يتواصل بالمتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بالقصبة السفلى المعرض الوطني الجماعي للخط العربي تحت شعار “لمسات فنية بإبداعات خطية”.
يشارك في المعرض المنظم من قبل المتحف وبمشاركة مركز كنوز للفنون، أزيد من 30 فنانا من مختلف ولايات الوطن، وذلك احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، المصادف لـ 18 ديسمبر من كل عام.
ويهدف المعرض الجماعي الفني إلى المحافظة على هذا الموروث الثقافي، الذي يعتبر تراثا عالميا غير مادي، ورمزا للثقافة العربية والإسلامية، بالإضافة إلى إبراز جماليات فنون الخط العربي وتقريب الفنانين المتخصصين في المجال، فضلا عن توفير فضاء لتبادل المهارات والخبرات، حيث تتواصل فعالياته إلى غاية 16 جانفي من العام المقبل 2025.
وفي السياق، يضم المعرض الفني أزيد من 40 لوحة فنية من مختلف الأحجام، تقدّم عصارة تجارب فنية رائدة في مجال الخط العربي والحروفيات، من توقيع فنانين مرموقين من مختلف الأجيال الفنية للمدرسة الجزائرية التي تعد رائدة في هذا الفن.
ويعتبر المعرض فرصة للتعرف على أعمال فنانين موهوبين أبدعوا في مجال الخط العربي، وقدّموا خلاصة تجاربهم الفنية في سبيل تطوير المدرسة الحروفية، من خلال إبداع تصاميم مميزة تحمل روح ولمسة فنية جزائرية.
وتحت شعار “لمسات فنية بإبداعات خطية”، تعرض أمام الجمهور لوحات بألوان زاهية وأخرى ترابية، تجمع بين الآيات القرآنية والأدعية والأشعار الصوفية، اعتمادا على إبراز هذه الممارسة الفنية العريقة، على غرار الكوفي النسخي، الرقعة، الثلث الفارسي..وغيرها. وقد تحرّر بعض الفنانين الحروفيين من قواعد الخط العربي، ما سمح لهم بفك الحرف العربي وتغييره، وإدراجه في أعمالهم الفنية بلمستهم الإبداعية وبصمتهم الخاصة.
ونجح الفنانون في توظيف الخط العربي من خلال مدارس فنية مختلفة، على غرار الواقعية والتجريدية، إذ يبرز هذا الخط في الأعمال المعروضة كعنصر أساسي في تشكيل اللوحات، وله قوة تجعله يتأقلم مع الفن التشكيلي، ما يعطي لهذه الأعمال بعدا فنيا وفلسفيا وروحيا.
وتناول المعرض مواضيع متنوعة، ومن بين الأعمال المعروضة “حديث الشّفاعة والابتهالات” لمحمد صفار باتي، “اقرأ” لعلي مشطة، “شهر رمضان” لمصطفى زرقين، “سورة النبأ” للخضر غزالي، وكذا “سورة العلق” لعلي زيطوط، “آمن الرسول” لبلقاسم صالحي، “آية” للمختارية بودير، “إنما المؤمنون إخوة” لرضوان شكال، بالإضافة إلى “الحمد لله رب العالمين” لمحسن کشكاش، “أسماء الله الحسنى” لمحمود طالب و«دعاء الاستغفار” لجمال فنيش.
وعلى الرغم من اختلاف تناول وتطويع الخط العربي على فضاء اللوحات، سواء تعلق الأمر بتدفق الحروف أو في تركيبها أو أساليبها أو التقنيات المعتمدة في إنجاز اللوحة، إلاّ أن ثمة تقاطع للفنانين كشغفهم اللامتناهي بالحرف العربي ومثابرتهم على إثراء هذا الفن، بلمسات وروح مجدّدة تضفي على تصاميمهم متعة وقيمة بصرية فنية وفكرية تشع بالجمال والمعنى.