بعزيمة كبيرة وإرادة قوّية تستعد العناصر الوطنية للدخول في جوّ المنافسة، خلال الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة الفرنسية باريس في الفترة الممتدة من 26 جويلية إلى11 أوت 2024، حيث يتطلع ممثلونا إلى تحقيق أفضل نتيجة ضمن هذه الدورة والسعي للتواجد ضمن قائمة المتوّجين، ورفع راية الجزائر عاليا في هذا المحفل الذي يقام كل أربع سنوات.
آمال وتطلعات كبيرة تعلق على الرياضيين الجزائريين الذين سيتنافسون على مدار 16 يوما في 15 اختصاصا من أجل تحقيق أفضل النتائج، حيث تمكن 46 رياضيا من قطع تأشيرة التأهل للأولمبياد، بعدما تألقوا في مختلف المواعيد التأهيلية، لتكون هذه سادس أفضل مشاركة جزائرية ضمن المحفل الأولمبي من ناحية التعداد، على أمل أن تكون الأفضل من ناحية الميداليات والنتائج، رغم صعوبة المأمورية بالنظر لقوّة المنافسة ضمن الحدث الأكبر في العالم، والتتويج بإحدى الميداليات، ذهبية أو فضية أو برونزية يبقى له طعم خاص لأنه حلم كل رياضي.
يتواجد الوفد الجزائري في أفضل الظروف في القرية الأولمبية بعدما تم توفير ما يجب من طرف المنظمين، ومن جهة أخرى فإن القائمين على اللجنة الأولمبية الجزائرية يتقدّمهم الأمين العام للجنة، خير الدين برباري الذي كان حاضرا واستقبل الرياضيين رفقة مجموعة من المسيرين، وكل ذلك يدخل ضمن الإجراءات التي من شأنها أن تضع الجميع في جوّ المنافسة وتساعدهم في الحفاظ على تركيزهم قبل ساعات من انطلاق المنافسة، وفي نفس الوقت من أجل التقليل من الضغط النفسي للرياضيين من خلال خلق جو عائلي أخوي وسط البعثة، خاصة أنهم دخلوا في تربصات مغلقة منذ فترة طويلة.
موعد باريس سيعرف تواجد 32 اختصاصا بينها 28 رياضة أولمبية أساسية و4 اختصاصات تم إدراجها حديثا، حيث تشارك الجزائر ولأوّل مرّة في تاريخها في 15 اختصاصا بمجموع 46 رياضيا ( 18 رياضية و27 رياضي ).. والاختصاصات هي كالتالي: ألعاب القوى، البادمنتون أو(الريشة الطائرة)، المصارعة، الملاكمة، الجيدو، السباحة، تنس الطاولة، كاياكسلالوم، التجذيف، الملاحة الشراعية، الرماية، الجمباز، الدراجات، رفع الأثقال والمبارزة، حيث توجد حظوظ كبيرة للبعثة الجزائرية من أجل التواجد في أفضل تصنيف في عدد من الاختصاصات بالعودة للنتائج التي حققتها أغلب الأسماء المتأهلة للأولمبياد.
كيليا نمور.. رهان الذهب
ينطلق التنافس على الميداليات يوم 27 جويلية، أي بعد حفل الافتتاح الذي سيكون يوم 26 من نفس الشهر، حيث سيكون الموعد مع تنس الطاولة أين يطمح الثنائي مهدي بولوسة وليندة لغريبي إلى تحقيق أفضل نتيجة ضمن هذا الموعد رغم قوّة المنافسة في هذا الاختصاص من أجل بلوغ الأدوار المتقدّمة، لكن تبقى التطلعات والانظار مشدودة بقوة إلى الجمبازية الجزائرية كيليا نمور التي تألقت وأبدعت في عديد المحطات الكبرى، رغم أنها تبلغ من العمر 17 سنة فقط، حيث تمكنت من تحقيق رقم قياسي جديد في الجهاز المتوازي مختلف الارتفاعات بتنقيط 15:667 في دورة رومانيا الدولية، كما أنها سبق لها التتويج بفضية بطولة العالم ببلجيكا، حصدت أغلب ذهبيات مراحل كأس العالم، في انتظار التألق أولمبيا وتحقيق ميدالية تاريخية في هذا الاختصاص.
من جهة أخرى، فإن رياضة ألعاب القوى ستعرف مشاركة 8 رياضيين جزائريين خلال الحدث الأولمبي يتقدّمهم المتألق جمال سجاتي الذي يعتبر من بين أبرز المرشحين للصعود لمنصة التتويج بعدما سجل عديد الأرقام المميّزة في الفترة الأخيرة حيث سجل أفضل توقيت لسباق 800 متر في السنة الحالية وثالث أفضل توقيت في تاريخ هذه المسافة بـ 1:41:46.
من جهته، سليمان مولى هو الآخر يملك أرقاما جيدة في مسافة 800 متر رغم انه لم يظهر بوجه مميّز في الفترة الأخيرة، إلا أنه حضر جيدا للحدث الأولمبي، ياسر تريكي يعوّل عليه من أجل تحقيق ميدالية في اختصاص الوثب الثلاثي لأنه يملك الإمكانيات التي ترشحه لذلك بالعودة للأرقام التي حققها مؤخرا، أما غواند يطمح لإحداث المفاجأة في سباق 800 متر.
المصارعة.. رفع التحدّي والتألق أولمبيا
أما المصارعة المشتركة الجزائرية ستكون حاضرة بـ8 أسماء بينها 2 لدى الاناث في مشاركة تاريخية، حيث يسعى الجميع في رفع التحدّي من أجل تحقيق الأفضل على غرار فرقات الذي سبق له أن شارك في أولمبياد طوكيو في وزن 60 كلغ في اختصاص الاغريقو- رومانية، من جهته بشير سيد عزارة هو الآخر من بين المرشحين للتتويج في دورة باريس في وزن 87 كلغ، أما لدى الاناث نجد ابتسام دودو وشيماء عويشي في وزن 50 و55 كلغ تملك كل واحدة منهما الإمكانيات التي تؤهلهما للصعود لمنصة التتويج، يأتي ذلك بعد النتائج التي حققها كل الرياضيين في مختلف الاستحقاقات.
الملاكمـة والجيدو.. استعادة الأمجاد..
إيمان خليف من بين أبرز الأسماء المرشحة لتحقيق ميدالية أولمبية تاريخية للملاكمة الجزائرية، بعدما تمكنت من بلوغ العالمية تطمح للتتويج الأولمبي في ثاني مشاركة لها على التوالي، حيث بلغت الدور ثمن النهائي في دروة طوكيو 2021، لتعود مجددا بنية التتويج في دورة باريس في وزن 66 كلغ.
للإشارة، فإن الملاكمة تعرف مشاركة خمس أسماء من بينها 3 ملاكمات، أما لدى الجيدو يعتبر النجم الصاعد دريس مسعود وزن أقل من 73 كلغ من بين أهم الأسماء التي يعوّل عليها لإعادة هذه الرياضة لمنصة التتويج بعدما تأهل في المركز الـ11، فيما تتطلع أمينة بلقاضي لإحداث المفاجأة مثلما فعلتها في الدورة الكبرى بطاجكستان وكتابة اسمها ضمن قائمة المتوجّين أولمبيا.
رفع الأثقال والتجذيف.. إمكانية التتويج كبيرة
يعتبر وليد بيداني في اختصاص رفع الأثقال، وسيد علي بودينة في التجذيف اختصاص فردي وزن ثقيل، من بين أكثر الأسماء المشاركة في الحدث الأولمبي، لثلاث مرات متتالية، ولهذا فإن عامل الخبرة سيكون له دور كبير من أجل تسيير المنافسة بشكل جيّد بالنسبة لبيداني الذي لم يتمكن من المنافسة في طوكيو رغم تأهله بسبب إصابته بفيورس كورونا، أما بودينة، فهو يملك أرقاما جيدة سمحت له باحتلال المركز السابع عالميا ما يجعله من بين المرشحين لتحقيق نتيجة إيجابية رفقة الصاعدة نهاد بن شادلي التي برهنت على قدرتها في مجابهة الكبار في عديد المحطات في اختصاص الفردي وزن ثقيل، من جهتها كارول بوزيدي تطمح للتألق في اختصاص الكاياكسلالوم، ولهذا فإن اختصاصي التجذيف ورفع الأثقال في طليعة الاختصاصات المرشحة لتشريف الراية الوطنية.
البادمينتون.. من أجل المفاجأة
يطمح الثنائي كسيلة وتنينة معمري إلى إحداث المفاجأة في اختصاص البادمينتون زوجي بعدما أثبت عن إمكانياتهما في مختلف الاستحقاقات، حيث حقق الشقيقان نتائج رائعة في مختلف المنافسات التي شاركا ضمنها ورغم صعوبة المأمورية في الحدث الأولمبي ونقص الخبرة والتجربة، إلا أن الارادة القوّية لدى هذا الزوجي كبيرة جدا من أجل تحقيق أفضل نتيجة، فيما تبقى المهمة صعبة بالنسبة للمبارزة التي ستكون حاضرة بالفريق الوطني (سيدات) سيف الحسام المتكون من سوسن بوضياف، كوثر بلكبير، عبير بونقيب وزهرة كحلي.. الى جانب سليم هروي في سلاح الشيش، نفس الوضع بالنسبة للرماية حيث تعتبر الأمور صعبة لكل من سمير بوشيوب، كسيلة عدول في اختصاص الهواء المضغوط 10متر.
في حين ستكون السباحة ممثلة بكل من جواد سيود في سباق 200 متر متنوّع، ونسرين مجاهد في سباق 100 متر سباحة حرّة، حيث تعد الأمور صعبة، لأن المنافسة ستكون قوّية للغاية، أما الدراجات سيشارك كل من حمزة ياسين ونسرين حويلي في اختصاص الدراجة على الطريق، أما الملاحة الشراعية ستكون ممثلة برامي بودرومة.