تنطلق المعالجة الآلية لتأكيد رغبات الناجحين الجدُد في شهادة البكالوريا، اليوم وتودع آليا إلى المعالجة المعلوماتية، ومن المفترض أن تستمر العملية أسبوعا كاملا، إلى غاية معالجة كامل بطاقات المسجلين.
اختتمت المرحلة الأولى من التسجيلات الجامعية، “مرحلة تأكيد الرغبات”، في إطار الرقمنة الشاملة لمختلف مراحل العملية، أمس، وفي ظل توقعات بتسجيل تراجع طفيف في المعدلات الدنيا للقبول في العلوم الطبية.
وخصصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفترة الممتدة ما بين 28 إلى 30 جويلية لتأكيد التسجيلات الأولية، قصد منح فرصة للطلبة للتأكد من الاختيارات التي تم الإفصاح عنها عبر بطاقة الرغبات، أو مراجعتها في حال تبيّن للطالب مسارات أخرى أفضل للتكوين في قطاع التعليم العالي.
وينتظر أن يتم الإعلان عن نتائج التسجيلات الجامعية بعد المعالجة الآلية يوم 6 أوت المقبل، لتنطلق بعدها مرحلة التسجيلات الجامعية النهائية لحاملي شهادة البكالوريا الجدد عبر أرضية بروغرس في الفترة الممتدة ما بين 10 و15 أوت، وتخصيص الفترة ما بين 9 و15 من الشهر نفسه، للمقابلات الخاصة بالمرشحين المقبولين في المدارس العليا للأساتذة.
وفي هذا الخصوص، أوضح عضو المكتب التنفيدي للرابطة الوطنية للطلبة نور الدين بويعقوب، بأن تحديد والكشف عن المعدلات الدنيا للقبول في مختلف التخصصات التي يكثر الإقبال عليها من قبل الطلبة الجدد، سيتم بعد المعالجة الآلية لبطاقة الرغبات وما يعادلها من نتائج محققة في شهادة البكالوريا دورة 2024.
وبخصوص ما تم تداوله حول المعدلات الدنيا للقبول في التخصصات المختلفة وكذا المدارس العليا، أفاد المتحدث أن المعطيات الحقيقية سيتم كشفها بعد انتهاء التسجيلات ومعالجة كل الطلبات وكذا الرغبات المعبّر عنها من قبل الطلبة، وسيتم الإعلان عن المعدلات الدنيا للقبول في مختلف التخصصات، سيما التي يكثر الإقبال عليها من قبل الطلبة الجدد، بعد المعالجة الآلية لنتائج الطلبات وما يعادلها من نتائج محققة في شهادة البكالوريا هذا العام.
المدارس العليا.. الأكثر استقطابا
لا تزال المدارس العليا خلال السنوات الأخيرة الأكثر استقطابا للطلبة المتفوقين في شهادة البكالوريا، ومن بينها المدرسة العليا للإعلام الآلي بالحراش بالعاصمة، تليها المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي والنانوتكنولوجيا التي تم استحداثها بالقطب التكنولوجي سيدي عبد الله، ثم تأتي الدراسات في مجال العلوم الطبية بما تتضمنه من تخصصات في الطب وجراحة الأسنان والصيدلة.
وتأتي بعد هذه المجالات الأكثر شيوعا واستقطابا للطلبة باقي المدارس العليا، من بينها المدارس العليا للأستاذة، ثم باقي التخصصات التي يضمنها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي الذي سخر كافة الوسائل والطاقات لتمكين كل حاصل على شهادة البكالوريا من مقعد في الجامعة.
حضور إجباري وتخصصات جديدة
أعلنت وزارة التعليم استحداث تخصصات نوعية جديدة، أهمها تحديث التكوين الجامعي بالمدرسة الوطنية العليا للأمن السيبراني بالقطب العلمي والتكنولوجي بسيدي عبد الله بالجزائر العاصمة.
وتخضع هذه المدرسة لوصاية مزدوجة لوزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والدفاع الوطني، وذلك لأنها مشروع بارز واستراتيجي، بحكم أن التكوين بها يتعلق بضمان السيادة الرقمية للبلاد، ومن المتوقع أن تستقطب عددا كبيرا من متفوقي بكالوريا 2024.
وأدرجت الوزارة الوصية صيغة “الشهادة المزدوجة”، بحيث يمكن للمتحصل على شهادة البكالوريا واحدة أن يحصل على شهادتين في تخصصين مختلفين في مساره التعليمي على مستوى الجامعة، كما يمكن لطلبة العلوم الطبية الاستفادة من شهادة مزدوجة ضمن خمسة عروض جديدة للتكوين في العلوم الطبية وذلك لأول مرة في التعليم العالي، منها تكوين أطباء مختصين في الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات الضخمة والبيومعلوماتية.
اضافة إلى هذا، تم استحداث 23 فرعا جديدا وملاحق وكليات عبر عدة ولايات، لاستيعاب الطلبة الجدد، بينها 7 مراكز متخصصة في العلوم الطبية، هذا الأمر رفع من حدة التنافس للتسجيل في العلوم الطبية التي حدد معدل القبول بـ15 من 20، مع إمكانية التحاق الطالب الجديد بتخصص آخر بحسب ما أعلن عنه وزير القطاع والمتمثل في “شهادة مزدوجة”.
وحدّد معدل الترشح للالتحاق بمدرسة الذكاء الاصطناعي والأمن السبيراني بـ16 من 20، ومعدلات لا تقل عن 15 من 20، للتسجيل بمدارس الرياضيات والنانو والأنظمة المستقلة.
وفيما يتعلق بالمدارس العليا للأساتذة، فقد وضعت معدلات خاصة للتسجيل بها لا تقل عن 14 من 20 بحسب المواد والأطوار، مع ضرورة توفر المعدل الموزون.
أعادت الوزارة الوصية تفعيل المادة 19 من قرار رقم 171 مؤرخ في 09 فيفري 2023 والتي ستمكن بحسب العديد من متابعي الشأن الجامعي من إعادة الحيوية للجامعات خاصة أن في الآونة الأخيرة كثر غياب العديد من الطلبة الجدد مما أثر سلباً على مردودية التعليم العالي.
19 إقامة جديدة
وبخصوص الشق الخدماتي، كشفت الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين على لسان بويعقوب نور الدين المكلف بالإعلام والاتصال لديها، أن الشق الخدماتي سيتدعم بـ15 إقامة جديدة موزعة على 08 ولايات ويتعلق الأمر بولاية الجزائر، تيبازة، باتنة، البليدة ووهران وقسنطينة بالإضافة إلى عين الدفلى. وأضاف بويعقوب أن الوصاية اعتمدت هذا الموسم على رقمنة قطاع الخدمات بصفة كلية واستحداث منصات أخرى تشمل التخزين ومنصة “انشغالاتي” المتعلقة بالوجبات بالإضافة إلى منصة تسيير المخازن.