكتار لإنتاج الحبوب وتربية البقر الحلوب وإنشاء مصانع لتحويل الحليب الطازج إلى بودرة، وهي تعتبر مشاريع كبرى يعوّل عليها في تحقيق الأمن الغذائي، إلى جانب مشروع القمح الصلب ومشتقات القمح الصلب الذي تصنع منه مختلف العجائن، موضحا أنّ إيطاليا لديها الخبرة الكافية في هذا المجال وتحتاج هذا النوع من الحبوب لصناعة مختلف العجائن، وكذا تجربة الأتراك الذين استغلوا 4 آلاف هكتار، وهناك طلبات محلية أخرى للاستثمار أكثر في هذا المجال.
وكشف الخبير، في ذات السياق، عن استغلال 120 ألف هكتار من الأراضي في زراعة الحبوب إلى جانب تهيئة مساحات أخرى على غرار النعامة 80 ألف هكتار، أدرار، غرداية وتميمون، مشيرا إلى جهود السلطات لتهيئة هذه الأراضي من حيث توفير المياه الجوفية، الكهرباء وفتح المسالك لمساعدة المستثمرين على الشروع في إنتاج مختلف المواد الزراعية.
وأوضح بوخالفة أنّ ما جاء به رئيس الجمهورية حول توسيع مجال الزراعات الجنوبية لتشمل 500 هكتار في المتناول، خاصة وأنّنا على مقربة من تحقيق هذا الرقم، الذي لا يعتبر صعبا أمام الإمكانات الكبيرة التي تتربع عليها صحرائنا الواسعة، وبذلك فترقية الزراعة الصحراوية يعد رهانا يجب كسبه لحقيق الأمن الغذائي.
وتابع المتحدّث، كلّ المؤشرات تقول بإمكانية بلوغ مليون هكتار من الأراضي المهيئة آفاق 2026، مؤكّدا إمكانية الوصول إلى ضعف الرقم المعلن عنه من قبل رئيس الجمهورية، وهذا بالنظر إلى المؤهلات الكبيرة والجهود التي تصبّ في سياق تطوير الزراعة الصحراوية.
أما عن المردودية، ففي الشمال – يوضح الخبير- مرتبطة بسقوط الأمطار وعدّة عوامل، أما في الجنوب فكلّ الظروف مهيأة لتطوير هذه الزراعة، أيّ من المفروض التوجّه إلى 55 قنطار /هكتار، خاصة وأنّه في السابق تم التصريح بـ 30 ثم 40 واليوم 55، لكنّ المؤكّد في حال احترام المسارات التقنية واختيار البذور والأسمدة التي تتأقلم مع التربة والمناخ يمكن إنتاج 80 قنطار /هكتار أو أكثر.
خـــبراء ومخـــتـــصـــون لـ ”الـــشـــعـــــــب”:
النهضة الفلاحية بالجنوب الكـبير.. أولى الثمـار
^ شــــروط طـــبـــيـــعـــيـــة وأخـــرى تـــقـــنـــيـــة مـــتـــوفـــرة لـــتـــطـــويـــر الـــزراعـــات الإســــتراتـــيـــجـــيــــة
إنّ المخطط الإستراتيجي لتنمية إنتاج الحبوب في الجزائر 2023-2028 أتى بثماره بعد الإنتاج الوفير المحقّق هذا الموسم من القمح الصلب الذي وضع بلادنا على مقربة من الاكتفاء الذاتي، وتوفير 1.2 مليار دولار لفائدة خزينة الدولة.
وتندرج تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبّون، بتوسيع مجال زراعة الحبوب للجنوب الكبير، والوصول إلى 500 ألف هكتار، في إطار الإستراتيجية التي تقوم على نتائج البحوث والدراسات التقنية المنجزة بالجزائر والخاصة بالتربة والمناخ، لتحديد المناطق الأمثل لزراعة القمح الصلب واللين والشعير والشوفان، مع مراعاة نوعية البذور لتحقيق إنتاج أوسع.
خ. ب
ملف
الخبــــــــير ومنسّــــــــق ريــــــادة الأعمـــال فــي الاقتصـــاد الأخضـــر.. مـــــــــراد برغــــــل لـــــــ”الشّعـــــــــب”:
الرقمنة والابتكار يقـــــــــــــــــودان مستقبــــــــــــــــــــــــل الجزائــــــــــر الفلاحــــــــــــــــي
في عالم آخذ في التطوّر المتسارع بشكل رهيب، خاصة مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي على الخط، باتت التكنولوجيا والابتكار حافزا حاسما لتحويل المساهمة في زيادة كفاءة النظام الغذائي وقدرته على الصمود في وجه مختلف التحديات الطبيعية، البيئية والتكنولوجية، حيث جعلت السلطات العليا في البلاد من القطاع الفلاحي ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي الذي يضمن السيادة الوطنية في البلاد، ليساهم في التحولات الهيكلية اللازمة لمواجهة التحديات الزراعية والغذائية التي تواجهها الجزائر، خاصة وأن بلادنا تعد من البلدان الرائدة في مجال المقاولاتية الخضراء، نظير الجهود الكبيرة التي تبذلها خلال السنوات الأخيرة من أجل تطوير قطاع المؤسسات الناشئة، سيما المؤسسات الخضراء وتوفير مناصب شغل خضراء للجنسين لتقود بجدارة قاطرة التنمية المستدامة.
هيام لعيون
أكد الخبير والمستشار ومنسق ريادة الأعمال في الاقتصاد الأخضر مراد برغل ، أن التكنولوجيا والابتكار أصبحا في الوقت الحالي، ضروريين لبدء التغيير وتعزيز التنمية المستدامة، وباتا من بين أولى الأولويات لرواد الأعمال الشباب الحريصين على استخدام تكنولوجيا المعلومات، واستغلال الفرصة لتعبيد الطريق نحو الابتكار في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي وخاصة القطاعات الزراعية عبر إنشاء مؤسسات خضراء باستعمال أخر تقنيات التكنولوجيا.
وقال الخبير في مجال الاقتصاد الأخضر، إن “إدراج الرقمنة والابتكار في قطاع الفلاحة على وجه الخصوص، يمكن أن يحمل قيمة مضافة للإنتاجية والربح، حيث يمكّن القطاع من القدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ، كما يمكن للتحول الزراعي الرقمي أن يحسّن سبل عيش المزارعين أصحاب المزارع الصغيرة الذين يمثلون عددا كبيرا، فضلا عن ذلك يمكنه أيضا تشجيع الشباب والنساء الريفيات على الانخراط في ريادة الأعمال سيما المؤسسات الخضراء بتوفير مناصب شغل خضراء بالنسبة للرجال والنساء، في سلسلة القيمة المضافة”.
ولهذا يجب علينا إعداد وتدريب ودعم هذا الجيل الجديد من الشباب الملقب بـ “رواد الأعمال الزراعيين” المتخصّصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للولوج من الباب الواسع إلى الاقتصاد الأخضر، يقول الخبير، مشددا على ضرورة التركيز على الرقمنة، وليس على بعض تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (TIC) عبر تطبيقها عبر سلسلة القيمة.
وأضاف برغل في نفس السياق: “ ولاغتنام هذه الفرصة، يجب علينا أن نضمن تنسيق التنمية بين مختلف الجهات الفاعلة، ونشر الممارسات الجيدة، وإتباع نهج تعاوني يركز على زيادة استخدام المزارعين للحلول لنشر الابتكار الرقمي على نطاق أوسع”.
مشاريـــــــــــــــــــع مُبتكـــــــــــــــــــرة
@ ويرى الخبير الاقتصادي، أن القطاع الزراعي في الجزائر، يشكل أرضا خصبة لفرص المشاريع المبتكرة التي ستؤدي بالتأكيد إلى تطوير نموذج الأعمال الزراعية الخضراء والاستفادة من الخبرة، مؤكدا أنه عند هذا المستوى، تظهر ريادة الأعمال الخضراء والأعمال المبتكرة، وبشكل أكثر يصبح تحديًا للشركات الناشئة الخضراء، كنهج مشترك يمكن أن يؤدي إلى زراعة مبتكرة.
وبخصوص الانشغال الخاص بتمتع الجزائر ببيئة مواتية لإدخال الابتكارات التكنولوجية في القطاع الفلاحي، تساءل الخبير برغل عن التحديات الحقيقية للابتكارات التكنولوجية بالنسبة للقطاع الزراعي؟.. وعن الأصول التي تمتلكها الجزائر لجعل الزراعة قطاعا أكثر ابتكارا ومواجهة المعوقات الرئيسية التي من المحتمل أن تعيق مثل هذا المشروع الابتكاري، وتناول في هذا السياق تحديات الابتكارات التكنولوجية في القطاع الزراعي.
قال الخبير الاقتصادي، إن الابتكارات التكنولوجية في القطاع الزراعي تواجه العديد من التحديات، حيث يكمن التحدي الأهم في حقيقة أن التكنولوجيات الجديدة تسمح للمزارعين بالتكيف بشكل أفضل مع قيود الطقس وأنواع التربة في أراضيهم، فضلا عن التأثيرات المباشرة على الدخل الزراعي، حيث تظهر النتائج في بعض البلدان أن اعتماد التكنولوجيا يولد أرباحا أعلى وعوائد أكبر، خاصة مع الاستخدام الأمثل للمدخلات.
وأضاف الخبير برغل موضحا “هناك القضايا البيئية المرتبطة باستخدام التقنيات الجديدة لأنها تهدف إلى الحد من البصمة البيئية للنشاط الزراعي، فعلى سبيل المثال، يمكننا التكيف مع استخدام منتجات تخضع لتدابير الصحة النباتية وفقا لصرامة احتياجات المحاصيل، خاصة وأننا مهتمون حاليا بتأثير التسميد النتروجيني بمعدل متغير على أساس التكنولوجيا والأقمار الصناعية”.
ريــــــــــــــــــــادة الأعمـــــــــــــــــــــال
@ وبخصوص الزراعة المبتكرة، لفت الخبير في الشركات الناشئة، إلى أن الشركة المبتكرة هي اليوم طريقة قوية للتعامل مع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مشيرا إلى أن السلطات العمومية وبتوجيهات من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أضحت مقتنعة أن ريادة الأعمال بشكل عام، وريادة الأعمال الخضراء على وجه التحديد تعتبر رافعة قوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا.
وأشار برغل في السياق، إلى العديد من مبادرات الشباب الخاصة بإنشاء مؤسسات ناشئة مبتكرة في المجال الفلاحي، وهو ما تم الكشف عنه من قبل الوصاية خاصة ما تعلق بإطلاق المسرع العمومي للمؤسسات الناشئة “ألجيريا فانتشر”، وهو برنامج تسريع لفائدة 15 مؤسسة ناشئة تنشط في الاقتصاد الأخضر، وذلك بالشراكة مع منظمة العمل الدولية باستعمال تكنولوجيات متطورة على غرار الذكاء الاصطناعي، مذكرا بالبرامج التدريبية التي بدأتها جمعية المرأة في الاقتصاد الأخضر منذ عام 2015، والتي تهدف إلى توفير التدريب ودعم ريادة الأعمال الخضراء والرقمنة الخضراء في الجزائر.
البنيــــــــــــــــــــــــــــة التحتيـــــــــــــــــــــــــة
@ وتحدث الخبير عن ضرورة تهيئة بيئة مواتية لإدخال الابتكارات التكنولوجية من خلال التركيز على ريادة الأعمال الخضراء كونها أداة قوية لنشر الابتكارات وآخر التقنيات في القطاع الزراعي، وذلك بالكشف عن القيود التي من المحتمل أن تعيق مشروع الابتكار.
كما أشار برغل إلى التدريب والدعم في مجال ريادة الأعمال الخضراء الذي يعتبر أمرا ضروريا، إذا ما أردنا تطوير زراعتنا وتقديم المنتجات للمواطنين كمّا ونوعا، مشيرا إلى أن تحديث القطاع الزراعي يتطلب إدخال الابتكارات التكنولوجية في مراحل مختلفة من عملية الإنتاج، من المنبع باتجاه المصّب، باعتبار أن القطاع الفلاحي في الجزائر لا يزال أرضا خصبة لفرص مشاريع مبتكرة، تخصّ الري، التسميد وحماية النباتات عن طريق منتجات الصّحة النباتية، أو حتى مراقبة ديناميكيات نمو النبات، يضاف إلى هذا الرغبة في الحفاظ على البيئة، عن طريق الحد من استهلاك الطاقة، ومن خلال الترويج للنفايات الزراعية.
بالمقابل، تحدث رئيس جمعية المرأة في الاقتصاد الأخضر، الرائدة في تدريب ودعم الشباب والنساء في الجزائر، عن تكوين أكثر من 500 مشارك ومشاركة عبر التراب الوطني منذ سنة 2015 إلى يومنا هذا في مجال ريادة الأعمال الخضراء، وقال: “لمسنا وجود رغبة كبيرة لدى الشباب الذين يرغبون في إنشاء مشاريعهم الصغيرة الخضراء، ما يجعل الحياة اليومية للمزارعين أسهل، في حين لايزال التمويل أكبر رهان لهم لمواصلة مغامرة تحقيق مشاريعهم”.
وعلى الرغم من أن الزراعة في الجزائر تحتاج بالتأكيد إلى موارد مالية لتمويل مشاريع الابتكار، يقول برغل ـ لكن لا يمكن لمثل هذا المشروع أن ينجح حقًا إلا بروح ريادة الأعمال الخضراء والابتكار. ومن هذا المنظور، يظهر السياق الحالي أن هناك فرصة حقيقية لجعل الزراعة تتفاعل مع الابتكار وريادة الأعمال الخضراء.وفي هذا الإطار، أفاد الخبير الاقتصادي، أن الزراعة في الجزائر تعتبر من بين أكثر القطاعات التي تنتشر فيها الابتكارات التكنولوجية، حيث تشير الدراسات التجريبية أن التكنولوجيات الجديدة لها آثار زراعية واقتصادية وبيئية إيجابية، مشيرا الى أن “الزراعة المبتكرة تحظى بالمزيد من الاهتمام في السنوات الأخيرة في مختلف الجهات الفاعلة، حيث خصص المعرض الزراعي الأخير المقام خلال السنة الجارية حول 2024 موضوع للابتكارات التكنولوجية في الزراعة.
أُســـــــــــــــــــــس مُستدامـــــــــــــــــــــــــــة
@ من جهة أخرى، يعتقد الخبير برغل أن “القطاع الزراعي يواجه تحديا كبيرا لسنوات وعقود قادمة، خاصة ما تعلق بزيادة الإنتاج الزراعي بشكل مستدام مع تحسين جودته، مشيرا إلى أن هياكل الإنتاج (حجم وتنظيم المزارع) وتنظيم المهنة والإشراف الفني والإداري وكذلك البيئة الاقتصادية للقطاع، تحتاج إلى توافق كبير مع التحولات الضرورية.
وتضاف إلى هذه التحدّيات ــ أضاف برغل ــ القيود الطبيعية القوية، مثل ندرة المياه والأراضي الخصبة، بسبب تغير المناخ. وبالتالي، يجب على القطاع الزراعي أن يواجه التحديات الفنية والتنظيمية والبيئية لضمان إنتاج مستدام وجيد في السنوات والعقود القادمة، ولذلك يجب عليها أيضاً أن تعزز قدراتها على تطوير وتقييم وتحديث السياسات الزراعية.
وخلص برغل إلى القول إنه “ للقيام بذلك، يجب علينا أن نبدأ ببناء رؤية مشتركة، تتقاسمها جميع الجهات الفاعلة السياسية والاقتصادية والمجتمع المدني، حول ما يجب أن تكون عليه الزراعة الجزائرية بحلول عام 2050، وبعد ذلك، سيتعّين علينا اليوم أن نبني الأسس الصلبة لهذه الزراعة وشروط استدامتها، لذلك فإن بناء الأسس المستدامة لزراعة الغد سوف يتطلب المزيد من الإصلاحات تكون عميقة وقوّية وشجاعة، ويجب أن تعتبر التكلفة الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية لهذا المشروع الإصلاحي بمثابة استثمار لفائدة الأجيال المقبلة”.
نحو بروز ريادة أعمال خضراء لمواكبة النهضة في القطاع
المؤسسات الناشئة.. الحلقــــــــــة الأقــــــوى فــــــــي مـســـــار التحــــــــــــــــــــــوّل الفلاحــــــــــــــــــــــــــــــــي
كلما تجدّدت عملية تسريع الدورة الاقتصادية بشكل منتظم ومتواصل، يكون الرهان على ريادة الأعمال وتكثيف نسيج المؤسسات الناشئة، كحلقة قوية يمكن الارتكاز عليها في بعث النمو المستدام، واليوم لم يعد الرهان يقتصر على ريادة الأعمال في الصناعة والمجال الرقمي وحدهما بل على المؤسسات الناشئة في قطاع الفلاحة، بعدما اعتلت بدورها صدارة الاهتمام وصارت مهمة تقوم بدور إستراتيجي في المنظومة الاقتصادية بفضل قيمتها الاقتصادية والاجتماعية.
فضيلــــــــــة ب.
أصبح الاهتمام أكبر وأكثر وضوحا بريادة الأعمال باعتبارها ورقة الغذاء الرابحة، ومن أجل ذلك تيقنت الجزائر مبكرا لأهمية النشاط الريادي المفضي إلى فرص اقتصادية تلبي احتياجات الاقتصاد وتدفع قاطرة التنمية نحو اقتصاد أخضر قوّي إلى جانب الدور الاجتماعي الهام المتمثل في امتصاص البطالة وتحسين مستويات معيشة سكان الأرياف والمناطق النائية عبر توفر فرص اقتصادية هامة وفتح المجال لرواد الأعمال المبتكرين بالظهور والنشاط في بيئتهم الزراعية وتتويج جهودهم بتحويل مناطقهم إلى وجهات جاذبة لأن الإمكانيات الفلاحية في الجزائر غير محدودة في الهضاب والجنوب كما في الشمال والشرق والغرب.
النشاط الريادي الأخضر ستكون له مكانته الفارقة في إحداث أمن غذائي وتحول اقتصادي حاسم ومفصلي، خططت له الجزائر، وتخوض غماره رافعة الرهانات واحدا تلو الآخر، بانفتاح وتركيز على الزراعة المبتكرة كعمود أساسي في نهج تحقيق السيادة الغذائية.
ودون شك هذه المعركة تكسب بمشاركة شباب متحمس وموهوب ينتظر منه الكثير مستقبلا، لأنه وضعت فيه ثقة كبيرة وبدأت ملامح نجاح التوجه تظهر في إقبال الشباب على طرح مشاريعهم المبتكرة على مستوى الجامعات ومراكز البحوث.
إن قطاع الفلاحة على موعد مع بروز شركات مستدامة ومربحة ستحول الإمكانيات الفلاحية غير المحدودة إلى سوق من الثروة الخضراء، تختفي معها كل الفجوات وتولد فرصا جديدا وتقود إلى بروز رواد أعمال مبتكرين من الجامعات ومراكز التكوين المهني، يطلقون العنان لمهاراتهم، على خلفية أن تشجيع ودعم إنشاء المشاريع الرائدة، يعد الخطوة الرئيسة الدافعة إلى نمو وبروز المزيد من المؤسسات، لأن الخبرة وتجربة المشاريع الناجحة تمنح النسيج المؤسساتي جرعة قوية للصمود والتعميم وكذا الانتشار أكثر بثقة ودعم ومرافقة وانفتاح أكبر على المهارات والأفكار الجديدة الحاملة لمؤشرات النجاح.
وبالحديث عن خارطة الطريق للنشاط الريادي في قطاع الفلاحة، يجب وضع ورقة طريقة أو خارطة وطنية من أجل احتواء جميع أفكار المشاريع الخضراء المدرجة ضمن القطاع الفلاحي، لأن الحرص ينبغي أن يكون قائما على انتشارها في جميع المناطق المتوفر على مستواها الأراضي الفلاحية والمناطق الرعوية وكل ما يتناسب مع هذا النشاط من بيئة وتربة ومناخ، لأن التطلع مستمر من أجل إرساء أقطاب فلاحية.
ويمكن للمؤسسات الناشئة والصغيرة أن تنطلق ثم تتوسّع لأن النشاط الريادي الأخضر مستقبله مضمون اقتصاديا بفضل جدوى هذه المشاريع المتضمنة لجميع مقوّمات النجاح، ويمكنها بعد سنوات أن تنمو بسرعة وتتحوّل إلى مؤسسات متوسطة وكبيرة، تساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتكون في مقدمة المصدّرين السائرين في مسار التصدير.
وبدورها المرأة مرشحة لأن تتموقع في حصة معتبرة من النشاط الريادي الأخضر، ومن المنتظر أن توفر لها الفرص الاقتصادية المناسبة لها في المناطق الريفية والجنوب الكبير على وجه الخصوص، لإطلاق شركات ناشئة مربحة بفضل انفتاحها على مشاريع صغيرة، يعوّل عليها في تنمية الزراعة والتخلص من الركود، وفي طرحها لحلول مبتكرة لا تحتفظ بها لمؤسستها، بل تكون في متناول شركات ناشئة أخرى تنصهر كلها كقوّة واحدة متجاوزة فجوات السوق لتقوم بدورها الاقتصادي والاجتماعي المنوط.
المستشار العام للاتحاد الجزائري للاقتصاد.. عبد القادر سليماني لـ “الشعب”:
الجامعة.. مموّن معرفي للإستراتيجية الفلاحيــــــــــــــة الجديـــــــــــــــدة
”الدرون” والأسمدة العضوية.. حلول علمية لعوائق طبيعية
يفرض الأمن الغذائي الذي اتخذت منه الجزائر رهانا غير قابل للتخلي عن تحقيقه، نظرا لارتباطه المصيري بسيادة البلاد الاقتصادية واستقرارها الاجتماعي، حشد جميع المتدخلين في تحدي تحقيقه، بما في ذلك فئة الشباب، الذي برهن على قدرته على تحمل مسؤولياته تجاه معركة التنمية التي تخوضها البلاد.
فايزة بلعريبي
نتائج القطاع الزراعي لموسم 2024، أكدت نجاعة الإستراتيجية الاستشرافية التي اعتمدها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بجميع محاورها خاصة في شقها المتعلق بإشراك المؤسسات الناشئة وما وفرته من حلول علمية مبتكرة. إلا أن تحقيق إدماج المؤسسات الناشئة في القطاع الفلاحي يحتاج إلى متابعة لمشاريعهم الفلاحية، وفق آليات مرافقة، تربط بين الشباب حاملي المشاريع ومختلف الفاعلين بالقطاع الفلاحي، إضافة إلى عامل التحفيز الذي يتطلع إليه رواد الأعمال الشباب من أجل التمسك بمشاريعهم وضمان استمراريتها وتقديمها لأفضل النتائج.أوضح الخبير الاقتصادي والمستشار العام للاتحاد الجزائري للاقتصاد والاستثمار عبد القادر سليماني، في تصريح لـ “الشعب”، فرصة الحديث حول دور ومساهمة المؤسسات الناشئة في تطوير القطاع الفلاحي والرفع من مردود إنتاجه، إلى مخرجات مجلس الوزراء الأخير، وما تم الكشف عنه من أرقام تبعث على التفاؤل والاعتزاز بما تم تحقيقه من نتائج جد مرضية، ستقودنا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من غذائنا في المستقبل القريب، بحسب ما عبر عنه رئيس الجمهورية، حيث اعتبر موسم الدرس والحصاد لسنة 2024 استثنائيا من حيث النتائج المحققة والآفاق الواعدة التي يسعى إليها قطاع الفلاحة بعد جملة الإجراءات سواء الاستشرافية منها أو الاحترازية وحتى الاستعجالية منها في بعض الحالات، لتطوير قطاع الفلاحة بشعبتيه الزراعية والحيوانية.
مشاريــــــــــــــــــــع مستقبليــــــــــــــــــــــــة
واستبق الخبير الاقتصادي، الحديث عن أداء المؤسسات الناشئة في المجال الفلاحي، بالإشارة إلى الأرقام المحققة من طرف هذا القطاع، حيث تم توفير-بحسب الإحصائيات المتداولة- ما قيمته 1.2 مليار دولار لفائدة الخزينة العمومية، عقب الإنتاج المحقق من القمح الصلب، مما يجعل الجزائر على أعتاب تحقيق الاكتفاء الذاتي التام من هذه المادة التي أصبحت تغطي80% من احتياجات السوق الوطنية، وستدعم أكثر بعد تعليمة رئيس الجمهورية، للقطاعات المعنية بالإسراع في توسيع المساحات المزروعة بالجنوب الكبير إلى 500 ألف هكتار ومشاريع الشراكة التي ستجمع الجزائر بكبرى الشركات الرائدة في المجال الفلاحي، موزعة على التوالي بين الشركات القطرية بـ 117 ألف هكتار والايطالية بـ 36 ألف هكتار، فيما ستخصص 120 ألف هكتار للاستثمار الوطني.
وسط هذه الثورة الفلاحية للنهوض بالقطاع، تؤدي المؤسسات الناشئة من خلال المشاريع المبتكرة المتحكمة في آخر التطورات التكنولوجية دورا هاما من أجل تطوير الزراعات الإستراتيجية عبر المساحات الشاسعة للجنوب الجزائري خاصة زراعة الحبوب وإنتاج البذور الزيتية والتوجه نحو تحقيق السيادة الغذائية للبلاد.
وأفاد أن الاعتماد على الحلول المبتكرة في تطوير القطاع الفلاحي خاصة تلك التي ترتكز على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الثورة الصناعية من الجيلين الرابع والخامس، ونقل المعرفة من الشركاء الأجانب، سيكون في صلب الإستراتيجية الفلاحية المستقبلية، أين سيتم العمل على توسيع فرص استعمال نماذج متقدمة من الآليات على غرار الطائرات بدون طيار أو ما يعرف باسم “الدرون”، التي تلعب دورا كبيرا في مراقبة المساحات الزراعية من حيث الاحتياجات والمعطيات وضبط إحصائيات القطاع، واستشهد المتحدث، بالإحصاء العام الفلاحي الأخير، أين اعتمدت وزارة الفلاحة تقنيات حديثة من التكنولوجيا الرقمية. وهو المجال الذي أبدعت به المؤسسات الناشئة ورواد الأعمال الشباب مقدمين أحدث النماذج من “الدرون” متعدّدة المهام.
طـــــــــــــــــــــــــرح البدائــــــــــــــــــــــــــــل
وتطرق سليماني إلى شقّ مهم من معادلة حماية وتطوير القطاع الفلاحي، لا مجال لإقصائها والمتعلقة بعملية الأمن المائي وضمان حاجيات المساحات الزراعية من المياه، كمورد حيوي ضروري للإنتاج الفلاحي، وغيابه سيعطل حتما الحلقة الإنتاجية والدلائل عديدة عن أثار غياب عامل المياه على المنتوج الفلاحي، أين سجلت الجزائر إنتاجا ضعيفا من الحبوب خلال السنوات الأخيرة بسبب شحّ الأمطار، تم تداركه من خلال الاستراتيجيات الاستباقية، المعتمدة على تحلية مياه البحر وحفر المزيد من الآبار الارتوازية.
في هذا الصدد، يرى الخبير الاقتصادي أن المؤسسات الناشئة المختصة في الحلول التكنولوجية للمشاكل الايكولوجية، تساهم بشكل فعال في مرافقة الفلاحين في أشغال تهيئة الأراضي الفلاحية وكذا التحكم في تقنيات الري الحديثة، خاصة وأن بلادنا في السنوات الأخيرة قد عانت من قلة الأمطار كمصدر مباشر للري.
مخــــــــــــــــــــــــزون معرفـــــــــــــــــــــــــــــي
تسعى الجزائر اليوم إلى التحكم في سلسلة القيم ومن خلالها التحكم في أساليب الإنتاج الفلاحي في جميع مراحله بآليات وتقنيات تكنولوجية، في نفس السياق تحدث المستشار العام للاتحاد الجزائري، عن دور الجامعة الجزائرية وتموقعها بقوّة كممون لمختلف القطاعات الحساسة من الحلول المبتكرة لمختلف الإشكاليات التي تواجه العملية الإنتاجية، ما يجعل مستقبل الفلاحة ببلادنا، بحسب ذات المتحدث، مرهون بمدى التعاون والتنسيق بين الجامعة الجزائرية بمخزونها المعرفي والبشري الشاب وبين المؤسسات الاقتصادية الكبرى، ضمن علاقة تكاملية يتم من خلالها إدماج المؤسسات الناشئة في إطار عقود مناولة تدعّم النسيج الاقتصادي الجزائري وتكمل الحلقة الإنتاجية علميا وتكنولوجيا. وأضاف سليماني، أن النتائج المحققة في مجال الزراعة في ظل الإستراتيجية الفلاحية، القائمة على اعتماد التكنولوجيا الحديثة والتحرّر من قيود الطبيعة التي قد تخلط أوراق الخبراء في العديد من الأحيان وتقلب موازين التوّقعات، قد أثبتت صحة الخيار والتوجه الجديد الذي أراده رئيس الجمهورية من أجل النهوض بقطاع الفلاحة وتصحيح الاختلالات التي عانى منها لعقود طويلة، خيار منح مساحة أوسع وثقة أكبر لشباب الجزائر من أجل رفع التحدي وإثبات التمسك بجذورهم ذات الأصول الفلاحية.
”ماكســـــــــــــــــــــــروب” للـــــــــــــــــــــــــــرّي
ومن أجل عرض أمثلة ميدانية عن مساهمة طلبة الجامعات، بعد أن منحت لهم الفرص وفتحت أماهم الأبواب واسعة، اتصلت “الشعب” بعينة عن هذه الفئة التي ترجمت بحوثها الجامعية مدى قدرتها على المشاركة في النهضة الاقتصادية للبلاد، خاصة في ظل جملة القرارات والإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى الجامعة الجزائرية، من بينها قرار وزير التعليم العالي البحث العلمي كمال بداري، القاضي باستثمار مذكرات التخرج وتحويلها إلى مشاريع مبتكرة ومؤسسات ناشئة، بعد أن كانت حبيسة رفوف المكتبات لسنوات طويلة، رغم ما تحتويه من ثراء معرفي وحلول علمية.
أصدق مثال عن إبداع الشاب الجزائري، في حال منحت له الفرصة وتم استثمار مكنوناته المعرفية وأطلق العنان لمادته الرمادية، طالب الدكتوراه، بالسنة الرابعة علوم زراعية بجامعة بسكرة، تخصص التربة والمياه، عبد المالك زروالي، الذي قام باختراع برنامج أطلق عليه تسمية “ماكروب”، يسمح بتقييم كمية الماء اللازمة للنباتات أيا كانت أنواعها، أو المناطق المتواجدة بها، عن طريق معطيات مناخية وجغرافية وتحاليل تخضع لها التربة لتحديد نوعيتها وحاجياتها، ليتم بعد ذلك إدراجها ضمن البرنامج الذي سيقوم بحساب الكمية اليومية والشهرية والسنوية اللازمة لدورة حياة النبتة من خلال كبسة واحدة فقط.
من جهة أخرى يقوم البرنامج بعرض المؤشرات الإحصائية والمنحنيات والأعمدة البيانية الخاصة بالمناخ والطرق الأساسية للحساب التي يعتمدها هذا التطبيق الذي يمكّن في نفس الوقت من تقديم حصيلة مائية شاملة، وكذلك تفصيل دقيق لنوع المناخ الموجود في هذه المنطقة.
ويسمح البرنامج من خلال إحصائه الدقيق لحاجيات النبات من الماء، بالحد من مشكل هدر المياه الذي تسببه عملية الري التقليدي، كما يساهم بحسب الشروحات المقدّمة من طرف صاحبه، في دعم الإنتاج الزراعي والرفع من مردوده، خاصة وأن النبات في حالة ما إذا تمت العناية به ضمن المعايير العلمية الدقيقة التي تتطلبها وظائفه الخلوية، بصفة منتظمة دون زيادة أو نقصان فإن النتائج ستكون حتما إيجابية. وعن إمكانية اعتماد عامة الفلاحين لهذا البرنامج أجاب الدكتور عبد المالك زروالي، أنه في متناول جميع المتدخلين في المجال الزراعي من فلاحين وتقنيين كما أكد المبتكر الشاب، بخصوص تطوير وتوسيع مجالات استعمال هذا البرنامج، أنه بالإمكان ربط هذا الأخير، بمستقبلات ومحسسات مناخية بالتربة متصلة مباشرة بالبرنامج وبالنبتة في نفس الوقت، عن طريق “الأردوينو” أو ما يعرف بالسقي الذكي عن طريق الذكاء الاقتصادي.
إمكانيـــــات ضخمــــــة وفـــــرص اقتصاديـــــة هامــــة وفـــــق استراتيجيــــة جديـــــدة
الفلاحة المبتكرة.. مؤشرات خضراء لتحقيق الأمن الغذائي
ثورة تؤّمن غذاء الجزائريين وتفتح مناصب شغل للشباب
شراكات هامة لتحويل الجزائر من بلد مستورد إلى بلد مصدّر
برز في المرحلة الأخيرة الاهتمام الواسع بتوجيه من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتوسيع الاستثمار في القطاع الفلاحي، وترتكز ورقة الطريق التي تتضمن مشاريع عملاقة وشراكات إستراتيجية لتحويل الجزائر من بلد مستورد إلى بلد مصدر في هذا الميدان، خاصة بعد النجاح في تحقيق أرقام غير مسبوقة والاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال الموسم الحالي، على حتمية انخراط المناطق الريفية في ثورة الفلاحة الراهنة بنظرة حديثة ووفق مهارات ابتكارية بات ضرورة لا تقبل التأجيل أو التأخير.
ووفق رؤية رئيس الجمهورية، فقد أخذت الفلاحة حقها من الاستغلال والاستثمار والدعم لتكون في قلب التحوّل الاقتصادي لتساهم كغيرها من القطاعات الإستراتيجية على غرار الطاقة والصناعة في تنمية البلاد، ويوجه الشباب خريجو الجامعات إلى طرح أفكار جديدة في هذا القطاع ومرافقته للمساهمة في أمن غذائي مستدام.
التدفق القوّي لريادة الأعمال الخضراء تكون منظمة ومضبوطة وفق خارطة انتشار يتوافق مع إمكانيات البيئة الفلاحية المناسبة بات ضرورة، من أجل استغلال المقدرات وإدماج المزيد من مهارات الشباب وتحويلها إلى قيمة مضافة وثروة خضراء تؤمن غذاء الجزائريين وتفتح أمامهم مناصب شغل جديدة تكون مباشرة ودائمة، على أن تكون الجامعة الجزائرية الخزان الكبير لتزويد احتياجات سوق نشاط ريادة الأعمال، والتقاط الأدمغة المبتكرة وتحويلها نحو فضاءات تجسيد مشاريعها بهدف ادخال تقنيات متطورة وذكية في القطاع الفلاحي.
فضيلة بودريش
زووم
تحسّبا للانتخابات الرّئاسية المقرّرة في 7 سبتمبر المقبل
تسهيـل المصادقـة علـى استمـارات الاكتتـاب الفرديـــة
قامت السّلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بوضع منصة خاصة عبر موقعها الرسمي لتسهيل عملية المصادقة على استمارات الاكتتاب الفردية لصالح الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر المقبل، حسب ما أورده الأحد بيان لذات الهيئة.
أوضح المصدر ذاته، أنّ هذه المنصة التي يمكن الولوج إليها عبر الرابط :
https:\\rdv2024.ina-elections.dz/rdv_tesdik
تتيح للراغبين في الترشح الذين سحبوا استمارات الاكتتاب حجز موعد للتقدم من أجل المصادقة على ذات الاستمارات خارج ساعات العمل المنصوص عليها في القرار المعدل، المتضمن تحديد كيفيات وإجراءات اكتتاب التوقيعات الفردية لصالح المترشحين للانتخابات الرئاسية المسبقة ليوم 7 سبتمبر 2024 والتصديق عليها.
وعليه – يضيف البيان – “وفور تسجيل طلب موعد من قبل المعنيين، سيتم الاتصال بهم من أجل تأكيده وتحديد الموعد في نفس اليوم من أجل مباشرة عملية المصادقة على استمارات الاكتتاب الفردية المعنية”.
للإشارة، أحصت السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات 27 راغبا في الترشح للإنتخابات الرئاسية ليوم 7 سبتمبر القادم قاموا، إلى غاية يوم الثلاثاء، بسحب إستمارات إكتتاب التوقيعات الفردية.
وكان رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، قد أوضح خلال ندوة صحفية نشّطها الأحد الماضي، أنّ عملية سحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية من مقر السلطة لا تزال متواصلة، مشيرا إلى أن عملية الاكتتاب “تطلّبت إمكانيات تنظيمية وبشرية هامة” وأنه تم تجنيد “أزيد من 14 ألف عنصر لهذه العملية”.
وذكر بأنّ عملية دفع الاستمارات من قبل الراغبين في الترشح عبر 4903 نقطة للتصديق موزعة عبر الوطن “مستمرة إلى غاية انتهاء الآجال القانونية يوم 18 يوليوالمقبل في منتصف الليل”.
وأضاف أنّ دراسة الملفات من قبل السلطة “ستستمر إلى غاية 27 يوليوالمقبل، تاريخ الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين الذين سترفع ملفاتهم إلى المحكمة الدستورية للبت النهائي فيها”.
من جهته، دعا وزير الإتصال محمد لعقاب، المؤسسات الإعلامية إلى إيلاء الأهمية اللازمة للإنتخابات الرئاسية المقررة يوم 7 سبتمبر المقبل، وذلك من خلال “تقديم المعلومات والمعارف الدستورية والقانونية والسياسية اللازمة للمواطنين بما يمكنهم من تشكيل القناعات والخيارات”.
كما شدّد الوزير أيضا على أهمية “مرافقة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وضمان تغطية مختلف مراحل العملية الانتخابية بمهنية واحترافية مع منح الكلمة للمترشحين بالعدل والمساواة، وشرح برامجهم بدقة وإنصاف في إطار القوانين المنظمة للعمل الإعلامي من جهة وقانون الانتخابات من جهة أخرى”.
بموجب اتّفاقية بين وكالة “عدل” و” بريد الجزائر”
تسديــــــــــد الفواتـــــــير والأشطـــــــر عــــــــــبر تطبيـــــــق “بريــــدي مــــوب”
تمّ بالجزائر العاصمة، التوقيع على اتفاقية إطار بين الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره “عدل” ومؤسّسة بريد الجزائر، تسمح بتفعيل خدمة الدفع الإلكتروني عبر تطبيق “بريدي موب”، لتسديد الإيجار الشهري لسكنات “عدل”، وكذا الأشطر الخاصة بالاكتتاب في هذا البرنامج السكني.
تمّ توقيع الاتفاقية بمقر وكالة “عدل” من طرف المدير العام لهذه الأخيرة، فؤاد مقراني، والمدير العام لبريد الجزائر، لؤي زيدي، وذلك بإشراف كل من وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي، ووزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، كريم بيبي تريكي.
وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح مقراني أنّه بالإضافة إلى تسديد الإيجار الشهري والأشطر عبر “بريدي موب”، يمكن القيام بهاتين العمليتين عبر مكاتب البريد (حاليا عبر وكالات القرض الشعبي الجزائري)، الشبابيك الآلية، خدمة “بريدي نت” وكذا رمز الاستجابة السريع، مع توفير الدفع الآلي بمختلف الهياكل الإدارية التابعة لوكالة “عدل”. علاوة على ذلك، لفت المدير العام إلى أنّ هذه الاتفاقية ستتيح أيضا خدمة الخصم المباشر من حساب المستفيدين من برنامج البيع بالإيجار.
وبموجب هذه الاتفاقية، سيتم منح مؤسسة بريد الجزائر الأولوية في اقتناء المحلات التجارية التابعة للوكالة، وهذا ضمانا لتواجد مكاتب البريد على مستوى أحياء “عدل” بمختلف الولايات، مع ضمان تزويد الأحياء السكنية بأجهزة الدفع الإلكتروني الآلي لتسديد الإيجار الشهري، يضيف مقراني
بمناسبـــة إحيــاء ذكــرى استشهــاد أحمــد زبانــة
وزارة المجاهديــــــن تكرّم 38 مجاهـــــدا مــــــن المحكــــوم عليهــــم بالإعــــدام
نظّمت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق حفل استقبال على شرف 38 مجاهدا من المحكوم عليهم بالإعدام إبان الثورة التحريرية، وذلك بمناسبة إحياء ذكرى إستشهاد أحمد زبانة، أول شهيد أعدم بالمقصلة.
أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة على الحفل الذي احتضنه النادي الوطني للجيش يبني مسوس في الجزائر العاصمة، بحضور ممثلي هيئات ومنظمات المجتمع المدني والأسرة الثورية ومجاهدات ومجاهدين.
وبالمناسبة، أكد ربيقة في تصريح لـ “وأج”، أنّ اللقاء مع المجاهدين الأحياء يشكّل فرصة “نسترجع من خلالها ذكرى عظيم من عظمائها أحمد زهانة المدعوزبانة، ونحيي ذكراه العطرة وسيرته الجهادية المحمودة”.
وأضاف أنّ الجزائر “كل أيامها ذكريات لأحداثها ورموزها، نستحضرها دوما ترسيخا لقيم أمتنا وتثبيتا لمبادئ ذاكرتها، بما يزيد الأجيال – كما قال – امتنانا للشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار، ويزيدهم شعورا بالمسؤولية تجاه الوطن لمواصلة المسيرة، من أجل بناء الوطن وتشييد صرحه الشامخ، الذي شهد خلال السنوات الأخيرة، تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نقلة نوعية في شتى المجالات”.
وثمّن رئيس الجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام، مصطفى بودينة، من جهته مبادرة الوزارة بتكريم مجاهدين آثروا على أنفسهم الدفاع عن الجزائر بالنفس والنفيس فحكم عليهم بالإعدام، من قبل مستعمر غاشم.
وأكّد بودينة بأن الجزائر الجديدة “لا يبنيها رئيس الجمهورية بمفرده، بل بمساهمة القوة الشعبية”، داعيا كل الجزائريين إلى رص الصفوف والتضامن والالتفاف حول رئيس الجمهورية وبرنامجه.
وقد تسلّم المجاهدون المكرمون أدرعا وشهادات شرفية، وتقديرا لتضحياتهم من أجل أن تحيا الجزائر حرّة كريمة.
افتتح الطّبعة 55 لمعرض الجزائر الدولي..رئيس الجمهورية:
تقــدّم نوعــي حقّقتــه الجزائــر في القطـاع الصّناعي
^ تنويــــع الإنتـــاج الفلاحـــي لدعـــم الاكتفـــاء الذّاتـــي والدّفـــع بنشـــاط التّصديــــــر
أبرز رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم الاثنين بالجزائر العاصمة، خلال إشرافه على افتتاح الطبعة 55 لمعرض الجزائر الدولي، التقدم النوعي الذي تسجله الجزائر في السنوات الاخيرة لا سيما في مجال الصناعة، مؤكّدا ضرورة مواصلة الجهود لتعزيز وتنويع الانتاج الفلاحي بما يساهم في دعم الاكتفاء الذاتي والدفع بنشاط التصدير.
خلال توقّفه عند جناح مؤسّسة “كوندور” لصناعة المنتجات الالكترونية والكهرومنزلية، أكّد رئيس الجمهورية أنّ بإمكان هذه الشركة الخاصة “إحداث ثورة’’ في هذا المجال بالنظر إلى الطلب الكبير على منتوجاتها ولجودة هذه الاخيرة.
وثمّن رئيس الجمهورية في ذات المنحى جهود الشركة لإنتاج محرك الثلاجة وهو الأول من نوعه وطنيا، حيث سيتم توجيه حوالي 3 ملايين وحدة، من اجمالي المنتوج المقدر بـ 4.5 ملايين وحدة، نحو التصدير، وفق الشروحات المقدمة بالمناسبة.
ولدى وقوفه عند الجناح الخاص بمجمّع “سفيتال”، أكّد رئيس الجمهورية على ضرورة بلوغ الإنتاج الوطني من البذور الزيتية ما بين 2.5 مليون إلى 3 ملايين طن، بما سيساهم في إزالة العراقيل أمام التصدير ويفتح أبواب التصدير إلى دول الجوار وباقي الدول، لافتا إلى أنّ المجمع يساهم في توفير علف الماشية.
وعلى مستوى جناح المؤسسة المركزية للبناء (ECC)، التابعة للمديرية العامة للصناعات العسكرية بوزارة الدفاع الوطني، دعا رئيس الجمهورية هذه المؤسسة للمساهمة في مشروع انجاز القرية المنجمية المقرر انجازها على مستوى غارا جبيلات (تندوف) وهذا قصد مرافقة تجسيد هذا المشروع الاستراتيجي.
وأمام ممثلي ذات المؤسسة، كشف رئيس الجمهورية عن عزم الجزائر “إنجاز مستشفيين ميدانيين أو ثلاثة لصالح قطاع غزة في أقرب الآجال لمساعدة الفرق الطبية هناك، وتمكينها من معالجة الجرحى في ظل استمرار حرب الإبادة التي يشنّها الكيان الصهيوني على القطاع”.
من جانبه، أكّد ممثل وزارة الدفاع الوطني أن المستشفى، الذي ستتراوح مدة إنجازه ما بين 10 و15 يوما، يضم قاعة مهيأة للجراحة والتعقيم ومجهزا بكل المستلزمات الطبية الحديثة.
ودائما في ميدان الصناعة العسكرية، توقّف رئيس الجمهورية عند آخر الانجازات التي حققتها الجزائر، والمتمثلة في عربة لنقل الافراد من مختلف القوات لاسيما القوات الخاصة، وكذا شاحنات مقطورة ومركبات رباعية الدفع مهيأة لكل الارضيات.
وكان رئيس الجمهورية قد استهل زيارته إلى المعرض بالاستماع إلى عرض قدمه وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، حول النتائج الأولية للسياسة الوطنية لترقية الصادرات ضمن رؤية (2020-2030). كما استمع الى عرض آخر حول تطور معرض الجزائر الدولي خلال السنوات الأخيرة.
إثر ذلك، طاف رئيس الجمهورية بعدد من أجنحة العارضين الأجانب بداية بالجناح التركي، بحضور نائب رئيس جمهورية تركيا، جودت يلماز، الذي تشارك بلاده كضيف شرف هذه الطبعة من معرض الجزائر الدولي، التي تنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، وتنعقد هذه السنة تحت شعار: “جسر للتبادل وفرص الشراكة والاستثمار”.
كما وقف رئيس الجمهورية عند جناح دولة فلسطين أين تلقّى شروحات حول الصناعات الفلسطينية، لاسيما شركة بيت جالا لصناعة الأدوية المؤسسة سنة 1944، قبل أن ينتقل الى جناح الجمهورية الصحراوية وإلى جناح إيطاليا أين ثمّن استثمار المؤسسات الايطالية بالجزائر، خاصا بالذكر مشروع إنتاج القمح بالجنوب.
وقد جرت مراسم افتتاح المعرض بحضور الوزير الأولنذير العرباوي، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ووزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، إلى جانب رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، كمال مولى والسلطات المحلية لولاية الجزائر.
الوطني
في عمليات لمفارز الجيش الوطني الشعبي خلال أسبوع
إحباط إدخال 4 قناطير من الكيف عـــــــبر الحـــــــــــدود مـــــــــــع المغــــــــرب
^ القضاء على إرهابي وتوقيف 3 عناصر دعم للجماعات الإرهابية
تمكنت مفارز للجيش الوطني الشعبي، خلال الفترة من 20 إلى 25 جوان الجاري، من القضاء على إرهابي، وتوقيف 3 عناصر دعم للجماعات الإرهابية وذلك خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني، بحسب حصيلة أوردتها، أمس الأربعاء، وزارة الدفاع الوطني.
أوضح المصدر، أنه «في سياق الجهود المتواصلة المبذولة في مكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة بكل أشكالها، نفذت وحدات ومفارز للجيش الوطني الشعبي، خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 25 جوان 2024، عديد العمليات التي أسفرت عن نتائج نوعية تعكس مدى الاحترافية العالية واليقظة والاستعداد الدائمين لقواتنا المسلحة في كامل التراب الوطني».
ففي إطار مكافحة الإرهاب و»إثر عملية بحث وتمشيط بالقرب من عمرونة بولاية عين الدفلى -تضيف الحصيلة- تمكنت يوم 24 جوان 2024، مفرزة للجيش الوطني الشعبي من القضاء على الإرهابي،«بن يزة مصطفى»، المكنى «خالد مازن»، الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2007»، مشيرا إلى أن «الإرهابي كان بحوزته مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة ومنظار ميدان وأغراض أخرى».
في نفس السياق، «أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي 03 عناصر دعم للجماعات الإرهابية خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني، في حين تم كشف وتدمير 04 قنابل تقليدية الصنع بالبليدة».
وفي إطار محاربة الجريمة المنظمة، ومواصلة للجهود الحثيثة الهادفة إلى التصدي لآفة الاتجار بالمخدرات بالجزائر، «أوقفت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي، بالتنسيق مع مختلف مصالح الأمن خلال عمليات عبر النواحي العسكرية، 61 تاجر مخدرات وأحبطت محاولات إدخال 04 قناطير و61 كيلوغراما من الكيف المعالج عبر الحدود مع المغرب، فيما تم ضبط 4,06 كيلوغرام من مادة الكوكايين و173405 قرص مهلوس».
وتابع المصدر ذاته، أنه «وبكل من تمنراست وبرج باجي مختار وإن قزام، أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي 131 شخصا وضبطت 20 مركبة و68 مولدا كهربائيا و47 مطرقة ضغط، بالإضافة إلى كميات من خليط خام الذهب والحجارة والمتفجرات ومعدات تفجير وتجهيزات تستعمل في عمليات التنقيب غير المشروع عن الذهب، في حين تم توقيف 09 أشخاص آخرين وضبط بندقية 01 نصف آلية و05 بنادق صيد و10846 لتر من الوقود و12 طنا من المواد الغذائية الموجهة للتهريب والمضاربة و10 قناطير من مادة التبغ، وهذا خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني».
من جهة أخرى، تمكن حراس السواحل من «إحباط محاولات هجرة غير شرعية بالسواحل الوطنية لـ121 شخصا كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع، فيما تم توقيف 736 مهاجرا غير شرعي من جنسيات مختلفة عبر التراب الوطني»، وفق ما خلصت إليه الحصيلة.
كل يوم ما عدا الجمعة
جامــــــع الجـــزائــــــــر.. مجلــس للفـتــــــــــــــــوى
عقب صـــــلاة العصر
أعلنت عمادة جامع الجزائر في بيان لها، عن الشروع، ابتداء من أمس الأربعاء، في تنظيم «مجلس للفتوى»، عقب صلاة العصر من كل يوم، ما عدا الجمعة.
أوضح المصدر، أن «قسم الإفتاء بالفضاء المسجدي لجامع الجزائر، شرع، ابتداء من أمس الأربعاء، في تنظيم مجلس الفتوى، وذلك على مستوى مدخل قاعة الصلاة، على أن يكون المجلس لمدة ساعة بعد صلاة العصر من كل يوم، ما عدا الجمعة».
لحســـــــاب السنــــــة التدريبيــــــة 2023- 2024
تخرج دفعـــــــات جــــديـــــــدة بالمدرســـــــــــة العليــــــا للبحرية بتــــــــــــامنفــــــوست
أشرف قائد القوات البحرية اللواء بن مداح محفوظ، مساء الثلاثاء، على مراسم حفل تخرج دفعات جديدة بالمدرسة العليا للبحرية «المرحوم المجاهد اللواء محمد بوتيغان» بتامنفوست (الجزائر العاصمة)، لحساب السنة التدريبية 2023- 2024.
تشمل الدفعات التي حملت إسم شهيد الثورة التحريرية المجيدة «عيادي رابح»، الدفعة 32 لضباط دورة القيادة والأركان والدفعة 43 لضباط دورة الإتقان وكذا الدفعة 7 لتكوين الماستر، بالإضافة إلى الدفعة 17 للتكوين العسكري القاعدي المشترك وكذا الدفعة 39 من التكوين الأساسي الموافق للدفعة 14 لنظام (أل.أم.دي) ليسانس في تخصصات علوم الملاحة البحرية، ميكانيك بحرية واتصالات سلكية ولاسلكية، تسيير وإدارة الشؤون البحرية وكذا محافظة بحرية.
وتضم هذه الدفعات المتخرجة في صفوفها 9 متربصين أجانب من دول شقيقة.
وبعد تفتيش الدفعات المتخرجة من طرف قائد القوات البحرية، ألقى قائد المدرسة العليا للبحرية بتامنفوست، اللواء مرزوق أحمد، كلمة أشاد فيها بمستوى التكوين وحجم الجهود المبذولة من أجل «ترقيته حتى يستجيب لمتطلبات العصرنة والتطورات الراهنة». وحث المتخرجين على «التحلي بالانضباط والأخلاق الحسنة والقيم الرفيعة أثناء تأدية مهامهم بكل إخلاص وأمانة وفاءً للشهداء الأبرار وقيم ومبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة».
بعدها، أدت الدفعات المتخرجة القسم قبل تسليم الشهادات وتقليد الرتب للمتفوقين، ثم تسليم واستلام العلم بين الدفعة المتخرجة والدفعة الصاعدة، فالموافقة على تسمية الدفعة باسم الشهيد «عيادي رابح».
عقب ذلك، قامت مجموعة من الطلبة بأداء تمارين استعراضية في رياضة الكوكسول، ليعقبها استعراض عسكري للدفعات المتخرجة على وقع الموسيقى العسكرية.
وفي ختام الحفل، تم تكريم عائلة الشهيد «عيادي رابح» من طرف قائد القوات البحرية اللواء بن مداح، الذي قام بالتوقيع على السجل الذهبي للمدرسة العليا للبحرية بتامنفوست.
المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس
حفل تخرّج الدفعة 23 للطلبة الضباط العاملين
أشرف رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي، اللواء حسنات بلقاسم، أمس الأربعاء، بالمدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس «الشهيد باجي مختار» (الجزائر العاصمة)، على حفل تخرج الدفعة 23 للطلبة الضباط العاملين بعد نيلهم الشهادة الجامعية للطور العلمي الأول في ميدان «علوم وتكنولوجيا»، والدفعة 3 في ميدان «رياضيات وإعلام آلي» للدورة التكوينية 2021-2024، وشهادة نجاح في التعليم العسكري.
استهل الحفل، الذي حضره إطارات عسكرية سامية، أساتذة وأولياء الطلبة، بتفتيش المشرف للتشكيلات المنتظمة بساحة العلم، ليلقي بعدها المدير العام للمدرسة، العميد قواسمية سلطان، كلمة عرض فيها المحاور الكبرى للتكوين والمعارف العلمية والعسكرية التي تلقاها الطلبة بأرقى المناهج والوسائل البيداغوجية، التي وفرتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، والتي تلقاها المتكونون من طرف إطارات مؤهلين وأساتذة أكفاء، مما سيمكنهم -مثلما قال- من «بلوغ الأهداف التكوينية المسطرة، وبذل أقصى الجهود وإعطاء المثال في العمل الميداني للدفاع عن سيادة الوطن وأمنه واستقراره».
وعقب ذلك، قام الطلبة المتخرجون بأداء القسم، ثم تم تسليم الشهادات للمتفوقين، تلتها مراسم تسليم واستلام العلم بين الدفعة المتخرجة والموالية، ليتقدم بعد ذلك الطالب المتفوق بالدفعة، طالبا الموافقة على تسميتها باسم الشهيد البطل عباسي محمد.
وعلى إيقاع الموسيقى العسكرية وبكل حماس واعتزاز، قدم طلبة المدرسة عرضا للحركات الجماعية بالسلاح المقلد والخنجر، الجمباز، حركات وضعيات الرمي بالسلاح (PMAK) والكوكسول، متبوعا باستعراض عسكري للطلبة المتخرجين عكس التنظيم المحكم والتنسيق الدقيق والانسجام التام.
وبعدها، أشرف رئيس دائرة الاستعمال والتحضير على افتتاح معرض علمي على مستوى قاعة الاستماع، من تنشيط الطلبة المتخرجين، ليختتم الحفل بتكريم عائلة الشهيد الذي تشرفت الدفعة المتخرجة بحمل اسمه، وتوقيع المشرف على السجل الذهبي للدفعة المتخرجة.
الطلبة أنهوا تكوينهم بنجاح في مختلف التخصصات والمستويات
الحراش.. تخرّج 10 دفعات بالمدرســـــة العليــــــــا للعتــــــــاد
تخرجت، أمس الأربعاء، بالمدرسة العليا للعتاد المرحوم المجاهد «بن المختار الشيخ آمود» بالحراش- الجزائر العاصمة، 10 دفعات للطلبة الذين أنهوا تكوينهم بنجاح في مختلف التخصصات والمستويات.
تتشكل الدفعات التي أشرف على مراسم تخرجها المدير المركزي للعتاد بوزارة الدفاع الوطني، العميد رداوي التوامي، بحضور ألوية وعمداء وضباط سامين من مختلف مصالح ومديريات الجيش الوطني الشعبي، من الدفعة 40 لدروس القيادة والأركان، الدفعة 84 لدروس إتقان الضابط، الدفعة 8 لضباط الماستر لنظام. ل.م.د، والدفعة 26 لدورة ضباط التخصص التطبيق.
كما تتشكل الدفعات المتخرجة، والتي حملت شعار «دليلنا المبادئ وقانوننا العمل»، من الدفعة 16 للطلبة الضباط تكوين خاص، الدفعة 14 ليسانس لنظام. ل.م.د، الدفعة 4 للطلبة ضباط عاملين تكوين عسكري مشترك قاعدي، الدفعة 51 للأهلية المهنية العسكرية من الدرجة الثانية، الدفعة 97 للأهلية المهنية العسكرية من الدرجة الأولى والدفعة 51 للطلبة ضباط الصف المتعاقدين لنيل الشهادة العسكرية المهنية من الدرجة الثانية. وتم، ككل سنة، تكوين وتدريب متربصين وطلبة من دول شقيقة وصديقة في مختلف التخصصات والمستويات.
وبعدما تم تفتيش تشكيلات الدفعات المتخرجة من طرف المدير المركزي للعتاد مرفوقا بقائد المدرسة، العميد بومدين بودالي، وتوزيع الشهادات وتقليد الرتب للمتفوقين الأوائل من مختلف الفئات، وكذا تسليم واستلام العلم، أعطى العميد رداوي التوامي، موافقته على تسمية الدفعات المتخرجة باسم المرحوم المجاهد «علي براكني».
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد قائد المدرسة العليا للعتاد أن الدفعات المتخرجة «تلقت تكوينا عسكريا وعلميا متكاملا بمختلف جوانبه النظرية والتطبيقية، سمح للطلبة بالاطلاع على العديد من المفاهيم العلمية والتكنولوجية، ومكنهم من أساليب ومتطلبات المعركة الحديثة وكذا إدارة مختلف العمليات اللوجيستية والتقنية».
وأضاف، أنه «تماشيا مع الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، خاصة في مجال الأسلحة ومنظومات الأسلحة، وكذا التحولات العميقة التي تعرفها الحروب الحديثة من أساليب وتكتيكات، ولمواكبة الخطوات الكبرى التي حققها الجيش الوطني الشعبي على كافة الميادين والأصعدة، عمدت المدرسة إلى تكييف برامجها التعليمية مع كافة المتغيرات وبالخصوص الرقمنة، بالنظر إلى زيادة التهديدات السيبرانية، وكذلك للاستفادة من الامتيازات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي كأداة لصناعة المعرفة وتنمية القدرات الفكرية للضباط وضباط الصف لتولي مسؤولياتهم بكل عزيمة واقتدار».
وأبرز العميد بومدين بودالي، أن نجاح المدرسة وبلوغها هذا المستوى المنشود هو «ثمرة الرعاية الكبيرة والمتواصلة التي أولاها ولا يزال يوليها الفريق أول رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي للتكوين»، منوها في نفس الوقت بـ»المجهودات الحثيثة للإطارات والأساتذة المدربين».
وبذات المناسبة، حث قائد المدرسة الطلبة المتخرجين على «الانضباط وتقديس العمل والتحلي بالأخلاق العسكرية الفاضلة وبمبادئ الإخلاص والنزاهة، وكذا الاستعداد الدائم للحفاظ على المكتسبات وصون الوديعة والمساهمة الفعالة ضمن الاستراتيجية الناجعة للجيش الوطني الشعبي في محاربة الإرهاب وحماية الحدود الوطنية والتصدي بحزم لكافة أشكال الجريمة المنظمة».
الوطني
على مستوى منطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى والأوسط
اللواء بخوش يشارك ببروكسل في الاجتماع التنسيقي لمديري الجمارك
شارك المدير العام للجمارك، اللواء عبد الحفيظ بخوش، أمس الأربعاء، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، في أشغال الاجتماع التنسيقي الستين الذي جمع مديري عموم الجمارك لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى والأوسط، حسب بيان للمديرية العامة للجمارك.
ووفق المصدر ذاته، فقد تناول جدول أعمال الاجتماع توصيات الاجتماع التاسع والخمسين، علاوة على انتخاب أعضاء مختلف اللجان.
وكان بخوش مرفوقا خلال زيارة العمل هاته التي شرع فيها بدءا، من الثلاثاء، بمدير الدراسات المكلف بالتعاون والعلاقات الدولية بالمديرية العامة للجمارك، يضيف البيان.
`
8 آلاف صحفي معتمد وأكثر من 180 صحيفة.. ممثل الجزائر بجنيف:
الصحافة الجزائرية تعكس جهود الدولة لضمـــــــــــــــــــان حريـــــــــــــة الرأي والتعبــــــير
أكد ممثل الجزائر الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، رشيد بلادهان، أمس الأربعاء، خلال الحوار التفاعلي مع المقررة الخاصة حول ترقية وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، أن الساحة الإعلامية الجزائرية تعكس «تماما» الجهود المبذولة من طرف الدولة لضمان حرية الرأي والتعبير.
أبرز بلادهان في مداخلته، أن الجزائر تضم اليوم «8.000 صحفي معتمد وأكثر من 180 صحيفة وطنية مطبوعة بتمويل الدولة وبدون أية قيود»، مشيرا أيضا إلى «وجود أكثر من عشرين قناة تلفزيونية خاصة تعتبر قنوات وطنية».
كما أضاف، أن «البعثة الجزائرية تعبر عن شكرها للمقررة الخاصة حول تقريرها وتنوه بأخذ نتائجها وتوصياتها التي تأخذها بعين الاعتبار»، خاصة فيما يتعلق بدور وسائل الإعلام المستقلة في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وفي هذا الصدد، ذكّر بلادهان بتصريح رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي أوضح أن «بناء الديمقراطية يكون بحرية تعبير حقيقية»، حيث أكد أن «هذه الإرادة في إرساء أسس مجتمع حريات وانفتاح إعلامي مكرسة في دستور 2020 الذي يكفل حرمة انتهاك حرية الرأي ويكرس في مادته 52 حرية التعبير».
وأضاف بلادهان، متسائلا: «تقريركم هذا الذي يركز حقا على التزامات الدول في مجال حماية الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة، لم يتطرق بتاتا إلى مسؤوليات هؤلاء. فهل يتمتعون فقط بالحقوق دون الواجبات؟ وما هي، برأيكم، الممارسات المثالية للتوفيق بين الحق في حرية التعبير وواجب احترام القانون والحفاظ على النظام العام والمصالح الأساسية للدولة؟».
وفد كندي يزور مقر مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري.. سفير كندا:
قانون الاستثمار الجزائري يمنح فرصا مهمة للمتعاملين الكنديين
قام وفد كندي يضم عددا من رؤساء مؤسسات، الثلاثاء، بزيارة إلى مقر مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري.
تأتي زيارة الوفد الكندي بقيادة سفير كندا بالجزائر ميكائيل ر. كالان، في إطار مشاركته في الدورة 55 لمعرض الجزائر الدولي، المنعقدة من 24 إلى 29 جوان الجاري بقصر المعارض (الصنوبر البحري) بالجزائر العاصمة.
سمحت الزيارة لرؤساء مؤسسات كنديين بالالتقاء بنظرائهم الجزائريين لمناقشة فرص الأعمال بين الطرفين في العديد من مجالات النشاطات، على غرار الصناعة الصيدلانية والمناجم والطاقات المتجددة والصناعات الغذائية والفلاحة والتكوين.
كما تأتي أيضا، تحسبا للزيارة التي ستقوم بها بعثة أعمال مهمة تضم حوالي ستين مؤسسة جزائرية من 7 إلى 14 يوليو القادم إلى مونريال، سيتم خلالها بعث العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار مع كندا.
ويتضمن جدول هذه البعثة برنامجا ثريا من النشاطات وزيارات للمواقع الصناعية وعقد اجتماعات مع مؤسسات ومنظمات تنشط في مجال النظام البيئي الاقتصادي والاستثمار الكندي.
في تصريح لـ»وأج»، أكد رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري السيد كمال مولى، أن العدد الكبير لرؤساء المؤسسات الكندية الذين تنقلوا إلى الجزائر، يؤكد الاهتمام الخاص الذي يولونه للسوق الجزائرية، مشددا على «جاذبية» قانون الاستثمار في الجزائر.
كما تابع يقول، «يقوم هؤلاء بزيارة إلى الجزائر للاطلاع على فرص الأعمال ونحن نعمل على إقامة اتصالات بينهم وبين نظرائهم الجزائريين لبحث فرص الأعمال وسبل تطوير الشراكات».
من جهته، أكد سفير كندا بالجزائر يقول إن «الجزائر بلد يوفر ظروفا ملائمة للمستثمرين الأجانب».
ويرى السيد كالان، أن «قانون الاستثمار الجزائري يمنح فرصا مهمة للمتعاملين الكنديين»، مشيرا إلى أن الوفد الذي يزور الجزائر يمثل عدة قطاعات.
كما أوضح السفير الكندي، أن المستثمرين الكنديين مهتمون بمختلف القطاعات في الجزائر، بدءاً من التكنولوجيات الجديدة، إلى الفلاحة والطيران والتكوين بصفة عامة.
إنتاج مؤسسة تطوير صناعة السيارات التابعة للجيش
شاحنات «سوناكوم» الجديدة.. كفاءات جزائرية تبدع
تم، أمس الأربعاء، بمركز المؤتمرات «محمد بن أحمد» بوهران، إزاحة الستار عن الشاحنات الجديدة لعلامة «سوناكوم» المصنعة محليا من قبل مؤسسة تطوير صناعة السيارات التابعة للقطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي.
بجناح مؤسسة تطوير صناعة السيارات بالصالون الدولي للمركبات الحرارية الكهربائية والهجينة في طبعته الأولى، الذي تتواصل فعالياته بوهران، كشف المدير العام للمؤسسة العقيد محمد بورحلة، عن شاحنات جديدة لعلامة سوناكوم وهي «K7.5» و«K12» التي تخلف الشاحنتين «K66»و«K120» للمؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية. كما تم الكشف أيضا، عن ثلاثة طرازات جديدة من الحافلات ذات 33 مقعدا و49 مقعدا و100 مقعد المنتجة من قبل مؤسسة تطوير صناعة السيارات المتواجدة بتيارت والتي تم تطويرها بفضل كفاءات جزائرية بمرافقة مجمع صيني.
وأوضح العقيد محمد بورحلة، أن المؤسسة تقدم عروضا استثنائية على الجرارات من علامة «مرسيدس- بنز» ومنتجات «سوناكوم» المقطورة بهدف تعزيز وجودها في السوق بمنتجات عالية الجودة وبأسعار تنافسية، لافتا إلى أن المؤسسة «عازمة على مواجهة التحدي اللوجيستي المتمثل في تسريع التجارة البينية الإفريقية، من خلال تقديم منتجات قوية وموثوقة ولديها القدرة الإنتاجية اللازمة لتلبية المتطلبات اللوجيستية المتزايدة، مع إمكانية زيادة القدرات الإنتاجية وفقا للطلب».
وذكر بأن القدرة الإنتاجية السنوية لمؤسسة تطوير صناعة السيارات تقدر بـ6 آلاف عربة «مرسيدس» و2.000 شاحنة، مع إنتاج 1.000 وحدة من سيارات سوناكوم، مشيرا إلى تميز المؤسسة وتحكمها في سلسلة الإنتاج والتوريد، حيث تقدم مجموعة واسعة من مركبات الطرق الوعرة والشاحنات الصغيرة والشاحنات ذات الحمولات المختلفة والحافلات والمقطورات.
كما تقدم أيضا خدمة ما بعد البيع بجودة عالية، تمكنها من تعزيز مكانتها الرائدة في مجال صناعة السيارات، مثلما أشير إليه.
للتذكير، تعد مؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت شركة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، تأسست عام 2009 وهي جزء من القطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي، متخصصة في تصميم وإنتاج وبيع وخدمة ما بعد البيع للمركبات الصناعية والتجارية المنتجة على مستوى المصانع التابعة لها في كل من المنطقة الصناعية بعين بوشقيف (تيارت) والمنطقة الصناعية بالرويبة.
للإشارة، يشارك في الطبعة الأولى للصالون الدولي للمركبات الحرارية الكهربائية والهجينة المنظم، على مدار ستة أيام، تحت شعار «حاضر ومستقبل السيارات»، بمبادرة من شركة «سارل موكا كوم» المتخصصة في تنظيم التظاهرات والمعارض زهاء 20 عارضا يمثلون خمس علامات متخصصة في صناعة واستيراد المركبات، خصوصا النفعية والشاحنات.
على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة.. عمار بن جامع:
الجزائر تدعو المجتمع الدولي لتوفير الحماية لأطفال فلسطين
^ ضرورة الوقف العاجل لإطلاق النار في قطاع غزة ووصول المساعدات الإنسانية
دعت الجزائر، أمس الأربعاء، على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية الواقعة على عاتقه وتوفير الحماية لأطفال فلسطين، ولا سيما في غزة، من العنف والقمع والإرهاب الذي تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني ضدهم.
في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي تحت عنوان: «كيفية الارتقاء بأعرافنا الجماعية نحو حماية الأطفال وإنهاء جميع الانتهاكات الجسيمة»، طالب السيد بن جامع «المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية الواقعة على عاتقه حتى يحظى الأطفال في فلسطين ولا سيما في غزة بالحماية وحتى يتمكنوا من عيش حياة كريمة وآمنة بعيدا عن العنف والقمع والإرهاب»، مؤكدا على ضرورة «الوقف العاجل لإطلاق النار في قطاع غزة، ووصول المساعدات الإنسانية بدون شروط أو عراقيل».
وذكر بن جامع، بأن «أكثر من 15 ألف طفل استشهدوا» خلال العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، «وأكثر من 19 ألفا آخرين أصبحوا أيتاما، كما أن حوالي 4000 طفل لايزالون تحت الأنقاض، وهذا دون الإشارة إلى الأطفال الذين قطعت أطرافهم، وكذا الأطفال المعتقلون حاليا» على يد قوات الاحتلال الصهيوني.
وأضاف، أن «أكثر من 600 ألف طفل يعيشون حاليا في الشوارع بين الحطام والركام وبدون الحصول على التعليم وأكثر من 75٪ من المدارس في قطاع غزة قد قصفت على يد قوات الاحتلال وهي بحاجة إلى أن يتم إعمارها بشكل كامل أو تقتضي مشاريع كبرى لإعادة تأهيلها حتى تعمل مرة أخرى».
ولفت إلى أنه نتيجة القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، فإن «سكان غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع وأن 50 ألف طفل يحتاجون اليوم إلى العلاج الطارئ من سوء التغذية»، مشيرا إلى أنه وفقا للتقرير الأخير للأمم المتحدة حول مستويات الجوع، «فإن 96٪ من سكان غزة، أي ما يعادل تقريبا 2 مليوني نسمة يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وقرابة نصف مليون منهم يعيشون في ظل ظروف كارثية».
وقال ممثل الجزائر، إن كل هذه المعطيات «تؤكد على الخطر العالي للمجاعة في كل قطاع غزة، وذلك طالما أن النزاع لايزال مستمرا وطالما أن هناك حدود على وصول المساعدات الإنسانية»، مبرزا أيضا أن «واحد مليون نسمة في جنوب غزة قد باتوا محتجزين بدون مياه صالحة للشرب وبدون خدمات للإسعاف في منطقة مكتظة للغاية بالسكان».
واعتبر السيد بن جامع، أن «وضع اسم قوات الاحتلال في قائمة الأطراف التي ترتكب الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة، هي خطوة جيدة على المسار الصحيح»، مضيفا أنه «ما من كلمات تكفي من أجل الإعراب عن حجم المأساة التي يعيشها سكان غزة».
وأبرز أن الجزائر «تتطلع قدما للحصول على مذكرة إرشادية بشأن مسألة منع وصول المساعدات الإنسانية وذلك في الربع الثالث من السنة الجارية»، داعيا إلى تركيز النقاش هذه السنة على مستوى مجلس الأمن على «مواضيع من ضمنها الحرمان من وصول المساعدات والهجمات التي تستهدف المدارس والمستشفيات».
تعزيز الإنتــــاج المحلي لخفض فاتـــــــــورة الواردات.. خبراء:
تسهيـــــــــلات جمركيـــــــة لترقيـــــــة الصــادرات الوطنيــــــــــة
^ مرافقــــة المؤسســـات الاقتصاديــــة لزيادة تنافسيتهـــــا في الســـوق الدوليـــة
شكلت التسهيلات الجمركية لترقية الصادرات خارج المحروقات، محور ملتقى وطني علمي نظم، أمس الأربعاء، بالجزائر العاصمة، من طرف كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، بالتعاون مع المديرية العامة للجمارك وجامعة الجزائر-3.
أجمع المشاركون في هذا الملتقى، المنظم تحت شعار «لنصدّر معا»، على أهمية عملية الرقمنة التي يشهدها قطاع الجمارك، وكذا التوجه الذي سلكته الجزائر في السنوات الأخيرة لتعزيز الإنتاج المحلي بهدف خفض فاتورة الواردات وتنويع الصادرات.
وبالمناسبة، نوه رئيس الكنفدرالية عبد الوهاب زياني، في كلمته الافتتاحية، بالارتفاع الذي شهدته صادرات الجزائر خارج المحروقات خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا على إمكانية مضاعفة الأرقام المسجلة خلال السنوات القادمة.
في هذا الإطار، أشار إلى أن المؤسسات الجزائرية تتوفر على طاقة إنتاجية كبيرة، تستدعي التوجه نحو التصدير، لاسيما وأن هذه الطاقة -حسبه- ليست مستغلة بشكل كامل.
من جهتها، أوضحت المراقب العام بالمديرية العامة للجمارك، أميرة غازلي، في مداخلة لها، أن إدارة الجمارك وضعت ضمن أولوياتها دعم الديناميكية الاقتصادية التي تعرفها الجزائر، من خلال إجراءات جمركية تتلاءم مع السياق الاقتصادي واحتياجات الفاعلين الاقتصاديين.
في هذا الصدد، أشارت إلى أن مصالح الجمارك وعلاوة على التسهيلات الجمركية الممنوحة وكل المستجدات القانونية والتنظيمية التي يسهر الجهاز على تطبيقها، تعمل على مرافقة وإرشاد المؤسسات الاقتصادية لزيادة تنافسيتها في السوق الدولية.
أما ممثل جامعة الجزائر-3، الدكتور بلال مسرحد، عن كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير، فأبرز في كلمته أن تقلب أسعار المحروقات، دفع الدولة خلال السنوات الأخيرة إلى تسخير كافة الوسائل الممكنة لرفع صادراتها خارج المحروقات.
كما ذكر أن الجمارك الجزائرية تلعب «دورا فعالا» في إنجاح هذا المسعى، لاسيما بعد أن باشر الجهاز عملية تكريس الرقمنة لإضفاء المزيد من الفعالية في التسيير، بما يسمح بتسهيل تصدير السلع والخدمات الجزائرية. وعرفت هذه التظاهرة عدة مداخلات تركزت حول أهمية تنويع الصادرات وتوجيه الاستثمارات نحو القطاعات الإنتاجية المهمة، على غرار الفلاحة والصناعات التحويلية.
وانبثقت عن هذا الملتقى جملة من التوصيات، تمثلت في العمل على استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر، حماية المنتوج المحلي، البحث عن أسواق دولية بديلة، وكذا القيام بإحصاء شامل لمختلف قطاعات النشاط الاقتصادي، للحصول على معلومات وأرقام دقيقة تساعد على استقراء الواقع واستشراف المستقبل. وتضمنت التوصيات أيضا، رقمنة مختلف القطاعات، ضرورة التنسيق بين مختلف الفاعلين في سلسلة التجارة الخارجية لخفض تكاليف تصدير واستيراد السلع والخدمات، مع الاعتماد على شعب إنتاجية موجهة خصيصا للتصدير.
كما أوصى المشاركون في اللقاء، الذي عرف مشاركة ممثلين ومتعاملين عن دول أجنبية، بإشراك السفارات الجزائرية في إعداد دراسة تقنية اقتصادية لمختلف الدول، حتى يتسنى للمصدر الجزائري معرفة الأسواق الخارجية تسهيلا لولوجها، مع الدعوة إلى تقريب البحث العلمي من المؤسسة، لاسيما في مجال دراسة الأسواق ووضع استراتيجيات فعالة للتصدير، وكذا تعزيز التعاون بين الجمارك والمتعاملين الاقتصاديين وقطاع البحث العلمي.
عقد جلسة عمل مع نظيره النمساوي بفيينا..عطاف:
استكمال المفاوضات حول الاتفاقات الثنائية وتفعيل مجلس الأعمال المشــــترك
عقد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس الأربعاء، جلسة عمل مع نظيره النمساوي ألكسندر شالنبيرغ، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى جمهورية النمسا الفيدرالية بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حسب ما أفاد بيان للوزارة.
خصصت الجلسة – حسب البيان – «لاستعراض سبل وآفاق تعزيز العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين منذ أكثر من ستة عقود، حيث تم التركيز بصفة خاصة على المجالات التي تشكل أولويات الأجندة التنموية لبلادنا في المرحلة الراهنة. وتصب، في نفس الوقت، في صلب أولويات التعاون الثنائي».
وفي هذا الإطار، «أشاد الطرفان، على وجه الخصوص، بالآفاق الواعدة التي يوفرها قطاع الطاقات المتجددة، لاسيما الهيدروجين الأخضر، في سياق إطلاق المشروع الهيكلي «ساوث كوريدو»، مع التأكيد على ضرورة توسيع التعاون إلى مجالات أخرى توفر فرصا للتعاون والشراكة بين البلدين مثل السكك الحديدية والفلاحة الصحراوية والمناجم والصناعة الصيدلانية». على الصعيد السياسي، «تبادل الطرفان وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما تطورات الأوضاع في منطقتي انتماء البلدين، إلى جانب الوضع المأساوي الذي تشهده غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر»، يضيف المصدر. وقد جدد الطرفان، في هذا الصدد، «مواقف البلدين التي تستند إلى قواعد القانون الدولي ومبادئ منظمة الأمم المتحدة التي يتطلع الطرفان إلى أن تلعب الدور الحيوي المنوط بها في سياق الأزمة المعقدة التي تعرفها منظومة العلاقات الدولية».
وفي الختام، نشط الوزيران ندوة صحفية استعرضا خلالها ما توصلا إليه من نتائج مثمرة وما اتفقا عليه من استحقاقات ثنائية وبرنامج عمل يصبو إلى السمو بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب تعود بالنفع المتبادل على البلدين، حسب ذات البيان.
…يستقبل رئيسة مجموعة الصداقة النمساوية- الصحراوية
استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس الأربعاء، رئيسة مجموعة الصداقة النمساوية- الصحراوية، السيدة كارين شيلا، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى جمهورية النمسا الفيدرالية بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حسب ما أفاد بيان للوزارة. شكل اللقاء – وفقا لذات البيان – «فرصة للاطلاع على نشاطات مجموعة الصداقة النمساوية- الصحراوية وما تقدمه من دعم وخدمات في مختلف المجالات نصرة للشعب الصحراوي وقضيته العادلة».
كما «استعرض الطرفان تطورات قضية الصحراء الغربية على الصعيد الدبلوماسي وآفاق مواصلة الجهود وتكثيفها لتعزيز الدعم الدولي لصالح الشعب الصحراوي بغية تمكينه من ممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير، وفقا لما تنص عليه قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة الصادرة سواء عن الأمم المتحدة أو عن الاتحاد الإفريقي»، يضيف البيان.
…ويتحادث مع نظيره النمساوي
تحادث وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، الأربعاء، بفيينا، مع نظيره النمساوي ألكسندر شالنبرغ، حول «الضرورة الملحة» لاستكمال المفاوضات حول الاتفاقات الثنائية قيد الدراسة وأهمية تفعيل مجلس الأعمال المشترك بغية إعطاء «دفع جديد» للعلاقات بين البلدين.
وصرح السيد عطاف للصحافة في ختام جلسة العمل التي عقدها مع نظيره النمساوي قائلا، «اتفقت مع السيد شالنبرغ على الضرورة الملحة لاستكمال المفاوضات حول الاتفاقات الثنائية قيد الدراسة حاليا، كما تطرقنا لأهمية تفعيل مجلس الأعمال المشترك الذي نتمنى أن يكون قاطرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر والنمسا».
واعتبر وزيرا خارجية البلدين خلال لقائهما، أن المستوى الحالي للمبادلات التجارية والاستثمارات بين البلدين «لا يعكس الإمكانات الهائلة، من حيث فرص الشراكة والتعاون» بين البلدين.
وأكد السيد عطاف، أن «النمسا كانت وستبقى أحد شركائنا المميزين بفضل علاقات التعاون المتجذرة التي تسودها الثقة».
يوم دراسي حول شرح الأحكام الجديدة في قانون العقوبات
مسايـــــــــــــرة التشريعــــــــــات فــــــــــي محاربـــــــــــــــة الإجـــــــــرام وتبيــــــــــــض الأمــــــــوال
نظم مجلس قضاء الجزائر، أمس الأربعاء، يوما دراسيا بعنوان «شرح الأحكام الجديدة في قانون العقوبات»، بهدف تسليط الضوء على هذه الأحكام التي جاءت لمواكبة التطورات الحاصلة في المجتمع.
وخلال افتتاحه لأشغال هذا اللقاء، المنظم بمقر المجلس، أوضح النائب العام للمجلس، لطفي بوجمعة، أن هذا اليوم الدراسي يهدف إلى «فتح نقاش حول القواعد الموضوعية والإجرائية الجديدة التي جاء بها القانون رقم 24-06 المؤرخ في 28 أفريل 2024، المعدل والمتمم لقانون العقوبات»، مبرزا أن هذه الأحكام جاءت «تماشيا مع التطور الحاصل في المجتمع من جهة، ولمواجهة مختلف مستجدات الإجرام من جهة أخرى».وأضاف، أن هذه الأحكام ترمي أيضا إلى «ضمان بيئة آمنة للمواطن الجزائري بكل أطيافه وفئاته، خاصة الهشة منها» وكذا «مسايرة التشريعات الحديثة والمتقدمة الرامية إلى محاربة كل أشكال الإجرام بما في ذلك محاربة الإرهاب وتمويله وتبييض الأموال».
وأبرز ذات المتحدث، أن هذا النص يعد «واحدا من عديد القوانين التي تدعمت بها المنظومة التشريعية لمجابهة الرهانات والتحديات الجديدة في دولة يسودها الحق والقانون».
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن هذا القانون أضاف «ميزة اقتصادية بارزة» تجسدت من خلال تشجيع الدولة للاستثمار والمستثمرين ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد.
على هامش أشغال منتدى أعمال جزائري-باكستاني:
الباكستانيون مدعوون للاستفادة من مناخ الأعمـال المشجـع بالجزائـر
دعا سفير باكستان بالجزائر، خالد حسين خان غودارو، أمس الأربعاء، بالجزائر العاصمة، المتعاملين الاقتصاديين الباكستانيين للاستفادة من فرص الاستثمار التي تتيحها الجزائر ومن مناخ الأعمال المشجع بها.
أوضح السفير، على هامش أشغال منتدى أعمال جزائري- باكستاني، نظم على هامش الطبعة 55 لمعرض الجزائر الدولي، أن «مناخ الاستثمار في الجزائر مشجع، وهو ما يدفعنا لدراسة كل السبل من أجل دفع المتعاملين الاقتصاديين الباكستانيين للاستثمار فيها. كما سندرس أيضا طرق جذب نظرائهم الجزائريين للاستثمار في باكستان».
وأضاف السفير، أن الهدف هو رفع المبادلات التجارية بين البلدين لتصل إلى 1 مليار دولار خلال 10 سنوات، وذلك من خلال تكثيف اللقاءات وتبادل زيارات العمل بين وفود البلدين للتعرف بشكل أكبر على احتياجات كل دولة.
وفي تصريح للصحافة على هامش أشغال المنتدى، أكد رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، كمال حمني، أنه «رغم ضعف المبادلات التجارية بين البلدين، إلا أنها تبقى في صالح الجانب الباكستاني، مما جعلنا نقترح عليهم فرصا للاستثمار، خاصة في مجال النسيج، لاستعادة التوازن في المبادلات».
وأضاف حمني، أن الجزائر مستعدة لفتح أبواب الأسواق الإفريقية للمستثمرين الباكستانيين من خلال منطقة التبادل الحر الإفريقية، ومنطقة التبادل العربي الحر.
وفي كلمة له خلال افتتاح أشغال المنتدى، أعرب رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة عن تفاؤله بتحسن مستوى المبادلات والاستثمار بين البلدين، من خلال تشجيع المبادرات التي تهدف إلى تحقيق التقارب بين رجال الأعمال. مضيفا، أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجزائر وباكستان يمكن تطويرها من خلال زيادة اللقاءات بين رجال الأعمال من البلدين.
بدوره، دعا الأمين العام للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، خالد دهان، الجانب الباكستاني إلى «الاهتمام أكثر بالسوق الجزائرية، لاسيما مع تواجد بعض تجارب الشراكة الاقتصادية الثنائية الجزائرية- الأجنبية الناجحة».
خطاب رئيس الجمهورية أمام الغرفتين كان الحدث الأبرز
الدورة البرلمــــانيــــــــة العاديــــــة تختتـــــــم الأحـد المقبـــــــــل
^ منجــــزات هامــــــــة وملفــــات حيوية تم معالجتها تخص عــــــدة قطاعات
تختتم الدورة العادية 2023-2024 للبرلمان بغرفتيه، الأحد المقبل، بعد نشاط مكثف يأتي في مقدمته المناقشة والمصادقة على عدد من النصوص التشريعية على صعيد البعثات الاستعلامية والدبلوماسية البرلمانية، ولعل ما ميزها خطاب رئيس الجمهورية، أمام نواب الغرفتين، الذي كان بمثابة الحدث الأبرز في الدورة.
حمزة. م
يأتي اختتام الدورة البرلمانية، هذه المرة في موعدها العادي، بعدما عرفت الدورتان السابقتان تمديدا في الآجال، بناء على طلب الحكومة، بالنظر لكثافة رزنامة مشاريع القوانين التي صبت كلها في اتجاه تكريس إعادة البناء المؤسساتي وتنفيذ ورشات الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
ومن ناحية التشريع، تعتبر دورة 2023-2024، الأقل عددا من حيث النصوص القانونية التي تمت مناقشتها والمصادقة عليها، ومع ذلك فقد طغى عليها الطابع الإصلاحي المحض، من خلال المراجعة العميقة للنصوص أو إدراج مواد قانونية جديدة كليا.
وفي السياق، صادق البرلمان بغرفتيه، على قوانين هامة، على غرار قانوني السمعي البصري والصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية، والقانون المحدد لشروط وكيفيات منح العقار الاقتصادي التابع للأملاك الخاصة للدولة الموجه لإنجاز مشاريع استثمارية.
كما تمت المصادقة على قوانين تتعلق بحماية أراضي الدولة والمحافظة عليها، والغابات والثروة ومكافحة التزوير واستعمال المزور، وقواعد الوقاية والتدخل والحد من أخطار الكوارث، إلى جانب قانون العقوبات.
وتعزز هذه النصوص مسعى رئيس الجمهورية في إقرار إصلاحات عميقة على الحياة العامة، بما يضمن الشفافية والوضوح ويقوي مكانة الأخلاق في المجتمع ويردع المساس بأمن وكرامة الجزائريين، ويشجع الفعل الاستثماري.
على صعيد الرقابة البرلمانية، وجه نواب المجلس الشعبي الوطني وأعضاء مجلس الأمة، مئات الأسئلة لأعضاء الحكومة، حيث نظمت جلسات الأسئلة الشفوية دوريا، وكل يوم خميس، منذ بداية الدورة، ما سمح بتسليط الضوء على واقع المشاريع التنموية بمختلف ولايات الوطن، وتقديم إجابات للرأي العام حولها.
وفي ذات المجال، نظمت اللجان على مستوى البرلمان بغرفتيه، جلسات استماع، لمسؤولي معظم القطاعات الوزارية والمديرين العامين للشركات الوطنية الكبرى. بينما تواصل عمل اللجان الاستعلامية التي نزلت إلى الميدان للمعاينة والتفقد وإعداد تقارير عن واقع الصحة، والتنمية والثقافة والشباب والرياضة والاستماع لانشغالات المواطنين والمجتمع المدني.
المجموعات البرلمانية للكتل السياسية على مستوى المجلس الشعبي الوطني، نظمت عديد الأيام الدراسية التي بحثت مواضيع حيوية، أشركت فيها الخبراء المختصين، وانتهت معظمها بتوصيات.
في المقابل، سجل البرلمان بغرفتيه، مواقف تضامنية قوية مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان صهيوني غاشم ووحشي منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، خلف قرابة 38 ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى مع تدمير كلي لمدينة غزة.
ونظم البرلمان وقفات عديدة، أدان من خلال جرائم الكيان الصهيوني، وانتقد صمت المجموعة الدولية والمعايير الغربية المزدوجة، التي أعطت الغطاء لإجرام الصهاينة. وحمل النواب الجزائريين، صوت فلسطين، في مختلف منابر الدبلوماسية البرلمانية أينما حلوا، سواء في البرلمان الدولي، أو البرلمان الإفريقي أو اتحاد برلمانات منظمة التعاون الإسلامي.
في هذا السياق، عززت الجزائر حضورها في مجال الدبلوماسية البرلمانية، حيث احتضنت أشغال الدورة 36 لاجتماع الاتحاد البرلماني العربي، قبل أسابيع قليلة، وانتخب في لجان هامة لبرلمان عموم إفريقيا.
وكان الحدث الأبرز، في دورة 2023-2024، كان خطاب رئيس الجمهورية، أمام غرفتي البرلمان، في 25 ديسمبر الماضي، والذي وصف بـ «السنة الحميدة التي وجب ترسيخها». وحملت المناسبة دلالات عميقة على صعيد النزاهة القانونية للسلطة التشريعية، ما جعلها محل إشادة خاصة من قبل الرئيس تبون.
استقبله رئيس الجمهورية.. السفير السينغالي :
الجزائر-السنغال..تطور ملموس للتعاون بفضل رؤية الرئيس تبون
استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، سفير جمهورية السينغال لدى الجزائر سيريني دياي، الذي أدى له زيارة وداع بمناسبة انتهاء مهامه في الجزائر، حسب ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية.
أكد سفير جمهورية السينغال لدى الجزائر سيريني دياي، أن علاقات التعاون الثنائي بين الجزائر وبلاده شهدت تطورا ملموسا خلال السنوات الأخيرة، وهذا بفضل الرؤية السديدة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. وفي تصريح له عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية، أشاد سيريني دياي بالمستوى الذي بلغته العلاقات الجزائرية- السينغالية، مرجعا الفضل في ذلك إلى «القيادة والرؤية السديدة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون».
وأضاف قائلا: «لقد حققنا تعاونا ملموسا على عدة أصعدة»، مستعرضا مجالات التعاون الثنائية، على غرار افتتاح بنك جزائري ببلاده ووجود معرض دائم للجزائر بداكار، يضاف إلى ذلك الخطان البحري والجوي اللذان يربطان البلدين.
وأشار في ذات السياق، إلى الأواصر الثقافية التي تجمع بين الجزائر والسينغال، مؤكدا أن البلدين «سيظلان متحدين عبر روابطهما التاريخية التي ستستمر مستقبلا».
وحرص سيريني على توجيه الشكر والامتنان الى رئيس الجمهورية على دعمه له خلال مهمته بالجزائر وللشعب الجزائري على حفاوة الاستقبال. وقد حضر اللقاء مدير ديوان رئاسة الجمهورية بوعلام بوعلام، وفقا للمصدر ذاته.
استقبلها رئيس الجمهورية.. السفيرة الأمريكية:
الجزائر- واشنطن.. علاقة قوية وتعاون بين دولتين عظميين
^ نقدّر تعاوننا الوثيق ونرغب في إنشاء رحلة بين الجزائر ونيويورك
استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر إليزابيت مور أوبين.
وقد حضر اللقاء مدير ديوان رئاسة الجمهورية بوعلام بوعلام.
وعقب استقبالها من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أدلت السفيرة الأمريكية بالتصريح التالي:
أود أن أعبر عن شكري العميق للرئيس تبون بعد استقبالي اليوم لمناقشة العلاقة الثنائية القوية والمتنامية بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية.
نحن نقدر تعاوننا الوثيق مع الجزائر في المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية.. لقد جددت رغبتنا في أن نتمكن قريبا من إطلاق رحلة جوية مباشرة بين الجزائر ونيويورك، مما سيرتقي بجوانب علاقاتنا إلى مستويات جديدة، كما ناقشنا تزايد تعاوننا المتعدد الأطراف في المحافل الدولية لإيجاد حلول للقضايا العالمية، وهو ما أكده لقاء الرئيس تبون مع الرئيس بايدن خلال لقاء مجموعة السبع الأسبوع المنصرم.
لقد شكرت الرئيس تبون على دعم الجزائر لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأكدت على عملنا المشترك للدفع نحو وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
إن الولايات المتحدة والجزائر ترغبان في إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وتأمين دولة آمنة ومزدهرة للشعب الفلسطيني.
كما كان لي شرف المشاركة في العمل الدؤوب لسفارة الولايات المتحدة بالجزائر، لربط الجزائريين والأمريكيين، بما في ذلك مبادرتنا لحماية التراث الثقافي الجزائري، ودعم دمج اللغة الإنجليزية في النظام التعليمي الجزائري وتعزيز الإنتاج الزراعي في الجزائر.
تحدثنا أيضا عن الزيارة المثمرة لوكالة «نازا» إلى الجزائر ووفد من المديرية العامة للأمن الوطني الجزائري الذي رافقته مؤخرا إلى نيويورك.. هذه التبادلات تعزز عملنا المشترك وروابطنا بين الشعوب.
وأخيرا، أتمنى للرئيس تبون، ولجميع الشعب الجزائري، عيد استقلال مجيدا..
إن تقارب اليوم الوطني الأمريكي والجزائري في الرابع والخامس من جويلية، يعكس تقارب علاقاتنا وتاريخنا، وأتطلع إلى مواصلة تعزيز التعاون بين الدولتين العظميين.
الحكومة تدرس ملفات هامة تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية
تسهيل توظيف الشباب..وإصلاح المالية العمومية
^ تكريس مبادئ الشفافية والمسؤولية لتجسيد أعلى درجات فعالية النفقات العمومية
تحقيق الأمن الغذائي بتعزيز القدرات الوطنية في مجال تخزين الحبوب
استعراض التدابير المتخذة لتعزيز المنظومة الوطنية للوقاية من حرائق الغابـــــات
درست الحكومة خلال اجتماعها، أمس الأربعاء، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، عدة ملفات تتمثل في المراقبة الميزانياتية واستعراض التدابير ذات الصلة بتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية فيما يتعلق بالعديد من المجالات، مع استماعها إلى عرض حول التقرير الوطني للأخطار الكبرى (2023)، حسب ما أفاد بيان لمصالح الوزير الأول، هذا نصه الكامل:
«ترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، يوم الأربعاء 26 جوان 2024، اجتماعا للحكومة، خصص لاستكمال الدراسة على مشروع مرسوم تنفيذي يتعلق بممارسة المراقبة الميزانياتية الذي يندرج في إطار مسار إصلاح حوكمة المالية العمومية من خلال مقاربة تكرس مبادئ الشفافية والمسؤولية وتهدف إلى تحقيق أعلى درجات فعالية النفقات العمومية.
كما واصلت الحكومة استعراض مختلف التدابير المتعلقة بمتابعة تنفيذ توجيهات السيد رئيس الجمهورية الخاصة بتحقيق الأمن الغذائي، لاسيما في شقها المتعلق بتعزيز القدرات الوطنية في مجال تخزين الحبوب.
وفي إطار تنفيذ تعليمات السيد رئيس الجمهورية الصادرة خلال اجتماع مجلس الوزراء، المنعقد يوم 23 جوان 2024، بخصوص تذليل العقبات الإدارية التي تحول دون توظيف فئة الشباب في الهياكل والمرافق التابعة لقطاعي الشباب والرياضة في الولايات الجنوبية وفق الإمكانات والاعتمادات المتاحة، اعتمدت الحكومة جملة من التدابير المتعلقة بمباشرة عملية التوظيف على مراحل ووفق الاعتمادات المتاحة، مع تكليف القطاعات المعنية باتخاذ جميع الترتيبات اللازمة بما يحقق الأهداف المسطرة في مجال تأطير وتنشيط مختلف الهياكل والمؤسسات الرياضية والشبابية على مستوى الولايات المعنية، والحرص على إشراك المجلس الأعلى للشباب في مرافقة هذا المسعى.
أخيرا، استمعت الحكومة إلى عرض حول التقرير الوطني للأخطار الكبرى لسنة 2023، مع الدعوة إلى إرساء مقاربة تعتمد بشكل أساسي على تعزيز العمل الاستباقي والوقائي وتطوير قدرات الإنذار المبكر، بالإضافة إلى استعراض التدابير المتخذة لتعزيز المنظومة الوطنية للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها وخاصة من خلال تجنيد كل الوسائل الضرورية، بما فيها الطائرات القاذفة للمياه».