أكد المسؤول في الديوان الوطني للأرصاد الجوية، رفيق حمداش، أن الوضعية الجوية التي تشهدها مناطق جنوب البلاد خلال هذا الشهر “استثنائية نوعا ما”، مع توقع “تحسن تدريجي” في الأيام القادمة.
وفي تصريح لوأج، اوضح السيد حمداش، رئيس قسم الوقاية العامة بمديرية الاستغلال أن “المناطق الواقعة في الربع الجنوبي الغربي للبلاد، لا سيما تندوف وتمنراست والصحراء شرقا وكذا الهقار والطاسيلي، تشهد وضعية جوية استثنائية نوعا ما هذه السنة”.
وأضاف أن هذه المناطق ستستمر في تسجيل تساقط الامطار وعواصف رعدية خلال فترات ما بعد الظهر والمساء، مع تراجع تدريجي ابتداء من الأسبوع القادم، داعيا إلى توخي “الحذر الشديد” في هذه الأيام.
وذكر نفس المسؤول أن النشرية الجوية الصادرة أمس الخميس بخصوص ولاية تندوف تطلبت رفع مستوى اليقظة إلى أقصى درجة (أحمر) وذلك خلال يوم الجمعة ما بين الساعة التاسعة صباحا والساعة التاسعة ليلا بكمية امطار تصل الى 50 ملم في بعض المناطق.
ومع ذلك، حذر من استمرار هذه الاضطرابات إلى غاية يوم الأحد، مشيرا الى انه قد تم تسجيل كمية امطار بلغت 42 ملم في بداية شهر سبتمبر في هذه الولاية، بينما تم تسجيل أعلى نسبة تساقط الأمطار خلال الشهر بأكمله (105 ملم) بين ال6 و ال7 من سبتمبر. وفي منطقة تمنراست، تم تسجيل كمية أمطار تجاوزت 50 ملم.
وأدت هذه التقلبات بمصالح الأرصاد الجوية إلى إصدار ما لا يقل عن 13 نشرية جوية خاصة منذ بداية الشهر الجاري، كما أوضح ذات المسؤول الذي أعلن عن “أمطار مرتقبة، تكون أحيانا رعدية، خاصة بالمناطق الداخلية، والهضاب العليا، والأوراس، مع تحسن منتظر اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل”.
وأوصى “بتوخي الحذر حيال جميع هذه التوقعات وبالمتابعة الدائمة للوضع الجوي”، مذكرا أن موقع الأرصاد الجوية (www.météo.dz) يضع تحت تصرف مستخدميه “جميع المعلومات المتعلقة بأحوال الطقس المختلفة، وخريطة التحذيرات، وكذلك الظواهر الجوية الخطرة المتوقعة”.
وفيما يتعلق بأسباب الوضع غير المسبوق الذي يستمر في التأثير على جنوب البلاد، أوضح السيد حمداش أن ذلك يعود إلى “تموضع الجبهة الاستوائية التي عادة ما تتجه نحو جنوب الصحراء الوسطى في نهاية الموسم الصيفي، لكنها لا تزال مستمرة بشكل استثنائي”.
وأوضح أنه “خلال السنوات الماضية، كان هناك تراجع تدريجي لهذه الجبهة الاستوائية منذ الأسبوع الأول من شهر سبتمبر، على عكس هذا العام”، مشيرا إلى أن “الأمطار الغزيرة التي كانت مصحوبة أحيانا بحبات البرد، قد أثرت بشكل خاص على محور تندوف-بشار، وولايات النعامة والبيض، وكذلك أقصى جنوب البلاد نحو الطاسيلي والهقار والصحراء شرقا”.
وختم بالقول إن “الأمطار التي تؤثر على جنوب غرب البلاد تعود إلى انخفاض قيمة الجهد الأرضي تسبب في تعزيز التدفق من الجنوب الغربي نحو هذه المناطق، وهو تدفق رطب جدا ويسبب أمطارا غزيرة أو بردا، خاصة على محور تندوف وبشار والبيض وجنوب النعامة”.