ابرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اهمية معركة ديان بيان فو، وثورة التحرير المباركة، في مسار التاريخ، والتي سجلت بأحرف من ذهب، وذلك في ندوة تاريخية نظمها المتحف الوطني للمجاهد، اليوم الإثنين، بالتنسيق مع سفارة الفيتنام بالجزائر ، موسومة بانتصار ديان بيان فو، الى الثورةالجزائرية: دروس تاريخيةوافاق مستقبلية”.
قال ربيقة، ان معركة ديان بيان فو ، والثورة الجزائرية محطتين خالدتين ألهمتا احرار العالم بالقيم المثلى والتي تكاثفت حولهما الجهود الدولية حول مبدأ تقرير المصير.
وأضاف ان علاقات الجزائر والفيتنام علاقات ميزها التضامن في مسألة تقرير المصير والمبادئ التي تجتمع حولها الشعوب.
وأشار الوزير، إلى أن التضامن بين الشعبين لم يكن منذ 1958 وهو الإعتراف الرسمي بالحكومة المؤقنة للجمهورية الجزائرية، بل منذ سنوات العشرينيات، وانه في2022, أسست العلاقات الدبلوماسية التي كانت ذات يوم في 1962, وتتواصل اليوم من خلال هذه الندوة التاريخية.
وقال:” نريد من خلال هذه الندوات استخراج القيمة الإنسانية المشتركة التي امنت بها شعوب المعمورة، والوعي بمبدأ تقرير المصير والحرية، واليوم نسترجعها في هذه المحطات حتى نستنبط العديد من الرسائل لاسيما رسائل السلم والدعوة الى العمل المشترك والتضامن والإستمرار في دعم القضايا المصيرية التي لا تزال عالقة وهي القضية الفلسطينية والصحراء الغريية “.
وأضاف ربيقة، ان الجزائر عرفت كيف تحافظ على مبادئ ثورتها المجيدة، بإلتزامها إزاء كل القضايا العادلة في العالم واليوم تسعى بكل وفاء لتبقى حاضنة للدفاع عن القيم العادلة وكرامة الإنسان وللإرث التاريخي لأصدقاءها واداة للتعبير عن الثقافة الثورية المدافعة عن قيم حق الشعوب والأمل في الحرية والسلم.
وأكد الوزير، ان الجزائر ستظل اليوم في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، كما في الأمس حصنا مدافعا عن القضايا في العالم، وهو نابع من الكفاح المشترك والقيم الإنسانية العادلة مع أصدقاءها وكل أحرار العالم.
ووصف وزير المجاهدين، في مستهل مداخلته الجزائر بانها موطن الحرية وقبلة الأحرار والثوار، وقال :” نلتقي اليوم، والجزائر لازالت تعيش عبق الاحتفالات المخلّدة للذكرى السبعين لعيد اندلاع الثورة التحريرية الجليلة التي غالبت أعتى قوة استعمارية، ودوى صداها عالياً، وتداعت لها الأمم من خلال أصدقاء الثورة إلى التضحيات الجسام لقوافل الشهداء من أجل لاستقلال الوطني و استرجاع السيادة الوطنية.”
واضاف ربيقة : ” الملاحم التي أنارت ذاكرتنا الجمعية، ومثلت لأباءنا و أبطالنا نبراسا نهتدي من خلاله لاستكمال مسيرة النضال و البناء من أجل عالم أفضل ، كما تصوره أولئك الذين صنعوا مجد شعوبنا.”
وقال أيضا:” نلتقي اليوم في ذكرى سبعينية معركة ديان بيان فو الجليلة و سبعينية ثورة الجزائر المجيدة، وليس غريبا أن نحتفي بهذين الحدثين وكلنا إيمانا بأنهما نبعا من سراج واحد – وإن اختلفت جغرافيتهما وسياقاتهما ، فإن ما يجمعنا من ذاكرة النضال ووحدوية الكفاح والمصير تجعلنا اليوم أكثر التحاما و تضامنا لمواجهة ما يفرض علينا من قيم زائفة ومحاولات تدنيس بائسة لتاريخنا النضالي المشترك و أفق بناء مستقبل واعد.”
وأشاد وزير المجاهدين، بالمواقف المشرّفة للقادة التاريخيين الأكثر تأثيرا في صفوف المقاومة الفيتنامية، وأوسع دعما للقضية الجزائرية.
وقال السفير الفيتنامي بالجزائر، انه من محاسن الصدف ان تحتفل جمهورية الفيتنام بسبعينية معركة ديان بيان فو في شهر ماي من هذا العام والتي تتزامن مع سبعينية الثورة الجزائرية المجيدة، واعرب عن سعادته لتخليد ذكرى الثورتين الفيتنامية والجزائرية.
العلاقات بين البلدين متجذرة تاريخيا
واعرب نجل الجنرال الفيتنامي جياب، هوهين قنام، عن سعادته بتواجده في الجزائر لحضور الاحتفال بسبعينية الثورة الجزائرية، والتي تتزامن مع الذكرى السبعين لانتصار معركة ديان بيان فو، للاحتفال بهاتين المحطتين التاريخيتين الخالدتين في تاريخ الشعبين الفيتنامي والجزائري.
وذكر هوهين قنام، بتاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، ونظيره هوشي مينه، وابرز ضرورة الإبقاء على هذه العلاقات لمدى طويل.
وأكد نجل الجنرال جياب، ان العلاقات بين الجزائر والفيتنام علاقات متميزة وخاصة وتاريخية، وأشار إلى أن الإعتراف بالحكومة المؤقتة الجزائرية من طرف الفيتنام كان في 1958, وفي 1962، اعترف بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
وأكد ان هذه العلاقات حميمة ومتميزة على أساس التفاهم الثنائي، وقال: ” في الإحتفال بسبعينية معركة ديان بيان فو، والثورة الجزائرية نتذكر تضحيات الشهداء الذين توفوا من أجل السلام”.
وأشار إلى أن السياسة الفيتنامية هي بناء وتعزيز العلاقات مع الاصدقاء الإفريقيين.
وقال : ” اتذكر انه في لقاء بين الرئيس بومدين والجنرال جياب في يناير 1976، قال الرئيس بومدين إنتهت الحرب نبارككم، ورد عليه جياب ان الحرب إنتهت في الفيتنام ولكن سنكمل وندخل الحرب من جديد من أجل السلم وثروة للشعب وافق الرئيس بومدين بتدريب خبراء النفط الفيتناميين، والآن حقق الإتحاد النفطي بين الجزائر والفيتنام انجازات كثيرة”.
وأضاف هوهين، ان الجزائر قدمت مساعدة للفيتنام في وقت الحصار الذي فرض عليها من بعض الدول الأخرى والتي كانت فترة صعبة.
وأكد ان الشعب الفيتنامي لا ينسى ابدا هذا الحب والمساعدة، وقال: ” مثلما قال والدي جياب، نحن في الجزائر نتفق في الماضي والحاضر والمستقبل من اجل الاستقلال والحريةوالسلام للدولتين”.
مدير متحف المجاهد: اجدادنا صنعوا ذاكرة مشرفة
قال البروفيسور إلياس نايت قاسي، مدير المتحف الوطني للمجاهد، ان أجدادنا صنعوا لنا ذاكرة راقية ومشرفة نفتخر بها بين الأمم، وانه علينا صناعة ذاكرة للأجيال المستقبلية.
الجزائر والفيتنام إرث تاريخي مشترك
وتطرق الخبير الأمني أحمد ميزاب، الى معركة ديان بيان فو، والدروس التي يمكننا استخلاصها لبناء مستقبل مشرق، وقال إن المعركة اعطت دفعا قويا لحركات التحرر وعلى راسها الثورة الجزائرية وأنه لا يمكن انتظار المستعمر لمنحنا الاستقلال على طبق من ذهب بل علينا افتكاكه بالسلاح.
وأكد ان معركة ديان بيان فو، كانت مصدر إلهام ومدرسة يقتدى بها عبر المحطات التاريخية.
وأشار ميزاب إلى أن الرسائل المشتركة بين النضال الثوري الفيتنامي والجزائري هي رسائل التضامن، وإرث تاريخي مشترك. وأنه علينا اليوم الإستلهام من دروس الماضي لمواجهة التحديات الحالية وقراءة دقيقة للأحداث المفصلية من اجل مستقبل آمن وعادل.