جددت مجلة الجيش، في عدد الخاص بمناسبة الذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة التحريرية، عزم والتزام الجيش بالسير على خطى الشهداء وصون وديعتهم الغالية التي لا تقدر بثمن.
جاء في العدد 736 لمجلة الجيش بنسخته النوفمبرية، اليوم الجمعة، “حبا الله بلادنا بأيام خالدة مجيدةٍ، زاخرة بمحطات وأحداث فارقة، دُوِّنت في صفحات التاريخ الحديث بأحرف من ذهب، على غرار ثورة أول نوفمبر المجيدة التي طبعت الإنسانية بمُثلها العليا ومبادئها السامية، والتي نحتفي هذا الشهر بالذكرى السبعين لاندلاعها”.
وأضافت المجلة: “نحتفي بهذه المناسبة الخالدة، بقدر ما نستحضر بكل فخر واعتزاز، وبخالص العرفان، البطولات العظيمة والتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الأبي في مواجهة قوى الظلم والطغيان، في أبلغ صور تشبُّثه بأرضه ودفاعه المستميت عن وجوده كأمة جزائرية ضاربة جذورها في هذه الأرض الطيبة، نجدد عزمنا والتزامنا بالسير على خطى أسلافنا الميامين وصون وديعتهم الغالية التي لا تقدر بثمن”.
وعلى هذا النهج –تضيف المجلة- “ومن باب الوفاء بالوعد وصون العهد، فإن بلادنا تسير بخطى ثابتة على درب التطور والازدهار نحو آفاق واعدة، لاسيما وأن المقومات التي تمكننا من ذلك، أضحت متوفرة الآن أكثر من أي وقت مضى في ظل الإنجازات الملموسة المحققة، حيث أصبحت الطريق معبدة لرفع كل التحديات الراهنة والمستقبلية في مـختلف المجالات، وتعزيز رصيد المكاسب، للمضي ببلادنا قُدُما نحو النهضة والنماء في كنف الأمن والاستقرار، مثلما تطلع إليها شهداؤنا الأبرار ومجاهدونا الأخيار”.
وفي هذا السياق، يضيف المصدر ذاته “تواصل بلادنا بكل عزيمة وإصرار استكمال مشاريع إستراتيجية كبرى في مجالات متعددة، أهمها تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتعزيز المشاريع الاستثمارية والمؤسسات الناشئة التي ستتيح خلق مئات الآلاف من مناصب الشغل لفائدة شبابنا، فضلا عن الحفاظ على نفس وتيرة النمو المحققة والرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات، مع تركيز الاهتمام على ملف السكن بمختلف صيغه، إلى جانب الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين وطي ملف مناطق الظل، وكذا تعزيز الفلاحة وإعطاء الصناعة الوطنية المكانة التي تستحق ضمن الاقتصاد الوطني، بما في ذلك الصناعة العسكرية التي يتم تطويرها، لتلبية احتياجاتنا الوطنية والتوجه للتصدير في مرحلة قادمة”.
وأضافت المجلة: “إذ نحتفل بهذه المناسبة العظيمة، التي نسترجع خلالها الملاحم التي سطرها جيش التحرير الوطني، فإننا نفتخر في الوقت ذاته بما بلغه سليله الجيش الوطني الشعبي اليوم، من تطور واحترافية، تتجلى من خلال النتائج المعتبرة التي يحققها وهو ينفذ مهامه على جميع المستويات، سواء في مجال التكوين أو التجهيز أو التحضير القتالي، ولاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وحماية حدودنا الوطنية، وهي مهام يستبسل جيشنا العتيد أيَّما استبسال في أدائها، مواصلا سعيه الحثيث لامتلاك كل عوامل القوة التي تمكنه من كسب مـختلف الرهانات ومواجهة كافة التهديدات التي تفرضها البيئة الإقليمية المتقلبة والأوضاع الدولية المضطربة”.
وجددت مجلة الجيش، موقف الجزائر الثابت تجاه القضايا العادلة والشعوب المقهورة :”بلادنا تشق طريقها نحو مستقبل مشرق، تستوقفنا هذه الذكرى الغالية لنستلهم منها الدروس والعبر، ولنستمد منها قوتنا ونحن نَحثُّ الخُطى على نهج الجزائر السيّدة والمنتصرة، المدافعة عن القضايا العادلة في العالم والشعوب المقهورة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لويلات عدوان سافر ووحشي وحرب إبادة لا مثيل لها من قبل الاحتلال الصهيوني، كما تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أراضيه المسلوبة، طبقا لقرارات الشرعية الدولية”.