إنّ المتصفّح لتاريخ ونشأة الصّحافة في الجزائر سيقف على ذلك البعد النضالي الذي تأسّست عليه أغلب الصحف بوحي من الروح الوطنية المقاومة، حيث كانت الصّحافة الجزائرية النضالية المناهضة للاستعمار، ومع كل القوانين التعسفية التي وضعتها سلطات الاحتلال لمنع والحد من صدور واستمرار الصحف ثابتة صامدة، مؤكّدة أنّ شعلة الوطنية لا تخبو بل تتجدّد مع كل إصدار جديد، وباندلاع ثورة نوفبر 1954 ارتفعت الهمم أكثر أمام بشاعة جرائم الاستعمار التي كان يجب أن تكشف أمام الرأي العام، وهكذا قدمت الصحف الجزائرية الصادرة وقت الثورة على غرار “صحيفة المجاهد ــ المقاومة الجزائرية ـ الوطن ــ الشباب” سلاحا يعلي صوت المقاومة وكفاح الشعب الجزائري من أجل السيادة والحرية والكرامة.
في هذا السياق، يذكّرنا الاحتفاء بالذّكرى الحادية والستين لميلاد وتأسيس أول جريدة تصدرها الجزائر المستقلّة باسم “الشعب” تكريما للشّعب الجزائري، والذي يوافق تاريخ الحادي عشر ديسمبر، وهو من أيام المجد الجزائري الشامخ، كونه يوما استثنائيا في تاريخ ثورتنا التحريرية المباركة، وشاهدا على وحدة الجزائريين مع قيادتهم في تقرير المصير والانتصار للحرية والكرامة.
إنّ الإحتفاء بجريدة “الشعب” وهي “أمّ الجرائد” الوطنية الجزائرية التي كانت وما تزال قلعة شامخة في المشهد الإعلامي الجزائري مواكبة لكل المراحل الكبرى والمفصلية التي عرفتها بلادنا الحبيبة، وصوتا خفّاقا يعبّر عن أصالة وعراقة الأمة الجزائرية، ومشتلة لأجمل الأقلام الجزائرية ليس في عالم الصحافة والإعلام فحسب، وإنّما في الآداب والفنون والفكر والدراسات خلال عقود من الزمن، وما أكثر الأسماء التي بدأت مشوارها في هذه الجريدة لتصبح من نجوم الكتابة والإبداع وطنيا ودوليا.
صورية مولوجي
وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة