أعرب ممثلو حي غابة بينوة القصديري ببلدية فوكة بتيبازة، عن امتعاضهم و تذمرهم من عدم التعاطي الإيجابي للسلطات المحلية مع وضعيتهم المزرية التي يرجع تاريخها إلى مرحلة العشرية السوداء، حين إلتحقت العائلات الأولى بذات الحي في حين يتجاوز عددها حاليا عتبة 100 عائلة.
و أشار ممثلو السكان إلى أنّهم راسلوا جميع الجهات المعنية بقضيتهم للفت انتباهها و وضعها أمام الأمر الواقع ومطالبين إياها بالترحيل إلى سكنات لائقة، إلا أنّه لم يتم التجاوب مع معاناتهم، بحيث سبق لسكان الحي تنظيم احتجاج عارم السنة المنصرمة توج بالتزام السلطات المحلية بأخذ قضيتهم مأخذ الجد و حلحلتها في آجال قريبة.
و لكنّ الأمور لم تتغيّر على أرض الواقع، ليراسل ممثلو السكان وزير السكن و المدينة منذ شهرين تقريبا، مطالبين إياه بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم التي دامت طويلا بالتوازي مع التهديد بالعودة للاحتجاج كآخر حلّ يمكن اللجوء اليه.
و لعلّ أهم ما يعكر صفو حياة السكان بذات الحي هو الانتشار الفظيع للأوساخ، والمياه القذرة ما بين البيوت المشيّدة بطرق فوضوية ما يشكّل خطرا محدقا بصحتهم، بحيث يفتقد الحي إلى أبسط ضروريات الحياة الكريمة بما في ذلك قنوات الصرف الصحي و شبكة الماء الشروب و الكهرباء و الغاز.
ويضطر المقيمون للتخلي عن قمامتهم خارج البيوت دون أن تتكفل السلطات بتصريفها بعيدا على مستوى مراكز الردم التقني مما يساهم في تشكيل ديكور مزعج من الفضلات المسببة للروائح الكريهة و الحشرات اللاسعة و الزواحف، أما حينما يتعلق الأمر بالمياه القذرة فإنّ الكارثة تصبح أكثر فظاعة بالنظر إلى سيلان المياه بالهواء الطلق لأغلب الأكواخ المشيدة هناك و قليلون ممن التزم بحفر مطمورات لردم الفضلات و المياه القذرة، بحيث علمنا من بعض السكان المتضررين بأن هذا الواقع فرضته وضعية الحي غير الشرعية و غير القابل للهيكلة و التهيئة و تحوله مع مرّ السنوات إلى مركز عبور.
تجدر الإشارة الى أنّ معظم سكان الحي اضطروا لتوصيل أكواخهم بالماء الشروب بطريقة غير شرعية من قنوات التوصيل المجاورة، فيما يلجأ آخرون للتزود بهذه المادة الحيوية من مصادر مائية متنوعة، و الأمر لا يختلف كثيرا حينما يتعلق الأمر بالكهرباء بحيث تمّت عمليات التوصيل المختلفة بطرق غير شرعية من البيوت المجاورة مما أثّر سلبا على نوعية التيار الموجه للمنطقة.
كما تجدر الإشارة أيضا الى أنّ محافظة الغابات بالولاية كانت قد قامت بمقاضاة العائلات المقيمة بالحي منذ عقدين من الزمن باعتبار الأرضية تابعة لمصالح الغابات، إلا أنّ عدم تجاوب السلطات المحلية مع وضعية السكان هناك عقّد من وضعية العائلات و تضاعف بناء الأكواخ على مرّ السنوات لتتعقّد وضعية المقيمين و الوافدين الجدد على حدّ سواء، و تبقى بذلك معاناة العائلات المعنية قائمة إلى اشعار آخر.
تيبازة: علي ملزي