أكد المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان بأن إظلام قطاع غزة المتعمد وقطع الكهرباء عن أكثر من مليوني فلسطيني منذ عام تقريبا له تداعيات إنسانية كارثية وطويلة الأمد تطال جميع جوانب الحياة للسكان وتخضعهم لظروف معيشية مدمرة وتحقيق الإبادة الجماعية لكل الفلسطينيين.
أوضح المرصد الحقوقي، في بيان له أمس الخميس، أن قطع الكهرباء عن مساحة جغرافية بحجم 365 كيلو مترا مربعا يسكنها 2.3 مليون إنسان لما يقرب من عام يسعى إلى تدمير الفلسطينيين في غزة.
وأشار المرصد الأورو متوسطي إلى منع إدخال الوقود أدى إلى وقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة والتي كانت تنتج في حدها الأقصى 80 ميغاواط بعد نفاد مخزون الوقود لديها في 10 أكتوبر 2023 وهو ما أدخل القطاع في حالة من الإظلام التام.
وذكر أن الكيان الصهيوني لم يكتف بقطع الكهرباء عن القطاع، بل شن على مدار الأشهر الماضية عدوانه الممنهج الواسع النطاق على مصادرة الطاقة البديلة التي اعتمد عليها بعض السكان والمنشآت الخدماتية، حيث استهدف أنظمة وألواح الطاقة الشمسية المثبتة على أسطح المباني والمنشآت العامة والخاصة، بما في ذلك تلك المقامة في المستشفيات والمطاعم والمخابز ومراكز التسوق لضمان إغراق قطاع غزة في ظلام دامس.
وقصف الاحتلال الصهيوني في الآونة الأخيرة عدة منازل ونقاط شحن الكهرباء والتزويد بالإنترنت التي تعتمد على ألواح طاقة محدودة، حيث وثق فريق الأورومتوسطي الميداني عشرات المنازل و النقاط التي قصفت.
وأشار إلى أن القطاع كان يعاني من أزمة كهرباء خانقة طوال 17 عاما من حصار الاحتلال غير القانوني وذلك قبل العدوان الصهيوني المتواصل.
ونتيجة للقطع المتعمد للكهرباء، واجه قطاع غزة أزمات خانقة متكررة حيث اضطرت المستشفيات والمراكز الصحية إلى التوقف عن العمل عدة مرات بعد تدمير مولدات الكهرباء وأنظمة الطاقة الشمسية.
ووثق المرصد الأورو متوسطي عدة حالات وفاة داخل المستشفيات نتيجة توقف بعض خدمات الرعاية الصحية بسبب انقطاع الكهرباء، بمن في ذلك حديثو ولادة في الحضانات وجرحى ومرضى على أجهزة التنفس الصناعي وتعطيل المختبرات الطبية وعرقلة إجراء التحاليل الحيوية وتخزين الأدوية والمستلزمات الطبية.
وبين المرصد أن قطع الكهرباء أسهم كذلك في تفعيل استخدام التعطيش كأداة حرب حيث تسبب انقطاع الكهرباء بتوقف أو عرقلة عمل محطات تحلية المياه خاصة شمال غزة وترسيخ استخدام التعطيش كأداة لتفريغ المناطق الشمالية لقطاع غزة من سكانها بشكل ممنهج.
وأشار في هذا الصدد إلى أن قطع الكهرباء وعدم توفر الوقود عطل أيضا قدرة البلديات على استخراج المياه من الآبار أو إيصال المياه في حال تمكنها من استخراجها حيث اضطر مئات آلاف السكان والنازحين لشرب مياه ملوثة وتراجعت حصة الفرد في قطاع غزة من المياه اثر العدوان الصهيوني على القطاع، وسط دمار كبير حل ببنية المياه التحتية.
وقال تقرير مشترك صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية أن انقطاع الكهرباء أدى إلى توقف نحو 65 مضخة صرف صحي وست محطات لمعالجة المياه العادمة الأمر الذي تسبب بالعديد من المشكلات البيئية وساهم في انتشار الأوبئة وتلوث الخزان المائي الجوفي وتفشي الأمراض الجلدية والتنفسية والكبد الوبائي وغيرها من الأمراض المعدية.