أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، اليوم الاثنين، بسطيف بأن “مسؤولية الأئمة كبيرة في تبليغ رسالة الشهداء والمجاهدين للأجيال القادمة وهو واجب ينبغي أن يضطلع به كل واحد من أجل استكمال بناء الجزائر”.
وأوضح بلمهدي خلال إشرافه على افتتاح ملتقى وطني بعنوان “دور الأئمة ومعلمي القرآن الكريم في دعم الثورة التحريرية المباركة” بدار الثقافة هواري بومدين بعاصمة الولاية، في إطار الاحتفال باليوم الوطني للإمام (15 سبتمبر من كل سنة) في طبعته الثالثة بأن الأئمة والمشايخ لعبوا “دورا محوريا” إبان المقاومة والثورة التحريرية المجيدة “من خلال شحذ الهمم ونشر الوعي بهدف الحفاظ على وحدة الوطن واسترجاع سيادته الوطنية”، خاصا بالذكر الأمير عبد القادر وغيره ممن ساهموا في إفشال محاولات الاستعمار الفرنسي لطمس الهوية الوطنية، مردفا أنه ينبغي على الأئمة اليوم “خوض معركة التنوير والتوعية لحماية الوطن و أصوله وقواعده وأركانه”.
وبعد أن ذكر بأن الأسرة الجزائرية بالرغم من أنها لا تزال تحافظ على تماسكها وأصولها وأخلاقها وعلى قيم ومبادئ وتقاليد ورثتها من الأجداد والسلف الصالح ومن السيرة النبوية والقرآن إلا أن “الدور اليوم يرتكز على الحفاظ على هذه الأسرة وأمنها ضد المؤامرات التي تحاك ضدها لإفسادها وتشتيت أبنائها”.
كما أضاف بأن “الحفاظ على هذا البلد واستقراره لن يكون إلا بالتعاون بين الجميع”، داعيا الأئمة و المشايخ إلى “الأخذ بسلاح العلم والمعرفة لمواصلة نشر الوعي وتنوير المجتمع والمحافظة على المرجعية الدينية الوطنية”.
وتطرق خلال أشغال هذا الملتقى الأستاذ نذير حمادو, عضو اللجنة الوزارية للفتوى إلى الخطاب الديني و أثره في تعبئة المقاومات الشعبية، فيما أبرز المدير الفرعي للتوجيه الديني والإرشاد بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الأستاذ عبد القادر قشة، دور الخطاب الديني في الحفاظ على وحدة الشعب وتجانس المجتمع أثناء الثورة التحريرية المظفرة.
ويهدف هذا الملتقى الوطني الذي حضره أئمة ومشايخ إلى إبراز الدور الذي لعبه الإمام في مواجهة الاحتلال الفرنسي وأثره في بناء الشخصية الجزائرية الرافضة للاستعمار بالتطرق إلى خمسة محاور ركزت على “الخطاب الديني ودوره في التعبئة الثورية” و”التعليم القرآني خلال الثورة التحريرية” وكذا “الأسرة المسجدية ومواصلة رسالة الشهداء”, فضلا عن تقديم “نماذج من أدوار الأئمة” و”نماذج من معلمي القرآن في الثورة التحريرية المباركة”.
وقام الوزير بالمناسبة بوضع حجر الأساس لإنجاز مدرسة قرآنية بالحي التساهمي بالعلمة فضلا عن تدشين مدرسة أخرى بحي تبينت (سطيف) وكذا مسجد عبد الحميد بن باديس ببلدية حمام السخنة