تواصلت أشغال الجلسات الوطنية للسينما (19- 20 جانفي)، اليوم الاثنين، بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، والمنظمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عبر ورشات موضوعاتية وعروض تجارب استخدام مختلف التكنولوجيات الحديثة والرقمنة في الأعمال السينمائية.
ناقش المشاركون في ورشة “الأخلاقيات والعلاقات المهنية والتكوين في قطاع السينما”، الحلول المقترحة لوضع إطار مهني “واضح وشفاف” يعزز بيئة عمل لائقة تحفظ حقوق جميع الأطراف المعنية، وكذا وضع إطار تنظيمي يضمن علاقات مهنية وسليمة في قطاع السينما، من خلال جملة من التدابير والآليات القانونية لتحقيق الشفافية وتعزيز التوعية القانونية في أوساط العاملين بالقطاع.
وفي ورشة “الرقمنة، التكنولوجيا وحفظ التراث السينمائي”، تباحث المشاركون سبل تسريع رقمنة الأرشيف السينمائي الجزائري لضمان حفظه وإتاحته بسهولة، وكذا تحديث الأدوات التكنولوجية المستخدمة في الإنتاج وما بعده والحفظ الرقمي.
وعرفت الورشة سلسلة من النقاشات بين المتدخلين لوضع استراتيجية واضحة المعالم ومنهجيات كفيلة بتسريع رقمنة التراث السينمائي الجزائري.
ونظمت ندوة حوارية حول “التجارب الدولية في حقل تطوير الصناعات السينماتوغرافية” حيث عرضت تجارب دول مختلفة كالجزائر وكندا وإيطاليا ومصر في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي ومختلف التكنولوجيات الحديثة في إنتاج وتوزيع الأعمال السينمائية وحفظ الأرشيف.
ونظمت خمس ورشات، أمس الأحد، في إطار أشغال اليوم الأول لهذه الجلسات خصت “اقتصاد وتمويل السينما” و”الحوكمة والإطار التنظيمي للسينما” و”الأخلاقيات والعلاقات المهنية والتكوين” و”الجمهور وتوزيع الأعمال السينمائية” وكذا “الرقمنة، التكنولوجيا وحفظ التراث السينمائي”.
وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد أبرز، أمس الأحد، لدى إشرافه على افتتاح الجلسات الوطنية للسينما، الاهتمام الذي توليه الدولة للثقافة والنشاط السمعي البصري، بهدف تلبية طموح المبدعين والمثقفين في مجال الصناعة السينماتوغرافية.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، قال رئيس الجمهورية أن هذه الجلسات “تعبر عن الاهتمام الذي نوليه للثقافة أولا وللنشاط السمعي البصري كأحد روافدها وتبرز انشغالنا بطموح المبدعين والمثقفين في مجال الصناعة السينماتوغرافية”، مضيفا أنه يولي”اهتماما لمجال الصناعة السينماتوغرافية لبعث بريقها والاستلهام من رصيدها الذي حققه جيل رائد من صناع الفن السابع في سبعينيات القرن الماضي”.
ودعا رئيس الجمهورية مختلف الفاعلين المشاركين في هذه الجلسات إلى “وضع ملامح المستقبل للسينما الجزائرية بعرض الأفكار وبلورة تصورات مبتكرة تجعل من هذه الصناعة المتجددة واجهة ثقافية عاكسة للشخصية الجزائرية والهوية الوطنية”، مشددا بالقول أنه “آن الأوان أن نجعل من الثقافة تاجا لهذا التقدم والحركية التنموية الجديدة التي تشهدها الجزائر”.
وتندرج هذه الجلسات ضمن رؤية جديدة شاملة ومنسقة وتشاركية حقيقية تتماشى والطموحات الوطنية وتستجيب لتحديات القطاع السينمائي المعاصر، وهذا بحضور مختلف الفاعلين في عالم السينما، حيث الهدف منها إعداد خارطة طريق عملياتية تمكن من تحقيق خطوات ملموسة نحو تأسيس صناعة سينمائية حديثة وتنافسية.
وتختتم مساء اليوم أشغال هذه الجلسات بجملة من التوصيات المنبثقة عن هذه الورشات.