جدّد مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، دعوة مجلس الأمن الأممي لـ “التحرّك دون مزيد من التأخير لضمان احترام قراراته”.
شدّد بن جامع، لدى تدخله في اجتماع طارئ دعت إليه الجزائر لمناقشة آخر التطورات بالضفة الغربية وقطاع غزة، مساء الأربعاء، على أنّ: “الكلمات لم تعد كافية واليوم يجب علينا أن نتحرك لضمان أن يكون القانون الدولي فوق الجميع”.
وانتقد مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عدم قيام مجلس الأمن بتأدية واجبه لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
ولفت بن جامع إلى أنّ “عقد الجلسة يأتي في لحظة تشهد فيها فلسطين انتهاكات خطيرة تهدد الأسس التي بُني على أساسها المجتمع الدولي”.
وركّز على أنّ “معاناة الفلسطينيين تؤكد فشل المجتمع الدولي في إنفاذ قراراته ضدّ سلطة الاحتلال التي تتصرف بإفلات من العقاب والمساءلة”.
واعتبر بن جامع أنّ “اجتماعنا اليوم يأتي بسبب إخفاق الدبلوماسية وبسبب أنّ مجلس الأمن، هذا المُكلّف بصون الأمن والسلام الدوليين، لم يؤد واجبه”.
وأضاف بن جامع: “كان يمكن أن ننقذ ثلاثة آلاف فلسطيني نصفهم من الأطفال والنساء، لو استطعنا فرض وقف اطلاق النار”.
محاسبة مرتكبي المجازر
وتابع: “إنّ الاحتلال الصهيوني يواصل العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”، مشيراً إلى أنّ عدد القتلى المذهل والدمار يكشفان عن همجية تهدف إلى محو الهوية الفلسطينية”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أنّه منذ أكتوبر الماضي، أبلغت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أكثر من 8700 فلسطيني مفقود، معظمهم من غزة.
وانتهى بن جامع إلى المطالبة بـ “ضرورة تقديم من ارتكبوا المجازر ضدّ الفلسطينيين إلى العدالة”.
وأتت تصريحات بن جامع وسط اتساع المجازر في الضفة والقطاع النازف الذي يواجه عدواناً صهيونياً همجياً لليوم الـ 334 توالياً.
وأتى استنفار الجزائر لمجلس الأمن في ظلّ استمرار الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل، والتصعيد الصهيوني الدموي.
ويتزامن الاجتماع الطارئ مع تواصل الإرهاب الصهيوني الوحشي في الضفة الغربية، وارتقاء سبعمئة مدني، بينهم أكثر من 150 طفلاً.
صوت الجزائر
سبق لمندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أن جدّد مؤخراً، دعوة مجلس الأمن لـ “ضرورة تحمّل مسؤولياته”.
وكان ذلك بعد التصعيد الأخير من قبل الكيان الصهيوني واستهداف مدرسة التابعين في منطقة حي الدرج بغزة.
وتساءل بن جامع مستنكراً، إن كان دور مجلس الأمن يتوقف على إحصاء عدد الضحايا الفلسطينيين وأتى السؤال عميقاً في ظل الحرب المستمرة على القطاع للشهر الحادي عشر.
وقال بن جامع: “استيقظ العالم يوم السبت الحادي عشر أوت الأخير على إراقة الدماء بشكل مروّع”.
وأتى ذلك بعد استهداف الاحتلال بشكل متعمد مدرسة تُؤوي النازحين في حي الدرج بغزة”.
مذابح مروّعة..
وأضاف بن جامع: “المذبحة المروّعة في حي الدرج والمذابح الأخرى لم تكن لتُرتكب دون المساعدة المالية والعسكرية المقدمة للمعتدي الصهيوني”.
وتابع بن جامع: “تم استهداف أبرياء، من بينهم نساء وأطفال، يُضافون إلى 42 ألف شهيد سقطوا في غزة”.
وتساءل: “أليس هؤلاء الشهداء بشر لهم أحلام وآمال مثل الجميع؟”.
وشدّد بن جامع على أنه “من صميم مسؤولية الجهاز التنفيذي للأمم المتحدة، معالجة الأسباب العميقة للقضية الفلسطينية.
وألّح على وجوب إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية”.
تحدي الاحتلال
انتقد بن جامع “تحدي الاحتلال لقرار مجلس الأمن الدولي، الذي دعا فيه إلى تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل فوري”.
وأبرز دعم الجزائر جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد بن جامع ضرورة “تنفيذ وقف عاجل لإطلاق النار وعدم عرقلة المفاوضات بإضافة مطالب أو شروط جديدة”.
من جانبه، شدّد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، على ضرورة اتخاذ مجلس الأمن إجراءات صارمة ضد الكيان.
وأعرب منصور عن استهجانه لعدم تحرك المجلس لوقف العدوان الصهيوني.
وأشار إلى أنّ لا شيء يمكن أن يبرّر أفعال الكيان المحتل الذي يتجاهل إدانات المجلس وقراراته.
تبرير إيديولوجي للتجويع
وأضاف أنّ المجاعة والمجازر التي يعاني منها الفلسطينيون تبرر بشكل إيديولوجي من قبل الاحتلال الصهيوني.
وأكّد أنّه لا ينبغي أن يكون أي أحد فوق القانون إذا قرر المجلس تنفيذ قراراته.
وطالب رياض منصور بفرض عقوبات على مرتكبي جرائم الحرب من أجل وقف “الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها الفلسطينيون.
أسوأ الكوارث الإنسانية
وأسفر العدوان الهمجي على غزة إلى حد الآن، عن أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطيني.
ومعظم الضحايا هم أطفال ونساء، وما يزيد عن العشرة آلاف مفقود.
وتسبّب العدوان في دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومنذ بدء العدوان على غزة، في السابع أكتوبر 2023، لا يزال الكيان يحظى بدعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي غربي واسع.
دعم الخمسة الكبار
يحظى الكيان بدعم قوي تقدمه الولايات المتحدة، إحدى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن.
واتهم وزير دفاع الكيان، يوآفغالانت، رئيس وزرائه نتنياهو، بعرقلة التوصل إلى صفقة مع حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
وتقول المعارضة وعائلات الأسرى إنّ نتنياهو لا يرغب في إبرام اتفاق، لخشيته من انهيار حكومته وفقدان منصبه.
ويهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب وإسقاط الحكومة إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب على غزة.
وحوّل الكيان قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ 18.
وأجبر العدوان نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية.
شحّ الغذاء والماء والدواء
يعيش قطاع غزة، شحّاً شديداً ومتعمداً في الغذاء والماء والدواء.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، يواصل الكيان الصهيوني الحرب متجاهلاً قراري مجلس الأمن بإنهائها فوراً.
ويتجاهل الكيان أيضاً، أوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
ويتحدى الكيان طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان.
وكان خان أصدر مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.
وتنصّ المذكرة على مسؤولية نتنياهو وغالانت، إزاء جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.