أكد المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان، محمد الديحاني، أن التشهير أصبح أداة رئيسية ضمن ترسانة القمع المغربية تستهدف النشطاء والصحفيين والشخصيات العامة التي تجرؤ على تحدي مواقف نظام المخزن بشأن قضايا الفساد والاحتلال المتواصل للصحراء الغربية.
كشف الديحاني، في مقال نشرته صحيفة “إل مانيفستو” الإيطالية، اليوم الأحد، عن تداخل ظاهرتي التشهير والقمع للنظام المغربي في المملكة والصحراء الغربية.
وأوضح الديحاني، الذي كان سجينا سياسيا سابقا وضحية سنوات من التعذيب والاضطهاد في المعتقلات المغربية، أن السلطات المغربية “تستغل نفوذها للتشهير والتجسس الرقمي كأدوات لقمع الأصوات المعارضة وإسكات الانتقادات الموجهة لنظامها الاستعماري والفاسد”.
وركز المقال على قضية عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الذي أصبح هدفا لحملة تشهير مكثفة بعد حديثه عن قضية الصحراء الغربية، التي تعتبرها الأمم المتحدة “إقليما محتلا”.
ووفقا للديحاني، فقد حشدت الحكومة المغربية وسائل الإعلام الموالية لها و”الجيوش الإلكترونية” على الإنترنت لاتهام غالي بالخيانة، مهددة بذلك سلامته الجسدية ومشككة في نزاهته كمدافع عن حقوق الإنسان.
ويفصل كاتب المقال كيف تستخدم آلاف المواقع الإلكترونية وحسابات التواصل الاجتماعي، التي يرتبط الكثير منها بأجهزة الأمن المغربية، لمهاجمة الصحفيين والناشطين الصحراويين والمغاربة، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى اعتقالهم.
من جهة أخرى، أشار المقال إلى مثال بارز يتمثل في قضية مجموعة “أكديم إزيك”، حيث حكم على 19 ناشطا وصحفيا صحراويا بأحكام قاسية، بما في ذلك السجن المؤبد بعد مشاركتهم في احتجاج سلمي عام 2010.
وأبرز المقال محنة الصحفي المغربي سليمان الريسوني، الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات بعد تعرضه لسيل من الهجمات التشهيرية بسبب تقاريره التي تنتقد الفساد، مشيرا الى أنه على الرغم من إطلاق سراحه مؤخرا، إلا أنه لا يزال يواجه تهديدات ومضايقات، مما يسلط الضوء على هشاشة حرية الصحافة في المغرب.
وتعرض صحفيون مغاربة آخرون مثل عمر الراضي وتوفيق بوعشرين لمصير مماثل، ما يبرهن على أن الصحافة المستقلة أصبحت هدفا رئيسيا لسياسات القمع المغربية.
حملات التشهير التي يقودها المغرب: “ليست تصرفات عشوائية من وسائل إعلام غير مهنية، بل هي جزء من إستراتيجية ممنهجة من قبل الدولة تهدف إلى ترهيب المنتقدين ونشر المعلومات المضللة وتقويض ثقة الجمهور في الصحافة”، يضيف المتحدث.
واختتم المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان مقاله بالتعبير عن أسفه للوضع المأساوي الذي يعيشه النشطاء والصحفيون في المغرب وفي الصحراء الغربية، حيث اضطر الكثيرون منهم إلى الفرار إلى أوروبا طلبا للجوء.