يرى أستاذ القانون العام بجامعة الجزائر 1، الدكتور منير قتال، أن انتخاب المترشح الحر عبد المجيد تبون لعهدة ثانية، أتى نظير تميّز حملته الانتخابية بقوة الطرح للأفكار، والنقاشات التي طبعها الهدوء العام، والخطاب السياسي المتنوّع والفريد.
قال الدكتور قتال في تصريح لـ «الشعب»، إنّ رئيس الجمهورية منذ توليه سدّة الحكم نهاية سنة 2019، وإطلاقه لالتزاماته 54، باشر إصلاحات فعلية في جميع القطاعات وعلى رأسها إعادة تقييم السياسة الاجتماعية بغية ضمان كرامة المواطن الجزائري، وتحسين مستوى معيشته، بالإضافة إلى التوجه نحو بناء اقتصاد منتج وقوي، ممّا انعكس إيجابا على حملته برئاسيات السابع من سبتمبر 2024.
وأبرز قتال أنّ الرئيس تبون أمامه تجسيد التزامات أخرى وعد بتحقيقها خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، منها تحقيق نمو اقتصادي أقوى، وتقليص الاعتماد على الواردات، والوصول إلى ناتج محلي بإحصائيات أعلى من الحالية، ورفع الصادرات خارج قطاع المحروقات، وتعزيز الصناعات الدوائية والغذائية الوطنية، فضلا عن اعتزامه إعادة التقسيم الإداري، ومراجعة بعض القوانين خدمةً للمواطن مثل قانون المجالس المحلية تحقيقًا للحكم الراشد.
كما سيعمل الرّئيس – يقول قتال – على إعادة النظر في النظام الصحي والرعاية الصحية وسياسة الإسكان، ورفع منحة البطالة، وزيادة الأجور، وتجسيد 20 ألف مشروع استثماري، ورفع قيمة المنحة الجامعية للطلاب، وتخفيف وزن الحقيبة المدرسية واستخدام اللوحات الرقمية في المؤسسات التعليمية، وتشجيع الطلاب على الالتحاق بالمدارس العليا للمعلوماتية والأمن السيبراني، وتوفير مياه الشرب بشكل مستدام ببناء محطات لتحلية مياه البحر، وضمان إمداد المواطنين بها في جميع مناطق البلاد، وكذا الانتقال نحو الطاقات المتجددة وتطوير الإنتاج من الطاقة الشمسية والرياح، والتركيز على تصدير الطاقة لزيادة الإيرادات الوطنية، يضيف محدثنا.
أما على الصّعيد السياسي، سيباشر الرئيس تبون إصلاحات جديدة من خلال مراجعة القوانين المتعلقة بالأحزاب والجمعيات بغرض ضمان الحريات العامة وفصل المال عن السياسة، مع تمكين الشباب من تولي المسؤوليات السياسية والاقتصادية بشكل أكبر، وتسهيل ريادة الأعمال لهم. وبمجال الدفاع الوطني، حرص الرئيس تبون على ترقية الجيش الوطني الشعبي ليكون نموذجًا للحداثة والاحترافية، وجعله قوة ضاربة للأمن الوطني، تتمتّع ببرامج تدريب صارمة وتقنيات متقدمة، ممّا سيضمن دفاعًا قويًا أمام أي تهديد خارجي، مع التزامه بمواصلة تعزيز قدرات الجيش الوطني الشعبي لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. وفي الشأن الخارجي، سيواصل رئيس الجمهورية سعيه في دعم القضية الفلسطينية وفق مقرّرات الشّرعية الأممية، والدفاع عن مشروع إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، بالإضافة إلى تكثيف جهود وقف الحرب على قطاع غزة وإعادة إعماره، بحسب قتال.