اشتدّ إصرار الشّعب الصّحراوي وازداد قناعة أكثر فأكثر على كفاح العدو المغتصب بقوة الحديد والنار، منذ اعتداءات الكركرات الجبانة التي خرقت وقف إطلاق النار وعبثت بالسّلم والهدنة، مستهدفة بجبن حياة المدنيّين العزل، وكل هذه التطورات السّلبية جدّدت الكشف عن الوجه القبيح للاحتلال المغربي الظالم، الذي يسابق الزمن لسرقة الأرض والسطو على الثروات الصحراوية، في ظل صمت أممي ودولي رهيب حول تأخر تقرير المصير وتصفية آخر مستعمرة بالقارة السمراء، وفي هذا الظرف العسير جميع الأنظار تتمركز حول إدارة بايدن الجديدة، في انتظار أن ترتفع المزيد من أصوات الدول والمنظمات من أجل تصحيح الخطأ وإسقاط فخ المقايضة.
رحل ترامب المخادع الذي لا يستقر على رأي، وأخذ معه الإعلان الوهمي المعزول، الذي استخدمه طعما لجذب لاعب جديد في سباق التطبيع مع الصهاينة، وبالموازاة مع ذلك تواصل القضية الصحراوية كسب الدعم وحصد التأييد والإجماع في المحافل الدولية، ولا يمكن طي ملفها إلا بفرض سيادة الشعب الصحراوي على كامل أرضه، وبلا شك سيكون الكفاح المسلح آلية أساسية لا مفر منها في الحرب على الظلم والعدوان، إلى غاية تحرك الشرعية الدولية لإحقاق الحق بتنظيم استفتاء مصيري ينهي تواجد الطامعين، وإنهاء هذا الاستعمار بحلول واقعية.
تصريحات أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، صفعت المحتل بعد أن قصف المعتدي ومن يستند عليه، حيث اعتبر أن حل قضية الصحراء الغربية لا يعتمد على الاعتراف الفردي لأي دولة، وإنما وفق تنفيذ القرارات الأممية، على خلفية أن القضية الصحراوية توجد تحت وصاية الأمم المتحدة، وكان بإمكان ترامب أن يمنح المغرب هدية أخرى ثمنا للتطبيع من دون أن يقفز فوق القوانين الدولية ويتجاوزها، في ظل تهديدات استمرار لهيب الحرب المرشح لبروز المزيد من بؤر التوتر في المنطقة، تضاف إلى عدم الاستقرار الذي تواجهه دول منطقة الساحل، ممّا يهدّد بأن تتحوّل إلى مسرح خصب قد تنزح إليه التنظيمات الإرهابية التي مازالت لم تضمحل بعد.
غلقت في وجه الشّعب الصّحراوي جميع الأبواب، وباتت قوة المعارك الضارية خياره الوحيد لتعبيد طريق النصر لأنه متأكد أن استعادة الأرض والكرامة لن تتحقق إلا عبر التضحية.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.