أجواء من الفرح وروعة التقاليد الجزائرية الحاملة للبعد الأمازيغي، تلك التي صنعتها جمعية اتران الشنوي للتنمية والتضامن اول امس بمركز الثقافة والفنون والتي جعلت من القصر 17 بحصن رياس البحر يعيش لسويعات جمال أهازيج الداينان وتقاليد اهالي جبل شنوة في إحياء رأس السنة الأمازيغية.
كشف الباحث في التراث عبد الله بن داود خلال المائدة المستديرة التي نظمها مركز الثقافة و الفنون بمناسبة يناير “ان الداينان فن شعبي شفاهي قديم كان يتغنى به في بعض من مناطق جبال الظاهرة الممتدة من نتيجة حتى مستغانم و التي يتكلم أهاليها الأمازيغية”.
قال بن داود ان الداينان خوف و له نص واحد كان يتغنى به الرجال في الأرياف و في الأماكن المفتوحة اي خارج البيوت.
“وحسب بن داود: “كان الرجل يعبر بأحاسيسه وعاطفته وحبه للمرأة من خلال اغاني الداينان مستعينا بكلمات وعبارات لم تكن تسمح بها الأسر المحافظة و الأعراف آنذاك فلا يسمح ان يغنى داخل البيوت وأمام العائلة”.
وتستوحي أغنيات الدينان كلماتها من الطبيعة الام فنجد -يقول بن داود -على سبيل المثال كلمة “اللوش” اي الزهور و “اضو” اي الريح .
كما كان، حسب الباحث في التراث ” للنساء أيضا نصوصها في الداينان الأمر الذي جعل من هذا الطابع اتصالا وحوارا متواصل بين الجنسين “.
وأضاف ين داود ان “طابع الداينان بقي طويلا محصورا في المدارس و الأرياف منطقتي إرسال وتيبازة، فهناك من يجهله وهناك من يرفضه خاصة خلال العشرية السوداء، إلى أن ظهرت مجموعة من الشباب كان هدفهم إحياء تراث منطقة شوية و شكلوا فرقة البنزين و كانت اول أغانيهم أغنية “اشمتوغ”.
وأضاف أن فرقة “اشنوين” فكرت في إبراز طابع الداينان و إخراجه من النسيان لكن بكل ما مهذبة استحسنها الجميع، و ظهرت اغنية الداينان سنة 1979-1980 تتغنى السياسة وكانت من كلماتي”.
و تأسف بن داود لبقاء طابع الداينان الذي يشكل عنصرا من عناصر الهوية الأمازيغية للشعب الجزائري بعيدا عن اهتمامات الباحثين و الدارسين للتراث، مشيرا ان الوحيد الذي تحدث عنه هو د. بوردوز عبد الناصر الذي ألقى مند سنوات محاضرة في الموضوع بالمركز الوطني للبحث في آثار ما قبل التاريخ.
لا ينحصر هذا التقصير في “الداينان” بل وحتى في طابع “اغنج” الذي تستعين به المرأة الريفية لمساعدته على تحمل صعوبة أعمالها الشاقة قديما و هو طابع له نصوص دون الحان.
ويبقى حسب بن داود الاهتمام بهذا التراث العريق محصور على اجتهاد الفرق الموسيقية التي ظهرت هنا و هناك بمنطقة جبل شنوة و بعض الشباب الغيور على تقاليد الأمازيغ.
“ليلة حشيش وليلة ريش و ليلة عيش”.
يتميز المجتمع الأمازيغي بمنطقة جبل شنوة باسمك المرأة بتقاليد وعادات تحيى في المناسبات والأعياد ضاربة بجذورها عمق التاريخ.
تحتفي الأسرة الشنوية براس السنة الأمازيغية حسب ما جاء في مداخلة سرحان عبد القادر بتقليد قديم معروف ب” ليلة حشيش وليلة ريش و ليلة عيش”.
و كشف سرحان عبد القادر من المشجعين على السياحة الجبلية و الحفاظ على ترابط الإنسان بالأرض و تمسكه والتقاليد، كشف عن مشاركة كل العايلة في هذا التقليد، حيث تقوم بجمع كل الأعشاب التي تستعمل في اطباق اول ليلة من الاحتفال التي تقطع و تخلط مع الدقيق لتشكيل وصفة ” الكويرات” أو وصفة “الحميضة” التي تقدم مع الفواكه المجففة و الفواكه الموسمية.
ويحضر حسب المتدخل في ليلة الريش طبق لحم ديك قامت الأسرة وتربيته في البيت وتسمينه للمناسبة.
وتحليلها ليلة ” العيش” اي اطباق المعاملات والكسكسي مع احترام تقاليد إعادة جس المطبخ وتغيير احجار الموقد وطرد الطاقات السالبة من البيت.
كما تأخذ الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية في منطقة شوية طابع التشارك و تقاسم الخيرات وتربية الأجيال على احترام الطبيعة والأرض و الحفاظ على التوازن و هذا ما أفرزته نساء جمعية التنمية و التضامن من خلال معرض للبيت الشنوي احتضنه الطابق العلوي من قصر 17بحصن رياس البحر.
1. وختام تظاهرة “الداينان” التي نظمها مركز الفنون و الثقافة بمناسبة رأس السنة الأمازيغية 2971، كان مسك بفضل فرقة “اتران شنوي” التي امتنعت الحضور الغفير من طلبة كلية العلوم والاتصال بجامعة الجزائر بوصلة غنائية جميلة.