مقالات العدد 19507
الدولي
بعيـــــدون عــــــــن أيّ انتمــــــاء وطنــــي
آلاف الصّهاينـــــــــــــة بـــــــــــدأوا هجـــــــــــرة عكسيــــــــــــة إلــــــــــى كنـــــــــــدا
ذكر موقع للكيان الصهيوني، أنّ الآلاف من الصهاينة هاجروا إلى كندا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأوضح الموقع، في تقريره، أنّ كندا تمنح الصهاينة “تأشيرة إنسانية”. وبحسب التقديرات، استغل آلاف الصهاينة الفرصة فعلاً، وغادروا إلى هناك.
وأشار الموقع إلى وجود برنامج كندي خاص باستقبال المهاجرين الصهاينة، موضحاً أنّ البرنامج، الذي أُعلن بداية العام، تم تمديده في الأيام الماضية عاماً آخر، بحسب ما يرى البعض، بسبب التصعيد في الشمال.
وتمّ إطلاق مشروع يمنح الصهاينة تأشيرة عمل لمدة 3 أعوام في كندا، يمكن خلالها تقديم طلب للحصول على الإقامة الدائمة، أو المواطنة الكاملة.
وذكر الموقع أنّ كندا كانت دوماً “وجهة مفضلة للهجرة لليهود من جميع أنحاء العالم”، وأنّ اليهود يتمتعون في كندا بحياة مريحة وهادئة، وخالية من مظاهر معاداة السامية.
وبحسب التقديرات لآخر إحصاء في 2021، يعيش في كندا نحو 400 ألف صهيوني، معظمهم في تورونتو، يُضاف نحو 2000-3000 صهيوني إليهم سنوياً، لكن من المحتمل أن يكون عددهم زاد بصورة ملحوظة منذ بداية الحرب.
ومنذ بداية الحرب، تحدّث إعلام الاحتلال عن عدد كبير من الصهاينة الذين غادروا الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكشَفَ ازدياداً كبيراً في “الهجرة” العكسية اليهودية.
خســــروا أوزانهـــم بسبــب الجــــوع والقهــــر
غزيّـــــون يتحوّلــون إلـى أشبــاح تمشــي علــى الأرض
سوء التغذية وقلة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة واستمرار العدوان والتهجير من منطقة إلى أخرى أفقدت الغزيين وزناً كثيراً، حتى تحولوا إلى مجرد أشباح على الطرقات.
فقد الغزيون كثيرا من أوزانهم في الشهر التاسع توالياً للعدوان الصهيوني، الذي بدأ في السابع من أكتوبر الماضي، ولا تتوفر القدرة على تأمين الطعام مع تقليص دخول المساعدات إلى قطاع غزة إلى أكثر من 70% مما كانت عليه الحال قبل السادس من ماي الماضي، واحتلال معبر رفح البري وإخراجه عن الخدمة.
إذن، يشهد الغزيّون تقلصاً في أوزانهم إلى النصف أحياناً، وخصوصاً سكان المنطقة الشمالية المحاصرة، التي لا تدخل مساعدات إليها، باستثناء أعداد قليلة جداً، وقد يتناولون وجبة واحدة كل خمسة أيام. يعانون بسبب انعدام الأمن الغذائي وتزايد المجاعة داخل المنطقة. وفي مناطق أخرى، يشغّل العديد من الخياطين الذين يعتمدون على عجلات الدراجات الهوائية ماكيناتهم لتضييق الملابس بسبب نقص أوزان الزبائن.
يضيّقـــــــــــون ملابسهـــــــــــــــــم
في المنطقة الشمالية، يصف المواطنون أنفسهم بأشباح تمشي على الأرض. تقلصت أوزان أجسادهم بسبب سوء التغذية، وخصوصاً خلال الشهرين الأخيرين، جراء القصف الشديد على محافظات المنطقة الشمالية كافة، والنزوح الأخير في الشمال ومدينة غزة، بينما لا تزال تتواصل القيود على إدخال الغذاء باستثناء مواد قليلة جداً مثل الدقيق أو عبر طائرات إنزال المساعدات التي يجبر على ملاحقتها الغزيّون بشكلٍ مذل.
خسر يوسف رضوان (33 عاماً) 22 كيلوغراماً ونصف كيلوغرام من وزنه، لكن الأطباء يعتقدون أنه أصيب بجرثومة في المعدة وقد حرم من الطعام خمسة أيام، واكتفى بالمشروبات فقط والمياه. وسبب الإصابة هو تناوله أغذية من مصادر غير صحية كما يصف. ويبين أنه في مارس الماضي خسر وزناً أكثر من ذلك. لكن في أفريل الماضي، وبعد تخفيف الحصار عن المنطقة الشمالية والسماح بإدخال الطعام، استطاع تناول الطعام قبل أن يشتد الحصار وتُمنَع الأغذية عن المنطقة مجدداً.
يقول رضوان: “أنا واحد من مجموعة شبان وأصدقاء من حي الشيخ رضوان جميعنا فقدنا أوزاننا. لقد كان وزني قبل العدوان 90 كيلوغراماً وكنت أتمتع بصحة جيدة. كنت عداء رياضياً، لكن الآن بت هزيلاً وضعيفاً وجائعاً”.
يشير الناس إلى محمد مطر. الجميع يعرف قصته هو الموجود في مخيم جباليا، وقد خسر كثير من الوزن. قبل السابع من أكتوبر، كان قد وصل وزنه إلى أكثر من 120 كيلوغراماً. أما اليوم، فقد بلغ 63.5 كيلوغراماً.يشعر مطر بالانزعاج بسبب نظرات الناس إليه.
يقول مطر إنه لم يتناول الطعام منذ يومين. ويعمد كثيرون إلى تقسيم الوجبة الواحدة على أيام، فيما أصيب كثيرون بالأمراض، كالنزلة المعوية، وهي أحد الأسباب التي أدت إلى فقدانه الكثير من وزنه، عدا سوء التغذية وفقدان الشهية في بعض الأحيان، هو الذي خسر عشرات الشهداء من عائلته.
ويشدد: “بعض الأطعمة والشراب نسيت طعمه مطلقاً، إلى جانب أنّني بلا عمل وأعول أسرة كبيرة ولا أملك مالاً”.
تشكّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي
إدانات دولية لشرعنة مستوطنات جديدة بالضفة
اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني 6 فلسطينيين في مدينتي الخليل ونابلس بالضفة الغربية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، وبحسب الوكالة، اعتقلت قوات الاحتلال 4 فلسطينيين من بلدة يطا جنوبي الخليل، و2 آخرين من نابلس بالضفة الغربية، بعد مداهمة منازلهم، في حين يواصل الاحتلال اقتحام مدن الضفة الغربية.
وهاجم مستوطنون متطرفون المزارعين الفلسطينيين في منطقة واد القطفة غرب بلدة السموع جنوب الخليل، وفي أعقاب الهجوم، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة ونفذت عمليات تفتيش بعد أن هاجم المستوطنون المزارعين واعتدوا عليهم، واستولوا على أغنامهم، ومنعوهم من الوصول إلى أراضيهم.
وفي سياق آخر، عبّر المبعوث الأممي للشرق الأوسط، تور وينيسلاند، عن قلقه البالغ إزاء قرار الحكومة الصهيونية إضفاء الشرعية على 5 مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة.وأكد وينيسلاند عبر منصة “إكس”، على أن هذا القرار يؤدي إلى تفاقم التوترات ويقلل من فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وأشار أيضا إلى أن المستوطنات تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
إدانــــــــــات عربيــــــــــة وأوروبيـــــــــــة
وقد أدانت دول ومنظمات عربية بشكل واسع، قرارا صهيونيا يسمح بتوسيع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، محذرة من عواقب وخيمة، ومنددة بانتهاك الكيان للقانون الدولي.
وجاء الرفض العربي عقب إعلان هيئة البث الصهيونية أن المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” صادق الخميس على خطة تشمل “شرعنة 5 بؤر استيطانية في الضفة الغربية ونشر عطاءات لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات”، علما أن البؤر الاستيطانية مستوطنات أقامها مستعمرون على أراض فلسطينية خاصة.
عواقـــــــــــــب وخيمــــــــــــــــــة
وردّا على ذلك، أعربت الدول العربية عن إدانة واستنكار قرار الكابينت، وأكدت “رفضها القاطع للانتهاكات الصهيونية المستمرة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”، وحذرت من “العواقب الوخيمة لمواصلة سلطات الاحتلال لذلك في ظل الغياب التام لآليات المحاسبة الدولية”، كما اعتبرت الدول العربية توسيع الاستيطان في الضفة الغربية، حلقة جديدة في سلسلة انتهاكات الكيان الصهيوني المستمرة لقرارات الشرعية الدولية، خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2334”.
وصادق مجلس الأمن على القرار 2334 في 23 ديسمبر 2016، و«يطالب القوة القائمة بالاحتلال، بوقف الاستيطان بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وعدم شرعية إنشاء الكيان الصهيوني للمستوطنات بالأرض المحتلة منذ عام 1967”.وشدّدت في هذا السياق على “ضرورة اصطفاف المجتمع الدولي لإلزام الاحتلال الصهيوني بوقف إجراءاته الأحادية، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية، خاصة في هذا التوقيت الدقيق”.
”انقـــــــلاب” علــــــــى أوسلــــــــــو
على مستوى المنظمات العربية، أدان مجلس التعاون الخليجي، قرار حكومة الاحتلال الصهيونية، وأدان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في بيان السبت، القرار الصهيوني ذاته، معتبرا إيّاه “انقلابا كاملا ونهائيا على اتفاق أوسلو، وعودة بالوضع كله إلى ما قبل نقطة الصفر وترسيخا لمنطق الاحتلال الفج”.
واتفاق أوسلو، يعود إلى 13 سبتمبر لعام 1993، بين منظمة التحرير الفلسطينية، والاحتلال الصهيوني، ويتضمن ترتيبات الحكومة الذاتية الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة.ودعا أبو الغيط “المجتمع الدولي إلى رؤية الحكومة لصهيونية على حقيقتها بوصفها حكومة عنصرية يمينية غير معنية بالسلام تسعى لتفكيك أي مظهر للسلطة الفلسطينية، بما في ذلك في مناطق الضفة الغربية المصنفة ضمن الفئة ب، والتي تخضع وفق اتفاق أوسلو لسيطرة مدنية فلسطينية”.
والجمعة، ذكرت هيئة البث الصهيونية أن الإجراءات المصادق عليها من قبل “الكابينت” الخميس، تشمل “إلغاء تصاريح ومزايا مختلفة لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وسحب صلاحيات تنفيذية من السلطة في جنوب الضفة الغربية، وتطبيق القانون ضد البناء غير القانوني هناك”.
تقويــــــــض فــــــــــرص السّـــــــــلام
من جهته، قال الاتحاد الأوروبي، إن إعلان وزير المالية الصهيوني، نيته شرعنة 5 بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة “محاولة متعمدة جديدة لتقويض جهود السلام”.
وأضاف التكتل الأوروبي، في بيان: “ندين بأشد العبارات إعلان سموتريتش، نيته شرعنة 5 بؤر استيطانية في الضفة الغربية”، وطالب الاحتلال بالإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية.
ويقوم الاحتلال بجمع الضرائب نيابة عن السلطة الفلسطينية مقابل واردات الفلسطينيين على السلع المستوردة، وتسميها “أموال المقاصة”، بمتوسط شهري 220 مليون دولار.
وتعتمد السلطة الفلسطينية على أموال المقاصة من أجل دفع رواتب موظفيها، وبدونها لا تكون قادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه فاتورة الأجور، وتجاه نفقات المؤسسات الحكومية.
وســــط مخــــاوف مــــن اتّســــاع رقعــــة الحـــرب
الاحتــــــــلال يفجّــــر عشــــرات المنــــازل بحـــي الشّجاعيـة واشتباكـات فـي رفـح
يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب غزة لليوم 269 على التوالي، بعدما نفّذ سلسلة غارات على حيّ الشجاعية شرقيّ مدينة غزة شماليّ القطاع، ونسف عدداً من المنازل، وشنّ طيرانه الحربي غارة عنيفة على تل السلطان غربيّ مدينة رفح، جنوبيّ القطاع، فيما ذكرت هيئة البث الصهيونية أن أكثر من 40 مواجهة وقعت بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في حيّ الشجاعية منذ الخميس الماضي.
في الأثناء، ووسط مخاوف من اتساع رقعة الحرب، أقرّ قائد عسكري صهيوني بصعوبة المواجهة مع حركة حماس في مدينة رفح، مؤكداً أنّ تفكيك الحركة في هذه المدينة يتطلب عامين على الأقل. وناقضت تصريحات قائد اللواء 12 في جيش الاحتلال تقديرات للجيش الصهيوني التي زعمت أن بالإمكان إعلان هزيمة حماس في رفح خلال أيام.
سياسيا، قالت وسائل إعلام صهيونية، إن واشنطن تحاول سد الفجوات بين موقف حماس والاحتلال لإنعاش مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
غــــــــــــــارات وشهــــــــــــــــداء برفــــــــــــــح
ميدانيا، استشهد سبعة مواطنين وأصيب آخرون، أمس الأحد، في قصف للاحتلال استهدف منزلا غرب رفح، وآخر في حي الدرج شرق مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلا لعائلة زعرب، غرب رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 6 مواطنين بينهم أطفال، وإصابة آخرين. وأضافت أن مدفعية الاحتلال قصفت المناطق الجنوبية لمدينة رفح، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين، وذلك مع استهداف آخر وسط المحافظة، وأشارت إلى سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في حيي تل السلطان والسعودي.
واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية، بلدتي عبسان وخزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، واستشهد مواطن وأصيب آخرون، في قصف لطائرات الاحتلال الحربية استهدف شقة سكنية في حي الدرج شرق مدينة غزة، وسط تواصل غارات عنيفة على المنطقة.
وقصفت مدفعية الاحتلال منازل المواطنين في محيط متنزه برشلونة بحي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، مع تصاعد ألسنة الدخان من المكان.
كما شنّت طائرات الاحتلال الحربية غارات عنيفة على حيي التفاح والشجاعية شرق مدينة غزة، وحي الصبرة في المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال منازل المواطنين في حي الشجاعية، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين لم يتمكن المسعفون من الوصول إليهم جراء إطلاق النار المتواصل من مسيرات الاحتلال على كل ما يتحرك.
وأفاد مراسلون، بأن آليات الاحتلال المتوغلة في حي الشجاعية، تحاصر عددا من العائلات داخل منازلها في محيط مسجد الشهداء، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الطيران المسّير.
حــــــــرق مسجــــــد فــــــــي رفــــــــــح
هذا، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال أحرق مسجد العودة، الذي يعد من أشهر مساجد مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كما استهدفت طائراته الطواقم الطبية في المدينة.
وفي الأثناء، أدانت حركة الجهاد الإسلامي تصريحات وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف، إيتمار بن غفير، المطالبة بإطلاق الرصاص على رؤوس الأسرى في سجون الاحتلال.
ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، طالب بن غفير مرات عدة بإعدام الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية.
مقاومــــــــــــــــة ضاريــــــــــــــــة
وأعلن الجيش الصهيوني أنّ عمليّاته مستمرّة في حيّ الشجاعيّة في شرق مدينة غزّة حيث أسفر القتال “فوق الأرض وتحتها” عن استشهاد العشرات خلال ثلاثة أيام، ووفقا للجيش، قُتِل عسكريّان صهيونيّان وأصيب اثنان آخران بجروح خطرة في القتال بشمال غزّة.
من جانبهما، أشار الجناحان المسلّحان لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي إلى أنّهما يخوضان معارك باسلة ضد القوّات الصهيونية في منطقة الشجاعيّة.
ويُنفّذ الجيش الصهيوني منذ الخميس هجوما على الشجاعيّة حيث يقول إنّ هناك بنية تحتيّة للمقاومة.
٩————
الرّئاسيــــــات الموريتانيــــــــة
الغـــــــــزوانــــــي يتصـــــــــدّر النّتائــــــــج الأوليـــــــــــة
قال الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا، أمس، محمد تقي الله الأدهم، إن اللجنة تضع اللمسات الأخيرة على نتائج الانتخابات، مشيرا إلى أنها اتسمت باللمسة الأخلاقية العالية.
وأضاف أنه لم يتم تسجيل أي خروقات خلال عملية التصويت، مشددا على أن الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هو الشعب الموريتاني الذي اختار بحرية ودون تأثر أو تأثير.
وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الموريتانية التي أجريت السبت، تقدما للرئيس محمد ولد الغزواني ليحلّ بعده منافسه الرئيسي الناشط البارز بيرام الداه أعبيد.
وتعهد الغزواني (67 عاما)الذي يرأس الاتحاد الإفريقي حاليا، بتعزيز الاستثمار لتحقيق طفرة في السلع الأولية في موريتانيا، التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، حيث تتأهب لبدء إنتاج الغاز الطبيعي. كما أكّد أن “الكلمة الأخيرة هي للناخبين الموريتانيين؛ أُلزم نفسي باحترام اختيارهم”.
وإلى جانب الغزواني، شارك في السباق الرئاسي الموريتاني ستة مرشحين منهم أعبيد، الذي جاء في المركز الثاني في انتخابات عام 2019 بعد الغزواني بأكثر من 18 بالمائة من الأصوات. وكان الغزواني قد انتخب لولاية أولى في ذلك العام.
ومن بين المنافسين الستة الآخرين، المحامي العيد محمدنامبارك، والخبير الاقتصادي محمد الأمين المرتجي الوافي، وحمادي سيدي المختار من حزب تواصل الإسلامي.
وتعهّد الغزواني في حالة فوزه بولاية جديدة، بإنشاء محطة للطاقة تعمل بالغاز الطبيعي من مشروع تورتو أحميم الكبير للغاز الذي من المقرر أن يبدأ الإنتاج بحلول نهاية العام، كما تعهّد بالاستثمار في الطاقة المتجددة والتوسع في مجال تعدين الذهب واليورانيوم وخام الحديد. وتشهد موريتانيا حالة من الاستقرار منذ انتخاب الغزواني في عام 2019.
رفضـــت تملّـــص مدريـــد والربـــاط مـــن المسؤوليـــة
أحــــــــــزاب إسبانيــــــــة تطالــــــــب بتحقيــــــــق مستقـــــــل حــــــــول مأســـــاة مليليـــــــة
طالب حزب “بوديموس” الإسباني (أقصى اليسار) المفوضية الأوروبية بإجبار الحكومة الإسبانية على فتح تحقيق شامل في المأساة التي وقعت في 24 جوان 2022، في سياجات مليلية وأودت بحياة عشرات المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وأعادت الذكرى الثانية لمأساة المهاجرين على سياجات مليلية التي وقعت في 24 جوان 2022، النقاش حول المسؤولية المفترضة للمغرب وإسبانيا في مقتل عشرات المهاجرين قرب سياجات مليلية الاسبانية .
ودعم “بوديموس” مبادرة حزب “اليسار الجمهوري الكاتالوني” لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة مسؤولة عن تسليط الضوء على المأساة.
وسبق للمدعي العام الإسباني أن أغلق التحقيقات بشأن مأساة مليلية ورفض إدانة عناصر الحرس الإسباني، ونفس الشيء بالنسبة للقضاء المغربي الذي حفظ التحقيق بدعوى “غياب الدليل على وقوع جريمة”. أما الداخلية الإسبانية فقد ألقت باللوم والمسؤولية على مافيا الهجرة بشأن هذه المأساة الإنسانية.
من جانبها، طالبت منظمة العفو الدولية “أمنيستي” المغرب وإسبانيا بتكثيف جهودهما للكشف عن مصير ما لا يقل عن 70 مهاجرا، فقدوا إثر مذبحة مليلية، ولم يتم التعرف على مصيرهم إلى الآن.
وشدّدت على أن السلطات المغربية والإسبانية مطالبتان بالامتثال بشكل عاجل لالتزاماتها القانونية الدولية، بما في ذلك اتخاذ إجراءات لضمان عدم تكرار مثل هذه الخسائر المروعة في أرواح المهاجرين.
يطالبون بتوضيح عن استقبال السّفينة الصّهيونية
المغاربـــــــــة يحشــــدون لاحتجاجــــات ضـــد التّطبيــــع
تتواصل الاحتجاجات الشعبية المندّدة بسماح المخزن لسفينة صهيونية بالتوقف في ميناء طنجة وتموينها بالوقود والطعام، مطالبة سلطات بلادها مجددا بالاستماع إلى صوت الشعب، وإسقاط كل اتفاقيات التطبيع مع هذا الكيان المجرم، الذي يمعن في انتهاك القوانين والمواثيق الدولية.
وفي هذا الإطار، خرج أبناء الشعب المغربي، في 106 مظاهرات بـ 46 مدينة مغربية استجابة لنداء الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ورفع المحتجون الذين خرجوا للأسبوع 38 على التوالي، شعارات وهتافات تطالب المخزن بالتراجع عن سياسة التطبيع مع الكيان المحتل، منددين باستقبال السفينة الحربية الصهيونية بميناء طنجة المغربي، معتبرين هذا السلوك خيانة لدماء وتضحيات الفلسطينيين.
من جهتها، دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع في بيان لها، الشعب المغربي إلى المشاركة القوية في المسيرة الشعبية الوطنية التي تعتزم تنظيمها في مدينة طنجة يوم الأحد 7 جويلية المقبل، احتجاجا على هذا استقبال السفينة الحربية الصهيونية وللمطالبة بإسقاط كل اتفاقيات التطبيع جملة وتفصيلا، ووقف حرب إبادة الشعب الفلسطيني فورا.
الشّعــــب يريــــد توضيحـــــا
وأوضحت الجبهة المغربية، أنه أصبح معلوما الآن أن السلطات المغربية سمحت للسفينة العسكرية الصهيونية “كوميميوت “ التابعة لبحرية جيش الاحتلال الصهيوني، القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، بالرسو بميناء طنجة يوم 6 جوان 2024 قصد التزود بالوقود والطعام، لتواصل إبحارها نحو ميناء حيفا المحتلة، مشيرة إلى أنه لم يصدر لحد الساعة عن الدولة المخزنية، أي رد فعل أو توضيح أو اعتذار، الأمر الذي يعد تشجيعا للعدو الصهيوني على الاستمرار في حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وتفريطا في السيادة الوطنية للمغرب والمنتهكة أصلا.
منـــع مســـيرة تضامنيــة مـــع الفلسطينــيّين
في الأثناء، منعت السلطات المحلية بمدينة فاس تنظيم وقفة تضامنية مع غزة، كان يعتزم الائتلاف المغربي لدعم فلسطين تنظيمها أمس الأول، بشارع محمد السادس بمقاطعة زواغة.
ولم يبرر القائد رئيس الملحقة الإدارية زواغة، قرار المنع، محملا في نفس الوقت الجهات الداعية والمشاركة في تنظيمها “كافة العواقب والنتائج والآثار القانونية المترتبة عن مخالفة هذا القرار”.
الخارجيــــة الأمريكيـــة تكشـــف فــــي تقريرهـــا السّنـــوي
الاتّجــــار بالبشــــر مستفحـــل بالمغـــرب والمخـــزن غــير جــــاد فــــي محاربتـــه
أكّدت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي حول الاتجار بالبشر لسنة 2024، أن المغرب لم يف بالشكل الكامل بالمعايير الدنيا للقضاء على الاتجار بالبشر.
ولفت التقرير إلى أن المغرب لم يف بالحد الأدنى من المعايير في مجال محاربة الاتجار بالبشر، حيث ظلت مراكز الإيواء والخدمات المتخصصة لضحايا الاتجار بالبشر غير كافية، ولم تبلغ الحكومة عن تقديم الدعم المالي أو العيني لمنظمات المجتمع المدني التي تقدم الخدمات للضحايا.
المهاجرون واللاّجئون..أكبر الضّحايا
وأضاف أنه على “الرغم من ارتفاع مخاطر الاتجار بالمهاجرين واللاجئين في المغرب، نادرا ما حددت السلطات ضحايا الاتجار الأجانب أو قدمت لهم الخدمات، واستمر الافتقار إلى إجراءات الفحص الاستباقية وتحديد الهوية في ترك بعض السكان، مثل المهاجرين غير الشرعيين، عرضة للسلطات التي تعاقبهم بشكل غير مناسب فقط بسبب أفعال غير قانونية ارتكبوها كنتيجة مباشرة للاتجار بهم” مثل الدعارة أو انتهاك قوانين الهجرة.
وشدّد التقرير على أنّ “اللجنة الوطنية لمكافحة الإتجار بالبشر تفتقر إلى الموارد والموظفين الكافيين لتنسيق جهود الحكومة بشكل فعال لمكافحة الإتجار بالبشر”، وأوصى بتطبيق إجراءات منهجية لتحديد ضحايا الاتجار بشكل استباقي، وخاصة بين الفئات السكانية الضعيفة مثل المهاجرين غير النظامين، والتنفيذ الكامل لآلية الاستجابة الوطنية وتدريب السلطات القضائية وسلطات إنفاذ القانون، فضلاً عن المجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى في مجال حماية الضحايا على تطبيقها، إلى جانب توفير خدمات الحماية الكافية لضحايا جميع أشكال الاتجار، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، مراكز الإيواء والخدمات النفسية والاجتماعية والمساعدة القانونية والمساعدة في العودة إلى وطنهم.
دبلومــــاسيّون يتاجــــرون في البشـــر
قال التقرير إنّه في مارس 2023، علقت وزارة الخارجية الأمريكية، لمدة عام، امتيازات رعاية التأشيرة الممنوحة لأعضاء بعثة المغرب؛ لأن حكومة هذا الأخير رفضت التنازل عن الحصانة الدبلوماسية للإجراءات الجنائية الأمريكية المتعلقة بالاتجار بالبشر وسوء المعاملة الخطيرة لعاملات المنازل، ولم تبدأ محاكمتها الخاصة في ديسمبر 2019، وذلك بعد أن اتُهم دبلوماسي يعمل في البعثة المغربية لدى الأمم المتحدة في نيويورك وزوجته السابقة وشقيقها، من بين جرائم أخرى، بالتآمر لارتكاب تزوير تأشيرة الدخول من 2006 إلى 2016 لاستغلال عاملات المنازل الأجنبيات من 2006 إلى 2016، من الفلبين والمغرب ودول أخرى.
واعتقلت السلطات الأمريكية الزوجة السابقة للدبلوماسي السابق في مارس 2019؛ وتوفيت عام 2021 قبل المحاكمة، ولا يزال المتهمان الآخران في حالة سراح، وأفادت الحكومة بأن تحقيقاً قضائياً مستمراً مع الدبلوماسي السابق، ومع ذلك، وللعام السادس على التوالي، لم تبلغ عن استكمال الملاحقة القضائية أو غيرها من الإجراءات الإدارية لمحاسبة الدبلوماسي السابق.
ولفت التقرير أيضا إلى أنه بصرف النظر عن هذا التحقيق القضائي، لم تبلغ الحكومة المغربية عن أي تحقيقات أو ملاحقات قضائية أو إدانات جديدة لمسؤولين حكوميين متواطئين في جرائم الاتجار بالبشر، ولم تبلغ عن تحديثات بشأن الملاحقات القضائية السابقة التي بدأت.
للتّعريف والتّحسيس بنضال الشّعب الصّحراوي
فعاليـــات ثقافيــــة وأكاديميـــة بمــــدن ألمانيــــة
شهدت العديد من المدن الألمانية في الأيام الأخيرة، حملة تضامنية واسعة مع القضية الصحراوية من خلال تنظيم وتنشيط مجموعة من الفعاليات السياسية والثقافية والاكاديمية للتعريف بالنضال المشروع للشعب الصحراوي وكفاحه في سبيل الحرية والاستقلال.
واحتضنت – في هذا السياق – دار الثقافة والفنون “بويغا هاوس” بمدينة لايبزيغ شرق ألمانيا، أمسية ثقافية حول تاريخ المقاومة والكفاح ضد الاستعمار الأجنبي بالصحراء الغربية، نشّطتها كل من ممثلية جبهة البوليساريو بألمانيا والحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي، حيث قدم مساعد الممثلية بألمانيا، السيدالصالح سيد البشير، محاضرة حول “الأبعاد التقدمية” في مسيرة جبهة البوليساريو، بعد خمسين عاما على تأسيسها.
كفــــــــاح مستميــــــت وإنجـــــــازات خالــــــدة
مساعد ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا، الصالح سيد البشير، قدم عرضا بذات الأمسية حول الأسباب التي دفعت الى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يوم 10 ماي 1973، مبرزا الأسباب التي عجلت بتأسيس حركة التحرر الوطني الصحراوي، منها الداخلي، كردة الفعل الدموية العنيفة التي واجهت بها الإدارة الإسبانية مطالب المتظاهرين المدنيين الصحراويين في انتفاضة الزملة التاريخية، يوم 17 جوان 1970، ورفض السلطات الاستعمارية تطبيق قرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرار 1514 (د-15) لعام 1960، الذي يعتبر العمود الفقري لعقيدة الأمم المتحدة في تصفية الاستعمار ومنح الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة من خلال ممارسة حقها في تقرير المصير.، وأسباب خارجية، تمثلت في صعود المد التحرري في دول الجوار وعموم القارة الافريقية.
نســـــــــاء علــــــــى خـــــــــــط المواجهـــــــــــــــة
وشهد “مخيم العودة” الطلابي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بذات الجامعة، يوم الخميس، عرض الفيلم الوثائقي “أبِيات: قصة نساء على خط المواجهة بالصحراء الغربية”، الذي يعتبر شهادة حية حول العنف الهمجي الذي تعاني منه المرأة الصحراوية بالأرض المحتلة على يد الأجهزة البوليسية للاحتلال المغربي، كما يصور الفيلم باحترافية عالية صلابة وإرادة وعزيمة النساء الصحراويات في سبيل كفاحهن التحرري من أجل الاستقلال واستعادة سيادة أراضيهن وجلاء الاحتلال المغربي العسكري عنها أمام وحشية تلك الانتهاكات وقسوة الظلم وخطر النسيان.
دعـت لفتـح الإقليـم أمـام هيئـات المراقبـة الدوليـة
”إيســـــــــــــاكـــــــوم” تـــديـــــن التّعذيــــــب الممنهـــــــــــج ضــــــــــــدّ الصّحــــــــراويّــــــين
أدانت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي “ايساكوم”، بشدة، سوء المعاملة المتواصلة من قبل الاحتلال المغربي ضد المناضلين والمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، وكذا تصاعد التعذيب “الممنهج” بحق المدنيين الصحراويين دون حسيب ولا رقيب.
وأوضحت الهيئة الصحراوية في بيان لها، أن “ممارسات التعذيب الممنهجة اخذت طابعا انتقاميا خطيرا كسلوك متجدد من طرف قوات القمع المغربية بعد أن تلقوا الضوء الأخضر للتفنن في المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، خاصة الممارسات التي تمس بكرامة المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان وتسبب لهم آلاما جسدية ونفسية شديدة”.
ملاحقـــــات واعتـــــــــداءات
واستدلت في هذا الإطار، بما حصل مع المختطفتين السابقتين، عضوتي الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي فاطمتو الحيرش والدكجة لشكر، يوم 16 جوان الجاري في الشارع العام بالعيون المحتلة، بعد ملاحقتهن من طرف سيارات تابعة لشرطة الاحتلال وأخرى تحمل لوحات مدنية وعلى متنها عناصر بزي مدني، حيث تعرضتا للتعنيف على يد مجموعة من جلادي الاحتلال.
وفي اليوم ذاته – يضيف البيان – “تعرضت كل من الإعلامية الصالحة بوتنكيزة والمدافعة عن حقوق الإنسان محفوظة لفقير، على يد عناصر شرطة القمع إلى الإذلال والضرب والسب والشتم، مؤكدة أن هذا الفعل الإجرامي الشنيع هو شكل من أشكال التعذيب مثلما عرفته اتفاقية مناهضة التعذيب”.
وفي الختام، طالبت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، المجتمع الدولي بـ “العمل على الوفاء بالتزاماته بموجب القانون الدولي من خلال الضغط على دولة الاحتلال المغربي وإلزامها باحترام القانون الدولي، ولاسيما حظر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية والحاطة بالكرامة الإنسانية كافة”.
كما طالبت “ايساكوم” بفتح المدن المحتلة أمام وسائل الإعلام الدولية والمنظمات والهيئات الحقوقية والمراقبين الدوليين، وتنفيذ التزاماتها الدولية المتعلقة بالتحقيق وبالمحاسبة على انتهاكات القانون الدولي، خاصة المتعلقة منها بالتعذيب وسوء المعاملة.
الثقافة
في يــــوم دراســــي حــــول الـــــتراث الـــثــقـــافي بـــورقـــلـــــة
قــاعــدة مــعــطــيــات الـــــــــتراث.. حــمـــايــة فــاعـــلــــة..
أجمع مشاركون في اليوم الدراسي الذي نظّم بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بورقلة حول حماية التراث الثقافي، لفائدة أعوان خلايا مكافحة المساس بالتراث الثقافي الوطني على مستوى الأجهزة الأمنية، على أهمية استحداث قاعدة معطيات وطنية، بالتنسيق مع مصالح الأمن، تتضمّن جميع التراث المادي المنقول المسجّل والمصنّف.
ورقلة: إيمان كافي
وأكّدت توصيات اليوم الدراسي على ضرورة برمجة خرجات ميدانية مشتركة دورية للوقوف على المخاطر التي تهدّد الممتلكات الثقافية، وتنظيم دورات تحسيسية حول التراث المادي واللامادي المحلي وأماكن تواجده في المؤسّسات التربوية والشبانية، بالإضافة إلى التنسيق مع وسائل الإعلام المحلية حول أهمية التراث الثقافي، ضمن حصص تلفزيونية وإذاعية، وكذا التنسيق مع مؤسّسات الاتصال لإرسال رسائل نصية قصيرة دورية للتحسيس حول التراث، وتجريم الاعتداء عليه والتشجيع على التبليغ عن أيّ محاولة تجاوز في هذا الشأن.
وتطرّق المتدخلون في هذا اليوم الدراسي لأهمية تثمين التصريح بحيازة قطع أثرية وإيجاد آلية لتسليمها للمصالح المختصة، والسعي لتسجيل وتصنيف التراث المادي واللامادي وتكثيف جلسات العمل المشترك والدورات التكوينية بين قطاع الثقافة والفنون والأجهزة الأمنية، وأيضا تفعيل دور المجتمع المدني في التحسيس والتعريف بالتراث الثقافي.
وشهد اليوم الدراسي تقديم مداخلات ثريّة في الموضوع، حيث تطرّقت في الجلسة الأولى منه مديرة الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية فرع ورقلة أم الخير بن زاهي إلى موضوع حماية التراث الثقافي في ظل القانون الجزائري 04/98.
وأبرز الدكتور غرياني عبد الحميد محافظ رئيس في التراث بمديرية الثقافة والفنون لولاية ورقلة في مداخلته “حماية التراث الثقافي اللامادي الجزائري”، أهمية تفعيل سبل حماية التراث الثقافي اللامادي من جهة أخرى، على اعتباره من الموروثات الثقافية الأكثر عرضة للنهب والسرقة.
وأشار إلى أنّ العمل على ملف تصنيف التراث الثقافي الجزائري أضحى اليوم أكثر من ضرورة، في ظلّ ما يتعرّض له من نهب ممنهج وإصرار على نسبه إلى دول أخرى، خاصة الموروث الثقافي الذي يعد من صميم الإرث الثقافي الجزائري الذي لا تشترك فيه مع دول أخرى، على غرار اللباس التقليدي الذي يتنوّع في الأساس ويختلف من ولاية إلى أخرى في تراب الوطن الواحد.
مؤكّدا أنّ الجزائر كدولة تحترم مشاركتها للعديد من الدول في بعض عناصر الإرث الثقافي، وقد أبدت حسن نواياها في الكثير من ملفات التصنيف لدى منظمة اليونيسكو، من مبدأ حماية التراث الإنساني المشترك، على غرار مبادرتها لتصنيف طبق الكسكسي الذي تقدّمت به مع عدّة دول عربية وإفريقية مجاورة، باعتباره تراثا ثقافيا مشتركا تشترك فيه شعوب المنطقة، بالإضافة إلى ملفات أخرى.
وخلال مداخلته أوضح المتحدّث ماهية الممتلكات الثقافية اللامادية، مع الإشارة لأنواعها، كما كشف في تدخله أهمية إدراج العديد من عناصر الموروث الثقافي في الجرد الإضافي، مشيرا إلى أنّ أغلب الموروثات الثقافية التي توجد بولاية ورقلة تعبر عن غنى ثقافي كبير.
من جانبه كمال ستيتي مدير الحظيرة الوطنية للأطلس الصحراوي بالأغواط، قدّم مداخلة بعنوان المعاينة الأثرية في مجال التراث الثقافي، أكّد من خلالها على أهمية ما تقدّمه الحظيرة الوطنية للأطلس الصحراوي التي تشمل نطاقا جغرافيا مهما من القطر الوطني.
وقدّمت الدكتورة شادية خلف الله مفتشة في التراث بالمتحف العمومي الوطني سطيف، عيّنات من الخبرة المنجزة لولايات الشرق الجزائري، أبرزت من خلالها أكثر المواد عرضة للنهب والسرقة والتي تعدّ من بين أكثر العلامات الدالة على عراقة بلادنا في عمق التاريخ الإنساني.
وتقدّم خويدم محمد المفتش العميد بمديرية الجمارك الجهوية ورقلة بمداخلة حول “دور إدارة الجمارك في حماية التراث الثقافي”، أوضح فيها مهام الجمارك الجزائرية في حماية التراث الثقافي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الهدف من هذا اليوم الدراسي حسب ما كشفه المنظّمون، هو تحقيق تواصل فعّال بين الجهات الأمنية وقطاع الثقافة، وتمكين خلايا التراث الثقافي على مستوى مصالح الأمنية بولاية ورقلة من الاحتكاك أكثر بالميدان الثقافي، والاستفادة من خبرة إطارات القطاع الثقافي، وتوسيع حلقة المحافظة على الموروث الثقافي، عبر التأكيد على أهمية مهام هذه الخلايا الأمنية في معادلة حماية التراث الثقافي، وقطع الطريق أمام كلّ من يشارك في نهب وسرقة التراث الثقافي الجزائري.
اثنا عشر عاما من العمل في ساحة التنوير..
الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية.. صرح الفكر النيّر..
^ بوساحة: متمسكون بأهداف الجمعية ورسالتها التنويرية
قبل أيام، احتفلت الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية بالذكرى الثانية عشرة لتأسيسها. وبهذه المناسبة، أكّد رئيس الجمعية، الدكتور عمر بوساحة، بأنّ الإرادة والحماس اللذين بدأت بهما الجمعية منذ اليوم الأول للتأسيس لم يفترا، مثلهما مثل الاعتقاد الراسخ في أهداف الجمعية، وهي ترسيخ حضور الفلسفة في الحياة الثقافية الجزائرية، وتمكينها من ممارسة دورها التنويري في المجتمع الجزائري.
أسامة إفراح
تحتفل الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية بعامها الثاني عشر، وهي التي عقدت جمعيتها التأسيسية في 25 جوان 2012. وبهذه المناسبة، نشر رئيس الجمعية، الدكتور عمر بوساحة، رسالة أكّد فيها تمسّك الجمعية وأعضائها بالتنوير، الذي اعتبره من الأهداف التي تأسّست من أجلها الجمعية.
وفي هذا الصدد، قال بوساحة: “مدركون أنّنا لم نحقّق الشيء الكثير، ونعرف كذلك أنّ المشوار أمامنا لا يزال شاقّا وطويلا، وأنّنا لم نحقّق منه سوى خطواته الأولى، ولكننا لم نتعب ولم نتراجع رغم صعوبة المهمة ومشقّتها”.
وأضاف: “لم تفتر لدينا الإرادة ولا الحماس اللذان بدأنا بهما منذ اليوم الأول للتأسيس، ولا نزال نعتقد اعتقادا راسخا في الأهداف التي أسّسنا من أجلها الجمعية وعملنا من أجل تحقيقها وهي: كيف يمكن أن يكون للفلسفة حضور في الحياة الثقافية الجزائرية؟ وكيف يمكن لها أن تمارس دورها التنويري في المجتمع الجزائري باعتبارها أداته الأساسية التي لا يوجد أفضل منها في القيام بهذا الدور؟”
وأكّد بوساحة أنّ أعضاء الجمعية أدركوا، من خلال ممارسة النشاطات الثقافية على أرض الواقع، أنّ من أكبر الأخطاء التي واجهها وسيظلّ يواجهها التنوير في الثقافة العربية عموما، ومنها الجزائرية، هو اختزال مشروعه في “رؤية إيديولوجية مغلقة”، كون الإيديولوجيا “فكرة إقصائية لا تقبل بالمشاركة، ويعتقد أصحابها بأنّهم يملكون اليقين النهائي، وهو ما يتعارض مع الروح النقدي الذي يمثل ماهية الفلسفة المنفتحة دوما على الحياة وأسئلتها التي لا تتوقف”.
بالمقابل، يعتبر بوساحة بأنّ التنوير “رفع الوصاية على العقل وكذلك على الحرية”، مؤكّدا بأنّه “سيتحقّق حينما يدرك الجميع على اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم الثقافية والفكرية، الدينية والسياسية، أنّهم ليسوا أوصياء على الفضاء العمومي”، وبالتالي فلا يمكن الحديث عن العقلانية ولا على مشروع التنوير إلا بالتمرّن على قبول الاختلاف والتعايش السلمي مع المختلف.
وذكّر بوساحة بأنّ سياقات التنوير الذي عاشته أوروبا والأمم الغربية عموما، هي غير السياقات في عالمنا العربي الإسلامي، “فالتنوير في العالم العربي ــ وهو ما صعب من إنجازه ــ بدأ في مرحلة الاستعمار الذي كان له آثار سلبية جدّا، ولم ترافقه كما حصل في الغرب تشكيلات اجتماعية عربية فاعلة، ولا صناعات أنتجت العلوم ومهدت للفلسفات والمعارف الجديدة أن تتبلور”، ويرى بوساحة أنّنا لم نغادر لحدّ الآن ثقافة القرون الوسطى، من دون أن تتشكّل لدينا اجتماعيا طبقات تمتلك طموحات ورؤى للانخراط في العالم الجديد، الشيء الذي جعل الطريق أمام مشروع التنوير عسيرا. وهذا هو الوضع الذي يشتغل فيه حملة لواء التنوير في العالم العربي من جمعيات ومؤسسات ومثقفين، وهو الوضع نفسه الذي تشتغل فيه الجمعية الفلسفية الجزائرية، يقول بوساحة، مؤكّدا: “ولكنّنا على الرغم من كلّ ذلك لم نفرط ولم نتراجع عن الأهداف التي رسمناها يوم تأسيسها”.
للتذكير، تعرّف الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية (التي حصلت على نسخة اعتمادها الرسمي في 31 ديسمبر 2012) نفسها بأنّها “فضاء لأهل الفلسفة والمشتغلين بها من الجزائر وخارجها، تهدف إلى إيصال نتاج العقل العربي إلى العالم، وتوسيع دائرة التواصل مع الأوساط الأكاديمية والبحثية العالمية وتعريفهم بالفكر الفلسفي الجزائري والعربي المعاصر”.
ومن بين أهدافها المعلنة حين تأسيسها، العمل على تنشيط الحياة الثقافية والفكرية الوطنية، عن طريق تنظيم وإقامة ندوات فكرية وعلمية عبر كامل التراب الوطني، والسعي إلى تدعيم الإبداع والنشر في المجالين الفكري والفلسفي، والتعريف بأعلام الفكر والفلسفة والحضارة الجزائرية والعالمية.
ومنذ تأسيسها، رأت الجمعية، أنّه من الواجب أن تصبح الفلسفة “مكوّنا أساسيا في بناء الثقافة الاجتماعية، ورافدا يغني مشروع التحديث والعصرنة والبناء الحضاري لمجتمعنا ودولتنا”. وفي هذا الإطار، تعتقد الجمعية، حسب بيان لها حين اعتمادها، أنّه “لا أهمية لفكر أو معرفة لا تصل إلى الناس ولا تخترق وجدانهم”، بل يجب أن تصبح “مكونا أساسيا في كيانهم ووعيهم وثقافتهم”. كما أن “التحديث الحقيقي يكمن في تجديد الحياة الثقافية للبشر واتساع المدارك والرؤية لديهم ومضاعفة قدراتهم المعرفية”.
وأكّدت الجمعية حينها أنّه “ليس هناك ما هو أكثر خطرا على الأمم والمجتمعات من التقوقع والانغلاق حول الذات، اللّذان تبثّهما في الحياة الدوغمائيات المغلقة والإيديولوجيات الشمولية القائمة على الخرافات والأساطير والآراء غير العلمية التي تفتقد إلى كلّ حسّ تاريخي أو نقدي”.
دشّنت المكتبة الرئيسية للمطالعة “المجاهد بن عيسى بلعزوقي”
مولوجي توسّع آفاق النشاط الثقافي بالمدية
^ مـــســـرح الـــهـــواء الـــطـــلـــق “محـــبـــوبـــاتـــي”.. مـــنـــصـــّة راقـــيـــة لـــلـــنـــشــــاط الـــفـــنـــّي
^ 60 مـــلــيـــون ديــنــار لــتــجــديـــد سيـــنــمـــا قـــصـــر الــــبـــخـــاري.. وســـيـــنــمـــا الـــبرواڤـــيـــة جـــاهــــزة.. قـريـــبــــا..
قامت وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة صورية مولوجي، بزيارة عمل وتفقّد إلى ولاية المدية، أين دشّنت عددا من المرافق الثقافية، اطّلعت عن قرب على الفعّاليات التي تحتضنها الولاية، والنشاط الكبير الذي تعرفه في مختلف فروع العمل الثقافي.
استهلت مولوجي زيارتها الميدانية إلى المدية بتدشين مسرح الهواء الطلق “محمد المحبوب صفار باتي” المعروف بـ«محبوباتي”، وهو الشاعر والموسيقار الذي أسهم إسهاما فاعلا في إثراء التراث الفنّي الوطني، وقد استفاد الصرح الجديد من عملية تجهيز العام الجاري، وتم وضعه تحت تصرف دار الثقافة “حسن الحسني”.
وفي ثاني محطة من زيارتها الميدانية، دشّنت الوزيرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “المجاهد بلعزوقي بن عيسى”، التي انتهت بها أشغال البناء والتجهيز، واستفادت في إطار قانون المالية لسنة 2024 من إعادة تقييم بمبلغ 260 مليون دج من أجل استكمال التجهيزات اللاّزمة.
مكتبة بلعزوقي، صرح فاره يضاف إلى المنشآت الثقافية بالمدية، سيكون له دوره الريادي في النشاط الثقافي عموما، وخاصة فيما يتعلّق بالاستراتيجية الوطنية لصناعة الكتاب، وهي منشأة قانونيا ومجهّزة وموضوعة حيّز الخدمة، حيث تمّ تعيين مديرة على رأس هذه المؤسّسة، وفتح 23 منصب توظيف، ولقد أسدت مولوجي – في أثناء الاطّلاع على مختلف مرافق المكتبة – تعليمات بضرورة تكثيف النشاطات الثقافية والتربويّة خاصة هذه الصائفة بمناسبة افتتاح هذا الصرح الثقافي الهام.
في المحطة الثالثة من برنامج زيارة العمل والتفقّد، عاينت مولوجي أشغال إعادة تهيئة دار الثقافة “حسن الحسني” التي استفادت من عملية إعادة تهيئة وتجهيز بمبلغ قدّر بـ184 مليون دج، حيث تم الإنتهاء من الأشغال والتجهيزات مطلع العام الجاري، وتحتوي دار الثقافة “حسن الحسني” على قاعة للعروض وقاعة للمحاضرات وقاعة للمعارض وورشات بيداغوجية، وتمّ – بالمناسبة – تقديم عرض حول قطاع الثقافة والفنون بولاية المدية حول عملية تأهيل دار الثقافة والمرحلة الثانية من المخطّط الدائم لحفظ وإعادة الاعتبار للمدينة القديمة للمدية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، قالت مولوجي إنّ قطاع الثقافة لولاية المدية سيستفيد من عملية دراسة وتجديد قاعة السينما قصر البخاري بمبلغ 60 مليون دج في إطار البرنامج الاستثماري المقترح لسنة 2025، بعد أن عرفت قاعة السينما بالبرواقية عملية تجديد وتجهيز برخصة برنامج تقدر بـ60 مليون دج، وسيتم الانتهاء من التجهيزات التقنية الضرورية خلال الأيام القادمة المقبلة.
وشدّدت مولوجي، بولاية المدية، على الإستغلال “الأمثل” للمنشآت الثقافية، وإعداد برامج ترفيهية كفيلة بتلبية تطلّعات المجتمع، وقالت – على هامش تدشينها للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “بن عيسى بلعزقي” إنّ “مسؤولي الثقافة تلقّوا تعليمات لاستغلال أمثل للمنشآت الثقافية، سواء تلك التي دخلت حيز الخدمة مؤخرا، أو تلك الموجودة مسبقا، للاضطلاع بمهامهم على أحسن وجه والمساهمة في تلبية طلب المواطنين، فيما يتعلّق بالبرامج الثقافية”.
وأشارت مولوجي إلى تخصيص 126 مليون دج لاقتناء أجهزة للمكتبة الرئيسية بالمدية التي ستتكفّل بالإشراف على سير المكتبات الـ23 التي يسيّرها قطاع الثقافة، كما تم تخصيص مبلغ مالي قدره 35 مليون دج لتمويل أجهزة تقنية على مستوى مسرح الهواء الطلق الواقع بالقطب العمراني لولاية المدية، والذي تم تدشينه، أول أمس السبت.
ومن جانب آخر، قدّمت وزيرة الثقافة للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية رصيدا وثائقيا يتكوّن من 2.500 عنوان، يضاف إلى مجموعة كتب منحت سابقا متكوّنة من 3 آلاف عنوان بغية تعزيز الرصيد الوثائقي لمكتبات الولاية.
للإشارة، فإنّ الفعّاليات الثقافية بالمدية، تشهد انتعاشا غير مسبوق وفق تأكيد مختلف الفاعلين في الميدان الثقافي، وقد انطلقت أمس، بدار الثقافة حسن الحسني، فعّاليات المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي – دورة محمد فراح – في طبعته الرابعة عشرة، لتتواصل إلى غاية الخامس من جويلية الجاري، تحت شعار “الكوميديا مقاومة”.
تقديرا لمساره الفنّي وتفانيه في خدمة الفنّ الرابع
المـــســـرح الجــهــوي لــتــيــزي وزو يــكــرّم الـكــاتب المــســرحــي عــمــر فــطــمــوش
كرّم المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو الكاتب المسرحي عمر فطموش، تقديرا لمساره الفنّي وتفانيه في خدمة الفنّ الرابع، وشكّل هذا الحفل التكريمي مناسبة للعديد من الفنانين وأصدقاء المسرحي فطموش، للتعبير عن امتنانهم له إزاء تفانيه وروح الإيثار التي ميّزته طوال نصف قرن من مسيرته المهنية.
بدا عمر فطموش جدّ سعيد بهذا التكريم إذ لم يخف تأثّره الكبير بهذا التقدير والعرفان من طرف أقرانه وأصدقائه، الذين وصفهم بـ«عائلته الكبيرة” التي “قضى فيها معظم وقته” والذين كان يعتبرهم “ملجأه الدائم”.
وبخصوص مسيرته الفنية، كشف فطموش أنّها كانت “نتيجة طبيعية” لما تعلمه من الذين سبقوه في الميدان، على غرار كاتب ياسين وعبد القادر علولة وأحسن عزازني وعبد الرحمن زعبوبي وسعيد زعنون وحسين هارون وأحمد خودي، الذين شاركوه جميعا لحظة من حياتهم المهنية، والذين حيوا فيه “رجلا ذو قلب كبير قدّم كلّ ما لديه للمسرح”، ووصفوا فطموش بـ«جسر بين جيل الماضي والحاضر”.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكّد مدير المسرح الجهوي لتيزي وزو عبد الرحمن زعبوبي، أحد الذين تقاسم معهم الفنان مسيرته المهنية، أنّ فطموش “طبع المسرح الوطني ببصمته كممثل وكاتب مسرحي ومخرج”.
وقد أسّس الفنان والكاتب المسرحي والمخرج عمر فطموش حركة منايل المسرحية لبرج منايل سنة 1976، في إطار مسرح الهواة والمدرسة الدرامية الشعبية ببرج منايل (بومرداس) سنة 1982 وفرقة “السنجاب” بنفس المدينة سنة 1990.
وفي عام 1998، انتخب أمينا عاما للشبكة الجزائرية للمعهد الدولي للمسرح المتوسّطي، كما ترأس المسرح الجهوي لبجاية لمدّة 12 سنة (من 2003 إلى 2015).
ويشتهر فطموش بإنتاجه المسرحي الثريّ كممثل مسرحي وكاتب مسرحي ومخرج على حدّ سواء، وقد أخرج للمسرح نحو عشرة عروض مسرحية، من بينها “ستة ودامة” الذي أحرز به الجائزة الأولى لمهرجان مستغانم عام 1982.. كما أنّ له إنجازات عديدة في مجال المسرح المحترف، أبرزها “حرف بحرف” (1986) و«حزام الغولة” (1988) و«رجال يا حلالف” (1989) و«عويشة والحراز” (1991) و«عالم البعوش”(1993) و«البسمة المجروحة” (1994) و«فاطمة نسومر”(2004) و«وحوش. كوم” (2006) المقتبس عن رواية “النهر المحول” لرشيد ميموني (2006) و«الحراس” للطاهر جاووت عام 2009.
كما أشرف المسرحي فطموش عام 2022 على إنجاز ملحمة فنية بمشاركة 367 فنانا بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال.
ويعتبر أيضا عضو مؤسّس ومدير مهرجان مسرح الهواة لمستغانم منذ سنة 1976، إلى جانب كونه خبيرا في الفنون الدرامية لدى اليونسكو منذ 2013.
في عرض موسيقي “يالّلاني أنت تغني”
13 عازفا يحيون الموروث الموسيقي الجزائري والعالمي
احتضن مسرح الهواء الطلق “الكازيف” بسيدي فرج، عرضا موسيقيا بعنوان “يالّلاني أنت تغني”، من تنظيم ديوان الوطني للثقافة والإعلام بالتعاون مع مؤسّسة التسيير السياحي،
“N Actuelle Event”، حيث أحيا الحفل فرقة وترية عصرية تتألّف من 13 عازفا وعازفة.
في محاولة للتجديد وتجنّب رتابة الملقي والمتلقي في العروض الموسيقية المعتادة ـ يقول منظّمو التظاهرة ـ انبثق هذا العرض لإعطاء صبغة جديدة للموروث الموسيقي والمحافظة على الذوق العام، من خلال خلق فضاء وبعد جديدين يتلخّصان في أداء أغاني تحيي الذاكرة الجماعية من قبل الجمهور الحاضر نفسه، بتناغم مع الفرقة الموسيقية، وهذا في حدّ ذاته يمثل تحديا فنيا وتقنيا.
كان الحفل موسيقيا استعراضيا وتفاعليا بمعادلة موسيقية حية تستلهم ميزتها من الأغاني الجزائرية، العربية، والعالمية بتوزيع جديد مكّن الجمهور الحاضر من التفاعل معها وأصبح بذلك المؤدّي والمغنّي الرئيسي للحفل تحت قيادة قائد الفرقة، ومن أداء فرقة وترية عصرية تتألّف من 13 عازفا وعازفة، “وباعتبار الفن عنصرا مؤسّسا في المخيّلة والذاكرة الجماعية وركيزة التطوير الفكري والوعي الاجتماعي، فإنّ هذا العرض يعدّ إحياءً للإرث الموسيقي، وبادرة لها أن تتداول الطرب الأصيل عبر الأجيال، فتقتطف من الماضي وتعيد حقنه في عرض بذوق الحاضر، كحلقة تواصل واستمرار موسيقي بين الأجيال، ومن هذا المنطلق كان اختيار الطابع الجزائري والعربي الملوّن بالتأثيرات الغنائية والموسيقية الحديثة كحافز لتجديد التراث وإحيائه”.
تتألّف المقطوعات الموسيقية من أغانٍ جزائرية، عربية، وعالمية بتوزيع جديد يتناسب مع الطابع التفاعلي والتشاركي للجمهور الذي يتم توجيهه من طرف قائد الفرقة كموسيقي ومنشّط منسّق للحفل، مستعيناً في ذلك بالمؤثّرات الصوتية والضوئية الذكية.
ومن الأغاني التي شهدتها هذه التظاهرة: “في يوم وليلة”، “Au pays des merveilles “ “يا بنات الجزاير”، “البارح كان في عمري عشرين”، “مختارات لجورج وسوف”، “وحياتي عندك”، “الزينة”، “مختارات لأم كلثوم”، “يا الرايح وين مسافر”، “نجمة قطبية والممرضة”…
التصوّر السينوغرافي للعرض يعتمد على التنسيق والتفاعل بين الإضاءة والمؤثّرات الصوتية والمكمّلات التقنية، ممّا أضفى صبغة تفاعلية ثلاثية الأبعاد ومحفّزة للجمهور بصرياً وسمعياً.
تحت شعار “ألوان من تراثنا”
مقدس يزيّن رواق الفنون “نوراة”.. بسيدي بلعباس
يقيم الفنان التشكيلي مقدس نور الدين معرضا فنيا برواق الفنون “نوارة” بمدينة سيدي بلعباس، للعشرات من اللوحات الزيتية.. المعرض الذي يأتي تحت شعار “ألوان من تراثنا”، أراد من خلاله الفنان إبراز عادات وتقاليد مختلف مناطق الوطن وروعة الطبيعة التي تتمتع بها باستخدام أسلوب فني متميّز تفرد به نور الدين مقدس.
سيدي بلعباس: نسرين ب
تعكس رسومات الفنان التشكيلي نور الدين مقدس تجربته الطويلة التي ينفرد بها بعدما تأثر بعدّة فنانين غربيين، وقد استعمل في لوحاته تقنية “البيكسال” التي تشبه فن الفسيفساء، إلاّ أنّها على قماش الرسم وتعتمد على الفرشاة والألوان، كما يشتغل الفنان على الصورة الرقمية التي يفكّكها إلى مربعات صغيرة، ثم يحوّلها إلى لوحة تشكيلية باستخدام كذلك الألوان الزيتية.
ويعتبر مقدس الفنان الأول في الجزائر وفي العالم العربي الذي استعمل هذا الأسلوب في إنجاز لوحاته المستوحاة من الواقع المعاش، والتي تعبّر تارة عن الحياة الترقية في البيئة الصحراوية، والمرأة العاصمية الحضرية وكذا المرأة الريفية بملامحها البريئة والفتيات الصغيرات من البيئة القبائلية بزيّهنّ القبائلي وحليهنّ الفضية يقمن بجني الزيتون، كما توسّط بهو رواق الفنون أيضا لوحات فنية عن الصحراء والواحات، تبرز خصوصيات الجنوب الكبير، ولوحات حول الفانتازيا والخيول.. وغيرها من اللوحات التي عبر من خلالها عن أفراح وأحزان الجزائريين.
المعرض يعرف توافدا كبيرا لفنانين ومحبّي الفن التشكيلي للاستمتاع بما جادت به أنامل الفنان نور الدين مقدس ابن مدينة سيدي بلعباس، ويذكر أنّه من مواليد 1960، خريج مدرسة الفنون الجميلة بوهران (1979-1982)، درس في المعهد التكنولوجي بسيدي بلعباس وعمل أستاذا للتربية الفنية إلى غاية تقاعده.
مؤسّس جمعية فن وإبداع، وعضو في الاتحاد الوطني للفنون الثقافية ببلعباس، وبفضل أعماله الفنية المتميّزة، تحصّل على العديد من الجوائز خلال مشاركاته في العديد من التظاهرات الثقافية والفنية، ما شجّعه على الاستمرار في الإبداع وتمسّكه بالفن التشكيلي.
الأيام الوطنية للموسيقى الأندلسية بمعسكر
”المـــنــــارة” و”ريـــــاض الأنــــدلـــس” تمـــتــّعـــان الجـــمـــهـــــور
أمتعت جمعيّتا “المنارة” لبلدية شرشال (تيبازة) و«رياض الأندلس” لتلمسان الجمهور بوصلات من التراث الأندلسي الأصيل، في إطار الأيام الوطنية الأولى للموسيقى الأندلسية التي احتضنت فعّالياتها المسرح الجهوي “بشير زحاف” لمعسكر.
واستهلت هذه السهرة الفنية بتقديم جمعية “المنار” لبلدية شرشال (تيبازة) وصلات موسيقية من التراث الأندلسي الأصيل، نالت إعجاب الجمهور الحاضر الذي أبدى تجاوبا أضفى جوا فنيا في قاعة المسرح المذكور.
بدورها، أمتعت جمعية “رياض الأندلس” لتلمسان الجمهور بأدائها باقة متعدّدة من الوصلات الموسيقية الأندلسية التي أداها أعضاء هذه الجمعية بكلّ جدارة واستحقاق.
وتميّزت هذه السهرة الفنية بحضور مميّز لفنانين مبتدئين في مجال الموسيقى والغناء المنخرطين بورشة الموسيقى لدار الثقافة “أبي رأس الناصري” لمعسكر، على غرار الشاب أحمد الذي قال في تصريح لـ(وأج) بأنّه يحب الطابع الموسيقي الأندلسي، وأنّ “هذه التظاهرة تتيح له الاحتكاك بفنانين من ضيوف الولاية للاستفادة من تجربتهم الفنية”.
من جهتها، أطربت جمعيتا “الأندلسية” لسيدي بلعباس و«الفن والأدب” للجزائر العاصمة الجمهور بوصلات لموسيقى زرياب، حيث صنعت هاتين الجمعيتين الحدث بتقديم وصلات موسيقية أندلسية زريابية جميلة سافرت بالجمهور إلى مدينة قرطبة الأندلسية، مستمتعين طيلة ساعتين بأنغام الآلات الموسيقية العربية من أداء أعضاء ذات الجمعيتين.
وأشار مدير الثقافة والفنون عبد الغاني رزيقي لـ(وأج) بأنّ هذه السهرة عرفت حضور أزيد من 400 متفرج من مدينة معسكر، المولع والمحب للفن الأندلسي الأصيل.
جدير بالذكر، أنّ هذا الحدث الثقافي الذي أسدل الستار عليه، أول أمس، والمنظم بمبادرة من الجمعية “المغديرية” للموسيقى الأندلسية لمعسكر، بالتنسيق مع مديرية الثقافة والفنون والمسرح الجهوي “بشير زحاف” ودار الثقافة “أبي رأس الناصري” لمعسكر، عرف مشاركة ثماني جمعيات مختصة في الموسيقى الأندلسية من ولايات معسكر وتيارت وسيدي بلعباس والجزائر العاصمة وتيبازة وتلمسان ووهران ومستغانم.
-*———–
في كتابه “أعلام وأمجاد..”
بــــــداوي يـــحــــيــــي ذاكــــرة مــــديــــنــــة المـــشـــريــــة
أصدر الباحث عبد الرحمن بداوي كتابًا جديدا بعنوان “أعلام وأمجاد.. صفحات من التاريخ والذكريات المجيدة ـ مدينة مشرية” عن دار الجمال للنشر والتوزيع، حاول الباحث من خلال هذا العمل أن يعيد إحياء تاريخ وذاكرة مدينة المشرية.
فاطمة الوحش
يُعتبر كتاب “أعلام وأمجاد مدينة مشرية” -صفحات من التاريخ والذكريات المجيدة -بحسب الكاتب بداوي عبد الرحمان- اللبنة الأولى في كِتابة تاريخ مدينة مشرية التي لم تنل بعد المكانة المُستحقة واللائقة بها في المنظومة التاريخية المحلية والوطنية.
أشار عبد الرحمن بدوي، إلى أنّ مدينة مشرية هي عِبارة عن بوتقة انصهرت فيها عدّة قبائل وأجناس من مُختلف الثقافات، وقد سَاهمت هذه الأجناس والقبائل بكلّ ما تملك من موروث ثقافي فكري كان أم فنّي ذي الطبوع المتنوّعة إلى التراث والصناعة التقليدية والعادات والتقاليد المتراكمة التي تُعبّر عن الانتماء الحضاري لكلّ مجتمعٍ محلّي، وتَعكس طبيعة وهوية كلّ فرد في المجتمع المشراوي، وشكّل هذا الموروث الثقافي فسيفساء ذات ألوان مُختلفة وبهيجة.
وذكر المؤلّف، أنّ مدينة مشرية أنجبت عدّة شخصيات بارزة في شتى الميادين والمجالات منهم من برز في عالم السياسة والسلك الدبلوماسي، ومنهم من تألّق في فضاء الثقافة، وآخرين في القطاع العسكري وفي الإدارة وفي الجانب العلمي، الديني والفكري التربوي ومنهم من تبوّأ مناصب عليا في الدولة.
كما أنّ لأسلافنا الأوائل الميامين المنعمين – يقول صاحب المؤلّف – دوراً بارزاً في الدفاع عن حرمة التراب الوطني والمقدّسات الدينية وذلك من خلال مُشاركتهم الفعّالة في مُقاومة الأمير عبد القادر والثورة المظفّرة والملحمة الوطنية التي قادها المرحوم الإمام المجاهد سيدي الشيخ بوعمامة.
وأضاف: “عند اندلاع الثورة المباركة، لبَى أبناء مدينة مشرية والمنطقة بصفة عامة نداء الواجب الوطني وهَبّوا لنصرة القضية الوطنية، وعَزموا على إسترجاع الحرية والسيادة وعلى كسر قيود الظلم والعبودية والإستبداد والدفاع عن كرامة الجزائريين..”
كما جاء في الكتاب ذكر كوكبة من المثقّفين والأدباء الشهداء الذين كان لهم الفضل في تحرير الجزائر، كالشهيد الحبيب بناسي وأوموسى المختار وقاسمي عبد القادر والطيبي بن الدين وغيرهم من الشهداء الأمجاد في سبيل تحرير الجزائر.
وتطرّق الكاتب في الأخير إلى التركيبة السكّانية للمدينة والقصور الضاربة في عمق التاريخ التي تزخر بهم ولاية النعامة، والعادات والتقاليد التي تميّز المنطقة في مختلف المواسم والأعياد.
ذكري
تـــصـــدّى لـــلــحــمــلــة الــفــرنــســيــة عــلــى مــديــنــة مــعــســكـــر
الأمير عبد القادر الجزائري.. مــــعــــركــــة الـــنـــصـــــــر.. (2)
خرج كلوزيل من وهران 25 نوفمبر 1835 م متجها نحو سهل تليلات عبر مركز التينة، واجتاز داية مورسالي وسينيا وتوقفت مشارف وادي السهل، وفي 27 نوفمبر أرسل الحاكم العام الجنرال أودينو في مهمة استطلاعية نحو سهل تليلات لمعرفة أماكن تمركز الأمير.. وعسكرت القوات الفرنسية على جانبي وادي تليلات.. مقدمة مطلة على غابة مولاي إسماعيل وميمنتها على بعد 4 كلم من خائق حيث تمر طريق ضيقة ومتعرجة إلى الداخل الوهراني..
أ. فتيحة بن حميميد
جامعة ابن باديس – مستغانم
تحركت القوات الفرنسية فجر 29 نوفمبر نحو سهل السيج لإتمام المهمة الموكلة لها، وتركت فرق الحاكم العام (مؤلفة من كتيبتين من الفرقتين 47 و 66 وسريتي هندسة بقيادة العقيد كومب تركتميل الأوغاس) جنوبي شرق غابة مولاي إسماعيل، لتشرف مقدمتها بقيادة الجنرال أودينو على سهل السيج، أما فرق الجنرالين براجو ودار لنج، فقد سارت في سرايا متوازية مع سرايا فرقة العقيد كومب التي تشكلت فرقة أساسية للاتجاه، أما الحركى، فوصلوا إلى نهر السيج، وخيموا عند الساعة الخامسة من ظهر 29 نوفمبر، بينما اتخذ الجيش الفرنسي شكل مربع تمركزت كل فرقة منه على ضلع واحتلت وسطه القافلة والعتاد.
في صباح 30 نوفمبر، وضع كلوزيل 1600 عامل تحت إمرة العقيد لامورسيه (قائد الهندسة)، وكلفهم بإقامة جسرين على نهر السيج لتسهيل مرور القوات وتأمين تراجعها وقت الضرورة، ولحفر خندق طوله 600م على الضفة اليسرى للنهر، مشكلا مركزا دفاعيا قويا لألف مقاتل، وموقف لعربات الجيش والهندسة والإدارة.
تمونت الكتائب الفرنسية بالماء من الينابيع العديدة والغزيرة في نهر السيج، وبدأت الاستعداد للسير نحو عاصمة الأمير عبد القادر عند الأمر، وفي ليل 30 نوفمبر إلى 1 ديسمبر، عسكرت في وادي الغروف وتجهزت للقتال، في حين أمر الأمير عبد القادر بترك تلمسان، ووصل في 30 نوفمبر إلى سفوح جبال الأطلس، وتمركز مع المزاري على ميمنة القوات الفرنسية بالقرب من مسيل الغروف لمراقبة تقدم وتحركات كلوزيل.
معركة الغروف.. 3 ديسمبر 1835
انضمت قبيلة الغرابة وبني عامر بإمرة محي الدين على بوحلام إلى جيش الأمير ليلة 30 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 1835، واحتلت سفوح جبال تواكاس وعودتني المشرفة على مسيل الغروف، وعند معرفة كلوزال بما أعد الأمير، قرر الإسراع للوصول إلى أرض المعركة قبل الأمير لتفريق قوات الجزائريين وتشتيتها بين الوديان المطلة على سهول تليلات السيج والهبرة.
تلقى الجنرال أودينوا أوامر من الحاكم العام بالتوجّه داخل سهل السيج مع قوة استطلاعية من 2500 جندي موزعة على 3 سرايا، الكتبية 2 و17 الخفيفتان وعناصر الحركى وكتيبة الرماة الإفريقية الأولى، لاستكشاف أنحاء سهل السيج وجبل تواكاس، إضافة إلى تجنب مقاتلة الجزائريين أو اللحاق بهم إلى الجبال..
اتجهت القوات الفرنسية نحو قبيلة بني عامر على مقربة من جبل تواكاس في محاولة لشلّ تحركاتها، ومع وصول كلوزيل إلى موقع المقاتلين الجزائريين، تضاعفت أعداد الفرنسيين، فلم يجد الجزائريون سوى الانسحاب بسرعة، إلا أن 2500 فارس جزائري باغتوا ميسرة الجيش الفرنسي الحركى، فأخذوا في التراجع تحت الضربات المتوالية، إلا أن كلوزال تقدم مع كتيبتين وفصيلة مدفعية، فتمكن من توقيف الهجوم الجزائري وأعاد تنظيم جيشه.
ورغم شدة الضغط الفرنسي على القوات الجزائرية، فقد صمد الجزائريون وأبلوا البلاء الحسن، وبدأت أعدادهم في التزايد لاسيما بعد وصول 6000 فارس مع مجموع المشاة، فأحاطوا بالقوات الفرنسية واشتبكوا معها حوالي 5 ساعات، وأظهر الجزائريون إقداما منقطع النظير، حتى إنهم كانوا يقتربون أحيانا من مرمى مدافع الفرنسيين مفضلين الاستشهاد في الميدان على التراجع، إلى أن عاد الجيش الفرنسي في السادسة مساء إلى معسكره قرب نهر السيج بعدد من القتلى و43 جريحا.
أمر كلوزيل في 2 ديسمبر 1835 بعد استعدادات تامة وحمل مؤونة تكفي لـ17 يوما بالسير نحو معسكر لاحتلالها لا يرغب سوى في الخلاص من المقاتلين الجزائريين المتجمعين على قمم الأطلس وعلى الطرق المؤدية إلى معسكر، ولقد حرص الماريشال على تجنب الاتجاه نحو معسكرات الأمير مفضلا الطريق الطويلة مخترقا مناطق السيج والهبرة السهلية، بقصد تفادي المعركة والخسائر، فاتجه الفرنسيون في صفوف متراصة محمية بفرسانها، للهجوم على الفرق الجزائرية التي يمكن أن تهاجم بشكل مفاجئ.
تيقّن الأمير أن كلوزيل مصمم على السير باتجاه معسكر متجنبا الطريق المباشر إليها، فأمر قواته بالهجوم عليه لوقف زحفه نحو المدنية، إذ لم يكن أمامه خيار إلا مواجهة كلوزيل، فإذا انسحب تاركا الطريق حرة أمام الفرنسيين لاحتلال العاصمة، يكون قد خسر المعركة قبل خوضها، وعلى هذا لم يكن أمامه خيار سوى التصدي للجيش الغازي، وعلى هذا الأساس، أمر 3 آلاف مقاتل من المشاة غير النظاميين، بمهاجمة قوات العقيد كومب أثناء العبور للضفة اليمنى لنهر السيج، وأبقى القسم الآخر لمراقبة سير الفرنسيين وعرقلة تقدمهم وإجبارهم على العودة إلى وهران، وأمام الضغط الجزائري، انسحب العقيد كومب تحت حماية القصف المدفعي الفرنسي الشديد.
أبقى الأمير 200 من المشاة غير النظاميين على سفوح الأطلس لنصب الكمائن والانقضاض على ميمنة الجيش الفرنسي التي تراجعت بسرعة نحو القافلة، إلا أنها تمكنت من العودة واختراق الصفوف الجزائرية دون قتال، في حين قاتل 600 فارس جزائري مؤخرة الجيش الفرنسي وميسرته، فأحدثوا ثغرة بين الفرق، ما اضطر كلوزيل إلى تغيير سير الفرقة الثانية والثالثة يمينا بتجنب التصدع والاستعداد لأي هجوم مفاجئ.
أجبرت قوات الوسط بإمرة العقيد بوفور، ألفين من المشاة غير النظاميين على التراجع، غير أنهم صمدوا ولم ينسحبوا إلا بعد تضييق الخناق عليهم من طرف الكتيبة الإفريقية، كما نصب كلوزيل على ميمنته 8 مدافع لقصف تجمعات الجيش الجزائري، وفسح المجال للجيش الفرنسي للتقدّم.. تدخلت عناصر الاحتياط الفرنسية لمساندة ميسرة قواتها، غير أنها تراجعت أمام هجوم 600 فارس جزائري، ولولا اندفاع كلوزيل وكومب مع كتيبتين من المشاة لتقهقر الفرنسيون وانهزموا أمام القوات الجزائرية علما أن قوات الأمير توزعت بين أشجار سفوح الأطلس وأوديته تترقب قدوم كلوزيل، غير أنه تفطن لإستراتيجية الأمير، فأمر جيشه بالابتعاد عن هذه السفوح، فلم يتمكن الجزائريون من استدراج الفرنسيين إلى الجبال للانقضاض عليهم ووقف زحفهم نحو معسكر.
معركة سيدي مبارك..
3 ديسمبر 1835
لم يستسلم الأمير بعد معركة الغروف، فقرر وقف زحف الفرنسيين بتغيير خطته التراجعية بالصمود في مكان يختاره بنفسه على طريق تقدمهم نحو وادي الهبرة، وشجعه على هذا القرار معلومات أفادت باتجاه الجيش الفرنسي نحو الوادي، بكتائب متباعدة في الطريق الضيق والمنعرج المؤدي إلى معسكر.
أمر الأمير قواته باحتلال أمكنة العبادة الأربع في هذا المكان بعد تأكده باتخاذ كلوزيل الممر الإجباري نحو سيدي مبارك، وهو يشكل ملجاً للهاربين ودليلا للمسافرين في المنطقة، وسعي إلى حشد قواته حولها للدخول في معركة لا تتيح للفرنسيين حرية العمل ليفتح له المجال للتصرف في كل الاتجاهات.
عندما تيقن الأمير من دخول الفرنسيين إلى سيدي مبارك، أسرع واحتلها قبل أن تجتازها قوات كلوزيل، وعند الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر 3 ديسمبر 1835 م، تمركزت الفرق الجزائرية على النحو التالي: احتل جزء من المشاة النظاميين مع مقاتلي القبائل البرجية وادي ملاح العميق، متوزعين بين حجارة المقبرة يسار الفرنسيين، وبعيدين عن أنظار عناصر مقدمتها بقيادة الجنرال أودينو، كما تمركز الخليفة البوحميدي وعناصره في خندق داخل الغابة، وتوزعوا بين أشجارها على طريق وهران معسكر يسارا، وتمركز فرسان المزاري في جبال الأطلس وتفرقوا وحدات صغيرة في الوديان مقابل قبائل البرجية والمشاة النظاميين، وتمركز الأمير مع عدد كبير من قواته كاحتياط على المرتفع يمينا مثبتا مدافعه الثلاث في مرابضها بالقرب من مكان تمركزه.
قسم الأمير المهام على جيشه، وأمر المشاة النظاميين والقبائل بتجنب الاشتباك مع العدو في قتال مكشوف معتمدا على حرب العصابات لمفاجأته والقضاء عليه بأقصى سرعة ممكنة، فكان على المشاة غير النظاميين وبعض الفرسان صد محاولات الالتفاف الفرنسية وحماية هجمات باقي الوحدات، وأمر الفرسان بالهجوم على الجيش الفرنسي وإحداث فجوة بين كتائبه، ما يترك مقدمته تجتاز مرابط سيدي مبارك بغية عزلها عن بقية الفرق، ثم محاصرتها إلى أن تستسلم، وأمر فرق الاحتياط بمساندة القوى المدافعة أو المهاجمة لإتمام مهماتها ضد القوات الفرنسية على طريق وهران معسكر.
اعتمد الأمير في خطته القتالية على طريقة الكماشة حول سيدي مبارك، في الوقت الذي كان كلوزيل يتقدم بجيشه نحو المكان منظما وموزعا جيشه على قادته حيث الفرقة الأولى في المقدمة، الفرقة الثانية في اليسار والفرقة الثالثة في اليمين، والرابعة في المؤخرة، والاحتياط في الوسط.
وصلت طلائع القوات الفرنسية مساء 3 ديسمبر 1835 إلى مرابط سيدي مبارك، المكان الذي اختاره الأمير بذكاء ومهارة لمواجهة كلوزيل، فوقعت المعركة، وتصادم الجيشان..
قامت قوات الحركى بمهمة استطلاعية نحو الغابة، فأصبحت هدفا للجزائريين حيث أطلقوا عليها نيرانا غزيرة من عناصر قبيلة البرجية ومشاة الجزائريين النظاميين المتمركزين في وادي ملاح، فأجبر الحركى على التراجع إلى الخلف بدعم من قائد الجيش الفرنسي الذي أرسل بعض الخونة بإمرة النقيب موليار لإعادتهم.
لاحظ كلوزيل تراجع الخونة، فأمر الجنرال بالتقدّم مع فرقته يمينا نحو سفوح الأطلس ليهجم على مركز الأمير، لكن قوات الفرقة الأولى أوقفت أمام الخندق وتراجعت بعد أن جرح أودينو وأبدل بالجنرال ماربو، وفي الوقت الذي كانت الفرقة الأولى تتقدم إلى اليمين، أوقفت عناصر المشاة الجزائريين المرابطة في الوادي والمقبرة، فرقة الجنرال براجو، وأجبرتها على التراجع أمام قوة الدفاع وقصفت مدفعية الأمير المؤلفة من 3 مدافع فقط.
مجموعة الدوق دورليان والمقدم بورجون يساعدهما النقباء دولوني، ريدوبانز، تيكسادور ودوماسن والمؤلفة من الخونة والحركى، والكتيبة 17 الخفيفة والكتيبة الثانية والإفريقية، اجتازت الوادي والغابة واقتحمت المواقع الجزائرية يسارا، فتمكنت من احتلال الغابة والمقبرة، علما أن الجنرال دارلنج استفاد من هذا الهجوم وسار بمحاذاة جبال الأطلس نحو فرسان المزاري الذين صمدوا بصعوبة.
استولى الفرنسيون بعد بضع ساعات من القتال على الغابة الواقعة على يمين المواقع الجزائرية، بينما تقدمت مدفعيتهم إلى الأمام في الطريق الرئيسي، وأمام هذا الموقف تخلى الجزائريون عن جميع النقط الدفاعية، وكان عليهم أن ينسحبوا بعد أن كبدوا القوات الفرنسية خسائر فادحة.
بعد احتلال كلوزيل منطقة سيدي مبارك، تابع سيره حتى الضفة اليسرى لوادي الهبرة، فنصب خيامه ليل 3 ديسمبر 1835، وفي ظرف يومين اجتازت قواته سيدي إبراهيم ووادي البرجية ووادي ملاح وعين الكبيرة ، وفي اليوم التالي ترك الحاكم العام في عين الكبيرة كامل عرباته المدفعية، الفرقتين الثالثة والرابعة بقيادة الجنرال دارلنج والعقيد كومب، واتجه بنفسه مع الباقي من جيشه إلى عين كفرة، فبلدة البرج وقرر الدخول إلى معسكر، بعد أن جاءه يهودي من المدينة وأخبره بأن قوات الأمير لا ترابط بها.
وفي 7 ديسمبر، وقف الأمير عبد القادر أمام أبواب معسكر، وانتشرت أخبار حضوره بسرعة، فجاء رؤساء بعض القبائل الذين تجنبوا مواجهة الفرنسيين، وطلبوا منه العفو وتزعمهم من جديد إلا أن الأمير رفض وطلب تعين خلف له، فقاموا وقبلوا يديه وقدميه وبرنسه راجين الغفران والسماح عن الماضي، ووعدوه بالإخلاص والثبات مستقبلا “لقد كان أباهم وسلطانهم والرجل الذي اختاره الله ليقودهم للجهاد.. إن حياتهم له، فإذا تخلى عنهم فليس لهم ما يفعلون سوى الاستسلام للكفار”..
حين سمع الأمير هذه الكلمات، التفت إليهم وارتفع الدّم إلى وجنتيه بعد أن ضربوا على الوتر الحساس وهو الشعور بالواجب، فقال: “ليفعل الله ما يشاء، ولكن تذكروا إنني أقسم إلا أدخل مدينة معسكر باستثناء الجامع حتى تثأروا لهزيمتكم”.
دخل الأمير إلى معسكر صباح 9 ديسمبر وثبت سلطته، وأصبح قادرا على مواجهة أعدائه للحفاظ عليها، فازداد الجزائريون إيمانا برسالة الأمير..
أدت قبائل معسكر (الحشم) بحجمها الديموغرافي ووزنها الاقتصادي الواجب، وشكلت العمود الفقري لمقاومة الأمير عبد القادر، ما أهّلها لأن تصبح القبيلة المحورية في تسير دولته، ولعبت دورا فعالا في تموين مقاومته إذ بلغ عدد المطامير التي كان يحزنها الأمير 2100 مطمورة (1837 – 1839) معظم المشرفين عليها من هذه القبائل.
الرياضة
البطولة الجهوية لألعاب القوى بمعسكر
سيطرة عدّائي نوادي ولايتي تيسمسيلت وغليزان
عرفت البطولة الجهوية لألعاب القوى للأشبال والأواسط التي اختتمت منافساتها بميدان ملعب ألعاب القوى «بوعلام علي» لتيغنيف (معسكر) سيطرة عدائي نوادي ولايتي تيسمسيلت وغليزان.
تمكّن عدّاؤو وعداءات ناديي أتليتيك ومولودية بلدية تيسمسيلت من تحقيق المراتب الثلاثة الأولى في اختصاصات سباقات السرعة (100 متر و120متر و150 متر و400 متر) ونصف الطويلة (1500 متر) والطويلة (5000 متر).
أمّا عدّاؤو ناديي شباب بلدية غليزان وأبطال بلدية وادي ارهيو (غليزان) فقد فازوا بالمراتب الثلاث الأولى في اختصاصات سباقات الطويلة (3000 متر) والوثب الطويل ورمي الجلة ورمي الرمح.
من جهته، حقّق نادي وفاق بلدية تيغنيف (معسكر) لألعاب القوى المراتب الثلاث الأولى في اختصاصي رمي القرص ورمي المطرقة.
وتمكّن العدّاءون المتألقون في هذه المنافسة من التأهل إلى البطولة الوطنية لألعاب القوى لصنفي الأشبال والأواسط التي ستجرى يومي 28 و29 يوليو المقبل بالجزائر العاصمة وفق المنظمين.
وأشار رئيس التنسيقية الجهوية لألعاب القوى لجهة غرب ـ جنوب فرحاوي محمد في تصريح لـ «وأج»، إلى أن المستوى البدني الذي ظهر به العداءون المشاركون في هذه التظاهرة الرياضية كان «متوسطا».
يذكر أنّ البطولة الجهوية لألعاب القوى للأشبال والأواسط المنظمة طيلة يومين من طرف الرابطة الولائية لألعاب القوى بالتنسيق مع التنسيقية الجهوية المذكورة ومديرية الشباب والرياضة، عرفت مشاركة 155 عداء وعداءة مثلوا 15 ناديا من ولايات معسكر وتيسمسيلت وغليزان ومستغانم والنعامة وتيارت.
البطولة الولائية للسّباحة الرّياضية في اختصاص كتم النّفس
سيطرة عناصر النّادي الهاوي «ملتقى الرّياضيّين»
سيطرت عناصر النادي الهاوي «ملتقى الرياضيين» ذكور وإناث على البطولة الولائية للسباحة الرياضية في اختصاص كتم النفس التي اختتمت، السبت، بمسبح حي «المدينة الجديدة» بوهران.
تمكّن رياضيّو هذا النادي من الظفر بالمراكز الأولى في مختلف التخصصات متقدمين على عناصر كل من فريقي جيل مونتي كريستو ونادي سيدي موسى.
وتميزت المنافسة التي شملت خمسة تخصصات وهي كتم النفس الساكن بدون تحرك وكتم النفس بالحركة باستخدام زعانف وبدون زعانف والمونو على مسافات مختلفة وسباحة التحمل ثماني مرات 50 متر باستخدام زعانف بمستوى فني «جيد» لدى الذكور و»مقبول» عند السيدات، حسب مدير المنافسة كركب محمد أمين رئيس اللجنة الفنية الجهوية للغوص البحري.
ومن خلال هذه المرحلة الولائية تأهّل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في كل اختصاص إلى المرحلة النهائية للبطولة الوطنية المقرر إجراؤها نهاية شهر جويلية المقبل بمدينة وهران.
وعرفت هذه التظاهرة الرياضية المنظمة على مدار يومين من طرف الرابطة الولائية للإنقاذ والإسعاف ونشاطات الغوص البحري بالتنسيق مع الاتحادية الجزائرية لهذه الرياضة المائية ومديرية الشباب والرياضة لوهران مشاركة 42 رياضيا ورياضية يمثلون ثمانية نوادي وجمعيات رياضية من الولاية.
في الختام تمّ توزيع الجوائز على الفائزين بحضور أعضاء من الاتحادية الجزائرية لهذه الرياضة المائية وممثلي مديرية الشباب والرياضة لوهران، وبعض الوجوه الرياضية من غرب البلاد.
البطولة الوطنية لكرة اليد لأقل من 16 و17 عاما
تتويــج فتيــات أقبــو وشبـان بطيوة باللّقب
توّج فريقا نادي فتيات أقبو (بجاية) لأقل من 16 سنة (إناث) وشبيبة بطيوة (وهران) لأقل من 17 سنة (ذكور) بلقبي البطولة الوطنية في كرة اليد لفئتيهما في ختام الدورة النهائية للمنافسة التي أسدل ستارها سهرة السبت بوهران.
عرفت التظاهرة، التي امتدت على مدى ثلاثة أيام، مشاركة ستة فرق في صنف الإناث وهي فتيات أقبو وودادية وهران ونادي سطيف ونادي الرحوية وشباب القليعة ونادي ميلة، بالإضافة إلى عشرة فرق لدى الذكور وهي أولمبي عنابة وترجي بني سليمان وشبيبة بطيوة وشباب البياضة ونادي بوثلجة وشباب الأمير عبد القادر ونادي تابلاط وشباب عين ولمان ونادي القصبة وشبيبة بني عباس.
وجرت فعاليات الدورة على مستوى ثلاث قاعات رياضية، ويتعلق الأمر بكل من قصر الرياضات «حمو بوتليليس» والقاعتي متعددتي الرياضات ‘’العقيد لطفي’’ ولسيدي البشير’’، فيما جرت المباراتان النهائيتان للصنفين بالمرفق الرياضي الأول.
وقال رئيس الرابطة الجهوية الوهرانية لكرة اليد إبراهيم بوناظر، في تصريح لـ «وأج»، أنّه «راض» عن الظروف التي جرت فيها هذه المنافسة، منوها بـ «الروح التنافسية الرائعة» التي تميز بها لاعبو الفرق المشاركة في الدورة، التي نظمتها رابطته تحت إشراف الاتحادية الجزائرية للعبة بالتنسيق مع المديرية الولائية للشباب والرياضة.
كما اعتبر أن هذه المنافسة تمثل ‘’فرصة كبيرة للاعبين الشباب لاختبار قدراتهم على المستوى الوطني، وكذلك للمدربين وأعضاء الطواقم الفنية للمنتخبات الوطنية الشبانية لاكتشاف مواهب المستقبل في الكرة الصغيرة الجزائرية’’.واغتنمت الرابطة الجهوية الوهرانية الفرصة لتكريم فريقي مولودية وهران ونادي الشلف (رجال) بعد نجاحهما مؤخرا في اقتطاع تذكرتي الصعود إلى بطولتي القسم الممتاز والقسم الأول على التوالي، حيث جرت مراسم التكريم على هامش المباراتين النهائيتين للتظاهرة بقصر الرياضات ‘’حمو بوتليليس’’.
نهائي كأس الجزائر 2024
قمّــــة العمالقــــة فـــي نهائــــي غــــير مسبــوق
سيلتقي فريقا مولودية الجزائر وشباب بلوزداد لأول مرة في تاريخهما في نهائي كأس الجزائر لكرة القدم، حيث سيسعى كل فريق، يوم الجمعة المقبل بالملعب الأولمبي 5 جويلية بالجزائر العاصمة (سا 00 : 17)، للتتويج باللقب وخلافة جمعية الشلف في سجل المنافسة.
إذا كانت المولودية، التي توجت منذ أيام بلقب البطولة الوطنية للمرة الثامنة في تاريخها، تستهدف الفوز بالثنائية، فإن الشباب يطمح لإنقاذ موسمه بالحصول على كأس المنافسة الشعبية بعد فقدان لقب بطولة الرابطة الأولى التي هيمن عليها أربعة مواسم متتالية.
وبما أن حظوظ فريق المولودية والشباب متكافئة، فإنّهما سينشطان على التوالي النهائي العاشر والثالث عشر في مشوارهما. فالفريقان العاصميان المختصّان في منافسة «السيدة الكأس»، لهما نسبة من الأوراق الرابحة طالما يتوفران على تعداد ثري وكرسي احتياط محترم جدا مكون من عناصر قادرة على إعطاء الإضافة اللازمة في الوقت الضروري.
بالنسبة لشباب بلوزداد، الذي هيمن على الساحة الوطنية بالطول والعرض بحصوله على لقب بطولة الرابطة الأولى خلال المواسم الأربع الأخيرة، فهو يطمح لاجتياز العقبة الأخيرة في مشواره للتتويج بالكأس على حساب البطل الجديد، وأيضا لتفادي أزمة موسم أبيض.
مـــــن سيعلّــــــق النّجمـــــــة التّاسعــــــة؟
الفريقان اللذان يحوزان على ثمانية كؤوس لكل منهما رفقة وفاق سطيف واتحاد الجزائر، سيتنافسان أيضا على رهان كبير آخر متمثل في من سينفرد بزعامة المنافسة، والاستحواذ على الرقم القياسي في عدد الكؤوس (9) المتوج بها.
وتعود آخر كأس للبلوزدادين إلى سنة 2019 على حساب شبيبة بجاية (2-0)، في وقت لم تذق مولودية الجزائر طعم الكأس منذ موسم 2016، لما تغلبت في النهائي على نصر حسين داي (1-0).
وسينفرد المتوج الجديد بكأس موسم 2024، أيضا، بالرقم القياسي لعدد الانتصارات (9) منذ فجر الاستقلال، ما سيجعل هذا الموعد حاسما، والعاصمة ستعيش في أجواء حماسية خاصة في باب الوادي أو بلوزداد على وجه الخصوص.ويمكن القول بأنّ طريق النهائي للناديين الكبيرين كان مليئا بالصعوبات قبل بلوغ المحطة الأخيرة من المنافسة. فبالنسبة لتشكيلة حي «العقيبة’’، المشوار بدأ في تيزي زو بالفوز على شبيبة القبائل (2-0) في الدور الثاني والثلاثين قبل تخطي عقبة جمعية الخروب (الرابطة الثانية) في الدور الموالي (2-1).وتأهّل زملاء الدولي شعيب كداد للدورين ربع النهائي ونصف النهائي أمام،على التوالي،الصاعدين لقسم الأضواء، أولمبيك أقبو (2-0) وترجي مستغانم (3-3 وبضربات الترجيح 4-2). بدوره، استهل فريق مولودية الجزائر مشوراه على ميدان نجم التلاغمة (2-0) قبل التنقل إلى البليدة لمواجهة ممثل رابطة ما بين الجهات، شباب الزاوية (4-1) بملعب مصطفى تشاكر. لكن الأمور الجدية لأشبال المدرب أمير بومال بدأت برحلة محفوفة بالمخاطر إلى خنشلة لمواجهة الاتحاد المحلي في ثمن النهائي (2-1)، ليجدوا بعدها في طريقهم وداد تلمسان في الدور ربع النهائي، ويفوزوا عليه (2-0) أمام 60.000 متفرج بملعب الأولمبي لملعب 5 جويلية.وفي لقاء المربع الذهبي الذي احتضنه ملعب ميلود هدفي بوهران، انتظر بطل الجزائر للموسم الجاري الوقت الإضافي ليتأهل للمباراة النهائية على حساب شباب قسنطينة (2-1).
ويبقى لاعبو الناديين العاصمين على دراية بأهمية الرهان، حيث ليست لهم أي رغبة في كسر آمال أنصارهم الذين سيصنعون أجواء حماسية بالملعب الأولمبي الذي سيكون مزدانا بالألوان «الخضراء و الحمراء» من جهة و»الحمراء والبيضاء» من جهة أخرى.
الرّابطــــــــــة الوهرانيــــــــة للسّباحـــــــــة
رهــــــان علــــــــــى الجيــــــــل الجديـــــــد لاستعــــــــــادة مجـــــــــــــــــد الرّياضـــــــــة
تسعى الرابطة الوهرانية للسّباحة لاستعادة مجد هذه الرياضة بالمنطقة المعروف عنها في السابق أنّها كانت منبعا للسباحين المتألقين، حيث تراهن على الجيل الجديد من الرياضيين في الاختصاص لرفع التحدي، حسبما صرح به لـ «وأج» نائب رئيس الرابطة، سليم إيلاس.
أوضح البطل الجزائري السابق «نحاول بقدر ما نستطيع تنفيذ برنامجنا لتطوير هذه الرياضة بوهران، وهي المدينة التي تتمتع فيها السباحة بمكانة خاصة على الساحة الرياضية المحلية».
وقبل أشهر قليلة من نهاية العهدة الأولمبية للمكتب التنفيذي الحالي لرابطة وهران، حقّقت الأخيرة نتائجا جيدة في سعيها لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الرياضيين إلى الأحواض.
وأبرز سليم إيلاس في هذا الصدد، أنّ هيئته أضحت تضم ما لا يقل عن 45 ناديا رياضيا ينشط تحت لوائها، وهو ما اعتبره مؤشّرا مشجّعا على توسيع ممارسة السباحة في الأوساط الرياضية بالباهية.
ومع ذلك، يظل هذا السباح الدولي السابق مقتنعا بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل يتعين القيام به لتكوين أبطال المستقبل على الساحة الدولية.
وتابع صاحب أكبر عدد من الميداليات في تاريخ السباحة الجزائرية بالألعاب المتوسطية: «صحيح أن هناك عدد معتبر للغاية من الأندية المنتسبة إلى رابطتنا، لكن هذا لا يضمن حتما النجاح، لأنّه على أرض الواقع هناك خمسة أو ستة أندية تمكنت من فرض نفسها على الساحة الوطنية، مثلما تدل عليه نتائج رياضييها في مختلف المسابقات الجهوية والوطنية».
وأرجع نفس المتحدث الأمر إلى ‘’الصعوبات التي لا تزال تعترض الأندية الوهرانية على مستوى الأحواض المتواجدة بالولاية، والتي لا تكفي للقيام بعمل جيد يسمح بتطور الرياضيين».
الألعـــــــــــاب الأولمبيــــــــــــــة 2024
المنتخـب الوطـنــي للجيدو في تربّـص تحضيري بإسبانيـا
يتواجد ثلاثة مصارعين من المنتخب الوطني للجيدو (أكابر)، حاليا في تربص تحضيري مغلق بمركز تحضير النخبة بفالنسيا (إسبانيا)، لوضع آخر الروتوشات على تحضيراتهم، تحسبا للألعاب الاولمبية بباريس 2024، حيث برمجت منازلات الفردي في الفترة من 27 جوان إلى 2 أوت.
يتعلق الأمر بدريس مسعود (-73 كلغ)، محمد المهدي ليلي (+ 100 كلغ) عند الرجال وأمينة بلقاضي (-63 كلغ) لدى السيدات، وهؤلاء تأهلوا رسميا إلى أولمبياد باريس 2024.
وقبل التنقل إلى فالنسيا، أجرى دريس مسعود ومحمد ليلي المهدي، تربصا تحضيريا مغلقا بكرواتيا في نفس الوقت مع زميلتهم بلقاضي التي كانت متواجدة بكوت ديفوار للمشاركة هناك في الدورة المفتوحة بأبيدجان.
وتوّجت ابنة مدينة تلمسان ورياضية نادي ديناميك بابا حسن (الجزائر العاصمة) خلال هذه الدورة بالذهب، عقب فوزها في نهائي فئة 63 كلغ على الكاميرونية إيرنا سندي هوكوا دوانلا.
وعرفت التربصات التي نظمت بالخارج مشاركة مصارعين ذوي مستوى مرموق، وهو ما يمثّل عاملا ايجابيا للعناصر الوطنية من أجل الاحتكاك والتنافس برفقتهم نظرائهم الأجانب لتحسين المستوى الفني والبدني، كما أكّدت الهيئة الرياضية الجزائرية.
الــــدّورة الدوليـــــة للجمبـــــاز الفنـــــــي برومانيـــــــا
كيليا نمور تواصــــــــــــل التّألّـــــــــــــــــــق قـــبل الموعــد الأولمبــي
تواصل فراشة الجمباز الجزائري كيليا نمور تألقها خلال مختلف المحطات التحضيرية التي تسبق الألعاب الأولمبية باريس 2024، حيث تمكّنت من تحقيق الميدالية الذهبية في الجهاز المتوازي مختلف الارتفاعات بأعلى تنقيط ضمن دورة رومانيا الدولية للجمباز الفني، والتي تعرف مشاركة عديد الأسماء المتأهل للحدث الأولمبي.
نبيلة بوقرين
تعتبر المحطة التحضيرية الحالية بمثابة فرصة للجزائرية كيليا نمور من أجل تقييم مستواها الحالي قبل أسابيع قليلة عن الدخول في جو المنافسة الأولمبية، حيث تمكّنت من تحقيق أعلى تنقيط عالميا في جهاز العارضتين المتوازيتين مختلفتي الارتفاع بـ 15.667، والذي لم يتحقق منذ 10 سنوات، لتؤكد بذلك سيطرتها على هذا الجهاز بالعودة للميداليات الذهبية التي سبق لها أن حققتها في كل مراحل منافسة كأس العالم، وذلك راجع للعمل الكبير الذي قامت به منذ عودتها من الإصابة.
سبق لنمور أن حقّقت ذهبية منافسات الفردي في الدورة الحالية برومانيا بعدما حققت مجموع نقاط 56.900 بعدما تألّقت في كل الأجهزة، ما سمح لها بنيل تنقيط أعلى من بين كل المنافسات المشاركات من 9 دول.
وبهذا فإنّ لاعبة الجمباز الجزائري أكّدت أنّها جاهزة في كل الأجهزة التي تدخل ضمن الألعاب الأولمبية باريس 2024، وعينها على مواصلة العمل بكل جدية من أجل حصد أكبر عدد من الميداليات في هذا الحدث الذي يبقى هدفها المباشر في السنة الرياضية الحالية.
اختتمت نجمة الجمباز الجزائري كيليا نمور منافسات الدورة الدولية بحصد أربع ذهبيات كاملة بعدما احتلت المركز الأول في جهاز الحركات الأرضية بتنقيط 13.533، وذهبية جهاز عارضة التوازن بتنقيط 14.733، مع تألق في الأداء خاصة في اجتيازها لمرحلة درجة الصعوبة لكل جهاز والتي تعتبر جد مهمة من أجل تحقيق أعلى مجموع من النقاط، وكل ذلك راجع لتركيزها العالي والثقة العالية في قدراتها البدنية والفنية، لأنه ليس بالأمر السهل مجابهة أكبر الأسماء في رياضة الجمباز، خاصة أنها في سن 17 ربيعا فقط.بهذا فإنّ نمور بعثت برسالة واضحة لكل جمهورها وكذا منافساتها، تؤكّد خلالها جاهزيتها للألعاب الأولمبية قبل أيام قليلة عن الموعد، وسبق لها مؤخرا أن حققت نتائج إيجابية خلال البطولة الفرنسية، حيث تمكّنت من تحقيق ميداليات متنوعة وأغلبها من المعدن النفيس في كل المنافسات التي شاركت فيها منذ تحقيقها الميدالية الفضية في بطولة العالم ببلجيكا شهر أكتوبر 2022، والتي افتكّت بها تأشيرة التأهل للأولمبياد لتواصل بعدها العمل، ورغم غيابها عن المرحلة الأولى من منافسات كأس العالم بسبب الإصابة، إلا أنها عادت بقوة وسيطرت بشكل خاص على جهاز العارضتين المتوازيتين مختلفتي الارتفاع، وفي دورة رومانيا الدولية سيطرت على كل الأجهزة، في انتظار تتويجها الأولمبي الذي سيكون بمثابة الإنجاز التاريخي للجمباز الجزائري.للإشارة، فإنّ اللجنة الأولمبية الجزائرية ترافق نمور في كل خرجاتها وتقدم لها الدعم اللازم ماديا ومعنويا من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في الألعاب الأولمبية باريس 2024.
الألعاب الأولمبيــة 2024
شبيبة القبائل تفسخ عقد الحارس رحماني
فسخ نادي شبيبة القبائل، الناشط في بطولة الرابطة المحترفة «موبيليس» لكرة القدم، بالتراضي، العقد الذي كان يربطه بحارس مرمى شمس الدين رحماني، ضمن فترة الانتقالات الصيفية الحالية، حسب ما أفاد النادي، أمس الأحد، عبر بيان رسمي.
نشرت إدارة الشبيبة بيانا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، أعلنت من خلاله عن فسخ عقدها مع شمس الدين رحماني، بعد الاتفاق على جميع التفاصيل.
وحرصت إدارة شبيبة القبائل في بيانها، على توجيه الشكر لحارس المرمى شمس الدين رحماني، على كل ما قدّمه للفريق الموسم الماضي.
مهاجم شباب بلوزداد سابقا..إسحاق علي موسى لـ «الشعب»:
النّهائـــي سيلعــــب علــى جزئيـــات..وذكــرى 1995 لا تـزال في الأذهــان
قال إسحاق علي موسى مهاجم شباب بلوزداد سابقا ومدرب فريق الرديف، إن نهائي كأس الجمهورية الذي سيجمع أبناء لعقيبة بمولودية الجزائر يوم الجمعة المقبل 5 جويلية سيلعب على جزئيات، ومن الصعب التكهن بهوية المتوج بلقب السيدة الكأس، مشيرا إلى أن مباراتي البطولة بين الفريقين هذا الموسم ليس معيارا تماما.
حوار: عزيز – ب
^ الشعب: البداية نهنّئكم على تتويج شباب بلوزداد للفريق الرديف بلقب البطولة الوطنية، ما تعليقكم؟
@@ اللاّعب علي موسى: بكل صراحة، كمدرب للفريق الرديف التتويج بلقب البطولة الوطنية لم يكن هدفنا الرئيسي هذا الموسم، بل تكوين فريق تنافسي وتطوير مهارات اللاعبين للرفع من مستواهم في جميع النواحي قصد منحهم الفرصة للعب في الفريق الأول، مع مرور الجولات توالت النتائج الإيجابية، حيث حقّقنا 9 انتصارات متتالية وهو ما حفّز اللاعبين وكذا الطاقم الفني على المواصلة، حيث وجدنا أنفسنا في كوكبة المقدمة وسط منافسة شرسة مع الرائد مولودية الجزائر، والحمد لله كانت نهاية الموسم في صالحنا، حيث حسمنا لقب البطولة بفارق الأهداف.
^ وهل يمكن ترقية عدد من اللاّعبين الشباب للفريق الأول؟
@@ يجب أن نكون واقعيين، الفريق الأول يتوفر على لاعبين مميزين أثبتوا قدراتهم، ومن الصعب اللعب في التشكيلة الحالية، فالضغط كبير فقد توج بلقب البطولة لأربع مرات متتالية، كما بلغ ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا في 3 مرات، الطموحات عالية والأهداف واضحة هي لعب الأدوار الأولى كل موسم، ودمج لاعبين شباب في الفريق الأول يجب أن يكون تدريجيا، وأن يكون المدرب كذلك شجاعا لاتخاذ مثل هذه القرارات مع ضغط الأنصار، وكذا النتائج ونحن نلعب أمام مدرجات فارغة ليس كالفريق الأول.
^ وكيف تقيّم مشوار شباب بلوزداد هذا الموسم بعدما حلّ ثانيا في البطولة؟
@@ أعتقد أنّ الشباب حقّق مشوارا جيدا للغاية، حقيقة ضيع لقب البطولة الوطنية لفائدة مولودية الجزائر، لكنه نافس على المركز الثاني إلى غاية الجولة الأخيرة، المولودية كانت منافسا قويا للغاية من جميع الجوانب، الاستقدامات كانت مدروسة، ضف إلى ذلك الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، أما شباب بلوزداد فأعتقد أن سوء التحضير مع بداية الموسم أثّر كثيرا على النتائج المسجلة، والمشاركة السلبية في الكأس العربية عقّدت من الأمور كذلك، الفريق كان يشرف عليه مدرب جديد بعناصر جديدة، كما أن المشاركة لم تكن بهدف التتويج باللقب العربي وهو ما أخلط الأمور، حيث لم تكن النتائج المسجلة في بداية الموسم في مستوى تطلعات المسيرين والأنصار.
^ وكيف ترى نهائي الكأس يوم الجمعة المقبل ضد مولودية الجزائر؟
@@ من الصعب التكهن بنتيجة المباراة النهائية، التشكيلة البلوزداية الحالية تضم في صفوفها لاعبين سبق وأن لعبوا نهائيات لكأس الجمهورية، أي أن عامل الخبرة موجود وفي اعتقادي الفريق الأكثر تركيزا فوق أرضية الميدان سيتوج بلقب كأس الجمهورية، سنلعب ضد بطل الموسم وهذا بمثابة داربي عاصمي مفتوح على كل الاحتمالات، ومباراتي البطولة هذا الموسم لن تكونا معيارا طالما أن اللقاءين انتهيا بالتعادل السلبي.
^ وفي رأيك ما هو الشيء الذي سيصنع الفارق في هذا النّهائي؟
@@ أعتقد أن التحضير النفسي والبسيكولوجي سيلعب دورا كبيرا في اللقاء وفي تحديد هوية المتوج بالكأس، اللقاء سيلعب كذلك على جزئيات كما يقولون، والسيطرة على مجريات اللعب والاستحواذ على الكرة سيحسمان الأمر، وسيجعلان منه صاحب الكلمة الأخيرة.
^ عام 1995، يحمل ذكرى جيدة لكم بعدما توّجتم بالكأس يومها على حساب أولمبي المدية، هل تتذكّرون تلك الأجواء؟
@@ وكيف أنسى أول تتويج لي مع شباب بلوزداد عام 1995، بعد 3 سنوات من العمل، التتويج جاء في ظروف صعبة، حيث أن بلادنا الجزائر كانت يومها تمر بظروف أمنية صعبة، الأفراح كانت كبيرة في العاصمة وضواحيها وكأننا كرّرنا فرحة عيد الاستقلال، وذكرى تتويجنا لا يزال في الأذهان كونه تتويج خاص بالنسبة لي، وأتمنى أن يتكرر نفس السيناريو يوم 5 جويلية المقبل بتتويج فريقنا شباب بلوزداد بالكأس التاسعة في تاريخه.
عقــــــــــــب شفائـــــــــــــه مـــــــــــــن الإصابــــــــــة
بــــن غيــــث يؤكّد جاهزيته للنّهائي ويريح باكيتا
يواصل شباب بلوزداد تحضيراته بجدية لنهائي كأس الجمهورية الذي سيجمعه بفريق مولودية الجزائر، مساء الجمعة، حيث عرفت تحضيرات الفريق عودة القلب النابض عبد الرؤوف بن غيث من جديد، إلى التدريبات الجماعية بعد شفائه من الإصابة التي تعرض لها، حيث سيكون حاضرا في النهائي، وهو الأمر الذي أراح المدرب باكيتا كثيرا.
عمار حميسي
يحضّر شباب بلوزداد بجدية لنهائي كأس الجمهورية ،حيث يراهن على الفوز والتتويج، وهي المأمورية التي لن تكون سهلة لأنه سيواجه بطل الجزائر هذا الموسم عن جدارة واستحقاق، إلا أن المدرب باكيتا تحدث كثيرا مع اللاعبين من أجل الظهور بشكل جيد خلال هذا الموعد المهم.
تدريبات شباب بلوزداد عرفت تواجد القلب النابض للفريق، ويتعلق الأمر بعبد الرؤوف بن غيث الذي يعد عنصرا لا غنى عنه في تشكيلة المدرب باكيتا، الذي يراهن عليه كثيرا في عملية تكسير وبناء الهجمات، حيث أبدى ارتياحه بشكل كبير بعد أن عاد هذا اللاعب المهم للتدريبات.
بن غيث غاب عن آخر مباراة للفريق في البطولة بسبب الإصابة، ويمكن القول أن الجهاز الطبي لشباب بلوزداد بذل مجهودات كبيرة من أجل إعادة بن غيث إلى الملاعب من جديد، وهذا من خلال إخضاعه إلى علاج خاص سمح له باستعادة عافيته في ظرف قياسي، وسيكون حاضرا في نهائي الكأس حيث يراهن عليه الأنصار كثيرا لقيادة الشباب إلى منصة التتويج.
مشاركة أفضل لاعب في شباب بلوزداد خلال الموسم الحالي في النهائي، أمر مهم للغاية بالنسبة لفريق شباب بلوزداد، خاصة أن اللاعب يعد من العناصر المهمة، وغيابه سيكون ضربة قوية للفريق، إلا أن العكس هو الذي سيحدث وبن غيث سيكون ضمن اللاعبين الأساسيين في النهائي.
في سياق آخر، ركّز شباب بلوزداد كثيرا في تدريباته على طريقة إيقاف نقاط قوة المولودية خلال النهائي، خاصة أن المنافس يمتلك لاعبين مميزين في مختلف الخطوط، ورغم أن البعض يتحدث كثيرا عن قيمة وأهمية لاعب مثل بلايلي أو بايزيد، دون نسيان نعيجي وعناصر أخرى لكن هناك لاعب مهم في الفريق نال حصة الأسد من حديث باكيتا مع لاعبيه.
يرتكز كثيرا لعب المولودية على اللاعب المميز زوغرانا، الذي نال حصة الأسد من حديث باكيتا مع لاعبيه، خاصة العناصر التي ستشارك في وسط الميدان، وطلب منهم فرض رقابة على اللاعب الدولي الإيفواري الشاب حين يمتلك الكرة، لأنها نقطة قوته حيث يمتلك رؤية جيدة بالملعب، كما أنه من العناصر التي تنتظر كثيرا الكرة الثانية وهي الميزة التي يمتاز بها.
المدرب باكيتا هو الآخر يحرص كثيرا على قول كلمته هذا الموسم والخروج على الأقل من الباب الواسع، من خلال إهداء أنصار شباب بلوزداد كأس الجمهورية قبل الرحيل، إلا أن الإدارة لا تستعجل الأمر لأنها تنتظر رد بن شيخة سواء بالموافقة أو الرفض، وفي حال كان قراره الثاني ستجدد الثقة في المدرب باكيتا حتى في حال فشل في الفوز بالنهائي.
المدرب ركّز كثيرا في عمله أيضا مع المحضّر البدني، الذي سيكون أمامه عمل كبير من أجل ظهور اللاعبين بحالة أفضل في النهائي، خاصة بعد الموسم الماراطوني الذي قطعه الفريق من خلال لعب رابطة أبطال إفريقيا والبطولة، إضافة إلى منافسة كأس الجمهورية وهو الأمر الذي استنزف من مخزون اللاعبين البدني.
الوطني
الرئيـــــس المديـــــر العــــام لمطـــــار الجزائــــر الــــدولي:
أكــثر مـــن 10 مـــلايين مسافـــر متوقـــع لسنـــة 2024
^ تــــــــدابير استباقيـــــــة لتسيــــــير التدفــــــــــق الكبــــــــــير للمسافريــــــــــن والحجّــــــــــاج
توقع الرئيس المدير العام لمطار الجزائر الدولي هواري بومدين، مختار سعيد مديوني، أن تفوق حركة المسافرين بمطار العاصمة خلال السنة الجارية 10 ملايين مسافر، أي أكثر من الأرقام المتوقعة سابقا بفضل مختلف العروض الترويجية التي تقدمها الشركة الوطنية.
أوضح المسؤول الأول على مؤسسة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر خلال استضافته في منتدى جريدة “المجاهد”، أنه “بالنظر إلى مختلف الصيغ التي أطلقتها شركة الخطوط الجزائرية على غرار «أسرة»، إضافة الى محور الجزائر الذي جعل من مطار الجزائر الدولي نقطة عبور إقليمية للعديد من الخطوط بين آسيا وأوروبا، نتوقع هذا السنة 10 ملايين مسافر أو أكثر”.
وبحسب مديوني، فإن المطار الدولي سيشهد على المدى القصير، تطورا ملحوظا لقدراته بفضل المحطة الشرقية التي هي حاليا قيد الإطلاق والتي ستضاف إلى المحطات الثلاث وهي رقم1 المخصصة للرحلات الداخلية ورقم2 المخصصة للرحلات المستأجرة والعمرة والمحطة الغربية الموجهة للرحلات الدولية.
وأضاف في ذات السياق، أن “المحطة الجديدة التي ستدعم بتجهيزات وبنية تحتية ذات تكنولوجيا عالية في هذا المجال، سيتم إطلاقها سنة 2025”.
وأبرز مديوني الأهمية التي توليها مؤسسته للتحسين المستمر لجودة الخدمات على مستوى أكبر مطار في الجزائر، مشيرا الى مختلف الخدمات التي أطلقت مؤخرا، على غرار تنظيم موقف السيارات وتهيئة مساحات الانتظار وافتتاح قاعات الشخصيات الهامة، إضافة الى افتتاح مكتبة.
من جهة أخرى، ولدى سؤاله عن عملية الحج وموسم الاصطياف، أكد الرئيس المدير العام للشركة، أنه قد تم اتخاذ جميع “التدابير الاستباقية” على مستوى المؤسسة، بهدف تسيير التدفق الكبير للمسافرين والحجاج، مشيرا إلى أنه تم تسجيل “معالجة قياسية لطائرة تحمل 260 حاجا، إذ تمت معالجتها في غضون 33 دقيقة فقط مع إتمام جميع الإجراءات”.
بهدف إنجاح هذه العملية، تم توظيف عاملين موسميين من الشباب، لاسيما من أجل توجيه المسافرين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أصبحت تخصص لهم عناية خاصة من قبل طواقم المطار.
وفيما يتعلق بالمعدات، أعلن مديوني عن مشروع مشترك ستقوم بموجبه الشركة الوطنية لإنتاج عتاد وتجهيزات السكة الحديدية (فيروفيال)، بتوفير مختلف أنواع العربات لشركة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر لتغطية احتياجاتها في عمليات مناولة الأمتعة، موضحا أن المعدات المتحركة قيد الاستغلال حاليا مستوردة.
كما أبرز أهمية الاتفاقيات الأخيرة الموقعة بين الشركة والعديد من المؤسسات الجامعية، عبر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بهدف اكتساب خدمات وحلول تقنية وتكنولوجية حديثة لصالح المطار.
«من شأن هذه الاتفاقيات التأثير بشكل إيجابي على تسيير البنية التحتية للمطار، لأنها ستسمح بإدراج تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما سيزيد من كفاءة وسرعة الخدمات المقدمة في المطار”، يضيف المتحدث ذاته.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح أن الشركة ستطلق في غضون أسبوع، تطبيقا سيشكل بوابة للمعلومات والتفاعل حول الخدمات التي تقدمها شركة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر، بما في ذلك مواعيد الرحلات ووسائل النقل المتاحة. كما سيعمل التطبيق كمنصة معلومات تتضمن الثروات والوجهات السياحية التي تزخر بها الجزائر.
——
من خلال العناية بالمخطوطات والأعمال.. بلمهدي:
لا بديل عن تجميـــــع مـــوروث علمــــاء الجزائــــــــــر والمحافظــــــــــــة عليــــــــــه
دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، السبت، بالبويرة، إلى تجميع الموروث الديني الذي تركه العلماء والباحثون الجزائريون منذ قرون والمحافظة عليه.
شدد الوزير خلال مداخلته في افتتاح الملتقى الوطني تحت عنوان “علماء أمشدالة ودورهم في خدمة القرآن الكريم”، المنظم على مستوى دار الثقافة علي زعموم بولاية البويرة، على ضرورة العمل على تدوين الموروث الديني، من خلال تجميع المخطوطات والأعمال الأخرى التي قام بها العلماء الجزائريون، ومن بينهم علماء منطقة أمشدالة، على غرار أبوالفضل.
وأبرز الوزير، أن “ما قام به هؤلاء العلماء خدمة للدين، يبقى فخرا وإرثا لمنطقة أمشدالة وجب علينا الحفاظ عليه من أجل الأمة جمعاء”.
في ذات السياق، صرح السيد بلمهدي أن دائرته الوزارية تحوز على “واحدة من أندر المخطوطات التي تحتوي أجوبة علماء من منطقة أمشدالة على بعض من الأسئلة الفقهية”، مذكرا في هذا الشأن بإنشاء المركز الوطني للتراث الديني وحماية المخطوطات بولاية بسكرة.
في هذا اللقاء، الذي حضره عدد من الأساتذة، إلى جانب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد، أشار الوزير إلى “توقيع مرسوم يقضي بإنشاء مركز يعمل على تجميع وتدوين تراثنا الديني وتاريخنا”.
كما أثنى بلمهدي خلال هذا الملتقى، الذي جرى بحضور عدد من الباحثين والأساتذة، إلى جانب مشايخ المنطقة، على سلطات الولاية ومنظمي هذا اللقاء.
وقام بعد ذلك بمتابعة زيارته بالبويرة، بالتوجه إلى زاوية الشيخ بلعموري ببلدية الحجرة الزرقاء، الواقعة على بعد حوالي 60 كم جنوب الولاية، أين دشن مسجد “الصراط المستقيم”.
كما قام بوضع حجر الأساس لمشروع بناء مسجد البشير الإبراهيمي بحي الفلاح بمدينة سور الغزلان.
وفي ختام زيارته، دشن بلمهدي مسجد عمر بن الخطاب الواقع بقرية بوعيش ببلدية بشلول.
الخبير في المالية والمحاسبة.. بوبكر سلامي لـ “الشعب”:
الجزائــــــــــــر تجنـــــــــــــــي ثمــــــــــــــــار إصلاحـــــــات القطــــــــاع المــــــــــــالي
^ إنفاق عمومي ديمقراطي واضح وشفاف وقابل للمراقبة
بذلت الدولة جهودا كبيرة في مجال الحوكمة المالية، وقد بدأت نتائج الإصلاحات التي قامت بها سنتي 2020 و2021 تؤتي ثمارها، بحسب ما يراه الخبير في المالية والمحاسبة بوبكر سلامي، واصفا الإنفاق العمومي أنه “ديمقراطي وشفاف” قابل للمراقبة والمتابعة من قبل المصالح والهيئات المعنية.
حياة. ك
أفاد الخبير سلامي في تصريح لـ “الشعب”، أن الجزائر لديها إمكانات لتسيير قطاعها المالي بحكمة. وذكر بأن هناك إصلاحات جديدة خضعت لها المالية سنتي 2020 و2021 وقد تضمنت عدة إجراءات، وقد بدأت النتائج تظهر شيئا فشيئا.
قال سلامي في السياق، إن الجزائر لديها إنفاق عمومي ديمقراطي واضح وشفاف قابل للمراقبة والمتابعة، وذلك حسب الإمكانات المتاحة، حيث يمكن – بحسبه- القضاء على العجز في الميزانية الذي بلغت قيمته 6000 مليار دج، مشيرا أن هناك إمكانات لتحصيل مداخيل جبائية أكبر، غير أنه لم نصل بعد للحوكمة المرجوة في هذا القطاع لتغطية نفقات التسيير.
بوبكر سلامي، قال إنه كان هناك مشروع أول تم إصداره، يتحدث عن كيفية النفقات ومسار تطبيق الحوكمة أو إصلاح الحوكمة المالية في الجزائر وهناك عدة إجراءات تم القيام بها من طرف السلطات العمومية عندما نتكلم عن المالية العمومية وهي تخص جميع الميادين: الميزانية والبنوك والضرائب والجمارك. ولما نتكلم عن المالية العمومية فهي تخص كيفية الإنفاق العمومي وفق ما تتوفر عليه الجزائر من إمكانات بأحسن طريقة فيها شفافية وفيها إمكانات مراقبة.
هناك مجهود كبير في مجال الحوكمة المالية، لكن هناك خطوات أخرى يجب القيام بها، وإصلاحات يجب القيام بها أيضا، كالتوازن بين القطاعات في المالية والإنفاق العمومي وهناك أمور كثيرة ستأتي تباعا مع مرور الوقت، لأنه لا يمكن إصلاح كل شيء في وقت واحد.
وأكد سلامي على ضرورة العمل على حوكمة الإنفاق العام من خلال متابعة النفقات العمومية التي هي نفقات الميزانية، واعتماد رقابة الأداء لتحقيق الفعالية والكفاءة والاقتصاد في صرف الأموال العمومية، مشيرا الى أنه في السابق كان هناك غياب للشفافية والمعلومات التي لم تكن الكافية، سواء بالنسبة للحكومة لكل القطاعات أو بالنسبة للنواب من خلال المساءلات التي يوجهونها للوزراء حول صرف الميزانية القطاعية.
كان منتظرا ـ بحسب المتحدث ـ أن تقدم الحكومة مشروع مرسوم تنفيذي يتعلق بالمراقبة الميزانياتية، والذي جاء ضمن مخرجات مجلس الحكومة الأخير، لكي يضفي مزيدا من الوضوح والشفافية في كيفية حوكمة الإنفاق العمومي، يتضمن ضبط ومراقبة من طرف الحكومة ومن قبل نواب الشعب حتى تكون هناك شفافية في النفقات العمومية، في كيفية إنفاقها ومدى احترام إجراءات الإنفاق، مشيرا الى أنه كان مطلب الجميع لتصبح كل النفقات الخاصة بالميزانية تتميز بالشفافية والوضوح وبالدقة والتفصيل، كما يحق للهيئات المعنية أن تراقب هذه النفقات وكيف تم صرفها.
وأكد سلامي على أهمية هذا المشروع في توضيح كل ما يتعلق بالميزانية العمومية التي تتفرع منها الميزانية القطاعية. وقال إنه في باب معين من النفقات، يمكن ان يكون هناك غياب للتفاصيل المتعلقة بهذه الأخيرة أو عدم وجود شفافية أو نقص في المعلومة، وهناك في بعض الأحيان تأخر في تنفيذ الميزانية، التي قد يتم إنفاقها بنسبة كبيرة أو بشكل كامل. مذكرا أن المالية هي عصب هذا الاستثمار، كما شدد على ضرورة استمرار المجهودات ومواصلة مسار الإصلاح للوصول الى أقصى حد من الحوكمة المالية.
نقل مجاني لأطفال الجنوب والهضاب إلى السواحل
رصد 3.6 مليار دينار لإنجاح مـــــــــوسم الاصطيــــــــاف
فتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــح 445 شاطئ في 14 ولاية عبر 116 بلدية
كشف مدير العمل الإقليمي والحضري بالمديرية العامة للجماعات المحلية، بلقاسم بوزيدي، أنه تم تخصيص غلاف مالي قدره بـ3.6 مليار دينار من أجل تهيئة الشواطئ بالولايات الساحلية وحدها، لضمان تكفل أمثل بالمصطافين من داخل وخارج الوطن.
آسيا قبلي
قال مدير العمل الإقليمي والحضري بالمديرية العامة للجماعات المحلية، بلقاسم بوزيدي، إنه تم فتح 445 شاطئ في 14 ولاية ساحلية، موزعين على 116 بلدية. كما تم فتح 42 مسبحا عموميا، ستتبع بأخرى في مختلف الولايات، خاصة في الهضاب وولايات الجنوب.
وأشار المسؤول في هذا السياق، لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى في حصة “ضيف الصباح”، أن موسم الاصطياف الحالي سيشهد استقبال نحو 32.000 طفل في إطار مخيمات أطفال الجنوب والهضاب العليا، والتي ستمتد على مدار موسم الاصطياف الحالي في شكل دورات تدوم كل منها 12 يوما.
وأوضح، أن الدورة الأولى انطلقت يوم 23 جوان الماضي وتنتهي، الأسبوع القادم، حيث من المقرر أن تبدأ الدورة الثانية. في هذا الشأن، تحدث عن تخصيص 32 مركزا ترفيهيا لاستقبال أطفال الجنوب والهضاب العليا وكذلك أطفال الجالية الجزائرية بالخارج.
وعن الإجراءات المتخذة من أجل تخفيف عناء تنقل أطفال الجنوب والهضاب العليا إلى الولايات الساحلية، قال المتحدث إن قطاع الشباب والرياضة قد أبرم اتفاقيات مع الخطوط الجوية الجزائرية وطاسيلي للطيران لنقل أطفال الجنوب الكبير إلى المناطق الساحلية مجانا، حيث تكفلت الخزينة العمومية بمصاريف التنقل والتذاكر.
وعن مجانية الولوج إلى الشواطئ، أكد مدير العمل الإقليمي والحضري بالمديرية العامة للجماعات المحلية، إن الموضوع حظي باهتمام على أعلى مستوى، إذ شدد رئيس الجمهورية على ضرورة التطبيق الصارم للقانون ضد السمسرة في الشواطئ، وأكد مجانية ولوج المصطافين للشواطئ، وأنه من حقهم استعمال وسائلهم الخاصة أو كرائها من موفري الخدمات على مستوى الشواطئ. وأضاف، أن هناك تعليمة وزارية بتاريخ 20 ماي 2024، تتعلق بالاستغلال السياحي للشواطئ من خلال ترتيبات منظمة واحترافية تضمن مجانية الشواطئ، كما تضمن حقوق المستثمر.
في شق آخر، يتعلق بحماية الشواطئ من التلوث الصناعي، قال إن هناك تطبيقا صارما ضد المؤسسات الصناعية الملوثة، حيث يلزمها القانون بتوفير نظام معالجة مسبقة خاصة للنفايات السائلة. وأوضح، أنه صدر منذ أيام قليلة مرسوم معدل للتنظيم المعمول به منذ 2006، والذي يمنح مهلة إضافية لتلك المؤسسات للمطابقة والاستجابة لمكافحة التلوث الصناعي.
وأشار أنه ومن أجل الوقاية من الأمراض المتنقلة عبر المياه، تم إنشاء لجنة وطنية مكونة من 18 أمينا عاما من وزارات مختلفة، تسهر على الوقاية من الأمراض المتنقلة عبر المياه، من خلال سلامة الأغذية والمياه الموجهة للشرب ومكافحة الأوبئة وبؤر الأوبئة، وقال إن ذلك عملية مستمرة طيلة السنة وفي موسم الصيف بشكل أكبر.
الباحــــــــث فـــــــي اقتصاديـــــــــــات إسماعيـــــــــــل زحـــــــوط لــــــــ “الشعــــــــــــــب”:
الجزائـــــر شريـــــــــك اقتصـــــــادي وطاقـــــوي هــــــام لتركيــــــــا
أكّد الباحث في اقتصاديات الطاقة والتنمية المستدامة إسماعيل زحوط، أن الشراكة الجزائرية-التركية تعد من بين أهم الشراكات التي تربط الجزائر بالدول الأخرى إن لم نقل أهمها، وهذا لما لها من امتدادات تاريخية وحضارية وعسكرية ودينية واقتصادية لعدة قرون ماضية، وهي كلها مؤشرات ساهمت في تقريب بعض الآراء والتوجهات بخصوص ما يحدث اليوم في الساحة الدولية والإقليمية، كما أكد الباحث في اقتصاديات الطاقة والتنمية المستدامة إسماعيل زحوط.
إيمان كافي
من بين النقاط التي أشار إليها المتحدث، الموقع الجيو ـ استراتيجي والمكانة الإقليمية للدولتين، موضحا أن التعاون والشراكة بين الجزائر وتركيا يشكل بعدا مهما بالنسبة للمحيط الجيو ـ استراتيجي للدولتين.
فالجزائر التي هي أكبر دولة عربية وإفريقية ومتوسيطة وإسلامية، من حيث المساحة وتقع كبوابة بين جنوب أوروبا وشمال إفريقيا، وتحوز على شريط ساحلي هام يقارب 1667 كم، بالإضافة إلى موارد طبيعية وبشرية ومالية مهمة جدا.
وذكر محدثنا أنّ الجزائر تشكّل سوقا استهلاكية واعدة بالنسبة للدول المصدرة وسوقا طاقوية مهمة لإمداد الدول الصناعية والمتقدمة، خاصة في الجزء الجنوب غربي لأوروبا.
وأوضح الباحث زحوط أن هناك أرقاما مهمة للشراكة الجزائرية التركية، حيث تعيش العلاقات الجزائرية التركية أفضل أيامها، بسبب توسع الاتفاقيات المبرمة مؤخرا إلى عدة قطاعات إستراتيجية، وهو ما يعبر على كثافة التعاون القطاعي الجزائري التركي والأهمية التي يوليها الطرفان لتعزيزه وتوسيعه.
وقد جسّدتها اللقاءات المتكررة التي جمعت بين الرئيسين عبد المجيد تبون ورجب طيب أردوغان، وهذا نتيجة لتكثيف الحوار السياسي رفيع المستوى وتعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية التي جرت مؤخرا بين البلدين.
وحسب موقع وزارة الطاقة الجزائري فإن الشراكة الجزائرية التركية، تستهدف بلوغ 10 ملايير دولار من التبادلات التجارية على الأمد المتوسط وفقا لما ذكره المتحدث.
وأكّد الباحث أن الشراكة بين الدولتين تجاوز من خلالها حجم التبادل التجاري 5 مليار دولار سنة الفارطة 2023، خارج مجال المحروقات، مما جعل الجزائر تصعد كثاني أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا.
واعتبر الباحث في الاقتصاديات إسماعيل زحوط أن الاستثمارات التي قام بها توسيالي وتيال على وجه الخصوص في الجزائر، وكذلك مشروع مجمع البتروكيماويات بين سوناطراك ورونيسونس في أضنة في تركيا، مشيرا إلى أن الجزائر شريك طاقوي هام ومضمون لدولة تركيا، وقد تجسدت أكثر هذه الثقة خلال أزمة الطاقة العالمية بعد الحرب الأوكرانية”.
كما ذكر أنه “بالإضافة إلى التبادل التجاري، فإنّ تركيا ترغب في تطوير التعاون في المجال المنجمي والفلاحي، وتعزيز تواجد الشركات التركية بالجزائر، والذي بلغ عددها لحد الآن 1300 شركة (نهاية سنة 2023)، ومن الجانب الجزائري فإنّ شركة سوناطراك ستعتمد مجموعة هامة من الاستثمارات الطاقوية في جوانب البحث والاستكشاف وتطوير المشتقات النفطية بجنوب تركيا، وقد كان من بين توصيات الرئيسين، إنشاء شركة مشتركة في البحث المنجمي والطاقوي”، وأضاف “في الجانب البنكي، تركيا تعتزم فتح فرع للبنك العمومي التركي (زراعات)، وهو واحد من أهم البنوك التجارية التركية”.
أستـــــاذ الإقتصـــــاد بجامعـــــة المسيلـــــة البروفيســـــور عبـــــد الصمـــــد سعــــــودي لــــــ “الشعـــــــب”:
الجزائر ــ أنقرة .. خطّ مفتوح وحركة تجارية لا تتوقّف
دبلوماسية البلدين..دور حاسم في تعزيز العلاقات الاقتصادية
10 رحلات جويّة يومية تربط بين الجزائر – إسطنبول
تشهد العلاقات الاقتصادية الجزائرية التركية ديناميكية غير مسبوقة زادت زخما خلال السنوات الأخيرة، وباتت تركيا من أكبر البلدان المستثمرة في الجزائر في ظل تحسين مناخ الاستثمار في البلاد، وبدأت تسجّل أرقاما تجارية متصاعدة في إطار النمو بفعل تميّز العلاقات الدبلوماسية، ووجود إرادة سياسية قوية لدى البلدين، حفّزها عمق العلاقات التاريخية، وما الزيارات الرئاسية بين المسؤولين الجزائريين والأتراك، إلا تأكيد لمتانة العلاقة وتميزها، حيث يعوّل الطرفان على بلوغ رقم 10 ملايير دولار كاستثمارات بالجزائر، ويبقى هذا الرقم تاريخي في حقبة العلاقات الثنائية الجزائرية التركية، خاصة بعد فتح مجال الاستثمار في ميادين جديدة، وهو ما أسّس لمرحلة جديدة حيث أصبحت أنقرة أول مستثمر أجنبي خارج قطاع المحروقات بالجزائر.
هيام لعيون
أكّد أستاذ الاقتصاد بجامعة المسيلة البروفيسور عبد الصمد سعودي، أن العلاقات الجزائرية التركية وطيدة جدا، خاصة في المجال الاقتصادي، وفي ظل وجود نسيج صناعي كبير جدا من قبل الأتراك في البلاد، موضحا أن أبرز الاستثمارات التركية في الجزائر تتمثل في مجمع “توسيالي” التركي للحديد والصلب المتواجد بولاية وهران، حيث حقق صادرات بأكثر من 700 مليون دولار في سنة 2021، بينما يحقق حاليا 1 مليار دولار كصادرات.
وأكّد الخبير الاقتصادي أنّ مجمع “تايبا” التركي، أقام مصنعا للنسيج بشراكة جزائرية بولاية غليزان، حيث يعد من بين الأكبر في القارة الإفريقية، كما جدد العملاق النفطي “سوناطراك” عقود توريد الغاز المسال إلى تركيا عام 2018، بكميات تصل 5 مليارات متر مكعب سنويا.
شراكـــــــــــــــــــــــة مميّــــــــــــــــــــــزة
وأوضح المختص في الشؤون الاقتصادية، أنّ الشراكة الجزائرية التركية تتّسم بكثير من الميزات مقارنة مع غيرها، خاصة مع وجود ثلاث شركاء رئيسيين في الجزائر، وهم الأتراك القطريين والإيطاليين، مشيرا إلى أنّ هذه الشراكة تعرف أيضا نموا لافتا على مستوى العلاقات التجارية في ظل وجود استثمارات كبرى، علما أنّ تركيا تعتبر الجزائر سوقا مفضلة، خاصة في بعض المواد الإستراتيجية على غرار النفط و الغاز وغيرها، إضافة إلى قطاع البناء والأشغال العمومية والري والصناعة، خاصة وأنّ أنقرة أبانت عن اهتمام الجانب التركي بالاستثمار على المدى القصير والمتوسط في قطاعي الطاقة والفلاحة اللذين تولي لهما الجزائر أهمية خاصة.
ولعل ما يميّز العلاقات الثنائية بين البلدين هو وجود توافق سياسي كبير برز من خلال تبادل الزيارات التاريخية بين رؤساء البلدين في عديد المرات، خاصة في عهد الرئيس عبد المجيد تبون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان – يؤكد المتحدث ـ الذي شدد على أن الاستثمارات التركية نجحت في الجزائر لوجود عاملين أساسيين.
يتمثل العامل الأول ــ وفق محدّثنا ــ في وجود بيئة خاصة بعد إصدار ترسانة قانونية بالجزائر على غرار تعديل قانون الاستثمار لتشجيع الاستثمارات والقانون النقدي والمصرفي الذي يهدف إلى عصرنة الأسواق المالية وتحسين تسيير البنوك، ومرونة النظام البنكي، ما سهّل من ولوج دخول المستثمرين الأتراك للأسواق الجزائرية، وهو ما يعبّر عن الاستقرار الاقتصادي وتحويل الجزائر إلى ورشة اقتصادية كبيرة، جعلت منها قوة اقتصادية لا يستهان بها وسط قوة اقتصادات دول العالم المتقدمة.
وأضاف سعودي “أما العامل الثاني في نجاح الاستثمارات التركية في الجزائر، فيعود إلى تشابه البيئة، حتى أن تركيا باتت هي البلد المستهدف بنسبة كبيرة من قبل الجزائريين، وأضحت هناك حركية تجارية صاعدة في مجال النقل، إذ تسجل يوميا أكثر من 10 رحلات بين الجزائر وتركيا بكل من ولايات وهران، قسنطينة والجزائر العاصمة، ما يدل على وجود حركية تجارية كبيرة بين الطرفين”.
بلـــــــــــــــــــــد مستثمـــــــــــــــــــر
بهذا الخصوص، قال الأكاديمي أن تركيا تعدّ أكبر دولة مستثمرة في الجزائر، خاصة وأن الأتراك يرغبون في رفع قيمة الاستثمارات إلى 10 ملايير دولار، حيث أن 1400 شركة تركية شريكة لشركات جزائرية في الجزائر، مستشهدا بأرقام رسمية تركية التي كشفت أن حجم التجارة بين تركيا والجزائر ارتفع سنة 2022، إلى 27 % مقارنة بعام 2021 ليبلغ حجم التجارة البينية بين البلدين ما يقدر بـ 6.3 ملايير دولار سنة 2023.
وهي بعض من أرقام كشفت عنها أنقرة بمناسبة زيارة الرئيس التركي للجزائر منذ 7 أشهر، أي خلال نوفمبر 2023، وهي الزيارة التي صنّفتها الجزائر في خانة “استحقاق هام” في مسار العلاقات بين البلدين، وتمّ بالمناسبة عقد عدة اتفاقيات اقتصادية، شملت مختلف المجالات، وهنا أكد الخبير على تدفق استثمارات تركيا في الجزائر، سواء في مشاريع التعدين والبنية التحتية أو في المنتجات الاستهلاكية، وباتت تركيا اليوم هي الدولة التي تنفّذ أكبر استثمار أجنبي في الجزائر، علما أن الجزائر هي الدولة الثالثة التي تزود تركيا بالغاز الطبيعي بعد روسيا وإيران.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تحدّث من الجزائر على أن “مؤسسات وشركات البلدين تعمل معا لتطوير الشراكات في هذا الاتجاه”، معربا عن اعتقاده بأن “رجال الأعمال الأتراك سيواصلون الاستفادة بالشكل الأمثل من إمكانيات التعاون والفرص الجديدة في الجزائر بشكل خاص”، بينما وعد بمواصلة “تقديم التسهيلات اللازمة لأشقائنا الجزائريين لضمان زيادة استثماراتهم في تركيا”.
نقــــــــــــــــل التّكنولوجيـــــــــــــــــــــا
في السياق ذاته، أشار المختص في الشؤون الاقتصادية إلى أن اقتصاد تركيا يقوم على الصناعة والسياحة والزراعة والصادرات، حيث من الممكن أن تنقل تركيا تجربتها الصناعية إلى الجزائر، مرفوقة بالتكنولوجيات المستعملة خاصة في المجال الفلاحي.
وبعد أن عاد الخبير الاقتصادي للحديث عن منصة المستثمر، وما لها من مزايا في دخول المستثمرين الأجانب للسوق الجزائرية، خاصة استهداف الأتراك، أشار إلى أنّ الاستثمار الحالي اليوم لم يعد مقتصرا على دخول رؤوس الأموال فقط، ولكن تحويل التكنولوجيا للبلد المستضيف للاستثمارات، حيث يتفوق الأتراك في التحكم بالتكنولوجيا خاصة في الصناعات الغذائية والتحويلية، علما أنّ الجزائر تحوز على إمكانيات كبيرة في المجال الفلاحي، يبقى فقط كيفية تحويل المنتجات الفلاحية إلى منتجات صناعية، وهذا ما يتطلب بعض التكنولوجيا التي يمتلكها المستثمرون الأتراك.
وأوضح الأستاذ سعودي، أنّ النسيج الصناعي في تركيا ملائم للجزائر حيث هناك نسيج صناعي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في كل القطاعات، خاصة في قطاع النسيج، المتمثل في مصنع مدينه غليزان للنسيج، مشيدا بالتجربة التركية في مجال الصناعات الغذائية منذ بداية الألفية، حيث كان هناك تحولا كبيرا في زيادة الدخل في تركيا وزيادة عدد المؤسسات في هذا البلد، وهي تجربة يمكن للجزائر أن تستلهم منها الكثير وتطبقها على أرض الواقع.
وفي الشقّ الدبلوماسي، أشاد سعودي بدور دبلوماسية البلدين التي لعبت دورا كبيرا في ترقية العلاقات الاقتصادية، تمثلت في الزيارات الرئاسية المتبادلة مرفوقة بوفود اقتصادية هامة، وتنظيم لقاءات رجال المال والأعمال، كان آخرها عقد منتدى الأعمال الجزائري التركي في 24 جوان الماضي الذي عرف مشاركة 300 متعامل اقتصادي جزائري من القطاعين العمومي والخاص، وأكثر من 200 رجل أعمال ورئيس مؤسسة من تركيا، مبرزا أن “الدبلوماسية والإرادة السياسية المتوفرة لدى الجانبين لعبت دورا كبيرا في تفعيل العلاقات الاقتصادية”.
وعن منتدى الأعمال الجزائري-التركي، المنعقد بالجزائر الأسبوع الماضي، يرى أستاذ الاقتصاد أنه مناسبة للجانبين من أجل توطيد أكبر للعلاقات، ولجذب أكبر للمستثمرين للجزائر، وهو ما تزامن مع إطلاق منصة رقمية تعنى بالشأن الاقتصادي مهمتها تسهيل التبادل بين المستثمرين الجزائريين والأجانب، في إطار مجالس الأعمال المشتركة، وستسهل المنصة الرقمية للمستثمرين الأجانب الولوج إلى السوق الجزائرية، حيث ستساهم في تسهيل طلب التأشيرة والحصول عليها، حيث كان هذا الأمر بين أهم طلبات رجال المال والأعمال لتسهيل ولوجهم إلى السوق الوطنية، وتخفيف المراحل السابقة في حصول المستثمر على التأشيرة الجزائرية.
رئيــس مجـلس الأعمــال الجزائــــــــري التركـــــي.. معمر سرامدي لـ “الشعب”:
6 مـلايير دولار مبــادلات..و10 مليـار دولار قريبـا
155 شركــة تركيــــــة ناشطـــة بالجزائـــر..النّسيـــج والأشغـــال العموميــــة فــــي الصّـــدارة
تتطلّع الجزائر في إطار مقاربتها الاقتصادية الجديدة إلى توسيع حافظة شركائها، ولعل تولي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قيادة قاطرة الدبلوماسية الاقتصادية شخصيا، أكبر دليل على الاهتمام الذي توليه الجزائر لتوسيع رقعة تواجدها الاقتصادي عبر العالم، مستفيدة من الفرص التي تطرحها متغيرات الزمان والمكان.
وأبان رئيس الجمهورية في هذا الصدد عن قدرة تفاوضية متميزة وحس استثماري لا يفوت الفرص، غير متنازل عن مبدأ الندية وقاعدة “رابح-رابح”، الركيزتين اللتين تقوم عليهما العقيدة الاقتصادية الجزائرية في توجهها الجديد.
فايزة بلعريبي
تعد تركيا من الدول التي تتمسّك الجزائر بحسن العلاقات معها، نظرا للرابط الديني والتاريخي الذي يجمع البلدين، وفرص التعاون والشراكة المتاحة بينهما، التي بدأت بوادرها تتضح من خلال العديد من المشاريع الاستثمارية في مجالات عديدة على غرار النسيج، الحديد والصلب والبنى التحتية، حيث يعمل قائدا البلدين على رفع سقف المبادلات التجارية إلى 10 ملايير دولار.
أوضح رئيس مجلس الأعمال الجزائري التركي معمر سرامدي، في اتصال مع “الشعب”، بخصوص العلاقات الجزائرية التركية، على خلفية فعاليات معرض الجزائر الدولي، أين كانت تركيا ضيف طبعته 55 لهذه السنة، أن هذه الأخيرة يجمعها بالجزائر تاريخ طويل يعود إلى أكثر من 5 قرون، يوثقها المعمار التركي الذي لا تزال بصماته تميز العديد من المدن الجزائرية، على غرار الجزائر العاصمة التي تعتبر جامع كتشاوة صرحا معماريا مميزا، ذي رمزية حضارية ودينية مشتركة بين البلدين، وطّدتها العلاقات الدبلوماسية القوية التي تعكسها الزيارات المتبادلة للرئيسين عبد المجيد تبون وطيب رجب أردوغان، وتمّ تأكيدها مؤخرا خلال الملتقى رفيع المستوى المنعقد على هامش معرض الجزائر الدولي، في 24 من شهر جوان الماضي، بحضور نائب الرئيس التركي ووزير التجارة التركي عمر بولاط، ووزير التجارة الجزائري الطيب زيتوني، إضافة إلى 29 شركة عن الطرف التركي و168 شركة عن الطرف الجزائري لبحث سبل التعاون والتنسيق البيني.
في هذا الصدد تطرّق سرامدي إلى التصريحات القوية لوزيري التجارة حول التعاون البيني والتسهيلات الجمركية على المبادلات التجارية، إضافة إلى دراسة مشروع حول تخفيض التسعيرة الجمركية، ودراسة آليات تحصين آليات التبادل التجاري ونقل المعرفة بين الجزائر وتركيا، وولوج الأسواق الإفريقية.
مجالس الأعمال
أما على الصعيد الاقتصادي، وفي ظل تفعيل مجالس الأعمال الاقتصادية كأحد روافد العلاقات بين الجزائر وشركائها من دول العالم، يعمل مجلس الأعمال الجزائري التركي على المساهمة في دعم الدبلوماسية الاقتصادية التي يقودها شخصيا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في هذا الصدد تطرق سرامدي إلى الزيارات المكوكية الشرق أوسطية، التي قام بها خلال صائفة 2023 إلى كل من روسيا والصين وقطر وتركيا، ما يؤكد أن بوصلة الإستراتيجية الاقتصادية للجزائر الجديدة، تتجه شرقا في محاولة للتحرر من التبعية للاقتصاد الغربي من خلال استحداث علاقات ثنائية قائمة على الشراكات التي تستجيب للتطلعات الاقتصادية لكلا الطرفين.
وعن دور مجلس الأعمال الجزائري التركي، يقول رئيسه، إنّ هذا الأخير يعمل على توطيد العلاقات بين الشركات الجزائرية ونظيراتها التركية عبر جسر تشاركي قوامه مراعاة المصالح الاقتصادية والرؤى المستقبلية المشتركة.
فتطهير مناخ الأعمال بالجزائر ودعمه بترسانة من القوانين والتشريعات التنظيمية التي تكفل الأمان الاقتصادي للمستثمر الأجنبي، جعل الشركات الأجنبية بما فيها التركية تتوافد تباعا نحوالوجهة الاستثمارية الجزائرية، حيث بلغ عدد الشركات التركية الناشطة في الجزائر، وفق ذات المتحدث، 155 شركة رائدة في مجالات تميزت بها دولة تركيا عن غيرها من الدول، خاصة ما تعلق بقطاع النسيج الذي دخل مرحلة التصدير نحو الخارج تحديدا نحو فرنسا، من خلال مصنع “تايال” الجزائري التركي للنسيج، و«توسيالي” للحديد والصلب كأكبر استثمار بالنسبة لتركيا خارج حدودها، في هذا المجال، وأكبر استثمار على مستوى قارة إفريقيا حيث تساهم “توسيالي” بـ 17 % من العائد السنوي للبلاد، وشركات أخرى رائدة في مجال البناء والأشغال العمومية الذي افتكت تركيا ريادته بامتياز، حيث تعد هذه الأخيرة ثاني أهم شريك لتنفيذ المشاريع السكنية بالجزائر بجميع صيغها، بعد الشريك الصيني الذي يتربع على المرتبة الأولى على مدار سنوات طويلة.
آفاق مفتوحة
في ذات السياق، أضاف سرامدي أنّ الجزائر الجديدة، من خلال الحرص على الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية خاصة مع دول أسيا وتوسيعها، تطمح إلى تنويع اقتصادها وبناء مناخ جذاب للاستثمار والانفتاح على الأسواق الدولية، والرقي بصادراتها خارج المحروقات إلى مستويات الريادة، وبالتالي فإنّ الشراكة مع تركيا ستكتسي طابعا استراتيجيا، باعتبار أن هذه الأخيرة تعد ضمن أقوى الدول اقتصاديا، محتلة المرتبة 19 عالميا، ومن أكبر المصدرين عالميا، في المرتبة 30 عالميا بالنسبة للسلع و25 بالنسبة للخدمات، حيث تصدر أكثر من 225 مليار دولار من السلع و58 مليار دولار من الخدمات، خاصة نحو أوروبا.
كما تمثل المنتجات الصناعية حوالي 78 % من صادراتها، ممّا يعكس بدون شك مستوى الإنتاجية وقدراتها التكنولوجية والتنافسية، وهو بالضبط ما تحتاجه الجزائر، حيث بلغت قيمة المبادلات التجارية الجزائرية التركية سنة 2020، 3.5 مليار دولار، ثم 4.2 مليار دولار سنة 2021 ليقفز إلى 5 ملايير دولار سنة 2023 و6 ملايير دولار خلال السداسي الأول من سنة 2024.
واعتبر رئيس مجلس الأعمال الجزائري التركي، قيمة المبادلات التجارية المذكورة سالفا، ضئيلا بالنسبة لتطلعات رئيسي البلدين، بالنظر إلى قوة ومتانة العلاقات التي تربط الجزائر وتركيا، خاصة ما تعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومن أجل تجسيد الرؤية الاقتصادية الثنائية للبلدين التي يطمح الطرفان إلى رفعها إلى 10 ملايير دولار في المستقبل القريب، أردف المتحدث، تعمل وزارة التجارة وترقية الصادرات الجزائرية بالتنسيق مع وزارة التجارة التركية من أجل استحداث علاقات تجارية مبسطة ومؤهلة ذات تخفيضات محفزة على المستوى الجمركي، مستفيدة مما جاء ضمن ترسانة القوانين التنظيمية الجديدة، كقانون الاستثمار وما تمخض عنه من نصوص تنظيمية كاستحداث الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار الشباك، حيث تقوم هذه الأخيرة بدراسة الملفات الاستثمارية التي تفوق قيمتها 2 مليار دج، إلى جانب تفعيل المجلس الوطني للاستثمار، والمنصة الرقمية للعقار الاقتصادي بشقيه الصناعي والفلاحي، حيث تمكنت ذات المنصة من توزيع العقار الاقتصادي على مستوى 25 ولاية، وقانون النقد والصرف، وقانون الصفقات العمومية. كما شدّد سرامدي، مثمنا الإجراء الشجاع والنزيه الذي أقره رئيس الجمهورية المتمثل في تجريم البيروقراطية، ممّا أضفى طابع الأمان على فرص الاستثمار والشراكات التي تقترحها الجزائر.
ومن جملة ما تضمّنته التسهيلات التي يتخذها رئيس الجمهورية في كل مرة، أشار سرامدي إلى التخفيضات على القروض الموجهة للاستثمار من أجل تعزيز المستثمر الأجنبي الذي يتطلع إلى الوجهة الجزائرية كبوابة مطلة على العمق الإفريقي، خاصة بعد سلسلة مشاريع البنى التحتية وخطوط النقل البري والجوي والمعابر الاقتصادية من أجل ربط الجزائر بعواصم جاراتها الإفريقية، وجسر عبور يربط بين ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط.
لا تبعية اقتصادية
بالمقابل، وإضافة إلى ما سبق ذكره من عوامل الجذب الاستثماري بالجزائر، وانتعاش العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ترى تركيا في الجزائر دولة صديقة وشريكا موثوقا ومفتاحيا، استطرد سرامدي، فالجزائر أبانت عن صداقتها لتركيا وأبانت عن موثوقيتها للعالم، من خلال وفائها بالتزاماتها التعاقدية. كما أنها شريك مفتاحي وبوابة إفريقية، ذات البني التحتية المتطورة والحديثة، غنية بمواردها الطبيعية، وصاحبة القدرات البشرية المؤهلة الهائلة.
المتعامل التركي، أكّد ذات المتحدث، مطّلع بشكل واسع على معطيات السوق الجزائرية وتطوراتها، خاصة في السنوات الأربع الأخيرة، بما فيها الكفاءات والمورد البشري المؤهل والمتمكن من مجال اختصاصه، وغير المكلفة في نفس الوقت، إضافة إلى أسعار الطاقة الضرورية لتسيير المصانع والمنشآت الاقتصادية كالكهرباء والغاز التي تعتبر منخفضة مقارنة إلى ما هي عليها بالنسبة لبلدان القارة الأوروبية.
كما شجّع توفر المادة الأولية والمنشئات القاعدية المتعاملين الاقتصاديين الأتراك على الاستجابة إلى مساعي مجلس الأعمال الجزائري التركي من أجل تكوين شبكة اقتصادية قوية خاصة على مستوى المناطق الحدودية، أين تتواجد 5 مناطق حرة بكل من تندوف وتمنراست وتبسة، يمكن التسويق من خلالها للمنتجات المشتركة الجزائرية التركية.
من جهة أخرى، يقول سرامدي، تسعى وزارة الفلاحة من خلال منصتها الرقمية وقاعدة بيانات إلى تشجيع الاستثمار بالجنوب الجزائري، وتطوير الزراعة الصحراوية.
ولعل نسبة تواجد المتعاملين الاقتصاديين بـ 52 عارضا من أصل 800 عارض من 20 دولة متواجدة بالطبعة 55 لمعرض الجزائر الدولي، تؤكّد اهتمام تركيا بالاستثمار بالجزائر، حيث أشاد سرامدي بالمناسبة بجميع الهيئات والمنظمات الاقتصادية، وغرف الفلاحة والتجارة وفدراليات أرباب العمل والجمعيات المهنية ذات الطابع الاقتصادي والتجاري التي التفت عن قناعة ودعم لا مشروط لاستراتيجية رئيس الجمهورية فيما تعلق بالتحرر من التبعية الاقتصادية للمحروقات وللاقتصاديات الغربية والتوجه نحو الشراكات المربحة وتنويع الإنتاج الاقتصادي، خاصة الفلاحي منه الذي بات على أعتاب تحقيق الاكتفاء الذاتي المتوقع غضون سنة 2027.
صياغـــــــة مشاريــــــع مشتركـــــة وتوسيـــــع التّعــــاون الاستراتيجـــــي
الجزائـر- تركيـا.. علاقـاتٌ تاريخيـة وروابــط اقتصاديــة
^ الشّراكــــــــــــة مُثمــــــــــــرة وفـــــــــــــق رابــــــــــــح – رابـــــــــح وصداقـــــــــــة طويلـــــــــــة نموذجيـــــــــة يضـــــــــرب بهــــــــــا المثـــــــــــــل
يمكن وصفها بالشراكة المثالية بين بلدين كبيرين تربطهما علاقات صداقة وتعاون تاريخية قوية، منسجمة مع حجم طموحات مصالح البلدين وفق مبدأ “رابح – رابح”.
الجزائر وتركيا نموذج لتعاون اقتصادي وتجاري، وتوافق سياسي رائد إقليميا وعالميا، بفضل الزخم المسجل على صعيد حركية التبادل، مستمدا القوة والاستمرارية والثقة من عمق العلاقات الثنائية المتجذرة، وكل ذلك جعل من الجزائر أهم شريك لأنقرة في القارة السمراء، على اعتبار أنها أحد الموردين الرئيسيين للطاقة والمواد الأولية، كما أن تركيا تتواجد بقوة في السوق الجزائرية من خلال قطاع البناء، واقتحمت بقوة بقطاع النسيج في شراكة يمكن وصفها بالعملاقة.
ومن أهم مؤشرات التعاون الثنائي المنطوي على توسع استراتيجي، تكثيف الاستثمارات في قطاعات جديدة والتطلع لرفع حجم التبادل الثنائي، وتجسد كل ذلك بفضل تحول اقتصادي جزائري كبير ولافت، عزّز من حضورها كوجهة استثمارية جاذبة ومتميزة، ويمكن القول إن الجزائر وأنقرة تحرصان بحماس وإيجابية من أجل توطيد المزيد من الشراكات بهدف صياغة تنمية مشتركة في مستقبل واعد تتبدلان التجارب، وتستغلان الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين.
إنّ التجربة التركية في عدة صناعات حيوية ستكون في متناول مستثمرين جزائريين من أجل تحويل التكنولوجيا، وبدورهم المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين، يمكنهم الظفر بفرص التواجد عبر السوق التركية الواسعة، وبعد تجسيد الرؤية الاقتصادية المتطابقة بين قيادتي البلدين، مرشح أن تزدهر الشراكة وتترسخ الثقة الاقتصادية والسياسية أكثر فأكثر لتفضي إلى مستوى أعلى وأكبر من التعاون المثمر لبلدين صداقتهما طويلة جدا ويضرب بها المثل.
فضيلة بودريش
المديرية العامة للجمارك تذّكر:
هذه إجراءات معالجة الطرود البريدية القادمة من الخارج
ذكرت المديرية العامة للجمارك، أمس الأحد، في بيان لها، أن معالجة الطرود البريدية القادمة من خارج الوطن، تخضع لإجراءات تشريعية وتنظيمية، لاسيما أنها لا تكتسي طابعا تجاريا، مبرزة أن مصالحها ستقوم برصد جميع الإرساليات التي تخالف الشروط المعمول بها.
جاء في البيان: «تذكر المديرية العامة للجمارك كافة مرتفقيها، أن المعالجة الجمركية للطرود البريدية القادمة من خارج الوطن، تخضع للإجراءات التشريعية والتنظيمية ساري العمل بها، خاصة أحكام المواد 49، 86 مكرر2، 213 فقرة «ط» و235 من القانون رقم 17-04 المؤرخ في 16 فبراير 2017 المعدل والمتمم للقانون رقم 79-07 المؤرخ في 21 يوليو 1979، والمتضمن قانون الجمارك، وكذا أحكام المواد 21 إلى 25 من الأمر رقم 22-01 المؤرخ في 03 أغسطس 2022، المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2022».
وتابع ذات المصدر، أنه يشترط «أن تكون البضائع المرسلة، عرضيا، من الخارج عبر الطرود البريدية موجهة للاستعمال الشخصي أو العائلي، وألا تكتسي طابعا تجاريا». مضيفا، أن «مصالح الجمارك الجزائرية تقوم بناء على قاعدة البيانات الرقمية التي يتم استغلالها للتعرف على هوية المرسلين والمرسل إليهم، برصد جميع الإرساليات التي تخالف شروط الاستفادة من الإعفاء الممنوح قانونا».
وبهذا الخصوص، أوضح البيان أن «مصالح الجمارك الجزائرية تقوم بمقتضى التشريع والتنظيم ساري العمل بهما بحجز الإرساليات المتكررة التي تحتوي على نفس الصنف من البضائع، بما في ذلك الهواتف النقالة، المرسلة إلى نفس الأشخاص والموجهة إلى نفس العناوين بمحل إقامتهم، باعتبارها تيارات تهريب ينتهجها بعض الأشخاص لغرض التملص من الإجراءات القانونية التي تؤطر عمليات الاستيراد في هذا الإطار، أو يمكن أن يقع فيها البعض الآخر جهلا منهم بهذه الإجراءات».
في ذات السياق، أشار نفس البيان إلى أن «عملية استيراد الهواتف النقالة تخضع وجوبا لمعايير المطابقة المرتبطة خصوصا بحفظ سلامة وصحة المواطنين وشروط الجودة، وكذا تأمين البيانات الشخصية ومطابقة المعايير الأمنية ضد الأخطار السيبرانية المحتملة عند اقتناء الهواتف الذكية، سواء كانت جديدة، مستعملة أو تم تجديدها».
بالإضافة إلى ذلك، «تستوجب عملية استيراد بعض البضائع الحساسة رخصا خاصة مسبقة، ككاميرات المراقبة والطائرات المصغرة بدون طيار»، وفقا للبيان، الذي أكد «بأن كل الترتيبات اللازمة تم اتخاذها من أجل الإسراع في تسليم الطرود البريدية التي تستوفي الشروط المطلوبة».
في هذا الإطار، أبرزت المديرية بأنه «يتعين على المرسل إليهم تدوين هويتهم الكاملة ومقر إقامتهم الصحيح، مع تقديم سندات أو وصولات تثبت صحة الطلبيات الإلكترونية التي قاموا بإجرائها، عند التقدم لاستلام الطرود البريدية الخاصة بهم»، داعية كافة مرتفقيها الراغبين في المزيد من المعلومات لزيارة موقعها الإلكتروني: www.douane.gov.dz أو التواصل مع مصالحها عبر بريدها الإلكتروني.
منتدى اقتصادي حضرته أكثر من مئـــــة مؤسســــــة
الجزائـــــــر- بلجيكــــــــا.. بحث فرص الشراكــــــة الاقتصادية ببروكسل
نظمت سفارة الجزائر ببروكسل، بالتنسيق مع غرفة التجارة العربية- البلجيكية- اللوكسمبورغية وغرفة التجارة والمقاولين ببروكسل، منتدى اقتصاديا جزائريا-بلجيكيا، حضرته أكثر من مئة مؤسسة من بلجيكا ولوكسمبورغ.
تمحور المنتدى، الذي نظم، الخميس الماضي، في إطار نشاطات الدبلوماسية الاقتصادية الجزائرية، حول مناخ الأعمال وفرص الاستثمار والشراكة في الجزائر، لاسيما في قطاع المؤسسات الناشئة والرقمنة والطاقات النظيفة والمتجددة.
ونشط هذا الحدث الاقتصادي، المدير العام للمسرع العمومي للمؤسسات الناشئة «ألجيريا فنتشر» سيد علي زروقي، الذي تمحورت مداخلته حول النظام البيئي للمؤسسات الناشئة والابتكار في الجزائر وطرق تمويلها والآفاق الواعدة التي تلوح في أفق هذا القطاع على المستوى الدولي.
بهذه المناسبة، ذكر محمد الأمين بن شريف، سفير الجزائر في بلجيكا ولوكسمبورغ، بالعلاقات الثنائية المميزة والمدعمة بإجمالي تبادل تجاري جاوز 2.7 مليار أورو سنة 2023، مع ميزان تجاري في صالح الجزائر على ضوء الالتزامات التي تم تجسيدها في إطار برنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لإعطاء دفع للديناميكية الاقتصادية للبلاد، لاسيما في مجال المؤسسات الناشئة والرقمنة والابتكار.
كما أكد السفير، أن الجزائر الجديدة توفر لعالم الأعمال الوطني والدولي مناخا مناسبا وشفافا ومنتظما يسمح بازدهار المؤسسة المولدة للثروة وفرص العمل.
من جهة أخرى، أشار السفير إلى المشاريع المهيكلة التي تم إطلاقها، مثل استغلال منجم غارا جبيلات ومنجم الفوسفات بجبل العنق وإطلاق إنجاز مشاريع كبرى خاصة بمنشآت الطرق والسكك الحديدية.
الملتقى الدولي لجراحة المخ والأعصاب
تقديم أحــــــدث الأبحـــــــاث والتقنيــــــات العلاجيــــــــة
شكل الملتقى الدولي الرابع والمؤتمر الوطني 37 لجراحة الأعصاب، مناسبة لتسليط الضوء على «أورام قاعدة الجمجمة، أمراض الأوعية الدموية، التنظير الجراحي، جراحة الأعصاب لدى الأطفال، الذكاء الاصطناعي والباركنسون»، وتقنيات علاجها وسبل التكفل بالمرضى والمصابين في الجزائر عامة وعلى مستوى وهران على وجه التحديد.
حبيبة غريب
ثمن، أمس، والي وهران السعيد سعيود، أشغال الملتقى الدولي الرابع والمؤتمر الوطني 37 لجراحة الأعصاب والمشاركة النوعية لأطباء مختصين من عديد دول العالم، مؤكدا أنه «مناسبة قيمة لتبادل المعارف والخبرات في هذا المجال وعرض ما توصلت إليه التكنولوجيا، من خلال تقديم أحدث الأبحاث والتقنيات العلاجية».
وأضاف في كلمته لدى إشرافه على انطلاق الأشغال، أن «هذا النشاط العلمي المتميز، يشكّل فرصة للإطارات الشابة للاحتكاك بالتجارب الكبرى، ومن ثمّ صقل تكوينهم وتعميق معارفهم في هذا الاختصاص الحيوي».
في ذات السياق، أشار سعيود إلى «أن قطاع الصحة يحظى باهتمام خاص من طرف السلطات العليا للبلاد، على رأسها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وهو الاهتمام الذي انعكس بالإيجاب على نوعية وحجم الخارطة الصحية للبلاد».
من جهته، أشار المدير العام للمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر رابح بار، إلى أن «اللقاء يندرج في إطار التكوين المتواصل والبرنامج المسطر من قبل المؤسسة لتطوير وتدريب الكوادر الطبية وتحسين المصالح الصحية».
وكشف رابح بار، أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في مصلحة جراحة المخ الأعصاب، بلغ 90٪، وأسهمت هذه التقنية في تشخيص الأعراض بسرعة ودقة، مما يعزز بشكل كبير من جودة رعاية المرضى.
وتم تنظيم الملتقى الدولي الرابع والمؤتمر الوطني 37 لجراحة الأعصاب، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من قبل مصلحة جراحة الأعصاب التابع للمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر 1954 بوهران، تحت إشراف «البروفيسور بلبنة بشير»، بالتنسيق مع الجمعية الوطنية لجراحة المخ والأعصاب وكذا كلية الطب لجامعة وهران.
استقطب الملتقى أكثر من 400 مشارك، من بينهم خبراء ومختصون من 22 دولة، منها اليابان، فرنسا، سويسرا، إيطاليا، موريتانيا، اليمن، تونس، المغرب وغيرها… بالإضافة الى مشاركة أطباء ومختصين من المراكز وكذا المؤسسات الاستشفائية من كافة أنحاء الوطن.
رئيس حركة الشباب الجزائري.. عمر بريكسي:
الانتخابات الرئاسية محطة مفصلية وهامة
أكد رئيس حزب حركة الشباب الجزائري عمر بريكسي قرماط، السبت، بسيدي بلعباس، أن الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 7 سبتمبر المقبل، تعد «محطة مفصلية وهامة»، مبرزا أن تشكيلته السياسية اختارت المشاركة في جميع الاستحقاقات الوطنية والمحلية، بما فيها الرئاسيات المقبلة والمساهمة في إنجاحها.
ذكر بريكسي قرماط خلال لقاء بالمركز الترفيهي والعلمي، أن الحركة أطلقت «مشاورات واسعة» منذ إعلان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، قراره القاضي بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة وذلك «من أجل وضع أسس ومعايير في المرشح الذي تتبناه وتسانده».
كما دعا مناضلي حزبه ومن خلالهم جميع المواطنين، إلى «التجند والمساهمة في إنجاح وتأطير الانتخابات الرئاسية المقبلة والإقبال بطريقة حضارية وبأسلوب ديمقراطي على صناديق الاقتراع، لاختيار مرشح من أجل جزائر قوية ومتلاحمة ومستقرة».
كما دعا إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود «في جزائر متلاحمة بأبنائها، قوية بمؤسساتها، في وجه كل التحديات الداخلية والخارجية».
من جهة أخرى، أشاد السيد قرماط بالنمو الذي يسجله الاقتصاد الوطني والمشاريع الكبرى التي تشهدها البلاد في مختلف القطاعات.
كما ثمّن جهود الدبلوماسية الجزائرية المشرفة في مساعيها الدولية والإقليمية لوقف فوري وغير مشروط للعدوان الصهيوني على قطاع غزة والمسارعة في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الغاشم وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لإخواننا الفلسطينيين.
البـــــلاد مقبلـــــــــة علــــــــــى محطـــــــة هامـــــــــــــة فــــــي مسارهـــــا الديمقراطــــــي.. بن براهــــــــــــم:
المجتمــــــع المدنــــــــي مطالب بالتحرك لتعزيــــــــــز الثقافــــــــــــة الانتخـــــابيـــــــــــــة
أكد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نورالدين بن براهم، السبت، بالبليدة، أن «المجتمع المدني مطالب بالتحرك لنشر الوعي وزيادة الثقافة الانتخابية لدى جميع فئات المجتمع».
أوضح بن براهم، لدى إشرافه على لقاء جهوي تفاعلي وجواري تحت شعار: «مواطنة فعالة، مجتمع حي»، «تعزيز الثقافة الانتخابية والمواطنة الفعالة»، بأن «البلاد مقبلة على محطة هامة في مسارها الديمقراطي، الأمر الذي يتطلب من المجتمع المدني تأدية أدوار مهمة من أجل إنجاحها».
وقال المتحدث، إن المجتمع المدني، الذي وصفه بقوة «تمثيل مجتمعي هامة لرصد احتياجات المواطنين»، مطالب بالتحرك لنشر الوعي وتعزيز الثقافة الانتخابية لدى فئات المجتمع والتحسيس لتكريس السلوكيات والقيم الديمقراطية والمواطنة الفعالة.
وأضاف بن براهم، أن تحقيق رؤية شاملة لبناء مجتمع مدني حر وقوي ومتماسك، يعتمد على مشاركة المواطنين وتفاعلهم في عملية صنع القرار وتنفيذ السياسات العامة لتعزيز قدرة المجتمع على مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق التقدم.
في هذا الاطار نظم، السبت، المرصد الوطني للمجتمع المدني بملعب الشهيد «حمود دايدي»، وسط مدينة البليدة، لقاء تفاعليا جهويا بحضور نحو 1200 مشارك، ممثلين عن جمعيات المجتمع المدني لولايات الجزائر العاصمة، البليدة، تيبازة، عين الدفلى، الشلف، الجلفة، المدية وتيسمسيلت.
وتخلل هذا اللقاء الجهوي، تنظيم ورشات تفاعلية تناولت عدة محاور، على غرار دور المجتمع المدني في ترقية المواطنة الفعالة وتعزيز الوعي السياسي والتشجيع على المشاركة في الاستحقاقات المقبلة، الشباب والمشاركة السياسية، تعزيز الوعي البيئي، الإعلام والاتصال الجمعوي وترقية الخدمات الصحية وحماية الأطفال والمراهقين.
من جهة أخرى، كشف بن براهم أن المرصد الوطني للمجتمع المدني قرر إطلاق الاحتفالات المخلدة للذكرى 62 لاستقلال الجزائر، انطلاقا من أقصى الجنوب وبكل المناطق الحدودية.
أستاذ العلـــــوم السياسيــــــة بجامعـــــة الجزائر3 رابح لعروســـــــي:
المجتمــــع المدني شريــــــك أساســـــي في تعزيز الثقافة الانتخابيـــــــــــة
^ منظمـــــــــات المجتمع المدني قاطــــرة في العمــــــل الانتخابـــــي
أكد البروفيسور رابح لعروسي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر3، على دور المجتمع المدني في تعزيز ثقافة الانتخاب والمواطنة، وهذا من خلال التوعية بأهمية العملية الانتخابية والديمقراطية التشاركية، وكذا كيفية جعل المواطن يقبل على هذا الموعد الانتخابي الهام والتحسيس بأهمية التسجيل في القوائم الانتخابية.
خالدة بن تركي
أبرز المحلل السياسي دور منظمات المجتمع المدني في دعم المشاركة في الحياة السياسية وفي تحريك وتعزيز ثقافة الاقتراع، وجعل المواطن فاعلا أساسيا في العملية الانتخابية، موضحا أن المجتمع المدني لا يدعو للانتخاب لصالح الأشخاص، وإنما يدعو لتعزيز هذه الثقافة من خلال المشاركة القوية في الانتخابات، أي أن المواطن لديه الحق والحرية من خلال تكريس الحق والواجب في العملية الانتخابية.
واستطرد قائلا، «الانتخاب أصبح واجبا حتى يكون للمواطن دور في اتخاذ القرارات واختيار من يحكمه، بل يجب تعزيز المشاركة السياسية وإشاعة ثقافة مجتمعية قائمة على برامج وتكثيف الحوارات والندوات بصفة مستمرة ومتكررة للمساعدة في نشر وخلق الوعي الاجتماعي والسياسي لدى المواطنين، حتى يكونوا مؤهلين للمساهمة في الحياة السياسية بمسؤولية ووعي».
أشار الأستاذ إلى أهمية هذا الحدث السياسي الذي لا يشبه الانتخابات التشريعية أو المحلية، فالرئاسيات مهمة بحكم مكانة الرئيس في هرم الحكم، باعتباره القاضي الأول في البلاد والقائد الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الدفاع الوطني، وبالتالي فمكانة رئيس الجمهورية مهمة لدى الشعب، باعتباره رمز وحدة الوطن.
وقال رابح لعروسي، المجتمع المدني يلعب دورا في تحسيس وتكريس الوعي الانتخابي لدى المواطن، خاصة وأن المسألة اليوم تتعلق بكيفية جعل المواطن يذهب لمراكز الاقتراع والتسجيل في القوائم الانتخابية للذين يفوق سنهم 18 سنة، أي الانتقال من ضرورة الانتخاب إلى كيفية الذهاب إلى الاقتراع بمحض الإرادة ومن خلال قناعات تجعله في صلب العملية الانتخابية.
أكد في ذات السياق، على ضرورة المساهمة الفعالة للمواطن في الاقتراع، وأن يكون مسؤولا في اختيار من يمثله ومن يكون رئيسا قادما. هذه المشاركة تأتي في إطار خلق وتكريس فعلي لحق المشاركة السياسية والرفع من نسبة المشاركة للتأسيس للشرعية الانتخابية، أي مهما يكون الرئيس القادم ضروريا، أن يكون الانتخاب بقوة حتى يكون لمسؤول البلاد القادم من الشرعية والمصداقية الكبيرة، التي تعطيه القوة للمرافعة في المحافل الدولية.
وأضاف أيضا، «كلما كانت الدولة مجتمعة قوية من الداخل، كانت قوية من الخارج»، والمجتمع المدني لديه الكثير من الأدوار المرتبطة بهذا السياق وبتعزيز هذه الثقافة من خلال التواصل المباشر الذي يجب التكثيف منه، والمجتمع المدني الممثل في الجمعيات «رياضية، ثقافية، فنية» لها علاقة مباشرة مع المواطن، ومن الضروري أن تنخرط في هذا المسعى الذي يحقق التلاحم، الوحدة وبناء الوطن.
وقال الأستاذ، إن منظومة الحكم لا تقوم على رجل واحدة وإنما تقوم على عدة أرجل وأذرع وأهم ذراع المجتمع المدني، باعتباره صمام الأمان الذي يعزز الثقافة المدنية، أي أن المواطن يعي حقوقه وواجباته ويكون سدا منيعا، وهذه المشاركة هي أكثر من أنها تعزز اللحمة الداخلية، فهي رسالة إلى الخارج، فالنشاط الجمعوي يجب أن يكون في مستوى الحدث من خلال التحسيس، وتجنيد الشباب والجمعيات كل في مجاله واختصاصه لخلق الثقافة الانتخابية، وتكون قاطرة في العمل الانتخابي.
وعرج المتحدث على الأدوار الناجحة لبعض الجمعيات في تنشيط الثقافة الانتخابية وتكريس المساحات التي تلج إليها الفئات الشبانية، سواء طلبة جامعيين، أصحاب مؤسسات ناشئة، مشاريع المقاولين الذاتيين، خاصة وأن السلطات العليا في البلاد أعطت مكاسب كثيرة للشباب، لاسيما الشباب المهيكل.
وأكد لعروسي، أن الجزائر اليوم دخلت فيما يسمى تعزيز وتكريس الثقافة الانتخابية، مؤكدا أن الانتخابات القادمة في ظل التحديات الداخلية والخارجية، تستوجب منا أن نكون صفا واحدا لتعزيز اللحمة الوطنية في المجتمع.
إطـــلاق قافلـــــــــــة وطنيـــــــة لتعبئــــــــة المجتمــــــع.. أسامـــــــــة بلـــــي لـ «الشعب»:
الإتحاد الجزائـــــري للشبــــــــاب جاهز لإنجــــــاح الاستحقــــاق الرئاســــــي
نظم الإتحاد الوطني الجزائري للشباب مبادرة وطنية مشجِّعة على المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، تحت شعار «ملتزمون مع الوطن.. أنا أشارك»، بغية الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الشباب وحثِّهم على تسجيل أسمائهم بقوائم الناخبين لأجل ممارسة حقهم الانتخابي في الحدث الديمقراطي الذي ستعيشه الجزائر في السابع من سبتمبر 2024م.
سفيان حشيفة
قال الأمين العام للإتحاد الوطني الجزائري للشباب، أسامة بلي، إن الإتحاد يساهم من جانبه في إنجاح الاستحقاق الرئاسي، مشيرا إلى إطلاقه مؤخرا عملية توعوية عبر كامل التراب الوطني، الهدف منها تعزيز ثقافة المواطنة لدى الشباب، وتعبئة هذه الفئة للالتفاف حول مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وتقوية الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية.
وأوضح أسامة بلي، في تصريح لـ «الشعب»، أن المبادرة المذكورة عبارة عن قافلة جابت كافة ولايات الوطن للتحسيس بضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية وإنجاحها، وذلك عبر ندوات وملتقيات مست مختلف الشرائح المعنية بالحدث، خاصة الشبانية منها، فضلا عن تنظيم فعاليات رياضية وثقافية لاستقطاب وجذب جميع أطياف المجتمع.
كما تابع محدثنا، أن هذا النشاط أتى تنفيذا لتوصيات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى ضرورة إدماج الشباب في المشهد السياسي، واستجابة من الاتحاد للقرار الدستوري والسيادي للرئيس القاضي بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة بتاريخ 7 سبتمبر 2024م، وكذا دعوة الهيئة الناخبة يوم 8 جوان الماضي.
وتضمنت القافلة عدّة أنشطة رئيسية، على غرار تنظيم ورش عمل وندوات في مختلف المناطق لتعزيز الوعي بأهمية الانتخابات، وإنشاء منصّة إلكترونية لتسجيل المتطوعين وتقديم المعلومات اللازمة للمواطنين، وتسطير حملات توعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة، مثل الصحف والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي والإذاعات، وتوزيع منشورات ومطبوعات تشرح أهمية المشاركة وكيفية التصويت، بحسب قوله.
إلى ذلك، عمل أصحاب المبادرة التحسيسية الواسعة، مثلما أضاف بلي، على تكريس ثقافة الانتخاب كواجب وطني والتأكيد على دور الشباب الهام في إنجاح مختلف الاستحقاقات، لاسيما لدى الفئة الصامتة التي تعودت عدم المشاركة في الانتخابات، ونشر الوعي السياسي وتعزيزه، والتأكيد على أهمية المشاركة الانتخابية من أجل ضمان الاستقرار الأمني والسياسي والمحافظة على المكتسبات، مع تحسيس الشباب بدورهم الحيوي في صنع القرار، وإبراز الفرص المتاحة والتحديات المستقبلية لتمكينهم من المشاركة الفعالة في الموعد الرئاسي، ناهيك عن نشر ثقافة التآزر والتلاحم بين أطياف المجتمع الجزائري.
تحسبا للانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر
31 راغبا في الترشح سحبوا استمارات التوقيعات
^ 4903 نقطة للتصديق موزعة عبر الوطن
أحصت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات 31 راغبا في الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر المقبل، قاموا، إلى غاية أمس الأحد، بسحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية.
يتواصل سحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية من مقر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بقصر الأمم بالجزائر العاصمة، إلى غاية منتصف الليل من 18 جويلية المقبل، وهي العملية التي خصص لها أزيد من 14 ألف عنصر، وفقا لما كان قد صرح رئيس السلطة محمد شرفي.
ويتم دفع الاستمارات من قبل الراغبين في الترشح عبر 4903 نقطة للتصديق موزعة عبر الوطن، حيث ستستمر دراسة الملفات من قبل السلطة إلى غاية 27 جويلية المقبل، تاريخ الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين الذين سترفع ملفاتهم إلى المحكمة الدستورية للبت فيها بصفة نهائية.
إشــــــادة بخطـــــاب رئيــــــس الجمهـــوريــــــــــــة كتكريـــــس لتقليـــــد جديــــــــــد
غرفتـــــــا البرلمــــــــــــان.. تناســـــــــق تـــــام بمــــــــا يخــــــــــــدم تطلعــــــــات الشعب
^ تركيـــــز علــــــى نوعيـــــــة وأهميـــــــة المشاريـــــع علــــى حـســــــــــــــــاب الكمّ
شكل خطاب رئيس الجمهورية أمام نواب البرلمان بغرفتيه، أهم حدث سياسي وطني ميز الدورة البرلمانية العادية لسنة 2023/ 2024 التي اختتمت، أمس الأحد، حيث اعتبره الكثير من الخبراء والمتابعين وممثلي الأحزاب السياسية «بمثابة الحدث الأبرز الذي ميز الدورة وخلق الاستثناء وأوجد تقاليد لممارسة جديدة وسنة حميدة لم تكن معهودة سابقا في علاقة السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية، وأيضا أعاد الاعتبار لهذه الهيئة النابعة من إرادة الشعب ومعبرة عن طموحاته.
ز. كمال
ثمنت الباحثة والناشطة السياسية البروفيسور نصيرة يحياوي، خطاب رئيس الجمهورية أمام نواب البرلمان، الذي يعتبر أهم حدث عرفته الدورة وهو يعكس حجم الانسجام بين الهيئتين وتكامل الأدوار بما يخدم المصالح العليا للدولة، وايضا ساهم الخطاب في خلق تقاليد جديدة في العلاقة بين الهيئتين لم تكن موجودة سابقا، وبالتالي قد يساهم مستقبلا في تكريس أكثر للممارسة الديمقراطية الحقة.
أكدت يحياوي في تقييمها لمستوى أداء البرلمان بغرفتيه، «أن الدورة العادية كانت أكثر فعالية من حيث الأداء التشريعي ومشاريع القوانين المصادق عليها من قبل النواب رغم قلتها مقارنة مع ما كان مبرمجا ومطروحا للنقاش والمصادقة التي كانت في حدود 36 مشروعا.
وقالت في السياق، إن الحصيلة المسجلة وعلى عكس الدورات السابقة اتسمت بالجدية أكثر وركزت على النوعية والأهمية على حساب الكمية وهذا تماشيا مع برنامج ومخطط عمل الحكومة التي فتحت عدة ورشات هامة بما يتماشى وتحديات التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة.
وقدمت الباحثة عدة أمثلة على نوعية المشاريع المصادق عليها من طرف نواب البرلمان، أهمها القانون العضوي لقانون المالية 18/ 15 وقانون الميزانية، حيث أصبحنا الآن نتحدث عن الأهداف المسطرة وليس التخصيص فقط، مثلما قالت. إضافة الى قانون الاستثمار الجديد، الذي يعتبر ركيزة التحول الاقتصادي الذي تعرفه الجزائر، قانون إصلاح العدالة وقانون العقوبات، قانون حماية أراضي الدولة والمحافظة عليها، وقوانين أخرى هامة مست عدة قطاعات حساسة، منها على سبيل المثال قانون السمعي البصري والصحافة المكتوبة والالكترونية الهادفة الى تنظيم النشاط أكثر، مثلها مثل باقي المشاريع التي صادق عليها نواب الشعب بعد نقاشات مطولة وتعديلات مست عديد المواد والنقاط، بالنظر الى أهميتها الاجتماعية والاقتصادية في حياة المواطن».
كما أرجعت سبب قلة عدد قوانين المشاريع المصادق عليها خلال الدورة، مقابل ارتفاع المشاريع المؤجلة المقترحة من قبل السلطة التنفيذية، أي الحكومة، التي وصلت إلى حدود 23 مشروعا، إلى أهمية الدور الذي لعبته السلطة التشريعية والنواب الذين بذلوا مجهودات كبيرة في تقديم دراسة معمقة ومحاولة إثراء مجمل المقترحات المعروضة وأخذ مزيد من الوقت لتضمين التعديلات والتحفظات المسجلة حول عديد النقاط وهذا ما يبرز أهميتها الاستراتيجية والمستقبلية بالنسبة للمجتمع ويظهر العمل الرقابي الكبير الذي قام به البرلمان طيلة هذه الدورة.
إلى جانب المتابعة والدراسة الجادة والمعمقة لمشاريع القوانين المعروضة أمام نواب البرلمان، شكلت جلسات النقاش والأسئلة الشفوية المقدمة من طرف أعضاء المجلس وكذا الحضور الفاعل للكتل الحزبية، نقاطا هامة ومسجلة خلال هذه الدورة، حيث ساهم النواب في نقل الكثير من انشغالات المواطنين وحتى المنتخبين المحليين عبر البلديات، التي تخص قضايا التنمية المحلية، وهي النقاط التي تجاوب معها الوزراء وأعضاء الحكومة في تنسيق تام بين الهيئتين، على حد قولها.
استعادت مكانتها وصوتها مسموع وازن ومؤثر في المحافل الدولية.. بوغالي:
الجزائر الجديدة ستواصل يوم 7 سبتمبر مسيرة البناء
^ كلمة الرئيس أمام البرلمان ردّ الاعتبار للسلطة التشريعية النابعة من إرادة الشعب
^ تحقيق من الإنجازات ما أهل بلادنا لأن تواصل مسيرة البناء والتنمية بعزم وثبات
أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، أن الجزائر كسبت جملة من الرهانات واستعادت مكانتها في الخارج، ودعا إلى تعزيز المكاسب المحققة تحت قيادة الرئيس تبون والانخراط في إنجاح الرئاسيات المقبلة، معتبرا حصيلة أداء المجلس في الدورة المنقضية إيجابية للغاية.
حمزة.م
قال بوغالي في كلمته، بمناسبة اختتام الدورة البرلمانية العادية، إن الجزائر «تخطت الكثير من العقبات، وكسبت جملة من الرهانات، وحققت من الإنجازات ما أهلها لأن تواصل مسيرة البناء والتنمية بعزم وثبات، بعد أن استعادت مكانتها، وصار صوتها مسموعا وازنا ومؤثرا في المحافل الدولية».
ودعا إلى العمل على تعزيز هذه المكاسب وذلك «بالانخراط جميعا في العمل على إنجاح محطة الانتخابات القادمة والتي ستعزز، لا محالة، صرح البناء الديمقراطي الذي عزم الشعب الجزائري على تثبيته وتقويته».
وتوجه بوغالي بالشكر والامتنان لرئيس الجمهورية، الذي «سن السنة الحميدة وجمع البرلمان بغرفتيه ليوجه من خلاله «خطاب الأمة»، في 25 ديسمبر 2023، معتبرا أنها مبادرة تتماشى وروح الدستور وتعيد الاعتبار لهذه السلطة التشريعية النابعة من إرادة الشعب، تتكامل مع السلطتين التنفيذية والقضائية.
وعقب عرضه لحصيلة نشاطات المجلس الشعبي الوطني، أكد بوغالي استعداد النواب لمرافقة جهود الدولة تحت قياد رئيس الجمهورية، في تحقيق الأهداف المشروعة وعلى رأسها انتزاع مكانة جديرة ببلادنا في جوارها الجيو- استراتيجي وفي منطقتها العربية والإسلامية وفي العالم أيضا.
وأشار إلى أن الدورة المنقضية توجت بالتصويت على 13 مشروع قانون، عالجت أحكامها جوانب متنوعة من الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما عقدت اللجان الدائمة أزيد من 338 اجتماعا لإثراء نصوص قانونية أو لبحث قضايا مهمة تخدم واقع تسيير المصالح العامة للدولة والمجتمع.
وأضاف، أن المجلس نظم 12 يوما برلمانيا عالج إشكاليات في غاية الأهمية لواقع ومستقبل عدة قطاعات ببلادنا. واضطلاعا باختصاصاته الدسـتورية، ناقـش نواب المجلس الشعبي الوطني بيان السياسة العامة الذي يعد أهم آلية رقابية خولها الدستور للنواب والذي حظي بنقاش واسع خصصت له 11 جلسة عامة أبرزت حرص ممثلي الشعب على متابعة عمل الحكومة عن كثب.
وأفاد بطرح النواب 404 سؤال شفوي على أعضاء الحكومة في 15 جلسة، تمت الإجابة على 331 سؤالا منها من الدورة الحالية، بالإضافة إلى الأسئلة الكتابية التي بلغت 2031 سؤالا، وقد تمت الإجابة على 1484 منها. وقال «إن حجم هذا العمل الهائل يبرز الجهد التكاملي والتنسيق المستمر بين الحكومة والبرلمان».
على صعيد آخر، نفذ المجلس، بحسب بوغالي، 46 بعثة استعلامية توجهت لمختلف المناطق وتفاعلت مع التطلعات المختلفة والوقوف على المكاسب والنتائج الميدانية للسياسات العمومية وأثرها في واقع التنمية المحلية والإطار المعيشي للمواطن.
وفي مجال الدبلوماسية البرلمانية، أفاد رئيس المجلس الشعبي الوطني أن الدورة المنتهية كانت حافلة بالنشاطات، من أبرزها إتمام عهدة الجزائر في رئاسة اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
واستضافت الجزائر، أواخر ماي، المؤتمر 36 للاتحاد البرلماني العربي بمشاركة قياسية بلغت 19 برلمانا عربيا من مجموع 20 برلمانا، وهو ما يعكس الأهمية «التي أضحت تحتلها بلادنا في مختلف الفضاءات، حيث آلت الرئاسة الدورية لهذه المنظمة إلى الجزائر».
وذكر بمشاركات وفود البرلمان الجزائري في مختلف الأنشطة الدبلوماسية البرلمانية والتي كانت متميزة وحافلة، سواء على الصعيد الثنائي أو على الصعيد متعدد الأطراف.
وبخصوص الرئاسيات المقبلة، قال رئيس المجلس الشعبي الوطني، إن الشعب الجزائري دعي مرة أخرى لممارسة حقه المشروع في «أهم استحقاق وطني تعزيزا للمسار الديمقراطي عبر اختيار حر سيّد ونزيه في مرحلة هامة من حياة أمتنا التي اختارت النهج الديمقراطي لتثبيت أركانها».
وأضاف، أنه «جدير بنا جميعا أن ننخرط فيها (الاستحقاقات) تأدية للواجب الوطني، فموعد السابع من سبتمبر سيكون فرصة لأن يمارس الشعب حقه عبر اقتراع حر وشفاف، وستكمل الجزائر مسيرة البناء التي انطلقت بعد حراكها المبارك».
في المقابل، أعلن بوغالي عن إطلاق المجلس الشعبي الوطني، لعمليات عصرنة إدارية وتقنية لمصالحه، ستتوج السنة المقبلة ببلوغ صفر ورقة والتصديق الإلكتروني باعتماد أحدث التقنيات ومختلف نماذج الذكاء الاصطناعي، تماشيا وتوجيهات رئيس الجمهورية بعصرنة الإدارة وتعميم الرقمنة.
مد يده لكل الجزائريين للمساهمة في بناء الجزائر الجديدة.. ڤوجيل:
الرئيس تبون وضع الجزائر على عتبة الاستقلال الاقتصادي
^ ترجمة الالتزامات 54 إلى واقع معيش بما أعطى نموذجا جديدا للحكم ^ تعزيـــــــز مواقف وكلمة بلادنا في الخارج.. ودبلوماسيتنا قوامهـــــا عـــــدم الانحيــــــاز ^ أدعـــــو الشعب الجزائـــــري للمشاركـــــة بقـــــوة في الانتخــــابـــــات الرئـــاسيــــــة
أكد رئيس مجلس الأمة صالح ڤوجيل، أن الجزائر بلغت مرحلة دقيقة مع اقتراب موعد الرئاسيات المنتظرة في 7 سبتمبر المقبل، ولفت إلى أهمية المشاركة الواسعة للجزائريين في عملية التصويت في تعميق الممارسة الديمقراطية، موضحا في ذات الوقت أن البلاد باتت على عتبة الاستقلال الاقتصادي الكامل.
حمزة.م
تصوير: محمد آيت قاسي
تطرق رئيس مجلس الأمة، في مستهل مراسم اختتام الدورة البرلمانية العادية 2023-2024، إلى إنجازات الجزائر الجديدة في السنوات الخمس الماضية، تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، واصفا إياها بـ «المهمة» والمجسدة في مختلف الجوانب السياسية، الدستورية والاقتصادية.
أوضح قوجيل، في كلمته أمام الطاقم الحكومي بقيادة الوزير الأول نذير العرباوي، ورئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج، وأعضاء البرلمان، أن الجزائر نجحت دائما في تخطي الأزمات والمحن إلى أن وصلت عهد الجزائر الجديدة تحت قيادة الرئيس تبون.
وأفاد قوجيل بأنه تم قطع أشواط عديدة منذ 2019، حيث استطاع رئيس الجمهورية، ترجمة التزاماته 54 إلى واقع معيش ومجسد في نص وروح الدستور، بما أعطى نموذجا جديدا للحكم، جعل من الدولة ملكا للجميع.
وذكر بأن الرئيس تبون، مد يده لكل الجزائريين للمساهمة في بناء الجزائر الجديدة، ووضع مقاربة للحكم صالحة لعقود، لأنها تحدد بدقة ووضوح الإطار المؤسساتي للدولة وتضمن تعايش السلطات الدستورية فيما بينها.
وعلى صعيد المنجز، أكد قوجيل أن الجزائر بلغت نقطة «اللارجوع» في مجال الاستقلال الاقتصادي، باعتباره الضامن الفعلي للاستقلال السياسي، ما يعني «تعزيز مواقف وكلمة بلادنا في الخارج».
وأشار إلى أن الجزائر، دولة عظيمة تتقاسم حدودا بـ7000 كلم مع 7 دول، ولها ساحل بحري بطول 1200 كلم، وامتدادات شاسعة في العمق الإفريقي من لاغوس إلى جنوب إفريقيا، لذلك لا يتوقف مفهوم السيادة عندها في الداخل فقط وإنما في الخارج، كونها بلدا يحترم صوته في الدفاع عن القضايا العادلة.
وأشاد في السياق، بالقدرات العالية للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، في تأمين وحماية بلدنا بمساحته الواسعة وبطموحاته التنموية وبتطلعاته لضمان استقلاله الكامل عبر استكمال الاستقلال الاقتصادي في غضون سنوات قليلة قادمة.
وأبرز رئيس مجلس الأمة، أن التحول الذي يحدث تحت قيادة الرئيس تبون، لا يتوقف على الأساس الدستوري والتطور الاقتصادي، وإنما شمل معظم المجالات، بما فيها الذاكرة الوطنية وصون التاريخ وإعادة مكانة الجزائر في الخارج كدولة فاعلة ومؤثرة.
وقال في السياق، إن «للجزائر دبلوماسية حقيقة قوامها عدم الانحياز، تعمل على صداقة الجميع، إلا أنها ترفض التجاوزات، وكلمتها دائما مستقلة ومحترمة»، مشيرا إلى بعض الدول (لم يسمّها) التي تكتفي بجمع بقايا الدبلوماسية «ولكننا نحن لدينا الدبلوماسية الحقيقية».
وذكر بموقف الجزائر الداعم دائما وأبدا لفلسطين، والذي وصل حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية لمدة سنتين (1967-1969)، قائلا إن الشعب الفلسطيني يعاني مثلما عانى الشعب الجزائر من استعمار استيطاني يسعى إلى تغيير التركيبة البشرية للأرض، عن طريق إبادة أصحاب الأرض.
وجدد التأكيد على الموقف الجزائري الداعم لكفاح الشعب الصحراوي، والذي ينسجم تماما مع الشرعية الدولية، موضحا بأن الاستعمار المغربي، توجه بنفسه إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي سنة 1975 سعيا لشرعنة احتلاله، ولكن القرار صدر بأن لا سيادة له على الإقليم وأنه ملك للشعب الصحراوي.
وبخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال قوجيل إننا في «مرحلة دقيقة جدا»، ليس بالمفهوم السلبي، ولكن من حيث وضع خطوة أخرى نحو تعميق الممارسة الديمقراطية وتعبير الشعب الجزائري عن صوته.
وعبر عن أمله في أن يتوجه الجزائريون، كرجل واحد يوم الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وبمشاركة قوية، لتقديم رسالة قوية إلى الخارج، تعكس ما أصبحت عليه الجزائر اليوم في المجال السياسي والديمقراطي.
بحضور الوزير الأول وأعضاء الحكومة ورئيس المحكمة الدستورية
اختتام الدورة البرلمانية.. الديمقراطية تتقوّى
اختتمت، أمس، الدورة العادية 2023-2024، للبرلمان بغرفتيه، بحضور الوزير الأول نذير العرباوي وأعضاء الحكومة ورئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج. وبالمناسبة، أكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، أهمية المشاركة القوية للشعب الجزائري في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشددا على أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد، أوصل الجزائر إلى نقطة اللارجوع في مجال الاستقلال الاقتصادي.
من جانبه، أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي أن من حق الجزائريين التفاؤل بمستقبل بلادهم «المشرق»، لما حققته من إنجازات تحت قيادة الرئيس تبون.