أكدت أستاذة العلوم السياسية نبيلة بن يحيى، أن انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون لعهدة ثانية، وفوزه كان عن جدارة واستحقاق، بعد مسار حافل بالإنجازات ومسار آخر سيكمله خلال عهدته الجديدة، ما يترجم ثقة الشعب الجزائري في شخصه وبرنامجه وإيمانه بأنه الأقدر على مواصلة المسيرة وفق رؤية تلبي طموحاته وتطلعات مختلف الشرائح.
أوضحت بن يحيى في تصريح لـ«الشعب”، أن الجزائريين كانوا في مستوى الحدث، رغم الظروف التي تحيط بهم إقليميا ودوليا. فقد استوعب الشعب أهمية بقاء الدولة واستقرار المؤسسات، فاختار الأنسب بعد القفزات النوعية التي حققها برنامج الرئيس عبد المجيد تبون والتي واكبتها مجموعة من العراقيل بعد كوفيد، والتحديات الإقليمية، سيما في منطقة الساحل، الى جانب الأزمة الليبية وكذلك بعض المشاكل التي أثارها بعض الجيران، أدارتها الجزائر بدبلوماسية متوازنة حكيمة وتوافقية.
ولم يختلف الأمر في مجلس الأمن، بالرغم من كل محاولات المشوشين على المستويين الإقليمي والدولي لنشر الأفكار السوداوية وإخراس صوت الجزائر، لكن صوت الحق بقي مسموعا بحكمته ورزانته، وهو ما أكد للجميع أن الجزائر لا تنتمي إلى وجهة غربية ولا شرقية، وإنما تنتمي إلى حركة وطنية تحررية كان لها صوتها الجهوري المسموع على كل المستويات.
نفس جديد لكثير من المشاريع
وتتوقع المتحدثة أن انتخاب الرئيس تبون لعهدة ثانية، من شأنه أن يسرّع من وتيرة الكثير من المشاريع، خاصة تلك المتعلقة منها بالإنعاش الاقتصادي، فهناك مشاريع اقتصادية قوية -تقول بن يحيى- ستقوي الجبهة الداخلية وتقلص نسبة البطالة ويتحقق تشبيب الرأسمال البشري من خلال مدارس الذكاء الاصطناعي، وهذا وعيا منا بما يحيطنا من حروب هجينة على كل المستويات.
وترى بن يحيى، أن الشعب الجزائري يتفرد دوما بالتحدي، وهو ما أظهره بانتخاب الرئيس عبد المجيد تبون لعهدة ثانية، مشيرة إلى أن الشعب والنخبة ومؤسسات الدولة سيكونون مع الرئيس من أجل أن يكمل ما بدأه، وستحظى رؤيته الاستراتيجية المسطرة لمؤسسات الدولة بالدعم من أجل تقويتها.
يبقى المواطن الجزائري الدعامة الرئيسية -تقول محدثتنا- فهو من خلال المشاركة السياسية أعطى جوابا لكل من يتغنون بالديمقراطية في المنتديات العالمية، واليوم تقدم الجزائر درسا آخر في الديمقراطية التحررية التي ستكون صوتا آخر ترافع من خلاله لأجل القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصحراء الغربية، وستكون صوتا للحق جهوريا في كل المحافل والهيئات الدولية.
من جهة أخرى، أكدت بن يحيى أن المشاركة القوية للجالية الجزائرية بالخارج صنعت الحدث الذي كان قويا. وقد أظهرت أن القلوب تنبض بالجزائر حتى وإن كانت الأجساد في الغربة، ما يؤكد -تقول بن يحيى- أن الجالية الوطنية متجذرة في ارتباطها بالجزائر، ما يستدعي الوقوف لها وقفة تقدير وشكر.
وأعربت بن يحي عن إيمانها الراسخ بأن المشاريع القادمة ستكون كلها مشاريع تواصل واتصال مع كل شرائح وفئات الشعب الجزائري، سواء بالداخل أو الخارج وفي كل دول العالم، وهي نقطة تسجل تفاعل الدولة الجزائرية مع مواطنيها.