يتحدث المدير التقني لفريق شبيبة القبائل سليم مناد لـ “الشعب”، عن عملية القرعة لكأس أمم إفريقيا 2025 وعن المنتخبات المنافسة، ويؤكد أن المنتخب الوطني يتواجد في ديناميكية تصاعدية من حيث النتائج، وذلك منذ وصول فلاديمير بيتكوفيتش على رأس العارضة الفنية، ويؤكد أن الأخير جعل اللاعبين ينضجون ويصبحون أكثر انضباطا فوق أرضية الميدان. وهو ما يجعله يرشّح “الخضر” للعبور إلى الدور ثمن النهائي من “كان” 2025، وكذا ضمان التأهل للمرّة الخامسة لنهائيات كأس العالم 2026.
الشعب: القرعة أوقعت المنتخب الوطني في المجموعة الخامسة رفقة منتخبات (بوركينافاسو، غينيا الاستوائية، السودان)، ما هي قراءتك لهذه المجموعة؟
سليم مناد: لا يمكننا أن نقول بأن هذه المجموعة في متناول المنتخب الوطني، عندما تشاهد منتخب مثل بوركينافاسو في السنوات الأخيرة يشارك دائما في نهائيات كأس أمم إفريقيا، ودائما يضيع التأهل إلى نهائيات كأس العالم في المباراة الأخيرة، كما أن منتخب غينيا الإستوائية بدأنا نتعود عليه في نهائيات كأس أمم إفريقيا.
من جانبنا المنتخب الوطني في أحسن أحواله منذ قدوم المدرب بيتكوفيتش على رأس العارضة الفنية، حيث حقّق ديناميكية جيدة من النتائج، لكن منافسة مثل “الكان” ما يهم فيها هو البدايات، بخبرة السنين المنتخب الوطني عندما يحقق انطلاقة قوية في كأس أمم إفريقيا يختمها إيجابيا، مثلما كان عليه الحال خلال “كان” 2019 بمصر.
كنت أفضّل لو وقعنا في مجموعة أقوى مع منتخبات كبيرة، كون أن اللاعب الجزائري يكون تركيزه أكبر أمام المنتخبات الكبيرة، ويكون حاضرا من الناحية البسيكولوجية وحذرا، ويدافع جيدا وبتركيز عال طوال اللقاء، عوض التواجد في مجموعة مع منتخبات، على الورق في “المتناول” وتباغتك في النهاية، لأنها تعتمد على الدفاع جيدا في منطقتها وتحاول استرجاع الكرة بسرعة في منطقتك للمباغتة، وإذا تمكّنت من القيام بذلك ستضعك وسط الصعوبة التي نبحث عن تفاديها، لعدم تكرار سيناريو مواجهة منتخب موريتانيا خلال “كان” 2024 بكوت ديفوار، ومواجهة منتخب مالاوي عن الجولة الأولى بـ “كان” 2010.
منتخب بوركينافاسو واجهناه خلال “كان” كوت ديفوار، ومنتخب غينيا الاستوائية لعبنا ضده خلال تصفيات “كان” 2025، كيف ترى منافسي “الخضر” على بطاقة التأهل إلى الدور الثاني؟
الأمر الإيجابي في هذه القرعة أننا نعرف المنتخبين جيدا، وبيتكوفيتش واجه منتخب غينيا الإستوائية ذهابا وإيابا في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025. الآن تبقى قراءة المدربين للمباريات، بالنسبة لي كتقني لدينا مدرب مميّز في قراءة اللعب و«الكوتشينغ”، وفي اختيار اللاعبين المناسبين لكل مباراة وتسيير المجموعة، واستعمال اللاعبين لتفكيرهم خلال المباريات في الأوقات الضعيفة والأوقات القوية، وكل هذا يأتي من خط التماس، عندما يكون مدرب هادئ، اللاعبون يخوضون المباريات براحة وبثقة في النّفس، وهو ما يحدث مع “الخضر” منذ قدوم بيتكوفيتش.
سنواجه منتخبات لا بأس بها ولا يمكنني أن أقول بأن التأهل في متناولنا، لأننا رأينا خلال “الكان” المنصرم، كيف تطورت كرة القدم الإفريقية، سنستهل المنافسة ضد منتخب السودان الذي يجب الحذر منه، حيث أن فريقي الهلال والمريخ السودانيين اللذان يشكلان نواة المنتخب السوداني، ينشطان حاليا في البطولة الموريتانية ويشاركان في المنافسات القارية، وهو ما سيسمح لهما من دخول المنافسة بقوة.
كما قلت لك منذ لحظات خلال منافسة مثل كأس أمم إفريقيا، المهم هو اللقاء الإفتتاحي للمجموعة، فحين تفوز بالمواجهة الأولى ستدخل المنافسة بثقة وتتفادى الحسابات في اللقاءين الثاني والثالث، بالرغم من أنهما سيكونان بمثابتة اختبار حقيقي، كوننا سنواجه منتخب بوركينافاسو في الجولة الثانية ومنتخب غينيا الإستوائية في الجولة الثالثة والأخيرة.
في تصريح للناخب الوطني، أكّد بأن المهم حاليا هو ضمان التأهل لمونديال 2026، الذي يجعلنا ندخل “الكان” بثقة؟
بطبيعة الحال، دخول “الكان” وبطاقة التأهل للمونديال معك، ستجعلك تدخل هذه المنافسة في ثوب المرشح لنيل اللقب، واللاعبون سيكسبون الثقة في النفس، خصوصا الشباب الذين سيشاركون لأول مرة في العرس القاري، وليس لديهم خبرة كبيرة في المباريات القارية، لكن ضمان التأهل إلى المونديال سيجعل اللاعبين ينضجون أكثر.
بيتكوفيتش متواجد على رأس العارضة الفنّية ل “الخضر” منذ قرابة السنة، وحقق 7 انتصارات وتعادلين وهزيمة وحيدة. كتقني، ما هي الأشياء التي تمكن من جلبها مدرّب “الخضر”؟
صراحة، بيتكوفيتش وضع لمسته من جانب الإنضباط التكتيكي، وكذلك في تكوين مجموعة شابة وإعطاء فرص للاعبين، حيث تمكن من تكوين فريق تنافسي، الآن تبقى لياقة اللاعبين في أنديتهم والمرحلة التي سينافس خلالها المنتخب الوطني، لكي تأتي النتائج يجب أن يرافقها البحث عن اللاعبين الذين يليقون بالفلسفة التكتيكية للمدرب، وحالتهم البدنية والبسيكولوجية يوم المباراة.
أعطيك مثال، رياض محرز عند بداية الموسم عانى من الإنتقادات رفقة فريقه الأهلي السعودي، ومنذ أسابيع فقط بدأ يعود ويبرز، وبالرغم من ذلك مستواه تراجع بدنيا منذ ذهابه للعب في الدوري السعودي، لأن تركيزه قل عكس ما كان عليه في إنجلترا، التي كان يواجه فيها كل ثلاثة أيام كبرى الفرق وأفضل اللاعبين في العالم بأقوى دوري، وينافس على كبرى الألقاب في العالم.
أصبح لبيتكوفيتش منذ توليه قيادة العارضة الفنية للمنتخب الوطني، نضجا تكتيكيا كبيرا، حيث شاهدنا المنتخب يلعب بعدة خطط تكتيكية أثناء المباريات، وغالبا يحدث ذلك في المرحلة الثانية أين تشاهد كيف يصحح أخطاء لاعبيه، بتغيير في مركز لاعب ما أو تغيير لاعب مع تغير في النهج التكتيكي.
الناخب الوطني يحلل جيدا شوط المباراة الأول الذي يخوضه، أين يجد فيه المنتخب صعوبات كبيرة للّعب، وفي المرحلة الثانية يجد الحلول ويتفوق على منافسه أحيانا بنفس اللاعبين دون القيام بتغيير، الحمد لله لدينا الآن مدرب محنّك بتعدّد المناهج التكتيكية وهو ما يجعلنا منتخبا صعب المنال، وهو ما كان ينقصنا في السنوات السابقة.
خلال شهر مارس المقبل سنواجه منتخبي بوتسوانا وموزمبيق لحساب تصفيات مونديال 2026، كيف ترى حظوظ المنتخب خلال تصفيات كأس العالم ؟
بالنسبة لي، إن شاء الله نقترب من مشاهدة المنتخب الوطني يشارك للمرة الخامسة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، بالنظر إلى المجموعة التي نتواجد فيها ونتصدّر ترتيبها لحد الآن، وكذلك نظرا للمجموعة التي بناها المدرب، بالإضافة إلى الإمكانيات المتاحة للمنتخب الوطني، بالنسبة لي سنتأهل إلى كأس العالم 2026.
يمكننا العودة من بوتسوانا بالفوز والإطاحة بمنافسنا المباشر في المجموعة، منتخب موزمبيق هنا بالجزائر، بالنسبة لي المباريات لن تكون صعبة، كما قلت لك المنتخب في مرحلة تصاعدية من حيث النتائج الإيجابية، وهذه النتائج تشجع اللاعبين والطاقم الفني للاستمرار في هذا النهج، ونتمنى كل الخير للمنتخب الوطني.
بيتكوفيتش منذ وصوله استدعى 44 لاعبا للمنتخب الوطني وحقّق بهم نتائج جيدة لحد الآن، لكن هل تعتقد أن هناك لاعب يستحق التواجد في صفوف المنتخب ولم نشاهده بعد؟
أنا من فئة المدربين الذين يحبون الصرامة والإنضباط التكتيكي والإنضباط داخل المجموعة، لكن لحد الآن بيتكوفيتش لم يستدع لاعب موهوب، ويصنع الفارق في الأوقات والوضعيات الصعبة.. يتعلق الأمر بيوسف بلايلي الذي يستحق التواجد رفقة المنتخب الوطني، بالنظر إلى الأهداف التي يسجلها والكرات الحاسمة التي يقدمها لزملائه، سواء عندما كان الموسم المنصرم في مولودية الجزائر أو عند وصوله هذا الموسم إلى فريق الترجي الرياضي التونسي.. لديه ثقة كبيرة في النفس وإمكانيات فنية كبيرة، بالنسبة لي بعد المستويات الكبيرة التي يقدّمها هذا الموسم خصوصا في رابطة الأبطال الإفريقية.. ممكن جدا أن يتواجد بداية من شهر مارس في صفوف المنتخب الوطني.