أجمع باحثون ومجاهدون على عبقرية الشهيد مراد ديدوش، وشجاعته ودوره في تجنيد الجزائريين في الشمال القسنطيني، في ندوة تاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى الـ70 لاستشهاد ديدوش.
تطرق الباحث في الحركة الوطنية ورئيس مؤسسة زيغود يوسف، أحسن تليلاني، من جامعة سكيكدة، إلى نضال الشهيد ديدوش مراد، المدعو سي عبد القادر، وصفاته القيادية، وظروف استشهاده في 18 جانفي 1955، بمعركة بوكركر بالسمندو، من خلال مذكرات رفقاءه، مستشهدا بمذكرات لخضر بن طوبال، وبن قديد.
وأكد رئيس مؤسسة زيغود يوسف، أن ديدوش مراد، كان عبقريا يعرف كيف يتخفى من فرنسا، حيث لم يكن معروفا لدى السلطات الإستعمارية، والدليل أنه عند استشهاد ديدوش، كتب التقرير العسكري الفرنسي x عبد القادر، لأنه كان يجهل اسمه الحقيقي.
وأبرز المحاضر شجاعة ديدوش إلى حد التهور. وبحسب شهادة رفقاءه، رفض الشهيد الإنسحاب من المعركة وأصر على مواجهة عساكر الإحتلال الفرنسي، الذين كان عددهم حوالي 400 جنديا فرنسيا.
وأكد الباحث أن المجاهد بن طوبال، يصف مراد ديدوش، في مذكراته بقديس الثورة الجزائرية وأكثر المندفعين نحو الثورة، ٱمن بأنه لا سبيل لإسترجاع الحرية إلا بالرصاص، وهو أصغر قادة مجموعة الستة، يتقن اللغات العريية، الفرنسية، الإنجليزية وحتى الألمانية، يحب السينما، والرياضة، حيث أنشئ فريق كرة القدم.
وأشار تليلاني إلى ان الشهيد ساهم في كتابة بيان أول نوفمبر 1954، وكان مقتنعا بأن نجاح الثورة تتطلب استشهادهم فداء للجزائر، وكانت له نظرة استشرافية حول استقلال الجزائر، حيث كان يرى ان استرجاع السيادة الوطنية ستأتي بعد ثمان سنوات، وكان محقا في ذلك. وأضاف ان الشهيد كان ينتمي لعائلة ثرية، لكنه فضل الإلتحاق بالجبال بالشمال القسنطيني لتجنيد المناضلين. وأكد أن الشهيد زيغود يوسف، كان يحب ديدوش مراد، وأطلق اسم مراد على ابنه، وحزن كثيرا عند استشهاد ديدوش ورفض الأكل.
قصيدة تخلد معركة بوكركر
وأشار الباحث تليلاني، إلى قصيدة شعرية، لا يعرف قائلها، خلّدت معركة بوكركر، وما جرى فيها وشهداءها، انتشرت انتشارا واسعة وكان يرددها الكبار والصغار.
وقال رئيس مجلس الشورى المغاربي، سعيد مقدم، إن عائلة الشهيد كانت وطنية وأن الشهيد كان يبتعد عن الأضواء، وله تفكير استشرافي.
وتأسف سعيد مقدم، على “اننا لا نشجع على التأريخ”، وتساءل “لماذا لم نتوصل منذ الاستقلال إلى كتابة تاريخنا هل لعدم توصلنا إلى استرداد الارشيف”.
وأكد المجاهد وعضو المنظمة الوطنية للمجاهدين، بوعلام شريفي، ان الشهيد ديدوش مراد، ساهم في تحرير بيان أول نوفمبر 1954، كان ابن الثورة وعاش للجزائر. ويبقى حيا في التاريخ، وأضاف المجاهد شريفي ان الكثير من زعماء الثورة خلدهم التاريخ وخلدوا التاريخ بدمائهم، وقال إنه في كل مرحلة من مراحل الثورة تجد ديدوش مراد.
وقال مشاركون، ان جيل نوفمبر اهتدى لجعل الذاكرة بوصلة، وكانت جبهة التحرير تغرس لدى المناضلين تاريخ بلادهم وان الجزائر موجودة منذ عصور ما قبل التاريخ، كانوا يتكلمون عن بطولات الجزائريين، في حروبهم مع الرومان، مثلا.
وأكد محاضرون ان الصراع مع فرنسا اليوم بدأ منذ اجتماع اللجنة الجزائرية الفرنسية في ماي الماضي واتخاذ قرار على ان تسترد الجزائر كل الماديات وتم الاتفاق عليها، فكان الرد سريع من اليمين الفرنسي المتطرف، ولجأت فرنسا إلى مهاجمة الجزائر والتحالف مع أعداء الجزائر وعلى راسهم الكيان الصهيوني والمخزن،.
المطالبة بقانون لحماية تاريخ الجزائر
وقال محاضرون آن الأوان لأن يكون هناك قانون لحماية التاريخ الوطني ردا على الذين يخونون تاريخنا. وتأسيس المجلس الأعلى للذاكرة الوطنية ليكون المرجعية الأساسية لحماية الذاكرة الوطنية والمسؤول امام رئيس الجمهورية، والشعب الجزائري، في حماية الذاكراةالوطنية.