أكد سفير الجزائر بجنوب إفريقيا، سعد معاندي، بأن الاحتفال بعيد الاستقلال مناسبة هامة للتأمل في القيم والمبادئ الوطنية المقدسة وتجديد التأكيد على التمسك ببناء جزائر “قوية ومزدهرة”، التي هي في صميم الالتزامات الـ54 لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرامية إلى بناء جزائر جديدة.
أوضح السفير في حديث خص به صحيفة “ذي أفريكن” الجنوب إفريقية، بمنسابة إحياء الذكرى ال62 لاسترجاع السيادة الوطنية، أن الجزائر “كانت تسترشد بالمبادئ المقدسة للعدالة وتقرير المصير، ولطالما ساندت حركات التحرر ونضالات الشعوب العادلة من أجل دحر الاستعمار والاحتلال والتمييز العنصري في إفريقيا وفي العالم”.
وذكر في هذا الخصوص بالالتزامات ال54 للرئيس عبد المجيد تبون، الهادفة إلى بناء جزائر جديدة “أكثر قوة وازدهار”، سيما منها تعزيز موقعها كفاعل محوري للاستقرار وإرساء السلام في المنطقة.
وأضاف سفير الجزائر بجنوب إفريقيا أن “سياستنا الخارجية، القائمة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعلى روح الصداقة وحسن الجوار والتعاون، تسمح لنا بمواجهة تهديد الأمن في إفريقيا وفي المنطقة”.
كما أشار إلى أن هذا اليوم التاريخي يشكل أيضا “فرصة للتذكير بأن بعض الدول والشعوب لا تزال تكافح الاحتلال والهيمنة الاستعمارية”، وهو السبب الذي “يدعو المجتمع الدولي إلى الدعم الكلي لكفاحهم وحقهم في تقرير مصيرهم بكل حرية”.
وذكر السفير في السياق بأن “الجزائر تدعم بثبات القضية الفلسطينية العادلة الرامية إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وكذلك الانضمام الكلي والكامل لفلسطين إلى منظمة الأمم المتحدة”.
كما أعرب عن “دعم الجزائر الكامل لحق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير مصيره، عبر تنظيم استفتاء حر وعادل تحت إشراف الأمم المتحدة”.
وفي معرض تطرقه للعلاقات الثنائية بين الجزائر وجنوب إفريقيا، اعتبر معاندي “أنها تاريخية وأخوية ومتينة ومميزة”، تم ترسيخها خلال فترة الكفاح من أجل التحرر من الاستعمار ونظام الأبارتايد.
وأضاف أن “الجزائر وجنوب إفريقيا من كبار المدافعين والملتزمين بالقضيتين العادلتين للشعبين الفلسطيني والصحراوي ويتقاسمان نفس قيم وأهداف تعزيز تعددية الأطراف والدفاع عن القانون الدولي وترقية التسوية السلمية للخلافات والنزاعات وجعل العالم أكثر أمنا وسلاما وازدهارا”.
كما اعتبر معاندي أن العلاقات الثنائية “عرفت تقدما ملموسا خلال السنوات الأخيرة، بفضل الجهود المبذولة من أجل تنشيط وتعزيز التعاون واستكشاف فرص الاستثمار وإمكانيات البلدين في شتى المجالات”.
وذكر في هذا الخصوص بأن مثل هذه الجهود تندرج في “إطار التعاون جنوب-جنوب الهادف إلى ترقية التضامن بين البلدين و التعاون الوثيق من أجل تحقيق أهداف التنمية المتفق عليها دوليا”.
وأضاف أنه من الضروري في السياق الحالي للعلاقات الدولية، أن “تكثف الجزائر وجنوب إفريقيا تعاونهما من أجل استغلال إمكانيتهما التكميلية وتعزيز قدراتهما حتى تكونا قادرتين على مواكبة تطلعات شعبيهما ومواجهة الأوقات الصعبة”.
ونوه في هذا الصدد بالتوقيع، في شهر أوت 2023، على مذكرة تفاهم بين غرفتي التجارة والصناعة الجزائرية والجنوب إفريقية تهدف إلى إنشاء مجلس أعمال مشترك، وكذلك بإطلاق الخط الجوي المباشر بين الجزائر وجنوب إفريقيا الذي “يمثل مرحلة مفصلية في إطار الصداقة العريقة القائمة بين الجزائر وجنوب إفريقيا”.