فتح مبين تحقق للبحث العلمي مع إعلان وزارة الثقافة عن إطلاق موقع للمكتبة الوطنية الجزائرية، يجمع ما يتوفر بها من كتب، ويوفر محرك بحث يسهّل الوصول إلى المادة المعرفية دون عناء، في الزاوية المخصصة للكتب الرقمية..
ولقد أسعدنا الخبر كثيرا، فسارعنا إلى مطالعة الموقع، ووجدناه أنيقا، متناسق الألوان، سهل المعاملة، غير أنه يشترط الاشتراك (بأسعار معقولة) وفق تخصص القارئ، فالباحث يدفع أكثر من القارئ العام، وهذا يدفع أكثر من الطفل، ولكن المدفوع يبقى زهيدا جدا، مقارنة بالخدمة (الرهيبة) التي تقدمها المكتبة.. ثم إن الموقع لا يكتفي بـ(هدوء المكتبات)، وإنما يخصص مساحة للأخبار الثقافية تحت عنوان “المستجدات والنشاطات”، ما يمنحه حركية غير معهودة في المواقع العالمية الكبرى مثل (الأرشيف الأمريكي)..
وقد يكون رائعا أن يخصص موقع مكتبنا، مساحة لغير المشتركين، يقدم فيها الكتب المجانية التي تجاوزت (أعمارها) محاذير حقوق التأليف، فهذه تمتلك قوة جذب هائلة، خاصة إن فسحت أمام الزائر الخيار بين القراءة على الموقع، أو تحميل النسخة الرقمية، ونعتقد أن هذه خصيصة من شأنها أن ترسّخ عنوان مكتبتنا في الأذهان، وتضمن له الانتشار الذي يليق به.. في الباب نفسه، يمكن الترويج للأعمال الجزائرية (حتى إن كانت تحت طائلة حقوق التأليف) بـ”الإعارة الرقمية” لمدة زمنية معينة، أو لعدد محدود من الصفحات (كما يفعل الشيخ غوغل)، وهذا تتيحه التقنيات الحديثة بمنتهى السهولة..
لا يمكن أن نطالب القائمين على موقع مكتبتنا الوطنية بكل ما نطمح إليه، ولكن الأمل في رؤيته منارة علمية سامية، تعتني بالمنتج الجزائري الأدبي والعلمي، يبعث في النفس فرحا غير مسبوق.. أخيرا.. لدينا موقع موثوق يضع أعمال الجزائريين بين أيدي القراء، ويتيح لها أداء وظائفها في الحياة، عوضا عن البقاء في (زنازين الورق)..